28 - استعادة الذكريات

قبل أن أغادر شعرت بشعور غريب ..

و كأن هناك شيء مفقود وجدته .

نظرت حولي لأعرف سبب هذا الشعور

رأيت كرة صغيرة ، تبدو عادية جداً و لكن قلبي أخبرني أمسكها! أمسكها!

لمست الكرة ..

[ مرحباً بالمضيف مرة أخرى هل تريد استعادة ذكرياتك الآن ]

استعادة ذكرياتي !!

كان قلبي ينبض بسرعة .

كنت خائف ..

نعم كنت خائف ! كنت خائف من ان اكره نفسي القديمة .

و كنت خائف من اني سأقع في التشابك بعد هذه الذكريات.

اخذت نفس طويل..

" هووه "

اتذكر اول شيء قلته عند مجيئي للبرج ، قلت انه إذا كنت شيطان او شرير او حتى غبي أحمق لعين فلن اتأثر .

هذا هو انا..

و انا فخور بما انا عليه الآن.

" دعنا نبدأ" قلت و انا انظر للكرة الصغيرة

" حسناً اجاري غرس الذكريات "

اغمض عيني..

كنت في غرفة صغيرة ، يبدو و كأنني ارى الأمر من منظور المتفرج.

خرج شاب نشيط من الغرفة.

نعم هذا انا ..

" أبي هيا الإفطار جاهز ! " صاح الشاب بنشاط

خرج رجل طويل البنية و ملامحه كانت....

ملامحه كانت ....

لا أرى ملامح !!!

يبدو وجه هذا الشخص بدون ملامح تماماً !

هل ذكرياتي مشوشة ؟

و لكن كل شيء آخر باستثنائه كان طبيعي !

وضعت الأم أطباق الطعام على الطاولة و جلست فتاتين توأمان لتناول الطعام.

ما هذا !

كان التوائم يشبهون بعضهم البعض و لكني استطيع تمييزهم.

لأن احدهم كانت جوليا !!

جوليا اختي ؟!

تناول الجميع الطعام بسعادة ، يبدو الأمر و كأن عائلة متماسكة تجلس معاً .

ماذا حدث ليُدمر هذه العائلة السعيدة ؟!

. . . .

تابعت رحلتي ، كنت شاب مبتهج ذكي و اجتماعي .

امزح و ألقي النكات ، اجتهد في دراستي ، أبرُ والداي

ببساطة حياة مثالية ...

عندما تخرجت و بسبب ذكائي العالي ، عملت كمصمم لاستراتيجيات احد الألعاب .

ربما الآن عرفت سبب تكتفي بسهولة و معرفة حلول لمشاكلي.

لكن الايام السعيدة لم تدوم طويلاً.

مرضت أمي ..

لم يعرف الآخرون سبب مرضها ، ذهبنا لجميع الأطباء و لكن لم نجد تشخيص للمرض.

منذ يومها اصبح أبي يختفي أكثر و أكثر .

كان يأتي يوم و يغيب يومان ثم تطور الأمر ليغيب بالشهور.

كانت صحة أمي سيئة و ابي بعيد عنها لذا اردت التخفيف عنها قليلاً .

كنت اجهز نكات انا و اخوتي و نفعل ما بوسعنا لكي نساعدها.

في البداية كانت تضحك .

ثم اصبحت تبتسم فقط .

ثم مرت الايام و لم ارى ابتسامتها .

و في آخر ايامها اصبحت تبكي ، علمت أنه هناك شيء .

" إعتني بأخوتك الصغار جيداً ، و اذا مُت و عاد ### لا تجعله يحزن ، الأمر ليس بسببه و لا تلومه على غيابه "

كانت أمي لازالت تحلم بأن ابي سيعود ...

حتى اسم ابي هنا غامض ؟

غريب

انتظرتها سنة سنتين و أكملت سن ال ٢٥.

لم يعد أبي...

كانت الحياة صعبة بدون أمي ، و كانت اصعب بدون أبي .

حاولت حماية أخوتي بكل طاقتي ، عملت بجد و جمعت المال و سجلت لهم في افضل المدارس .

و لكن هل هذه الحياة عادلة ؟

اختطفت اختي سيلينا..

بحثنا في كل مكان و لم نجد .

نشرنا الملصقات و أخبرنا جميع مراكز الشرطة كان الجميع يتجاهلنا..

إلى ان عادت اختي جوليا و هي مغطاة بالماء في يوم من أيام الشتاء الماطر.

