32 - الأسوار الخارجية

سلالة السارق ؟ لقد توقع العديد من القدرات القوية من السلالات و لكن مثل هذه القدرة فاجأته.

سرقة حواس الخصم ؟ أي انني أستطيع سرقة بصره او سمعه أو تذوقه أو حتى شمه.

لا تستهين بهذا التأثير ، فعند سرقة حاسة البصر مثلاً للخصم المقابل ، سيرتبك الخصم بشكل كبير ، فالأعمى يستطيع التأقلم مع الظلام لأنه اعتاد عليه منذ فترة طويلة و لكن إذا سقطت فجأة في الظلام بدون مبرر فهذا سيضعهم في الارتباك و حتى الجنون.

نظر رونالد حوله مكتبة سحرة الدم غامضة و مخيفة ، تبدو مظلمة جداً فقط اضاءة خافتة تكشف عن بركة الدماء التي تتدفق تحته.

الظلام و رائحة الدم جعلته يشعر بعدم ارتياح و لكن سرعان ما أخذ نفس عميق لتهدئة نفسه.

تذكر غرضه الأساسي من القدوم هنا ، المهمة الجانبية [ اجمع مهارات اللعنات الثلاثة].

لقد جمع بالفعل مهارة اللعنة الأولى مهارة لعنة المتحكم التي وجدها في قبيلة الأقزام ، و لقد سمع أن عشيرة سحرة الدم تمتلك مهارة لعنة قوية ، و هذا الذي جعله يطلب من مرآة الفضاء نقله لهذه المكتبة.

في الحقيقة المهمة كان لتكون اصعب بكثير لولا تدمير جيش عشيرة سحرة الدم .

أخذ يُقلب في الكتب بحثاً عن كتاب مميز و لكن كل ما وجده كانت مهارات برونزية و كتب تاريخية أو كتب تشرح حقيقة سحر الدم و كيفية عمله.

دون وعي فتح رونالد إحدى تلك الكتب و انغمس في القراءة ، إحدى عيوبه الأبدية كانت عدم قدرته على تخليص نفسه عند قراءة كتاب أعجبه ، خاصة تلك الكتب التي جعلته مدمناً.

لقد كان مهووساً بالمعرفة منذ البداية ، لم يقتنع بفكرة أن مجرد نقاط خبرة تستطيع جعله أقوى و ان قوته ستتحدد حسب مستواه.

لذا عندما علم أنه عند ارتقائه بالمستويات ممرات جسده تصبح أقوى و كمية المانا و القوة الروحية له تصبح أقوى كان لديه بعض اليقين ، هذه القوة لا تأتي من العدم ، و هناك طرق أخرى بالتأكيد غير نقاط الخبرة تجعل اللاعبين أقوى .

و بذكر القوة الروحية ، فلقد جمع على ما يبدو الكثير من نقاط الأيمان بعد المعركة ضد الحلفاء ، لم يعلم عددها فقد خزنها النظام كالعادة بحجة أن جسده لا يتحمل قوة روحية أكثر .

بعد الكثير من التفكير و الكثير من التقليب عبر الكتب وجد كتاب أحمر شيطاني غريب ، يبدو مميز من الوهلة الأولى و لكن الغريب و رغم أنه مميز و ملحوظ جداً إلا أنه لم يستطع أن يلاحظه إلا بعد عناء و وقت طويل !

فتح الكتاب و سرعان ما علم السبب

[ دينغ لقد وجدت مهارة لعنة من المستوى الفضي المتوسط 《 مخفي من العالم 》هل تتعلم ؟]

" تعلم "

بعد فهم المستوى الأول فهم رونالد فائدة هذه المهارة ، في المستوى الأول ستقلل هذه المهارة من حضورك بشكل كبير و تجعلك غير ملحوظ تقريباً ، ليس مخفي بالطبع و لكن يجب ان تركز بشدة لتجده.

ليست عديمة الفائدة بل مفيدة خاصة انها تشبه المهارات السلبية فهي لا تستهلك الكثير من المانا لتنشيطها.

قدر رونالد أنها مفيدة بشكل خاص عند الاغتيالات او التسلل و مفيدة لمن مارس فنون الحركة و خفة الوزن و ما شابه.

