الفصل الخامس والثلاثون – صيد في الظلال

1. ولادة صياد جديد

كان الليل كثيفًا فوق أرض الظلال، والضباب الكثيف يزحف فوق الأرض كالأشباح، يخفي تحته ما لا يمكن للعين المجردة رؤيته. لم يكن هناك ضوء سوى الوهج الخافت للقمر الذي بالكاد يخترق هذه العتمة.

وسط هذا الظلام، تحرك شيرو بصمت، خطواته لم تكن تُسمع، أنفاسه خافتة، وكأنه شبح في الليل.

كانت هذه أول مرة يجرب فيها قوته الجديدة خارج نطاق الاختبار، وأراد أن يعرف إلى أي مدى يمكنه استخدامها.

على بُعد أمتار قليلة، كان هناك معسكر صغير لصيادين من الرتبة الفضية. كانوا خمسة رجال، جالسين حول نار خافتة، يتحدثون بهدوء عن مكافأة قادمة لقاء اصطياد تنين نادر شوهد مؤخرًا في المنطقة.

شيرو عرف جيدًا عن أي تنين يتحدثون.

لقد كانوا يبحثون عنه.

ابتسم بهدوء، ثم تحرك...

2. الاختفاء في العتمة

كان أحد الصيادين واقفًا بعيدًا عن المجموعة، يحرس المحيط. لم يكن يعلم أن هناك ظلًا يتحرك خلفه بصمت.

في لحظة واحدة، دون سابق إنذار، اختفى الرجل داخل الظلام. لم يكن هناك صرخة، لا صوت، لا تحذير. فقط اختفاء مفاجئ.

اقترب شيرو أكثر، مستخدمًا قدرته على الاندماج مع الظل. لم يكن مجرد اختباء، بل كان امتزاجًا حقيقيًا مع العتمة، وكأن جسده لم يعد له وجود مادي.

لم يلاحظ الصيادون الآخرون شيئًا.

حتى شعر أحدهم ببرودة غير طبيعية خلفه... ثم سقط دون أن يعرف من أين جاء الهجوم.

لم يتبقَ سوى ثلاثة.

"ما هذا؟!" صرخ أحدهم، وهو ينهض ويسحب سيفه بسرعة.

لكن لم يكن هناك شيء سوى الظلال...

3. مواجهة الصياد الذهبي

قبل أن يتمكن شيرو من القضاء على آخر رجلين، سمع صوتًا حادًا خلفه. استدار بسرعة ليرى رجلًا مختلفًا عن البقية. كان يرتدي درعًا سحريًا مزخرفًا بنقوش قديمة، وعيناه تلمعان بطاقة زرقاء.

"لقد عرفت أنك ستأتي."

كان هذا الرجل مختلفًا. لم يكن مجرد صياد فضي، بل كان صيادًا من الرتبة الذهبية.

تراجع شيرو بسرعة، لكن الصياد ضرب الأرض برمحه، مما خلق موجة طاقة دفعت الضباب بعيدًا وكشفت موقعه.

"إذن، أنت الوحش الذي كان يقتل صيادينا؟" قال الصياد بابتسامة متوحشة.

لم يرد شيرو، لكنه استعد. كان يعلم أن هذه المعركة ستكون مختلفة عن أي شيء واجهه من قبل.

4. أول قتال حقيقي في الظلال

اندفع الصياد نحوه بسرعة غير طبيعية، موجّهًا رمحه مباشرة إلى صدر شيرو. بالكاد تمكن الأخير من المراوغة، لكن شفرة الرمح لامست قشره، تاركة أثرًا متوهجًا على جلده.

"هذا السلاح..." تمتم شيرو، وهو يشعر بتيار من الألم يسري في جسده. كان هذا الرمح مزودًا بطاقة سحرية مضادة للتنانين.

لم يكن يستطيع تلقي ضربة مباشرة منه.

تنفس شيرو بعمق، ثم استخدم قوته الجديدة. بدلًا من الهجوم مباشرة، اندمج مع الظلام، وأصبح جزءًا منه، ثم انتقل بسرعة من ظل إلى آخر، مما جعله يتحرك بسرعة فائقة لا يمكن تتبعها بالعين المجردة.

لكن الصياد لم يكن غافلًا.

"لن تخدعني بهذه الحيل." قال الصياد، ثم أغلق عينيه للحظة، قبل أن يفتحها مجددًا وهي تتوهج بطاقة زرقاء.

"عين الصياد... تقنية الرؤية الروحية."

توقف شيرو.

هذا الرجل كان قادرًا على رؤية الطاقة بدلاً من الأشكال، مما يعني أن اختباءه في الظل لم يعد مفيدًا ضده.

ابتسم الصياد وقال: "لن تستطيع الهروب الآن."

لكن شيرو لم يكن ينوي الهرب.

"إذن، سأهاجم مباشرة."

اندفع بسرعة هائلة، مستخدمًا مخالبه المغلفة بطاقة الفراغ، محاولًا تمزيق درع الصياد. لكن الرجل كان أسرع مما توقع، فتراجع في اللحظة الأخيرة، ثم رد بهجوم سريع برمحه.

شعر شيرو بالرمح يخترق كتفه، لكن الألم كان مختلفًا هذه المرة. لم يكن مجرد إصابة جسدية، بل كان وكأن الطاقة السحرية في جسده بدأت تتلاشى تدريجيًا.

"هذا السلاح يمتص طاقتي..." أدرك شيرو، وهو يضغط أسنانه بقوة.

لكن رغم ذلك، لم يكن مستعدًا للاستسلام.

5. الحيلة الأخيرة

في لحظة حاسمة، بدّل شيرو استراتيجيته. بدلًا من القتال المباشر، قام بإطلاق موجة من الظلال الكثيفة، مما جعل كل شيء في المنطقة يغرق في ظلام دامس.

حتى مع عيون الصياد السحرية، لم يستطع رؤية أي شيء.

"ما هذا؟!" صرخ الصياد، وهو يرفع رمحه بحذر.

ثم شعر بشيء يتحرك خلفه.

لكن قبل أن يتمكن من الرد، شعر بمخالب شيرو تمزق درعه من الخلف، مخترقة دفاعاته أخيرًا.

صرخ الصياد في ألم، وسقط على ركبتيه، لكن شيرو لم ينهيه على الفور.

بدلًا من ذلك، اقترب منه، وهمس بصوت هادئ:

"قل لهم... أنني قادم."

ثم اختفى داخل الظلام، تاركًا الصياد ينزف على الأرض، بينما كان ضوء القمر يظهر تدريجيًا من خلف الضباب.

كان هذا هو إعلان البداية.

نهاية الفصل.

2025/03/27 · 3 مشاهدة · 684 كلمة
GK TV
نادي الروايات - 2025