الفصل الثامن والثلاثون – الظلال التي تتحرك في الظلام
1. بداية جديدة في عالم القتلة
جلس شيرو على صخرة ملساء عند حافة المخيم، يراقب القمر الخافت الذي بالكاد يخترق ظلام أرض الظلال. لا زالت أنفاسه بطيئة بعد الليلة الماضية، حيث أتم أول عملية قتل له بصمت تام، دون أن يترك أثراً يُذكر.
"إذن هذا هو العالم الذي دخلته؟"
لقد تغير شيء داخله. لم يكن القتل جديدًا عليه، لكنه كان دومًا يقاتل من أجل النجاة، وليس من أجل الصيد البارد والمدروس كما فعل بالأمس.
اقترب الرجل ذو الوشوم منه، جالسًا بجانبه دون أن ينبس بكلمة. ثم قال بصوت هادئ:
"الآن أنت تفهم... القتال ليس مجرد قوة، بل فن."
شيرو لم يرد، فقط تابع مراقبة السماء المظلمة.
2. المهمة التالية
بعد فترة، جاء المعلم السابق للصيادين، الشخص الذي درب شيرو، ونظر إليه بنظرة خالية من أي شفقة.
"حان وقت اختبار آخر. أمامنا مجموعة من الصيادين الفضيين يتجهون عبر الغابة. لن يأتوا إلى هنا، لكنهم قريبون بما يكفي ليكونوا خطرًا على وجودنا."
توقف قليلًا، ثم أضاف:
"هذه المرة، لن تكون وحدك. لديك شريك."
من بين الظلال، خرجت فتاة ذات قوام رشيق، شعرها الأسود الطويل ينسدل على كتفيها، وعيناها الحادتان تعكسان ضوء القمر. كانت ترتدي ملابس خفيفة تتيح لها الحركة السريعة، وعلى خصرها خناجر صغيرة تشع بسحر قاتم.
"هذه نايلا، قاتلة من أراضي الشرق، متخصصة في تصفية الأهداف بسرعة."
نظرت الفتاة إلى شيرو بصمت، ثم قالت:
"أتمنى ألا تكون عبئًا."
رفع شيرو حاجبه، لكنه لم يرد.
"إذن، متى نتحرك؟"
ابتسم معلمه قائلاً:
"الآن."
3. الصيد تحت ضوء القمر
تحرك شيرو ونايلا عبر الأشجار بصمت تام. كانا كالظلال، يتسللان بين الأغصان دون أن يصدر منهما صوت.
على بعد مسافة قصيرة، ظهرت مجموعة الصيادين الفضيين، كانوا خمسة رجال، يسيرون على مهل وكأنهم لا يشعرون بأي تهديد.
همس شيرو: "ما الخطة؟"
نايلا ابتسمت ابتسامة خفيفة، ثم قالت: "ننتظر... ونراقب."
مرت الدقائق ببطء، حتى توقف أحد الصيادين عن السير، وأخذ ينظر حوله بشك.
"هناك شيء هنا..."
لكن قبل أن يتمكن من التحذير، تحرك شيرو.
كان سريعًا، أسرع مما توقع حتى هو نفسه. انقض على الرجل، أطبق بفكيه على رقبته، وسحب جسده بسرعة إلى الظلام قبل أن يتمكن الآخرون من رؤية ما حدث.
"واحد انتهى."
البقية انتبهوا أخيرًا، سحبوا أسلحتهم، لكن نايلا تحركت كالشبح، ظهرت خلف أحدهم، قطعت حنجرته بحركة سلسة قبل أن تتراجع إلى الظلال.
"اثنان."
الآن أصبح الصيادون الثلاثة المتبقون مذعورين، لكن قبل أن يقرروا الهروب، كان الأوان قد فات.
شيرو استخدم نَفَسه الناري لأول مرة منذ فترة، لكن ليس ككرة نار مشتعلة، بل كلَهَب ضيق مركز، اخترق صدر أحد الصيادين، وأسقطه أرضًا.
أما الاثنان الآخران، فقد انتهيا بسرعة على يد نايلا، التي استغلت ارتباكهما.
مرت لحظات من الصمت، ثم نظرت نايلا إلى شيرو وقالت بهدوء:
"أنت سريع... وهذا جيد."
شيرو لم يرد، لكنه شعر بشيء يتغير داخله.
4. عودة بلا ندم
عاد الاثنان إلى المخيم دون أن ينبسا بكلمة. عندما وصلا، وجدوا الرجل ذو الوشوم والمعلم بانتظارهما.
"كيف كان الصيد؟"
نايلا ردت بهدوء: "نظيف."
أما شيرو، فاكتفى بالنظر إلى الرجلين، قبل أن يقول:
"أعطني مهمة أخرى."
هذه المرة، ابتسم الرجل ذو الوشوم ابتسامة واسعة وقال:
"هاه... لقد بدأت تفهم، أليس كذلك؟"
نهاية الفصل.