لم يعد رونالد ينوي البقاء هنا بعد الآن ، لا يزال لديه مهارة لعنة أخرى يريد ان يجدها و يقدر أنها في عشيرة مستحضري الأرواح.

مشى رونالد عبر مدينة سحرة الدم في الليل متوجهاً لمقر عشيرة مستحضري الأرواح مباشرةً .

سابقاً كانت العشيرة قد أخبرته انها ممتنة له و لأنه جعلهم الآن أقوى عشيرة في القارة و انه يستطيع طلب اي شيء منهم ، لا يعلم ما إذا كان مجرد هراء تفوهوا به و لن ينفذوه و لكن وجهه كان سميكاً و ذهب بلا خجل بحثاً عن مكافأته.

" بالمناسبة ما الفرق بين مهارة اللعنة و المهارة العادية ؟ " سأل رونالد الكرة الفضية

[ حسب معلوماتي الحالية ، فإن مهارة اللعنة تُسبب آثار جانبية للخصم حتى بعد ان تتوقف المهارة عن العمل ، و تعتمد قوة الآثار الجانبية على رتبة المهارة ]

[ بالطبع يبدو أن هناك إختلافات أخرى و لكني لا استطيع معرفته لأن ض...]

" نعم لأني ضعيف " قاطع رونالد حديث الكرة و لم يعد ينوي الاستماع لهرائها مجدداً.

وصل إلى قلعة عشيرة مستحضري الأرواح و لكن قبل أن يدخل اوقفته الكرة الفضية بحماس قائلة ان هناك شيء مهم بجانبه.

نظر حوله في كل مكان و لم يجد شيء مميز ، لم يجد جزء من بذرة صغيرة سوداء تحمل نقوش كثيرة بيضاء ، لا تبدو كشيء مميز من النظرة الأولى.

و لكن بمجرد أن لمسها ظهر صوت النظام

[ لقد حصلت على جزء من بذرة العالم هل تستحوذ عليها ؟ ]

رفع رونالد حاجبيه ، بذرة العالم ؟ بشكل غير متوقع كان لديه اهتمام بهذا العنصر ضمن الأشياء الموجودة بالنظام و الآن قد حصل على جزء مباشرة.

إذا اشترى الجزء الذي في النظام مع الجزء الذي بحوزته حالياً فلن ينقصه سوا جزء واحد لإكمال بذرة العالم تماماً.

" أستحوذ "

شعر رونالد بعدها برابطة غريبة تربطه بجزء البذرة التي أمامه ، خمن انها واحدة من صلاحيات نظام اللاعبين تجعله يمتلك العناصر بصفته مالكها.

لم يضيع الوقت و ذهب لعشيرة مستحضري الأرواح لطلب مهارة اللعنة الثالثة ، لحسن الحظ عشيرة مستحضري الأرواح كانت ممتنة له و وافقت بشكل غي متوقع على إعطائه مهارة اللعنة الثالثة و لكنه لم يتصفحها الآن.

[ دينغ لقد أكملت المهمة الجانبية : اجمع اللعنات الثلاثة ، هل تغادر ؟ ]

" نع.. ، لا أنتظر ، يجب أن اسأل ايدن و جوليا عما إذا كانوا مستعدين للمغادرة "

بشكل غريب لم يتحدث جوليا و ايدن عن المهمة الجانبية ، لا يعلم ما إذا كانوا يثقون انه يستطيع إكمالها ، أو ان المهمة الجانبية لا تظهر لهم من المقام الأول ؟

أنتظر مشكلة ... لا أستطيع العودة لعشيرة كارتر مرة أخرى ، رئيس عشيرة فرانكلين سيشك إن لم يجد بنته لذا يجب أن اغادر بسرعة.

" إذا غادرنا العالم، هل سنغادر بشكل منفصل ؟ "

[ نعم ]

" جيد ، إذاً غادر العالم "

. . .

نظر حوله و وجد أنه بمكان أزرق ، نعم أزرق بالمعنى الحرفي ، كل شيء هنا أزرق ، مباني أو بيوت و حتى الطرقات لونها أزرق صافي ، و بشكل غريب تصميمها يشبه تصميم الأرض الحديثة ، خمن انه الطابق الثالث .

