بحر الدم ..
من أسمه لا يبدو أنه شيء لطيف.
[ هل قررت ؟ ]
" نعم "
[ ألن تندم ؟ ]
" ما هذا السؤال ؟ بالطبع ربما سأندم ، لا يتخذ البشر الخيارات الصحيحة دائماً أليس كذلك ؟ "
[...]
تمنيت أن أبقى في هذا المكان الأزرق قليلاً ، التباين بين الأزرق الذي اعيش فيه و الأحمر الذي سأذهب اليه كبير ، كبير جداً ، و لسوء الحظ انه ليس فقط مجرد اختلاف في الألوان.
" هل نبدأ رحلتنا ؟ "
[ ألن تخبرهم؟ ]
" تركت لهم رسالة "
. . .
بعد المشي لفترة طويلة وجدنا بوابة سوداء كبيرة ، لا ليست بوابة أبعاد بل بوابة عادية.
" هل تريد الذهاب إلى الأسوار الخارجية؟ " سأل صوت بشكل مفاجئ ، أخذ رونالد يبحث عن مصدر الصوت إلى أن سمع الصوت يكرر كلماته
" هل تريد الذهاب إلى الأسوار الخارجية؟ " هذه المرة كان السؤال بنفاذ صبر ، شعر أنه إذا تركه يعيد السؤال للمرة الثالثة فريما لن يحدث شيء جيد لذا أجاب بسرعة
" نعم أريد "
" أقل مدة للبقاء هي ثلاثة أشهر " قال الصوت مجدداً
" لا بأس " لم يكن رونالد يعرف عن هذا الأمر و لكنه لم يهتم، ليس و كأنه سيصل للقوة الكافية في أقل من ثلاثة أشهر.
لحظة ، ماذا قال ؟ القوة الكافية ؟
يبدو أنه استخدم مصطلح غير موفق ، لا توجد قوة كافية، كلما تظن انك وصلت لقوة كافية ستظل هناك ظروف أكبر تحتاج قوة أكبر لحلها ، لهذا يمكن لروايات الصعود للقمة الإستمرار لآلاف الفصول.
في هذا العالم لن تتاح لرونالد فرصة للغرق في تخيلاته و هراءه العميق ، لأن الاحداث لا تهدأ ابداً و ربما لن تهدأ.
بعد دخول المكان الجديد عرف رونالد الفرق الحقيقي بين الجنة و الجحيم ، لا يبدو أختلاف في الألوان او في الرائحة او في الشكل ، انه اختلاف في الجوهر.
هذا مكان مرعب ، هذا مكان مخيف ، و هذا المكان يمكن ان يبعث الرعب و أن يجلب صرخة الجنون لأكثر الناس هدوءك و ثباتاً.
حتى أكثر احلامه سريالية ستبدو لعب اطفال امام هذا المكان ، و حتى ابرع أفلام الخيال الميتافيزيقي لن تُحاكي جزء بسيط من هذا المكان.
و كأن هذا المكان قد أخذ كل شيء جميل من الجنة و عكسه ليجعله أكثر شيء مرعب و بشع ليناسب مفهوم الجحيم .
مشى خطوة ثم اثنان ثم ثلاثة..
وهو يشعر بعدم الراحة ، لا يريد النظر لهذا المكان و لا يريد شم رائحته و لا ان تخطو قدمه على رمله و لا أن يلمس نسيمه جسده !
ستعتاد على ذلك ، لا بأس .
هذا سيجعلك أكثر ثباتاً و هدوء لذا لا تقلق.
أخذ يريح نفسه بكلمات غريبة ، و لكن الغريب أكثر أنه تحت تاثير هذه الكلمات هدا حقاً.
عند دخوله المدخل الرسمي لبحر الدم لم يكن الأمر كما توقعه ، و انه سيكون الغريب الوحيد هنا ، بل كان هناك الكثير من اللاعبين مثله.
عبس و كأنه يتساءل عن سبب هذا التجمع الكبير ، و لكنه علم السبب ، رأى لافتة مكتوب عليها
《 المسابقة العليا للشباب تحت سن المئة عام》
القى نظرة سريعة على الجوائز ثم لم يهتم بها بعد الآن ، جائزة المركز الأول كانت مهارة ذهبية ابتدائية و لكنه لم يكن لديه اهتمام.
ناهيك عن أن المشاركين في هذه المسابقة أضعف واحد فيهم هو في المستوى العاشر و لديهم بالتأكيد قوة قتالية مرعبة ، ما لم يحسن قوته فلا يريد الإنخراط في المشاكل دون سبب.
نظر حوله و وجد أشخاص يبدو انهم ليسوا لاعبين يقومون ببيع الأسلحة و المهارات و حتى بعض الأكسيرات و لكن مستواها منخفض ، فبعد كل شيء الاكسيرات نادرة جداً .
متجر اللاعبين غير شامل خاصة في المستوى الأول ، لذا يستطيع هؤلاء الناس كسب الكثير من اللاعبين اللذين يقومون بالشراء.
فكر قليلاً ثم توجه لشراء سلاح ، منذ بداية تسلقه للبرج لم يكن معه سلاح جيد ، كان معه فقط عصا الكاهن من الدرجة البرونزية الإبتدائية و ليس لها تأثير يذكر لذا لم يستخدمها.
