الفصل السادس: صيد وأعداء في الظل
✦ ✦ ✦
شعرتُ بالجوع مجددًا. لم يكن من السهل البقاء على قيد الحياة كتنين صغير، خاصةً في عالم مليء بالمخلوقات الأقوى مني. لكنني بدأت أفهم طبيعة هذا المكان... القوة هي كل شيء.
إذا كنت أريد العيش، فعلي أن أصبح أقوى. وإذا كنت أريد أن أصبح أقوى... فلا بد لي من الصيد!
بخطوات حذرة، خرجت من الكهف متجهًا نحو الغابة. لقد قررت اليوم أن أصطاد فرائس جديدة، ليس فقط من أجل الطعام، ولكن أيضًا لأختبر مهاراتي الجديدة.
✦ ✦ ✦
١. البحث عن الفريسة
تحركت بين الأشجار الكثيفة، متتبعًا أصوات الحياة البرية من حولي. كنتُ أعتمد على حواسي التنينية المتزايدة، وبدأت ألاحظ أشياء لم أكن قادرًا على ملاحظتها من قبل.
رائحة غريبة ملأت الهواء... كان هناك شيء قريب.
تتبعتُ الرائحة حتى وجدتُ مجموعة من الغزلان الصغيرة ترعى في منطقة عشبية مفتوحة.
"هذه فرصتي!"
خفضتُ جسدي بين الأعشاب، مترقبًا اللحظة المناسبة. لقد تعلمت من مطاردتي للأرنب سابقًا أن الهجوم المفاجئ هو المفتاح.
أخذتُ نفسًا عميقًا، ثم انطلقتُ بسرعة مفاجئة!
الغزلان انتبهت لحركتي وحاولت الهرب، لكنني كنتُ أسرع هذه المرة. فتحتُ فكي وأطبقتُ على إحدى الغزلان من ساقها الخلفية، مما جعلها تسقط على الأرض.
لم أكن قويًا بما يكفي لإنهائها بسرعة، لذا استخدمت مخالبي الصغيرة وأسناني الحادة حتى انتهى الأمر.
"لقد اصطدتُ فريستي الأولى لهذا اليوم!"
✦ ✦ ✦
٢. سرقة الفريسة
أمسكت بالغزال بأسناني وبدأتُ في سحبه باتجاه الكهف، ولكن فجأة، شعرتُ بعيون تراقبني.
شعور غريب اجتاحني، كما لو أنني لم أعد وحدي. توقفتُ للحظة، ثم سمعتُ حفيفًا بين الأشجار.
وفجأة، قفز أمامي ثلاثة مخلوقات مظلمة المظهر، ذات عيون حمراء متوهجة، وأنياب بارزة!
"إنهم نفس الذئاب التي التقيت بها أول مرة!"
أحدهم زأر، بينما الآخران بدأا يتحركان ببطء حولي. كان واضحًا أنهم يعتبرونني فريسة سهلة.
لكنني لم أكن نفس التنين الضعيف الذي هرب منهم في المرة الأولى.
✦ ✦ ✦
٣. المواجهة والهروب
أطلقت زئيرًا صغيرًا، محاولًا استخدام هيمنتي التنينية ضدهم. للحظة، تردد أحد الذئاب، لكن الآخر قفز مباشرة نحوي!
تفاديتُ هجومه، لكن أحدهم ضربني بمخالبه على جانبي، مما جعلني أترنح للخلف.
"ما زالوا أقوى مني...!"
أدركت أنني لا أستطيع الفوز في قتال مباشر، لذا كان عليّ الهرب. ضربتُ الأرض بمخالبي وقفزتُ بسرعة نحو الأشجار، محاولًا الابتعاد قدر الإمكان.
لكن المشكلة؟
لقد سرقوا فريستي.
رأيتُ أحد الذئاب يمسك بالغزال ويهرب به بينما الآخران يحاولان مطاردتي.
"اللعنة! عليَّ أن أصطاد من جديد."
✦ ✦ ✦
٤. الصيد من جديد
بعد أن هربت من الذئاب بصعوبة، وجدتُ نفسي في جزء آخر من الغابة. لم أكن أريد العودة إلى الكهف خالي الوفاض.
لذلك، بدأتُ في البحث عن فريسة جديدة.
هذه المرة، كنتُ أكثر حذرًا. تجولت بين الأشجار حتى وجدتُ مجموعة من الطيور الكبيرة تتغذى على الأرض.
اقتربتُ ببطء، ثم استخدمتُ هيمنتي التنينية مجددًا. هذه المرة، شعرتُ بأن الطيور تراجعت قليلاً، وكأنها شعرت بخطر غير مرئي.
ثم، عندما تجمد أحد الطيور في مكانه، انقضضتُ عليه بسرعة وأمسكته بمخالبي!
بعدها، تمكنتُ من اصطياد أرنب آخر، ثم قارض صغير.
رغم أن هذه الفرائس لم تكن كبيرة مثل الغزال الذي سرقته الذئاب، إلا أنها كانت كافية لي.
✦ ✦ ✦
٥. العودة إلى الكهف
مع الفرائس الجديدة التي اصطدتها، عدتُ إلى الكهف، متأكدًا من أنني لم أُلاحَق هذه المرة.
ألقيتُ الطيور والقوارض على الأرض، وجلستُ أستعيد أنفاسي.
"لقد كنتُ قريبًا جدًا من الموت مجددًا..."
لكنني تعلمت شيئًا مهمًا اليوم.
أنا لستُ مستعدًا بعد لمواجهة مخلوقات قوية مثل الذئاب.
لكنني بدأت أفهم قدراتي وحدودي.
✦ ✦ ✦
٦. النوم بعد الصيد
بعد فترة، بدأتُ في التهام فريستي. الطعم لم يكن مثاليًا، لكنني لم أعد أهتم بهذه التفاصيل.
كل ما كنتُ أفكر فيه هو أنني نجوت، وأنني أصبحت أكثر خبرة من قبل.
بعد أن انتهيت من الأكل، شعرتُ بالتعب يزحف إليّ.
استلقيتُ على الصخور الباردة داخل الكهف، وأغمضتُ عينيّ.
"غدًا... سأصبح أقوى."
ثم غرق العالم في السواد، ووقعتُ في نوم عميق.
✦ ✦ ✦
نهاية الفصل السادس