نظر للمكان لفترة طويلة دون وعي ، اللون الأزرق من الوانه المفضلة ، لون الهدوء و السكون و الطمأنينة و الأمان ، لكنه في نفس الوقت بالنسبة له هو لون العزلة و الوحدة ، كان رونالد مهتم بدراسة الألوان في السابق.

نظر إلى الرمز الذي وجد نفسه يمسك به و رأى رقم ٣١٤ ، خمن انه رقم منزل الفريق .

بشكل غريب لم يذكره النظام بأن لديه شهر لإتمام إختبار الطابق مثلما فعل في الطوابق السابقة.

وصل رونالد إلى منزل رقم ٣١٤ ، و وجد أن جوليا و ايدن قد جاؤوا بالفعل ، و لكن مجرد أن الجو كان غريب بعض الشيء .

" ما الأمر ؟ "

" عندما كان ايدن في تلك القرية من قبل ، طارت خرزتين زرقاواتين و اندمجتا في عينه ! و منذ تلك اللحظة و هو يتألم ألم شديد ! " قالت جوليا و هي ترجف.

" أين هو أيدن الآن ؟ "

" في داخل الغرفة "

دخل رونالد الغرفة ، وجد ايدن مُمدد على الأريكة و هو مغمض عيناه ، و وجهه يتلوى من الألم .

" ما الخطب ؟ " سأل رونالد بسرعة.

لم يجيب ايدن.

[ يبدو أن صديقك بدأ مراحل تنشيط سلالة قوية جداً ]

" كيف تعلم ؟ "

[ أشعر بتقلبات سلالة قوية من عين صديقك ، أما عن كيف عرفت فكلما زادت قوة السلالة زاد الألم و الوقت المرافق لتنشيطها ]

[ قد لا يحتمل بعض الأشخاص السلالات القوية جداً و قد بتدمر جسده أو ينفجر ]

[ و قد يعاني بعض الأشخاص من ألم شديد مدى الحياة و مع هذا فربما لن تستيقظ سلالتهم دون عوامل خارجية ]

" عوامل خارجية ؟ "

[ نعم كأكسير منشط السلالة ، الذي ينقسم إلى عدة درجات : منخفض و متوسط و عالي الجودة ]

[ سلالة تلك الفتاة لا تحتاج حتى لأكسير منخفض ، و حتى اكسير منخفض يكلف الآلاف من نقاط الإنجازات ، و تبدو سلالة صديقك تحتاج لأمير متوسط على الأقل او ربما اكسير عالي الجودة ! ]

" لا بأس لدي الكثير من نقاط الإنجازات " قال رونالد ثم بسرعة قام بالبحث في المتجر و لم يجد شيء مشابه لما ذكرته الكرة الفضية .

[ أنسيت أن متجرك في المستوى الأول فقط ؟ لن تتمكن من الحصول على مثل هذه الاشياء الثمينة منه]

"نعم "

مرت الأيام و تغير مزاج أيدن ايضاً ، اصبح أكثر غضباً و أقل حديثاً ،و لم يعد يلقي النكات كالسابق.

كان يصرخ و يمر بنوبات الألم المتكررة ثلاثة أيام في الأسبوع ، مقارنة بتلك الفتاة التي تأتيها نوبات الألم مرة واحدة في السنة فلا يمكن المقارنة.

دخل رونالد غرفة ايدن ، عندما رأى وجهه الشاحب و شعره المبعث و الدوائر السوداء لعينيه المغمضتين ، ذكّره هذا بشيء ما .

ذكره بأعز صديق له ، صديق طفولته ، كان هذا الصديق يتمتع بأفضل شخصية قد رآها من قبل ، إذا استمر في ذكر جميع مميزات هذا الصديق فلن ينتهي.

في وقت كان كل الأصدقاء يتشاجرون ، كان هو و صديقه لم يُجربا معنى الخِصام ، مهما اخطأت فهو سيسامحني و متى تحدثت بعدم إحترام سيحدتث هو بإحترام ، و متى ما ضلل الطريق هو من سيرشده.

