زادت نبضات قلبي..

هل هي تكرهني ؟ أم تكره شخص مشابه لي ؟

هل سيكون مشابه لي في الإسم و الشكل ؟

لا ، هذا مستحيل.

إذاً ما الذي فعلته لها لتُكن لي هذه الكراهية! أقسم ااني لم ارها من قبل!

استجمعت شجاعتي و نظرت للأعلى مرة أخرى.

كانت تنظر لي بابتسامة و لا داعي لأن أقول أنها كانت ابتسامة مجنونة.

خلفها شابين، الشاب اللطيف الذي رأيته سابقاً و حذرني و الشاب الآخر هو شاب ذو شعر أحمر و عينين مغمضتين.

لم يكن لدي ما يكفي من الوقت لتأمل هذين الشابين لأن الكارثة على وشك أن تحدث.

لم تقترب العجوز مني ، بل بدأت تكتب قائمة طويلة جداً و تكتبها و هي تضحك بحماس ، كنت أريد سؤالها عن الذي تكتبه و لكنني كنت خائف.

خائف من ردة فعلها و خائف من سماع الأجابة ، لأني أستطيع أن أخمن ما الذي تكتبه ...

و على عكس المتوقع لم تفعل لي شيء اليوم ، بل القتني إلى مستودع كريه الرائحة رفقة هذين الشابين.

يُقال أن ألم الإنتظار أصعب من ألم التعذيب الحقيقي.

يبدو أنها ليست مبالغة ، أنتظرت ليوم كامل ، لم أستطع النوم من التفكير ، ماذا ستفعل بي ؟ هل ستفعل بي مثل الصورة ؟ هل سأتمكن من التحمل

و لكني لم أكن أعلم أنني سأفتقد فرصة النوم هذه بشدة.

كان الشابين صامتين تماماً فقط الشاب اللطيف هو من كان يلقي نظراته علي و يبدو أنها تحتوي على بعض التعاطف ، أما الشاب الذي يغمض عيناه فيبدو كالتمثال دون أي حركة.

سمعت صوت فتح الباب..

ثم دخلت فجأة بوجهها البشع الذي يناسب هذا المكان القذر و أمسكتني!

أنا الآن كالبشر العادي تماماً دون أي قدر من المانا لذا تستحيل عليَّ مقاومتها و إن فعلت فربما أغضبها أكثر.

وضعتني على كرسي يقيد يدي و قدمي و رأسي ، لا أستطيع تحريك أي جزء من جسمي.

جاء الليل و جاء وقت النوم ، عندما اغمضت عيني دون وعي أنسكب ماء بارد جداً على جسدي.

الماء البارد يبدو أنه يجمد عظامي.

لن أستطيع النوم .. ، هذا ما خمنته.

و لعل هذا أعظم تعذيب لشخص مُرفَّه مثلي لم يجرب الحرمان من النوم يوماً.

أغمض عيني ليسقط الماء المثلج على جسدي .

لن أغمض عيني ...

سأحاول ان لا أنام اليوم .

نجحت ، لم أنم اليوم و لكن جاء اليوم التالي الذي يجب أن لا أنام به.

هذه المرة كانت الجدة حنونة و أطفأت الاضواء لتهيئ لي الجو المناسب للنوم .

غرفة مظلمة ، مياه مجمدة و لا تستطيع تحريك أي جزء من جسدك و لا تستطيع النوم.

يبدو أن العجوز قد خططت لتعذيب ثلاثي الأبعاد.

قرأت ذات مرة عن التعذيب الذي حدث في الحرب العالمية الأولى والثانية و من بين طرق التعذيب تلك ، كان الحرمان من النوم .

كنت اتأثر أكثر و اتعاطف أكثر مع الاشخاص اللذين تعذبوا تعذيب جسدي و لكني لم أكن أعرف أن تعذيب الروح منهك لهذه الدرجة .

يومين ثلاثة أربعة ستة ثمانية...

