20 - القصة الجانبية : طفل عشيرة كيرا

" ملعون ، انت طفل ملعون "

" منذ مجيئك حلّت الكوارث على قريتنا ، شعرك الاسود المشؤوم و عيناك الحمراء كالدم ، انت لست مننا لذا ارحل "

" نعم قالت النبوءة ان صبي سيظهر و سيجلب الكوارث لقريتنا نعم انه هو ! هو سبب كل شيء ! "

" ارحل! "

" ابتعد عن قريتنا !"

ظلت الكلمات القاسية تضرب الصبي و لكنه وقف هناك بلامبالة ، لقد اعتاد على ذلك منذ وقت طويل .

نعم اي شيء يحدث في القرية هو سببه ، اذا اختفى طفل فهو السبب ، و اذا لم يعد رجل هو السبب ، حتى اذا قلَّ المحصول فسيكون هو السبب ايضاً.

مشى الصبي و تجنبه الجميع حتى الاطفال و كأنه طاعون ، لا اعلم هل فقد الاطفال براءتهم المعتادة مبكراً ام انهم تأثروا بكلمات جميع سكان القرية .

خطوة اثنين ثلاثة ، سحب الطفل الصغير جسده الوحيد و وصل إلى بيت قش منعزل و بعيد عن اجواء القرية الصاخبة .

دخل من الباب و رأى سيدة جميلة بشعرها الارجواني الذي يشبه جميع سكان هذه القرية و عيناها الذهبية اللطيفة لكن تلك العينين كانت مغلقة في هذه اللحظة

" أمي هل انا ملعون ؟ " سأل الطفل كما يسأل كل يوم ، كان ينتظر نفس الاجابة التي تقولها امه كل يوم لكنه فوجئ بالصمت.

" امي هل انا ملعون ؟ " كرر الطفل الكلمات مرة أخرى و امتلأت عيناه الحمراء بالدموع

كان يأمل ان يسمع نفس الاجابة مرة أخرى ، امه كانت الوحيدة التي وثقت به و لكن الآن امه لا تجيبه

" ارجوك امي اكذبي علي مثل ما تكذبين كل يوم "

" ارجوك اخبريني انني طفلك الغالي و انني لست ملعوناً و انك لن تتركيني ابداً "

" أمي لماذا لا تنظرين لي الا تريدين رؤيتي"

" حتى لو نبذني العالم ، حتى لو كرهني العالم امي انا لا اهتم ! اريد فقط أن ابقى بحضنك امي "

" انا اسف لانني ملعون لذا لا تتركيني ارجوك " شهق الطفل لاول مرة يرى بحرقة ، مهما قالوا له فهو لم يهتز و لكن هذه المرة كان خائفاً ، امه لم تجبه !

عندما رأت الام هذا المشهد شعرت ان قلبها قد تمزق لعدة قطع

فشل جسدها المهتز في تغطية حزنها و تجويف عينيها الحمراء قد امتلأت بالدموع

" نعم يا طفلي انت ملعون ! "

" لذا اذهب ، اذهب بعيداً عني و عن هذه القرية ،ارجوك اذهب و لا تعد هنا مرة أخرى ابداً !" قالت الام بصوت اجش و هي تدير ظهرها

" فهمت ، فهمت امي انا ملعون لذا سأبتعد عنك " حينما قال الطفل هذه الكلمات كان هادئاً بشكل غريب

وقع هذا في عيني الام و ادارت وجهها بعيداً عن الصبي و انهارت في البكاء

" كوني بخير امي " ترك اخر كلماته و رحل

منذ حينها و صوت البكاء لم يتوقف في ذلك المنزل ....

لم يكره الطفل امه فقد كان يعلم مدى الصعوبات التي عانتها من أجل تربيته ، بل كره القرية التي حكمت انه ملعون ، القرية التي اهانتك امه كثيراً

سيعود سيعود اقوى و يجعل امه سعيدة و يثبت انه ليس ملعون .

