44 - ظلال الماضي وتنين المستقبل

الفصل الرابع والأربعون – ظلال الماضي وتنين المستقبل

1. العودة إلى أرض الظلال

شق شيرو طريقه عائدًا إلى أرض الظلال، لكن هذه المرة لم يكن مجرد زائر عابر أو محارب جريح. كان تنينًا يتطلع إلى المستقبل، متسلحًا بعزيمة أقوى مما كانت عليه من قبل.

تحركت مخالبه على الأرض القاحلة، وشعر بنسمات الرياح الباردة تلامس جناحيه وهو يطير عبر السماء الملبدة بالغيوم. في الأفق، بدت أطلال المعارك القديمة وكأنها أشباح تنتظر من يعيد إحياء قصصها المنسية.

لكنه لم يكن وحده. منذ لحظة عبوره الحدود، كان بإمكانه الشعور بأعين تراقبه من الظلال. لم تكن نظرات ودية، بل خليط من الشك والترقب.

"لقد عاد..." همس أحد التنانين المتخفية بين الصخور.

"لماذا يعود بعد كل ما حدث؟" تساءل آخر، بينما كانت أعينهم تتابعه بحذر.

شيرو لم يُعِرهم اهتمامًا، لكنه لم يكن غافلًا عن حقيقة أن عودته لن تمر مرور الكرام.

2. لقاء غير متوقع

ما إن وطأت قدماه الأرض حتى ظهر أمامه تنين قديم ذو حراشف سوداء متشققة، وعينين تشعان بخبرة آلاف المعارك. كان التنين كبيرًا، لكن الزمن ترك أثره عليه، مما جعله يبدو وكأنه ظلٌ باهت لما كان عليه يومًا.

"شيرو..." قال بصوت هادئ لكن حازم. "لم أتوقع أن أراك هنا مجددًا."

توقف شيرو للحظة، ثم نظر إلى التنين العجوز مباشرة. "لم أعد لأبرر نفسي، ولا لأطلب الإذن. عدتُ لأن هذه الأرض لم تنتهِ قصتها بعد."

تبادل التنين العجوز وشيرو النظرات لثوانٍ، قبل أن يبتسم العجوز قليلاً. "إذا كنت حقًا تؤمن بذلك، فاستعد لما هو قادم. أرض الظلال لا ترحب بالضعفاء، ولا ترحم المترددين."

3. تحدٍ في الظلام

قبل أن يتمكن شيرو من الرد، انطلقت صرخة مدوية من أعماق الوادي المظلم، تلاها صوت هز الأرض. لم يكن هذا مجرد نذير خطر، بل كان إعلانًا عن اقتراب شيء خطير.

من بين الضباب الكثيف، ظهر مخلوق عملاق، لم يكن تنينًا هذه المرة، بل كائنًا قديمًا أشبه بكابوس متحرك. كانت له أربعة أعين متوهجة، وأنياب تتلألأ بسم قاتل، وجسد ضخم يكسوه الظلام ذاته.

"وحش الظلال..." تمتم التنين العجوز. "لقد استيقظ أخيرًا."

لم ينتظر شيرو ليتلقى المزيد من التوضيح. انطلقت ألسنة اللهب من فمه وهو يندفع نحو الوحش، مدركًا أن هذه المعركة لن تكون مثل سابقاتها. هذه المرة، لم يكن يقاتل فقط من أجل البقاء، بل من أجل المستقبل الذي يريد بناءه.

نهاية الفصل الرابع والأربعين.

2025/03/28 · 3 مشاهدة · 359 كلمة
GK TV
نادي الروايات - 2025