الفصل السادس والثلاثون – همسات في الظلام

1. بين الحياة والموت

في أعماق غابة أرض الظلال، كان شيرو يتنفس بصعوبة، متكئًا على جذع شجرة ضخمة، بينما كان الدم يتسرب من جروحه ببطء.

القتال ضد ذلك الصياد الذهبي لم يكن مجرد اختبارٍ لقوته، بل كان تحذيرًا واضحًا: لا يزال ضعيفًا.

"لا يمكنني الاستمرار هكذا..." تمتم بصوت خافت، وهو يضغط على الجرح في كتفه. لم يكن مجرد جرحٍ عادي، بل كان يحمل آثار الطاقة السحرية التي تآكلت داخل جسده، مما جعله يشعر بالإرهاق العميق.

رفع رأسه قليلًا ونظر إلى الأعلى، حيث كانت الأشجار تمتد إلى السماء، تحجب القمر تمامًا.

كانت هذه الأرض مكانًا للموتى والمنفيين، حيث لا قانون يحكم، سوى قانون الأقوى.

وبالرغم من ذلك، كان عليه البقاء هنا.

2. مواجهة الظلال

بعد دقائق من الراحة، شعر بشيء يتحرك في الظلام. لم يكن حيوانًا عاديًا، بل كان شيئًا آخر.

عيون متوهجة ظهرت بين الأشجار، ثم تردد صوتٌ هامس:

"تنين... في أرض الظلال؟ غريب..."

تجمد شيرو في مكانه، لكنه لم يظهر خوفًا.

خرجت الكائنات من بين الأشجار ببطء. كانوا أشبه بالبشر، لكنهم ليسوا كذلك. كانت أجسادهم مغطاة بوشوم متوهجة، وعينهم سوداء بالكامل، مما جعلهم يبدون كظلال متجسدة.

"من أنتم؟" سأل شيرو بصوت هادئ لكنه حاد.

أحدهم اقترب، كان أطول من البقية، ويرتدي درعًا مظلمًا يعكس ضوء القمر بشكل غريب.

"نحن سكان هذه الأرض المنسية... نحن الذين تم نسيانهم من قبل العالم."

ثم توقف، وحدق في شيرو لثوانٍ، قبل أن يضيف بصوت منخفض:

"وأنت؟ هل جئت للموت هنا أيضًا؟"

شيرو لم يجب فورًا. بدلًا من ذلك، وقف ببطء، متجاهلًا ألمه، ثم قال بصوت بارد:

"جئت لأصبح أقوى."

3. حكم القوة

ضحك الرجل بصوت خافت، قبل أن يرفع يده فجأة، مشيرًا إلى مجموعة من المخلوقات الضخمة التي خرجت من الظلام.

ذئاب عملاقة، ذات فراء أسود تتوهج أعينها بلون قرمزي، وأسنانها تقطر بالسم.

"إن كنت تسعى للقوة، فعليك أن تثبت نفسك... على طريقتنا."

بلمح البصر، انقضت الذئاب على شيرو!

لكن هذه المرة، لم يكن ينوي الهروب.

فتح فمه، وأطلق نفسًا ناريًا مختلطًا بطاقة الظلام، مما جعل النيران تتحول إلى لهب أرجواني غريب، يلتهم كل شيء في طريقه.

ذئبان احترقا بالكامل، لكن البقية كانت أسرع، وقفزت من الجانبين محاولةً تمزيقه.

شيرو تفادى الأول، لكنه لم يستطع تجنب الثاني، الذي غرز أنيابه في جناحه الأيسر.

صرخ بألم، لكن بدلاً من التراجع، استخدم مخالبه المظلمة ليطعن الذئب مباشرة في عنقه، ويرميه جانبًا.

البقية توقفت، مترددة.

أما الرجل ذو الوشوم، فابتسم لأول مرة.

"ليس سيئًا... يبدو أننا قد نجد لك مكانًا بيننا."

4. البداية الجديدة

بعد انتهاء المعركة، سمحوا له بدخول مخيمهم المخفي في قلب أرض الظلال.

هناك، رأى أشياء لم يكن يتوقعها:

مخلوقات هجينة، نصفها بشري ونصفها وحشي.

جنود منفيون، يحملون دروعًا عليها رموز ممالك البشر، لكن أعينهم كانت ميتة.

صيادون سابقون، فقدوا هدفهم وتحولوا إلى مرتزقة بلا ولاء.

هذا المكان لم يكن مجرد أرض منفية.

بل كان ملاذًا لكل من لفظه العالم.

أدرك شيرو أنه هنا لن يتعلم فقط كيف يصبح أقوى، بل سيتعلم كيف يستخدم ظلال هذا العالم لصالحه.

نظر إلى الأعلى، حيث كان القمر يلمع من خلال الضباب الكثيف، وهمس لنفسه:

"سأعود إلى أراضي التنانين... لكن ليس الآن."

"عندما أعود، لن أكون نفس المخلوق الذي طاردوه سابقًا..."

"بل سأكون الكابوس الذي يخشونه."

نهاية الفصل.

2025/03/28 · 2 مشاهدة · 508 كلمة
GK TV
نادي الروايات - 2025