________________________________

بعد ثلاث سنوات ، نمى الطفل الى مراهق وسيم مليء بالثقة

خلال مغامراته في هذه السنوات اكتشف ان شعره الاسود هو بسبب طاقة الظلام بداخل جسده و هي طاقة مانا قوية جداً ، اما عيونه الحمراء فقد ورث هذه العيون من امه ، و لكن عيون امه تستطيع التنبؤ بالحقيقة بينما عيونه تستطيع معرفة الماضي

عاد ، قد عاد أخيراً لهذا الطريق المألوف و القرية البغيضة ، انتظري قليلاً فقط يا امي !

عندما دخل اسوار القرية شعر انها لم تتغير جميع الوجوه المألوفة قد مرت عليه اثناء بحثه عن كهف القش

و لكن المفاجئة ان كهف القش لم يكن موجوداً بل كانت بقايا رماد فقط في المكان !

" م مم ما الذي حدث هنا ؟"

" امي لقد سكنتي في منزل آخر صحيح ؟ "

"انتظر هنا أيها المزارع ! اين ذهبت المرأة التي كانت تعيش هنا ؟ " صاح الصبي بغضب

" هل انت لست من هذه القرية ؟ لقد احرقنا تلك الخانة منذ ثلاث سنين "

" م ماذا قلت عن امي !؟؟ " كانت عينا الصبي مروعة و الغضب كاد يبتلع كل شيء حوله

" أ امك ؟ انت الطفل الملعون؟ هل عدت " قال المزارع في رعب

" ماذا فعلتوا لامي ؟ اقسم انني لن اترككم! " لم يتحكم الصبي بنفسه و اخذ يضرب ذلك المزارع حتى الموت انتشر الدم و الصرخات في كل مكان و كان المشهد مروعاً !

" آهههههه" صرخ الصبي بغضب

" كيف تتنشط تلك العين اللعينة ، كيف ارى ما فعله الأوغاد مع امي " اخذ الصبي يصرخ بهستيرية و هو يضرب عيناه التي تنزف الدم

" هل تريد تنشيط عينيك الآن حقاً " ظهر صوت غامض يجانبه

أدار رأسه في يأس و رأى اقوى شخص قد رآه حتى الآن

وجهه مغطى بضباب اسود و لا يمكن رؤية ملامحه

" نعم اريد تنشيطها الان " اجاب الصبي بهستيرية

" لكن اذا نشطها الان فستفقد عينيك للابد و تصبح اعمى " قال الرجل ذو الرداء الاسود بلا مبالاة

" حتى لو فقدت حياتي اريد تنشيطها " صرخ الصبي بحزم

" جيد لك ذلك " نقر الرجل ذو الرجاء على عين الصبي و سرعان ما انتشر الم حارق مروع بها

"آههههه" صرخ الصبي ثم تجمعت مشاهد امام عيناه

امه جالسة الآن و هي قلقة غريزة الام تخبرها ان هناك شيء غير صحيح

" هل انشط عيني لأرى المستقبل ، أشعر أن هناك شيء سيء سيحدث لطفلي "

" لا ، لا امي لا تفعلي " صرخ الصبي بجنون و لكنه لم يعير شيء

نشطت الام عيناها و سرعان ما امتلأت عيناها بالدماء و كبرت صرخات لكي لا يستيقظ

ثم فتحت عيناها

كانت تلك الاعين التي كانت ذهبية يوماً ما بيضاء بالكامل الآن و الدماء تقطر منها

" سيعدموك ؟ لا تقلق ابني سأنقذك ، لا تخف "

ثم اختلطت الدماء بالدموع

وقف الصبي يشاهد هذا و هو مذهول ! كيف لم يعرف ان امه قد فقدت بصرها طوال هذا الاسبوع !

كيف كان يعتقد ان امه لا تريد النظر إليه!

" آههههه" هذه المرة صرخ الصبي بجنون ، لم يعرف ما إذا كانت هذه الصرخة بسبب الم العين ام الم القلب

ثم تغير المشهد ..

القرية تلوم امه لهربه و تسميها الخائنة

اقترح شخص حرق المنزل و امه بداخله للتخلص من اللعنة !

