الفصل الحادي والأربعون – عاصفة في الأفق
1. الرحيل نحو المجهول
كان الهواء باردًا فوق السحب الداكنة، لكن شيرو لم يكن يشعر بشيء سوى الحرارة المنبعثة من جسده. لهبه الأسود ما زال يتأجج في داخله، نبضًا حيًا يكاد يشعر به وكأنه شيء منفصل عنه.
لم يكن يعلم ما حدث بالضبط. كل ما يعرفه أنه أطلق نيرانًا لم يكن يملكها من قبل، قوة بدت وكأنها من عالم آخر، قوة جعلت الصيادين يهربون لأول مرة بدلًا من مطاردته.
لكن هذه القوة لم تكن بلا ثمن.
كان جسده متعبًا، روحه متآكلة، وكأن شيئًا ما بداخله يتغير بطرق لا يمكنه فهمها بعد.
"إلى أين الآن؟"
كان هذا السؤال يتردد في ذهنه بينما حلق بعيدًا عن أرض الظلال، تاركًا خلفه رماد المعركة وأصداء صراخ الصياد البلاتيني وهو يبتلع في نيرانه السوداء.
لم يكن هناك مكان يعود إليه. لم يكن هناك منزل أو ملاذ آمن.
كان هناك فقط طريق واحد أمامه—إلى الأمام.
2. ظلال في السماء
لم يكن قد ابتعد كثيرًا عندما بدأ يشعر بشيء غريب.
رياح السماء كانت هادئة أكثر مما ينبغي، السحب من حوله بدت وكأنها تتحرك ببطء غير طبيعي، وكأن الزمن نفسه قد تباطأ.
ثم، فجأة، ارتجف جسده بالكامل.
"شيرو..."
كان الصوت أشبه بالهمس، لكنه لم يأتِ من شخص قريب. كان وكأنه ينبعث من داخله، من أعماق كيانه نفسه.
استدار في الهواء بسرعة، عيونه الذهبية تحدق في الفراغ، لكن لم يكن هناك شيء.
ثم، في لحظة، شعر بظل ضخم يمر من فوقه.
رفع رأسه، وقلبه كاد يتوقف.
هناك، وسط الغيوم المظلمة، كان كيان عملاق يحلق بهدوء، جناحاه الضخمان يمتدان عبر السماء، وعيونه المتوهجة تحدق مباشرة في شيرو.
لم يكن مجرد تنين عادي.
كان تنينًا ملكيًا.
3. لقاء مع العظمة
هبط شيرو بسرعة، محاولًا الابتعاد، لكن الصوت عاد مجددًا، هذه المرة أقوى.
"لا تهرب. لقد كنت أنتظرك."
توقفت أنفاسه.
التنين الملكي كان يتحدث إليه؟
لم يكن هذا مجرد أي تنين... بل واحد من الملوك القلائل الذين حكموا سماء العالم منذ العصور القديمة.
هبط شيرو على قمة جبل صخري، جسده متوترًا بالكامل، بينما تابع التنين الملكي تحليقه ببطء قبل أن يهبط أمامه.
كان حجمه هائلًا، أكبر من أي مخلوق رآه شيرو من قبل، وقوته كانت كالعاصفة التي لم تُطلق بعد.
"من أنت؟" سأل شيرو بصوت حذر.
ابتسم التنين الملكي، وكأن السؤال كان مضحكًا.
"أنا؟ أنا من يحكم السماء، من يحكم النار، من كان يشاهدك منذ البداية، يا صغيري."
ارتجف جسد شيرو.
لم يكن هذا مجرد لقاء عادي.
لقد كان بداية لشيء أكبر بكثير مما كان يتوقعه.
نهاية الفصل.