40 - ولاده من جديد في اللهب والدم

الفصل الأربعون – ولادة من جديد في اللهب والدم

1. حدود الاحتراق

كان شيرو يقف فوق جثة فالدريك، جسده مغطى بالجروح والدماء المتجمدة. عيناه الذهبيتان تحدقان في الفراغ، بينما أنفاسه تخرج متثاقلة، كل شهيق يشعل الألم المتفجر في صدره.

قتل صيادًا ذهبيًا، لكنه بالكاد نجا.

نايلا كانت تنظر إليه بصمت. هذه المعركة لم تكن كغيرها، فقد رأته يقترب من حافة الهاوية، حيث لم يكن الأمر مجرد قتل بعد الآن—بل تحول.

كان شيرو يتغير.

لكنه لم يكن متأكدًا إن كان هذا للأفضل أم للأسوأ.

"إنهم سيأتون."

قالت نايلا بهدوء، صوتها كان مثقلًا باليقين.

لم يكن هناك وقت للراحة. فالدريك لم يكن مجرد صياد عادي، بل كان واحدًا من الأقوى، وموته لن يمر دون رد.

2. الصيد يبدأ

قبل أن يتمكن شيرو من الرد، اهتز الهواء من حولهم.

كان الأمر أشبه بزلزال، لكن لم يكن هناك أي اهتزاز في الأرض—بل في السماء نفسها.

ثم ظهروا.

صيادون.

ليس مجرد بضعة أفراد، بل فرقة كاملة، تحيط بهم من كل اتجاه.

"لقد تأخرنا، لكن على الأقل وجدنا الجاني."

جاء الصوت من أعلى، وعندما رفع شيرو رأسه، رأى شخصًا آخر يهبط من السماء.

كان رجلاً ضخماً، يحمل فأسًا أسود ضخمًا على كتفه، عيونه المتوهجة بالسحر تخترق الظلام.

كان هذا صيادًا بلاتينيًا.

"شيرو..."

همست نايلا بصوت بالكاد يُسمع.

لكن شيرو لم يكن بحاجة إلى تحذيرها. كان يعرف بالفعل.

لقد كان ميتًا إن لم يقاتل بكل قوته.

3. معركة السماء والنار

لم يكن هناك وقت للكلام.

تحرك الصياد البلاتيني بسرعة مذهلة، فأسه يهبط بسرعة تعجز العين عن متابعتها.

لكن شيرو لم يكن كما كان قبل سنوات.

قفز للخلف، أجنحته تنفتح بقوة، ثم أطلق نَفَسًا ناريًا مكثفًا، ليس مباشرة على خصمه، بل على الأرض، محدثًا انفجارًا هائلًا من اللهب والغبار.

استغل الفوضى ليحلق في الهواء، لكن الصياد لم يكن سهلًا.

ظهر فوقه في لحظة، الفأس يهبط مباشرة نحو جناحيه.

"لن أدعك تهرب!"

صرخ الرجل، لكن شيرو لم يكن يهرب.

التف بجسده بسرعة، مستخدمًا ذيله لضرب الصياد مباشرة في صدره.

لكن الضربة لم تكن كافية.

الصياد استعاد توازنه بسرعة مرعبة، ثم أمسك بشيرو من عنقه، ساحقًا جسده إلى الأرض.

"أنت قوي... لكنك لست كافيًا بعد."

ألم رهيب انفجر في صدر شيرو، لكنه لم يسمح له بإيقافه.

أطلق انفجارًا ناريًا هائلًا من فمه، أجبر الصياد على التراجع للحظة.

كانت هذه الفرصة الوحيدة.

4. الاختيار الأخير

أدار شيرو رأسه نحو نايلا، التي كانت تحارب بقية الصيادين. كانت قوية، لكنها لن تستطيع الصمود طويلًا.

"اهربي!"

صرخ شيرو، لكن نايلا لم تتحرك.

"لن أتركك وحدك!"

لكن لم يكن هناك وقت للعناد.

الصياد البلاتيني بدأ في التحرك من جديد، وهذه المرة لم يكن هناك مفر.

شعر شيرو بالقوة تتلاشى من جسده، لكنه رفض السقوط.

ثم، في تلك اللحظة...

حدث شيء لم يكن يتوقعه.

5. النار السوداء

داخل أعماقه، شعر بشيء ينكسر.

وكأن سلاسل خفية كانت تقيده لسنوات طويلة قد تحطمت في لحظة واحدة.

ألم لا يوصف اندفع في جسده، لكنه لم يكن ألم الموت—بل ولادة جديدة.

نيرانه، التي كانت دومًا حمراء ومتوهجة، تغيرت.

أصبحت سوداء.

وفي اللحظة التي هاجمه فيها الصياد مجددًا، أطلق شيرو نَفَسًا لم يسبق له مثيل.

لهب أسود، لا يشبه أي نار أخرى، اجتاح كل شيء.

السماء نفسها اهتزت، الأرض انشقت تحت قدميه، والصياد البلاتيني، الذي كان واثقًا من فوزه، لم يجد الوقت حتى ليتجنب الهجوم.

عواء مرعب خرج من حنجرته وهو يُبتلع بالكامل في الجحيم الأسود.

6. ما بعد الكارثة

عندما هدأت النيران، لم يكن هناك شيء متبقٍ سوى الرماد.

لكن شيرو لم يعد كما كان.

جسده كان ينبض بقوة جديدة، لكنه شعر بأنه يقترب أكثر فأكثر من حافة لم يكن متأكدًا إن كان يمكنه العودة منها.

نايلا كانت تحدق فيه برعب، لم ترَ أبدًا شيئًا مثل هذا من قبل.

حتى الصيادون الآخرون، الذين نجوا بالكاد، بدأوا في التراجع، عيونهم مليئة بالخوف.

لكن شيرو لم يكن يهتم.

كان هناك شيء واحد فقط في ذهنه الآن.

"أنا لست ضعيفًا بعد الآن."

ثم، دون أن ينظر خلفه، فتح جناحيه، وانطلق نحو السماء، مغادرًا أرض الظلال إلى الأبد.

إلى المجهول.

نهاية الفصل.

احم احم ملاحظه (التفاعل والدعم علي الروايه ميت لكن هستمر هكمل فروايه للاخير حتي لو ما كان في دعم) 😅

2025/03/28 · 4 مشاهدة · 648 كلمة
GK TV
نادي الروايات - 2025