كانوا يحملون النيران ، حاول الصبي ايقافهم و لكنه لم يستطع صرخ توقفوا توقفوا و لكن لم يستمع احد

ثم نشبت النيران في المنزل

سمع صرخات امه من الداخل !

اراد الدخول ، أراد انقاذها !

و لكنه رأى شيء مروع

رأى ابتسامة ..

ابتسامة امه الاخيرة ..

انتهت المشاهد

فتح الصبي عيونه البيضاء المروعة ، هذه المرة كان اكثر هدوءاً

و سأل الرجل ذو الرداء " هل انت قوي كفاية لقتل جميع هذه القرية ؟ "

ضحك الرجل ذو الرداء الاسود و قال " كيف تريد قتلهم ؟ "

" عذبهم ، عذبهم بكل الطرق ، لا تدع واحد منهم يموت بسلام ، لا تدع قطعة من جسد اي واحد منهم سليمة ! "

" لك امرك "

ثم انتشرت الصيحات المروعة في كل مكان

تدفق نهر من الدماء يجول انحاء القرية

كان الرجل ذو الرداء الاسود كحاصد الارواح اينما ذهب ، ذهبت الارواح معه

" فقط اترك المرأة ذات الشعر الاحمر " قال الصبي فجأة

" لماذا ؟ هل تحبها ؟" ابتسم الرجل ذو الرداء الاسود مازحاً

كانت المرأة ذات الشعر الاحمر هي الشخص الوحيد الذي كان يدافع عنه اثناء وجوده في القرية

كانت المرأة ذات الشعر الاحمر خائفة من المشهد المروع و لكنها عندما رأت الصبي هدأت ، لقد عاملته بشكل جيد من قبل يبدو انه سينقذني

كما توقعت اقترب الصبي ذو العيون البيضاء و حضنها ، كان حضن مؤثر و لكن شيء غريب قد قاطع هذه اللحظة

كان الدم يقطر من الفستان الأبيض للفتاة ذات الشعر الاحمر !

" ما رأيك بتذوق الامل ثم جرك الى الجحيم ؟ اليس ممتعا " قال الصبي بابتسامة بدت مخيفة جداً تحت ضوء القمر

كانت المرأة ذات الشعر الاحمر هي من اقترح حرق امه

تلك اللعينة لن اجعلها تموت بسلام

اختفت الصرخات اخيراً

اشرقت الشمس و لكن لم يعد احد موجود في القرية ليستمتع بدفئها

انحنى الصبي إلى الرجل ذو الرداء الاسود و قال " سيدي لطفك لن انساه ابداً اذا اردت من الموت فلن اتردد "

ضحك الرجل ذو الرداء الاسود و قال " انا من عشيرة كيرا هل تريد ان تصبح تابعت لعشيرة كيرا و تقسم لها بالولاء ؟ "

" الطفل يقسم بالولاء لعشيرة كيرا و لن يتردد في الموت من اجلها "

_______________________________

انتهت الذكريات التي تدور في عقله الصبي ، أدار ظهره و كشف عن وجه وسيم بشكل شيطاني ، فقط أن تلك العيون البيضاء تبدو مرعبة بشكل خاص

" جون ماذا تفعل ؟ هل سرحت بخيالك مجدداً " جاء صوت متحمس من خلفه

" نعم " اجاب جون ببرود

" لديك مهمة من العشيرة " قال الصوت فجأة و بدأ انه معتاد على لامبالة جون

" مهمة ؟ " نادراً ما تغيرت تعابير جون و لكن هذه المرة تفاجأ

" نعم ، لا تتسلق البرج بعد الآن و انتظر ذلك الابن المختار لعشيرة توبا "

" عندما يصل إلى الطابق العشرين اقتله ، فقط تذكر لا تقلل منه فلا بد انه مميز لذلك اختاره مؤسس عشيرة توبا "

" اعلم ، سأبذل قصارى جهدي" قال جون ثم اغلق عيناه

2021/11/17 · 225 مشاهدة · 1507 كلمة
Salem
نادي الروايات - 2024