كانت العجوز تدخل مرة واحدة و تحقن في جسدي بعض الأشياء التي خمنت أنها مثبطات للنوم.

و إن كان نومي أقوى من هذه المثبطات و إن لم استيقظ حتى من الماء المجمد فلديها أساليب أكثر إبتكاراً.

كانت تصعقني بالكهرباء...

لا أعرف ما الذي سيحدث إن لم استيقظ من الكهرباء و لكنني متأكدة أن هذه العجوز قد خططت لشيء آخر و لحسن الحظ لم أجربه إلى الآن.

نعم هكذا كنت دائماً ، أنظر إلى الجزء الممتلئ من الكوب حتى لو كان يوجد به بضعة قطرات فقط ، و هكذا منعت نفسي من الجنون في هذا المكان.

حتى في الأرض و قبل مجيئي إلى هذا المكان ، عندما ماتت أمي قلت على الأقل لدي جوليا و سيلينا و عندما ماتت سيلينا قلت هذه المرة سأحمي جوليا .

و لكن العالم لا يُقدر تفاؤلي و يظل يسكب من الكوب قطرة و اثنان و ثلاثة ، إلى أن أصبح الكوب فارغاً تماماً.

هكذا نحن طلاب قسم الفلسفة و علم النفس ، نفكر في أشياء غريبة في أوقات أغرب ، لذلك أطلق جميع من في الجامعة علينا أسم المجانين.

لكني لم أكن أعلم أن ما تعلمته في الجامعة لن يقارن بما سأتعلمه الآن من العالم الحقيقي.

هنا سأتعلم فلسفة مختلفة تماماً عما تعلمته و عشته إلى الآن . . .

في اليوم العاشر

أنا على وشك أن أجن ...

هذه ليست مبالغة.

لا أستطيع التحمل ، أقسم أن هذا إذا أستمر فسأصاب بالجنون

الكرة للفضية تتحدث معي لتبقيني مستيقظاً لكنني لا أسمع ما تقوله إطلاقاً.

أصبحت أتخيل أشياء غريبة ، أصبحت أرى أمي و أخواتي

حتى وجه أبي الغامض بدأ يظهر في ذاكرتي.

لا أعلم ما إذا كان ذلك وهمي و لكنه يبدو أنه يتضح شيء فشيء ، و لكنه لا يزال غامض.

أسمع أصوات غريبة ، عيني تدمع دون وعي بسبب الظلام ، و جاء اليأس إلى قلبي المتفائل دوماً ليوقعني في الشك.

هل لن أخرج من هنا ؟ ، هل سأظل هكذا للأبد ؟

فقط عندما تداخل الخيال مع الحقيقة و أصبحت شبه غير مدرك للعالم الذي أعيش به ، سمعت صوت صرير الباب.

كيييييك.

دخلت ، لم أنها بوضوح لأن عيني كانت تستنجد بأن أبعد الضوء عنها.

سحبتني إلى غرفة مظلمة أخرى ثم رمتني على السرير .

بوجود هذا السرير الدافئ تحتي لم أفكر حتى عما إذا كان ذلك فخ أم لا .

ثم غطيت في النوم.

اللحظة التي غطيت فيها في النوم كانت من أسعد لحظات حياتي .

بعد نوم يبدو طويل جداً استيقظت ، لم أعرف المدة التي نمتها و لكن من الغريب أنني لم أحلم أي حلم طوال تلك الفترة.

فُتح الباب و جاءت مرة أخرى !

أقسم أن صرير الباب سيكون من أكثر الأصوات التي اكرهها و أخاف منها.

" هل أخذت قسط من الراحة ؟ إذاً ما رأيك بأن نبدأ الجولة الثانية ؟ " قالت و هي تحدق بي بهوس.

جعلتني آخذ راحة قبل بدء جولة التعذيب الثانية ، يالها من عجوز مراعية !