نظر للأسلحة التي كانت أمام رجل عجوز بعناية ، وجد عصا غريبة ، ذهبية بالكامل مع بعض النقوش الفضية عليها ، حالما لمسها ظهرت معلومات كثيرة في عقله.
[ الأسم : عصا الكاهن ]
[ الرتبة : سلاح فضي متوسط]
[ السعر : 10000 نقطة إنجازات ]
" أيها الشاب هل انت مهتم بهذا السلاح ؟ " قال العجوز بابتسامة .
" نعم "
" إذاً ما السعر الموجود أمام عينك؟ سأبيعها لك بنفس السعر "
لم يكن رونالد شخصاً نزلها و كان على وشك أن ينقص في السعر و لكن شيء ما اوقف و حثه على أستخدام مهارة التوقع.
حالما استخدم هذه المهارة رأى هالة مرعبة للغاية من العجوز أمامه ! ، لم تكفي هذه الهالة المرعبة بل تكونت هالة أكثر رعباً ، شعر رونالد بصراخ و نواح آلاف من الأشخاص!
هذه نية قتل !
و نية قتل قوية جداً !
اندلع العرق البارد في ظهر رونالد و لكنه تظاهر بالهدوء أمام ذلك العجوز الذي لا يزال ينظر اليه بابتسامة
" تساوي 10000 نقطة إنجازات و سأعطيك لك الآن " قال رونالد بصراحة
" جيد" اومأ العجوز و نظر لرونالد مرة أخرى .
غادر رونالد بسرعة و لم يجرؤ على البقاء في هذا المكان ، الأقوياء هنا في كل مكان ؟ حتى صاحب ذلك الكشك البالي هو خبير قتل الآلاف ؟ ، يبدو ان اسم بحر الدماء ليس مبالغة حقاً.
مشى بسرعة و كان على وشك استئجار منزل و لكن صراخ شاب قد اوقفه .
كان الشاب يبدو في العشرين من عمره مع ملامح لطيفة و شعر بني مجعد و عينان بنيتان واسعة، يبدو كدمية من الخزف يسهل كسرها.
" أ أنت رونالد ؟؟ " قال الشاب في رعب و عيناه متسع من الصدمة .
عبس رونالد و سأل" كيف تعرف أسمي "
" لا يهم الآن ، لا يهم ، أركض بأقصى سرعة لك و لا تنظر للوراء "
عبس رونالد لم يحب أن يتلقى الأوامر و لكن شيء بداخله أخبره ان يستمع لكلمات ذلك الصبي لذا ركض بسرعة للوراء .
و لكنه اصطدم بشيء ما !
كانت عجوز ذو مظهر بشع و بثور في كل مكان ، بشعر فوضوي و أسنان صفراء ، كانت تحمل تعبيرات مجنونا في الأصل و لكن عندما رأته اصبح تعبيرها أكثر جنونا بكثير !
ثم أصبحت تضحك ! ، تضحك بصوت عالي جداً و كأنها في قمة السعادة ، بعدها أصبحت تتفوه بكلمات غريبة.
" وجدتك ! لا أصدق انني وجدتك قبل أن اموت ! ، لقد أتيت لي بنفسك هل هذه سخرية القدر ها ها ثم نظرت للسماء و تفوهت ببعض الهراء.
ثم وجهت نظرها إلي ، حالما التقت عيوننا ارتجفت، أي عجوز و أي نية قتل ! هذه هي نية القتل الحقيقية!! .
هذا هو الجحيم بحد ذاته !
حينها لم تبقى سوا كلمة واحدة في عقلي ، أركض!
أركض بأقصى سرعة لك !
و لكن ركضي كان كالشخص العادي دون أي أثر للمانا!
أمسكتني تلك العجوز بكل سهولة ، حينها علمت أنني وقعت بالجحيم.
مع ختم المانا الذي القته علي لم يكن بإمكاني المقاومة إطلاقاً.
أحضرتني الى منزل من القش ، نتن ، كريه ، قذر ، أي كلمة سيئة تخطر في بالك فقط قلها و لكنها لن تكون قادرة على وصف بشاعة هذا المكان.
عندما دخلت صدمت !
لم أصدم من القمامة المتناثرة في كل مكان.
و لم أصدم من الرائحة النتنة التي تخترق تجاويفي الأنفية.
بل صدمت ان صورتي كانت في كل مكان !
لا ، لا يمكن أن اطلق عليها صورة بعد الآن لأن الصورة كانت مشوههة في كل مكان ! .
جروح في الفخذ الأيسر و طعنات عميقة على الصدر و البطن ، أطراف مهشمة و أسنان ممزقة .
أطباء الطب الشرعي سيقيمون حفلة أمام هذه الصورة و سيخرج كل واحد منهم ما لا يقل عن خمسة جروح مختلفة.
ما مدى كراهيتها لي لتفهل مع صورتي ذلك !
لا ، هذا ليس السؤال المناسب .
السؤال هو اذا فعلت كل هذا للصورة فقط، إذاً ما الذي ستفعله معي أنا الأصلي...