" سيلينا ماتت " قالت و هي تبدو كيبل جليدي بدون تعابير.

وقع هذا في اذني و انا غير مصدق !

" ه هذه مزحة البس كذلك ؟؟ جوليا مزاحك ليس مضحك حقاً " كان صوتي يرتجف و رفضت قبول الحقيقة.

" اغتصبها طفل رجل غني و عندما ارادت الإبلاغ عنه قتلها لتغطية على جريمته " لازالت جوليا تقول بهدوء و بتعبير جليدي كما كان من قبل ، فقط عينها المليئة بالكراهية و قبضتها المرتعشة كشفت عن حالتها المضطربة .

سمعت هذا و كأن عالمي قد انهار !

الحزن ، الغضب ، الندم ، الحيرة

كلها مشاعر تمزق قلبي واحدة تلو الأخرى .

لماذا هذه الحياة غير عادلة ؟

لماذا لا استطيع عيش حياة طبيعية؟

" سأذهب ، سأقتل ذلك الشخص تماماً ، لن اتركه على قيد الحياة ، سأتأكد من ان اجعله يدفع الثمن !! " قالت جوليا و الكراهية في نبرتها المرتعشة كادت تدمر كل شيء حولها.

فقط ما قسوة الحياة لتسمع من طفلة في ١٥ من عمرها مثل هذه الكلمات ؟

" لا جوليا لاا ! لقد خسرت أمي ثم ابي و الآن سيلينا ، ارجوك لا اريد ان اخسرك انت ايضاً ، ارجوك لا تفعلي ! "

توسلت لها و أنا اُمسك بطرف ملابسها.

لم يعد بإمكاننا التحمل و انهار كلانا بالبكاء .

شهقات

شهقات

شهقات

لم ينقطع صوت البكاء الا بعد فترة طويلة جداً

" لا تقلقي ، سنذهب الى المحكمة و ذلك الوغد سيعاقب بكل تأكيد " قلت و انا اربت على كتفها .

ذهبنا الى المحكمة ، كانت الأدلة واضحة وضوح الشمس.

كان كل شيء يُثبت انه الجاني !

" المتهم بريء بسبب نقص الأدلة "

ا انتظر !!

ما هذا الحكم !

" أنت مخطئ ، انت تكذب كل الأدلة موجودة !! كل شيء موجود ، انه المجرمم !! " صرخت بأعلى صوتي و لم يسمعني أحد

" تسببت بضعة في المحكمة و اهنت سلطاتها حكم عليك بالسجن ثلاثة ايام"

جرني الأمن و انا لا أشعر بأي شيء من حولي

فقط صرخات و بكاء جوليا ما كان يدخل اذني.

أمي ، أبي ، سيلينا ، جوليا

اسف انا عديم الفائدة ..

خرجت من السجن ، يا ترى ما حال جوليا ؟

لن تتحمل البقاء لوحدها هذه المدة اليس كذلك ؟

انها تخاف من الظلام فيجب أن تنام و النور مفتوح.

يجب أن اسرع لأراها

دخلت المنزل .

" جوليا "

" جولياا اين انت ؟ "

لم يرد أحد ..

زادت نبضات قلبي ..

أنا خائف .

بحثت في كل مكان لم اجدها .

ثم سمعت دقات الباب .

هووه لحسن الحظ كانت بالخارج قليلاً .

فتحت الباب بابتسامة و لكن صُعقت !!

قميص جوليا الأبيض ملطخ بالدماء !

وجهها الابيض الشاحب يتخللها بعض قطرات الدم المرعبة .

" جول..يا ه هل أ انت بخ..ير " كانت يدي ترتعش و صوتي يرجف و قلبي يدق بسرعة كبيرة

ابتسمت جوليا ابتسامة كبيرة

" أنا بخير ! لقد قتلته ! قتلت ذلك الوحش ! عذبته قبل قتله و كان يصرخ يصرخ بصوت عالي هاهاها " ضحكت جوليا بهستيرية

يا إلهي جوليا لماذا ؟ لماذا تحرميني منك انت الأخرى

" ل لماذا ؟؟ "

" ألم تريد رؤية ذلك الوغد ميتاً ؟؟ "

" أريد أريد و بشدة ، أريد أن اقتله و اعذبه و اشوهه بكل الطرق و لكن ما اريده أكثر هو عدم خسارتك !! "

" لا تقلقي لدي العديد من المال سأحجز تذكرة الآن و لتسافري غداً إلى اي بلدة أخرى "

اومأت جوليا برأسها ببراءة .