كانت الكراهية تحرق قلبي و لكني لست غبي لكي أظهرها.

لم يكن بوسعي سوا أن اكون كالجثة التي تسحب إلى مصير غير معروف.

ليس هناك داعي لكي أعيد كلمة أنا ضعيف ، أنا عديم الفائدة لأنني قد حفظت هذه الكلمات بالفعل.

آثار الدوار لازالت موجودة و أصبح جسمي يرتجف من تلقاء نفسه بسبب كمية الكهرباء التي تلقيتها

قيدتني على لوح خشبي ثقيل في ذات الغرفة المظلمة ثم جلبت قطعة قماش مبللة.

غطت وجهها بتلك القطعة البالية ثم سكبت الماء على وجهي، حينها شعرت بشعور الغرق.

أصرخ ليدخل الماء في أنفي و فمي و أختنق.

لا أستطيع التنفس!

رئتي تصرخ .

رأسي يدور ، يبدو أنها آثار نقص الأكسجين

ألم فظيع و الأفظع أنني لا أعلم متى سينتهي.

حينها توقفت عن المقاومة ، كلما قاومت سأعاني أكثر و ستسعد تلك المجنونة برؤيتي هكذا .

لا ، لن أسمح لها حتى أن تسعد او ان ترى ضعفي ، سأتحمل ، هذه المجنونة سوف تمل بالتأكيد و تتركني أذهب !

لكنها لا تكل و لا تمل.

أوقفت التعذيب اللاإنساني التي كانت تمارسه علي الآن.

حالما أزالت القماش و الماء عني صرت أختنق و أكح بشدة لدرجة أن صدري كاد يتمزق ، ثم شعرت بألم حاد في رأسي و لكن قبل أن أفقد الوعي كانت قد زالت ختم المانا مؤقتاً عني.

تدفقت طاقة المانا عبر جسدي و أصلحت الخلايا التالية بسبب قلة النوم ز قلة الأكسجين و بسبب الكهرباء .

عندما تمر المانا فإن الخلايا سوف تتجدد و أشعر بجسدي أكثر إنتعاشاً.

أحضرتني إلى السرير لأنام مرة أخرى ، كانت تطبق مقولة اعط لخصمك الأمل ثم اسحبه للجحيم بالشكل الحرفي.

لا أعلم كيف و لكن نمت ، حينها شعرت بخطوات شخص

أخذ يقترب مني

عندما أوشك على لمسي مددت يدي بسرعة لأمسك يده

" أ أنت ألم تكن نائم ؟ " سأل الرجل اللطيف على ما يبدو كان يريد أن يغطيني بذلك الغطاء في يده.

نعم ألم أكن نائم؟

كيف لي أن أستطيع لما حولي بهذه السرعة ؟

حينها فقط عرفت السبب ، عندما تبقى أيام دون نوم فإن جسمك سيخدعك و يدخل حالة النوم المزيف التي تشبه نوم القطط ، التي تجعلك نصف نائم و نصف مستيقظ، هذه الحالة لم تكتشفها العجوز و بدونها لم أكن لأقدر على العيش لعشرة أيام دون نوم.

ستعزز الإستفادة من هذه الحالة و التحكم بها قوة الملاحظة لدي بشكل كبير ، هاه ألم أقل لكم انني شخص ينظر لنصف الكوب الممتلئ دائماً؟

بالمناسبة من هول ما عانيته لم ألاحظ أن هذين الأثنين موجودين معي في نفس الغرفة، خاصة ذلك الرجل الذي يغمض عيناه و يبدو كالتمثال

تجاهلتهم..

فكرت قليلاً بما فعلته تلك المجنونة من قبل

لقد علمت أنها لم تفتح الختم بسبب رقة قلبها لكي لا أموت و لكي ابقى بصحة جيدة لكي تكمل جميع طرق التعذيب التي كتبتها في الورقة ..