لكن للأسف الأشياء الجميلة لا تدوم طويلاً...

لا يعرف كيف و لكنه قد سمع أن ذلك الصديق قد أدمن المخدرات ، لا يعرف كيف أو متى و لكن ما يعلمه أن صديقه قد تغير ، لم يعد يتسمتع بقضاء الوقت معي.

و لم يعد ذلك الصبي الهادئ ، بعد الحادثة أصبح شديد الغضب و لسانه الذي لم يعرف الشتائم اصبح يقولها بكل إعتماد و كأنها شيء عادي.

حتى انه مرة قد ضرب رونالد ليأخذ منه المال ، كان يعلم مالذي سيفعله بهذا المال لذا رفض رفضاً تاماً ، و منذ هذا اليوم تدمرت صداقة دامت ل ١٥ عام.

جلس رونالد بجانب ايدن و ابتسم و مازح " الشدة هي من تصنع الرجال "

أجبر ايدن نفسه على الإبتسام فأبتسم ابتسامة قبيحة و تحدث " هذا ليس مضحكاً حقاً ".

نعم هو يعلم انه ليس مضحكاً ، بجلوسه هنا و بكلماته تلك تذكر موقف لم يكن يريد تذكره مجدداً ، تذكر ضعفه حينها.

عندما كانت امه على فراش المرض ،لم يكن سوا عاجز ضعيف لا يستطيع سوا إلقاء النكات ، هذا ما كان عليه و هذا ما هو عليه الآن ، لا فرق.

يجب أن اصبح أقوى .

بصراحة عندما كنت اسمع هذه الجملة المبتذلة من ابطال الشونين كنت اضحك من مدى تكرارها ، و لكني الآن لا أستطيع الضحك ، لأني علمت أن هذا الكلمات المبتذلة نابعة من القلب ، نابعة من الضغوطات التي تمر بها الشخصية.

[ في الحقيقة هناك طريقة لتصبح أقوى الآن ]

" ما هي ؟ " تفاجأ رونالد .

[ بعد الطابق الثاني و مباشؤة في الطابق الثالث ستتاح لكم الفرصة في إتمام إختبار الطابق في اي وقت تريدونه ، و لن تتقيدون بوقت ، لذا سيمكنك الخروج و المغامرة في الأسوار الخارجية ]

" الأسوار الخارجية ؟ "

[ نعم الأسوار الخارجية هي مناطق السكان الاصليين و بها العديد من المغامرات التي تحتوي على العديد من المخاطر بالتأكيد ]

اتخذ رونالد قراره سيذهب لمغامرة طويلة، لكن بدون جوليا و ايدن.

وُزعت مكآفات إتمام الطابق الثاني ، كان إتمام المهمة مثالية و اتموا المهمة الجانبية ايضاً لذا المكافآت كانت غنية ، كانت نقاط خبرة سمحت لهم بترقية مستواهم.

ترقى جوليا و ايدن إلى منتصف المستوى الرابع ، و دخل رونالد إلى بداية المستوى السادس.

.. " إذاً لم يمت ذلك الطفل في تحدي الحياة و الموت؟" قال شخص ما يغمض عيناه و يجلس في الظلام بنبرة باردة.

" نعم سيدي بل قتل الشخص الذي أرسلناه " رد صوت بإحترام

" لم أقلل منه من قبل ، كنت اعلم انه لديه شيء مميز، و لكن مثل هذه النتيجة فاجاتني"

" حسناً إذا كانت قوتك جيدة فما رأيك في إستعمال وسائل أخرى ؟ ، كوسائل العقل مثلاً ؟ أو ما رأيك باستخدام الوسائل الدنيئة ؟ " ابتسم الشاب قليلاً.

" سأذهب إلى الأسوار الخارجية لتحسين قوتي "

" لماذا يا سيدي قوتك تستطيع اجتياز الطابق ال ٣١ بسهولة " تفاجأ العبد

" و هل الطابق ٣١ هو حدي ؟ "فتح الشاب زوج من العيون البيضاء و حدق بها في الفضاء الشاسع .

2021/11/17 · 193 مشاهدة · 1980 كلمة
Salem
نادي الروايات - 2024