و لكن في هذه اللحظة دق الباب مجدداً !!

دق دق دق

دق دق دق

لم أفتح الباب بل جعلت جوليا تهرب من النافذة

كراك!!

كراك!!

الباب على وشك أن يُكسر !!

" هيا اسرعي و لا تعودي ! "

كُسر الباب و داهمت الشرطة المكان .

رأوا النافذة المفتوحة و ركضوا وراء جوليا .

كانت جوليا سريعة و كانت على وشك أن تبتعد عن انظارهم

لكن..

" بووم "

أطلق شرطي النار على جوليا !!

صُبغت الأرض بالدماء !

ركضت ركضت بسرعة بأقصى سرعة

أريد أن المسها ان اعانقها أريد أن اطمئنها!!

سحبتني الشرطة بعيداً عنها..

ظللت أصرخ ابكي و اضرب كالمجنون و لكن لم يسمحوا لي بتوديعها.

هاه ما هذا ؟

هل هي تبتسم ابتسامتها الأخيرة ؟؟!

بالتأكيد انتِ لست نادمة على ما فعلته...

ذهب كل من حولي

هل أنتحر و اذهب معهم ؟

لست خائفاً من الموت بل خائف انني سأعيش بدونهم

. . .

في يوم من الأيام ظهرت أخبار سريالية ، هناك عنصر أسطوري من ابعاد أخرى هبط في الأرض و انتشرت تقلبات في كل مكان .

و لكن الى الآن لم يتم تحديد مكانه .

هاه ؟

ما هذه الكرة الغريبة ؟

لمستها فجأة

[ أنا العنصر الملكي مُحقق الأمنية ، تهانينا على عثورك علي]

[ يُمكنك اختيار أمنية واحدة و سأحققها لك ]

" هل هل يمكنك اعادة الموتى الى قيد الحياة ؟؟! " سألت بلهفة

[ لا يمكن التحكم في قوانين التناسخ بسُلطة المضيف الحالية ]

" إذا ما فائدتك ؟؟ "

" انتظر هل يمكنك العودة بالزمن مع الحفاظ على ذكرياتي ؟ "

[ نعم يمكن و لكن إذا حدث هذا فستكون عدو العالم و عدو السماوات ]

[ عدو العالم لأن العديد من الأشخاص يريدون استغلال الامنية بشكل أفضل ]

[ و عدو السماوات لأنك ستتحكم في قوانين الزمان بعكس إرادة الحاكم و هذا جرم عظيم ]

في هذه اللحظة اقتحم العلماء منزل رونالد

" أترك الذي في يدك ! هذا الشيء ليس من حقك ان تستعمله لامنياتك التافهة ، سنعطيك اي مبلغ تريده فقط اتركه "

اخذ العلماء يحاولون اقناع رونالد

و لكن رونالد لم يتردد

" حتى لو كُنت عدو العالم ! ، حتى لو كنت عدو السماوات ! اريد ان اعود بالزمن "

سمع صوت طلقات النار و لكن احاطت قوة غامضة به و انتهت الذكريات.

فتحت عيني ...

هل هذه دمعة ؟ انها اول مرة أبكي منذ مجيئي لهذا البرج .

عدو العالم ؟ هاها ها ها

لا تضحكني!! ، ما الذي كان سيفعله البشر بهذه الأمنية ؟

عالم بدون حروب و العيش بسلام ؟

لا تضحكني! الحروب هي من اخترعها البشر و السلام لم يكن يوماً مكتوب على الأرض

عالم بدون فقر و العيش بمساواة ؟

البشر هم من يزدرون الفقير و لا يؤمنون بالمساواة !

اراهن ان هذه الامنيات اصعب من العودة بالزمن .

الآن بعد أن عرفت حقيقة العالم سيكون الأمر اسهل.

القوي يأكل الضعيف !

الغني يأكل الفقير !

و للفوز عليك الدوس على كل ما يقف امامك

امتلأت عينا رونالد ببرودة لا تُضاهى و تغير مزاجه بالكامل.

فقط في هذه اللحظة

[ دينغ لقد فتحت انجاز اول شخص في البرج يستعيد ذكرياته ، نقاط الانجازات +100000! ]

2021/11/17 · 180 مشاهدة · 1595 كلمة
Salem
نادي الروايات - 2024