فقط ما مدى الوحشية التي تمتلكها لتكتب قائمة عريضة تحتوي على طرق لتعذيبي !

هل سأمتلك مثل هذه الوحشية يوماً ما ؟

لا لقد أمتلكتها بالفعل

و الدليل أنني الآن أفكر في مئة طريقة لتعذيبها ! الحرق الجلد التقطيع و الحرمان من النوم.

سأعيد لكِ كل ما فعلته بي و لكن اضعافاً مضاعفة ، فأنا كريم بعد كل شيء.

لا وجود لقوة الصداقة أو قوة الإرادة ، بل هذه الكراهية التي في قلبي هي من تُبقيني حياً إلى الآن!

تبقيني حياً لأشهد صرخاتك تدوي في هذا المكان ، و دماءك تتناثر في كل ركن

دون وعي ابتسمت ابتسامة مجنونة ، يبدو أن تلك المجنونة قد أثرت علي و ستجعلني مجنون مثلها..

بعد هذا التعذيب اول شيء خطر في بالي كانت قوانين حقوق الإنسان في الأرض.

المادة الأولى : يولد جميع الناس أحرار متساوين في الكرامة والحقوق ، وقد وهبوا عقلا وضميرا ، وعليهم أن يعامل بعضهم بعضا بروح الاخاء

المادة الثانية : لكل انسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الاعلان ، دون أي تمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر .

المادة الثالثة : لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه

المادة الخامسة : لا يعرض اي انسان للتعذيب أو للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة .

مع وضع ثلاثة خطوط على المادة الخامسة.

هذه القوانين لم تطبق حتى على الأرض ، الأرض التي يُقال أن هناك حدود و قوانين تحكمها ، ربما تطورت الأرض آخر السنين و قلت أساليب التعذيب التي كانت تستخدم في الحربين الأولى و الثانية و لكن لا يزال ثلثي شعب الأرض يعاني.

فما بالك بمثل هذا البرج الذي يحكمه قانون الغاب حيث البقاء للأقوى ؟

لا يحق لي الشكوى و لا يحق لي التذمر أن هذا العالم غير عادل ، فهذا ما كان عليه منذ بدايته، و هكذا عاش الجميع به.

كانت هذه الأفكار هي من تدور في عقلي لتبقيني مستيقظاً ، و بدونها كنت سأقع في حالة الجنون.

لم يكن الصمت مريحاً ابداً لذا ظللت أصرخ بكلمات غير مفهومة فقط لأقاطع هذا الصمت اللعين.

عندها أقارب شخص مني لم أره بسبب الظلام.

" هل تريد شيء ؟ " يبدو أن هذا صوت الشاب اللطيف ذو الشعر البني.

" نعم أريد الماء و الكثير من الطعام " قلت بشفاهي الجافة التي لم تذق طعم الماء لأربعة أيام.

" آه و لكن إذا رمتني تاك العجوز فربما تأخذني للتعذيب معك " ارتبك الشاب و قال بنبرة معتذرة.

" سيكون من الجيد أن يكون لدي رفيق في التعذيب " خرجت الكلمات من فمي و كأنها مزحة و لكنني كنت أقول الحقيقة.

ابتسم الشاب اللطيف الذي يبدو أنه افترض اني امزح ايضاً

ثم جاءت مرة أخرى.

كان من المفترض أن أعتاد على مجيئها و لكن الخوف في قلبي لم يكن يقل ، بل كان يزيد كلما أدركت أن وسائلها تصبح أكثر عدوانية مع مرور الوقت.

هذه المرة لم تكلف نفسها عناء ربطي و كأنها تقر بضعفي و أنني نملة لا حول لها و لا قوة .

وضعت عصابة على عيني

ثم انهالت علي الأسلاك المعدنية ، في الضربة الأولى كان الجلد طريا ، غاص السلك في اللحم ، خرج وهو يهتز ، وخرجت معه صرخة الرعب من أعماقي ، حاولت أن أنهض ، فتتابعت اللكمات و الضربات من كل اتجاه

اصبح الدم يسيل على ظهري وصدري ووجهي ...

