الفصل السابع والثلاثون – دروس في الظلام

1. قانون الغابة

استيقظ شيرو في صباح غريب، حيث لم يكن هناك شمس ولا سماء واضحة، بل ظلامٌ خافتٌ يغطي أرض الظلال بأكملها.

كان الهواء باردًا، محملًا برائحة الرطوبة والدماء القديمة، وكأن الأرض نفسها تتنفس ذكريات من سقطوا هنا.

تحرك ببطء، متجاهلًا الألم الذي لا يزال ينبض في جناحه، بينما يتذكر معركته بالأمس ضد الذئاب القاتلة.

"هذا المكان لا يعترف إلا بالقوة..."

التفت إلى صوته الداخلي، ذلك الصوت الذي ازداد وضوحًا منذ أن بدأ يعيش بين هؤلاء المنبوذين.

لقد فهم الآن.

في هذه الأرض، الضعيف يموت، والقوي يبقى.

إذا أراد البقاء، فعليه أن يصبح أقوى من الجميع.

2. معلم غير متوقع

بينما كان يسير بين المساكن العشوائية في المخيم، توقف عند إحدى الخيام الكبيرة حيث كان الرجل ذو الوشوم الذي قابله سابقًا ينتظره.

"استيقظت مبكرًا، جيد... لديك رغبة في البقاء."

"أخبرني، أيها التنين الصغير... هل تريد فقط النجاة؟ أم أنك تسعى لشيء أعظم؟"

شيرو حدق فيه بعينين باردتين، قبل أن يجيب:

"أريد أن أتعلم كيف أقتل دون أن أموت."

ابتسم الرجل، قبل أن يشير إلى شخص آخر كان يجلس في زاوية الخيمة.

كان كائنًا غريبًا، مغطى برداء ممزق، لكن هالة القوة حوله كانت واضحة.

"إن كنت تريد أن تصبح أقوى، فتعلم من هذا الرجل... كان صيادًا في يوم من الأيام، لكنه اختار طريقًا مختلفًا."

شيرو نظر إلى الرجل، الذي رفع رأسه أخيرًا وكشف عن وجهه.

لقد كان بشرًا، لكن وجهه كان ممتلئًا بالندوب، وعيناه فقدتا بريق الحياة.

"إذن، تنين يريد تعلم فن القتل؟ حسنًا... سأريك كيف تفعل ذلك بالطريقة الصحيحة."

3. دروس القتل

بدأ التدريب في الليلة ذاتها.

تعلم شيرو كيف يخفي وجوده بالكامل، كيف يتحرك في الظل دون أن يُكتشف، وكيف يهاجم من الزوايا التي لا يتوقعها العدو.

تعلم نقاط ضعف البشر، كيف تكون لديهم أماكن ضعيفة خلف الدروع، وكيف أن بعض السحرة يحمون أنفسهم بقدرات معينة، لكنهم يتركون ثغرات قاتلة.

تعلم كيف يستخدم قوته بطريقة جديدة، كيف يجعل نَفَسه الناري قاتلًا لكن صامتًا، كيف ينهي القتال قبل أن يبدأ.

لقد أدرك شيئًا مهمًا:

القوة لا تعني المواجهة المباشرة دائمًا... القوة الحقيقية هي معرفة متى تضرب، وأين تضرب، وكيف تجعل العدو لا يدرك أنه هُزم إلا بعد فوات الأوان.

4. أول اختبار حقيقي

بعد أيام من التدريب، جاءه معلمه الجديد وألقى أمامه خنجرًا قصيرًا.

"هذه ليلتك الحقيقية الأولى... هناك صياد متخفي على حدود المخيم، جاء لاستكشاف المكان. اقتله قبل أن يغادر، أو لن تعيش لترى الغد."

لم تكن هناك فرصة للتردد.

خرج شيرو في الظلام، مستخدمًا مهاراته الجديدة، متسللًا بين الأشجار، حتى رأى الهدف.

كان رجلًا يرتدي درعًا خفيفًا، يحمل قوسًا وسهمًا مشحونًا بالسحر، عيناه تراقبان المخيم من بعيد.

لم يكن يعلم أن الموت كان يقترب منه بصمت.

اقترب شيرو، تذكر كل شيء تعلمه، ثم...

انقض عليه.

5. الميلاد الجديد

بعد دقائق، عاد شيرو إلى المخيم، عيونه أكثر ظلمة، وأجنحته ملطخة بدم ضحيته الأولى التي قتلها بأسلوب لم يستخدمه من قبل.

المعلم ابتسم، والرجل ذو الوشوم اكتفى بالنظر إليه بهدوء، قبل أن يقول:

"الآن... أصبحت واحدًا منا."

نهاية الفصل.

2025/03/28 · 3 مشاهدة · 477 كلمة
GK TV
نادي الروايات - 2025