الفصل التاسع والثلاثون – ثمن الدماء

1. آثار القتل

جلس شيرو عند حافة النهر الصغير الذي يمر عبر الغابة، يراقب انعكاسه على سطح الماء. عينيه الذهبيتين كانتا باردتين، خاليتين من أي مشاعر واضحة.

منذ أن بدأ العمل كقاتل في أرض الظلال، أصبح القتل جزءًا من روتينه اليومي، لكنه لم يكن مجرد وحش مسعور يهاجم بلا تفكير، بل أصبح صيادًا دقيقًا، يدرس فريسته قبل أن ينقض عليها.

"إلى أي مدى سأذهب؟"

همس لنفسه، لكنه لم يجد إجابة.

2. المهمة الجديدة

في تلك الليلة، استدعاه معلمه مجددًا. كان المكان مظلمًا، تحيط به نيران خافتة تلقي بظلال راقصة على الجدران الصخرية.

"هذه المرة، لدينا مهمة من مستوى مختلف."

وضع خريطة قديمة على الطاولة الخشبية، وأشار إلى موقع معين.

"هذا معسكر لأحد الصيادين الذهبيين. اسمه فالدريك، كان مسؤولًا عن عشرات عمليات صيد التنانين خلال السنوات الأخيرة."

رفع عينيه نحو شيرو وقال:

"أنت ستكون من ينهيه."

لم يظهر شيرو أي رد فعل، لكنه شعر بشيء مختلف. هذه لم تكن مجرد عملية قتل أخرى، بل كانت خطوة نحو مواجهة الصيادين الأقوياء الذين لطالما أرعبوه.

3. التحرك نحو الهدف

تحرك شيرو ونايلا عبر الغابة كالظلال، يقتربان من المعسكر الذي يقع على حافة جرف حجري مطل على وادٍ عميق. كان هناك حراس يتجولون في محيطه، لكن لم يكن هذا ما يقلق شيرو.

"الصياد الذهبي ليس شخصًا يمكن قتله بسهولة."

همست نايلا بصوت منخفض: "سنحتاج إلى خطة، لا يمكننا قتاله مباشرة."

لكن شيرو لم يكن مهتمًا بالهجمات المخادعة هذه المرة. كان يريد مواجهة خصم قوي ليرى مدى تقدمه.

"أنا سأواجهه، وأنتِ اهتمي بالبقية."

نظرت إليه نايلا قليلًا، ثم أومأت.

"حاول ألا تموت."

4. مواجهة الصياد الذهبي

عندما اقتحم شيرو المعسكر، لم تكن هناك حاجة للتخفي. أطلق نَفَسه الناري، فاحترق أحد الخيام، وعمّت الفوضى المكان.

خرج فالدريك من خيمته، رجل ضخم يرتدي درعًا أسود تتخلله نقوش ذهبية، وعلى ظهره سيف ضخم يشع بطاقة سحرية.

"إذن، وحش آخر جاء ليُقتل؟"

صوت الصياد كان مليئًا بالثقة، لكنه لم يكن متعجرفًا. كان يعلم تمامًا ما يواجهه.

"أنت من قتل العديد من التنانين، أليس كذلك؟"

قال شيرو بصوت بارد، متجاهلًا الحراس الذين بدأوا في التراجع، مدركين أن هذه المعركة ليست لهم.

فالدريك ابتسم ابتسامة صغيرة وقال:

"وهل هناك سبب يجعلني لا أفعل؟ التنانين وحوش، وأنت مجرد واحد آخر سينتهي به المطاف ك troفي أخرى."

لم يكن هناك المزيد من الكلمات.

قفز شيرو بسرعة خاطفة، مستخدمًا مخالبه لمحاولة تمزيق درع فالدريك، لكن الصياد تحرك بسرعة مفاجئة لرجل بحجمه، وسحب سيفه ليصد الهجوم.

الاصطدام كان عنيفًا، موجة من الطاقة انفجرت حولهما، محطمة الأرض أسفل أقدامهما.

"ليس سيئًا."

قال فالدريك، قبل أن يهاجم.

شيرو تفادى الضربة الأولى، لكن الضربة الثانية أصابته، تسببت في جرح عميق في كتفه الأيسر.

لكنه لم يتوقف.

بدلًا من التراجع، استغل قربه من الصياد، وفتح فكيه، مطلقًا نَفَسه الناري مباشرة نحو وجه فالدريك.

لكن الصياد كان مستعدًا.

رفع يده، وظهرت أمامه حاجز سحري امتص جزءًا من النيران، لكن الحرارة كانت كافية لتحرق بعض أجزاء درعه.

القتال استمر لدقائق طويلة، كلاهما يتبادل الضربات بسرعة وقوة هائلة، لكن شيرو كان يعرف أنه يستهلك طاقته أسرع من خصمه.

"إنه أقوى مما توقعت... لكن هذا لا يعني أنني سأخسر."

5. لحظة الحسم

عندما بدأ شيرو في التراجع، ظن فالدريك أنه استنزفه بالكامل. رفع سيفه استعدادًا لضربة قاضية.

لكن شيرو كان يخطط لشيء آخر.

في اللحظة التي هجم فيها فالدريك، قفز شيرو إلى الخلف فجأة، مما جعله يتجنب الضربة بفارق ضئيل، ثم أطلق من فمه كرة نارية مكثفة مباشرة نحو الأرض أسفل الصياد.

الانفجار كان عنيفًا، تسبب في انهيار جزء من الجرف الحجري، وسقط فالدريك معه نحو الوادي العميق.

قبل أن يسقط تمامًا، نظر نحو شيرو بعينين متسعتين، وكأنه لم يتوقع أن تتم هزيمته بهذه الطريقة.

ثم اختفى في الظلام.

6. ما بعد القتال

وقف شيرو عند الحافة، يلهث بصوت خافت، جسده مغطى بالجروح والدماء، لكنه كان على قيد الحياة.

اقتربت نايلا، تنظر إلى المكان الذي سقط فيه فالدريك، ثم إلى شيرو.

"لقد فعلتها."

لم يجب شيرو، فقط نظر إلى يديه الملطختين بالدماء.

لقد هزم صيادًا ذهبيًا... لكنه لم يشعر بالرضا.

"كم عدد القتلى الآخرين الذين سأحتاج لإسقاطهم قبل أن أصل إلى الحقيقة؟"

لكن لم يكن هناك وقت للراحة.

كان هذا مجرد بداية جديدة.

نهاية الفصل.

2025/03/28 · 4 مشاهدة · 658 كلمة
GK TV
نادي الروايات - 2025