بدأت جولة أخرى من العذاب ...

هذه المرة قال لهم أن ينزعوا العصابة عن عيني ، لا أدري لماذا ؟! ربما كان يريدني أن أرى أدوات العذاب فيضاعف في أثره النفسي على ... غير أن توقع الضربة دون أن تراها ربما يكون أقسى من الضربة نفسها !!!

قربت عظمتي الكاحل لي من بعضهما ، كان الألم لا يوصف ، اختلط العرق بالدم ، ثم اختلطت بهما سيالات من الدموع . وشكل الثلاثة مزيجا حامضا ومالحا وحلوا ... لم ترحمني ؛ ربطت رجلي بالسلسلة ، وشدت على العظم ثانية فأحسست أن عظم الكاحل قد تهتك ، وتفت داخل الجلد ، لم تهتم بصرخاتي التي ملأت المكان .

لم يكن صراخي يمثل مدى ألمي ، بل أصبح مجرد وسيلة التقط أنفاسي بها ، أصرخ لكي يجتمع الأكسجين إلى جوفي.

في الضربة المئتين تقريباً جاءت لي فكرة ، ماذا عن أن أتوقف عن الصراخ و التنفس ؟ أليس الموت أهون بكثير ؟ حالما فكرت بهذه الطريقة و كدت اختنق حتى الموت توقفت العجوز عن الضرب.

و ألقتني على أرضية باردة ، في الظلام بمفردي.

فكرت بأي شيء لكي اهدأ و لكي لا أنتحر الآن ، فكرت بجوليا و بالقوة لكي احميها و لكن مع هذا الألم لم تكن تلك الأفكار كافية لتوقف رغبتي في الموت و التخلص من هذا العذاب.

ثم فكرت في شيء ما !

قمت بوضع نقاط الإنجازات بجنون في خانة مهارة التوقع إلى أن اصبحت في المستوى الخامس ! ، كلف ذلك 20000 نقطة إنجازات.

و ظهرت معها المهارة التي كنت أنتظرها.

《 التنبؤ بالمستقبل 》، حالياً فترة التهدئة لهذه المهارة هي ستة شهوى و كلما طورتها قلت فترة التهدئة.

لم أطق الإنتظار و ضغطت على هذه المهارة ، ثم سرعان ما رأيت صورة ضبابية بالكاد واضحة .

لقد رأيت نفسي أركض ! أركض خارج هذا المكان المشؤوم ، لقد خرجت و لم أعد !

حينها ابتسمت ابتسامة كبيرة ..

حتى أنني لم يكن لدي مشكلة في أن تأتي الآن و تعذبني مرة أخرى.

لا أعلم متى سيأتي هذا المستقبل الذي رأيته و لكن طالما أنه سيأتي فليس لدي أي اعتراض.

جلست كسجين في غرفة مظلمة ، في السجن إلا تظن في السجن أن الشمس لا تجري وأن القمر واقف وأن الريح ماتت وأن عقارب الساعة لا تتحرك ، و أنك ستعيش هناك حيث ؛ الدموع الغزيرة والتوجع المتواصل .

و لكن الآن لم يعد الشك يأكل قلبي ، لقد عرفت نهايتي ، سأهرب من هنا ، سأذهب بعيداً لذا سأنتظر سنة اثنان ثلاثة ، طالما سأخرج من هذا الجحيم.

تذكرت شيء ما ، هذا العالم هناك قوة مختلفة لدى البشر .

عندما فتحت العجوز ختم السحر مؤقتاً من علي ، شعرت بأن قيد كبير قد ازيح من جسدي ، و الآن مع تذكر الشعور ، أشعر أنني استطيع تقليد تلك العجوز و فتح جزء من الختم.

فتحت جزء صغير جداً من الختم و انطلقت كمية طفيفة من المانا وجهتها لتصلح بعض من الإصابات الداخلية و لكن لن اصلحها تماماً لكي لا تكتشف العجوز هذا الأمر.

نشطت مهارة مقاومة الألم التي بشكل غير متوقع وصلت إلى المستوى الرابع !

نشطتها و قمت بجمع المانا ، كنت أستطيع إستفسار كمية كبيرة من المانا تدخل جسدي و لكن ختم المانا كان يشتت معظمها ، و لكن بعدها استوعبت أن هناك طريقة..

هذه المانا لماذا لا أحولها إلى شكل أصغر بكثير و ذات كثافة عالية لكي تستطيع إختراق الختم و التسلل إلى داخل ممرات جسدي ؟

كنت قد فكرت بهذه الطريقة منذ أن اتيت للبرج و لكن ربما بسبب ختم المانا الآن كان التنفيذ أسهل بكثير ، كنت أتخيل سلاسل تحيط بممرات جسدي و أن المانا المركزة التي كونتها تتسلل عبر فتحات تلك السلاسل ، عندما نجحت في ذلك سمعت صوت.

[ دينغ نجح اللاعب في الوصول إلى المستوى السابع عبر فهم طريقة التحكم بالمانا الأولية ]

[ دينغ لقد فتح اللاعب إنجاز اول لاعب مبتدئ يرتقي بالمستوى دون أستخدام نقاط الخبرة و نقاط الإنجازات +6000]

هذه المرة شعر رونالد أن قوته قد زادت عدة مرات ، من المؤكد أن القوة التي تحصل عليها بنفسك لا تقارن بتلك التي تحصل عليها من النظام.

و كما توقعت هناك طرق أخرى لكي ألتقي بالمستويات غير نقاط الخبرة.

عندها أبتسمت ابتسامة مريحة ، أنا الآن كالطفل الذي أي شيء بسيط يستطيع إسعاده

رأت الكرة الفضية هذا و لك تعرف سبب تحسن معنويات رونالد لكنها أصبحت سعيدة ، لقد رأت ما فعله رونالد الآن و أنه قد فتح باب كبير لتحسين قوته.

ثم سرعان ما حمسته أكثر [ أنت رائع كيف فعلت ذلك ؟ ، لا بأس بذلك الآن لدي خبر مهم لك !]

" ما هو ؟ "

[ هناك جزء من بذرة العالم لدى تلك العجوز ، إذا تحملت قليلاً ربما يمكنك إلتقاطه دون ان تشعر تلك العجوز]

جزء من بذرة العالم ؟ جيد جداً ، أتطلع لتأثيرهها عند جمع الأجزاء الثلاثة.

عطس شخص ما و تفاجأت ، لولا تلك العطسة لكنت أنسى ان هناك شخص معي بهذه الغرفة.

" ألا تكره الظلام ؟ " سألت ذلك الشاب ذو الشعر الأحمر الذي كان يغمض عيناه .

" اعتدت عليه "

" لماذا تغمض عينك؟ " لا أعلم متى أصبحت ثرثارًا هكذا و لكن يجب أن أتحدث مع احد لكي يهدأ قلبي.

" لأنه لا جدوى من فتحها "

كانت إجابات الشاب مختصرة جداً و كأنه لا ينوي الحديث ، عم الصمت قليلاً

ثم قال ذلك الشاب فجأة " لماذا تعذبك تلك العجوز هكذا؟ "

" أليس هذا ما يجب أن اسأله لك ؟ "

" ماذا تقصد ؟ "

" يبدو أنك تعيش معها و تعلم ما الذي اصابها لكي تكون في حالة الجنون هذه ، ربما لن تصدقني و لكنني لم أفعل اي شيء لها "

" أصدقك " قال الشاب فجأة .

" لماذا ؟ " تفاجأت.

" منذ ولادتي كنت أعيش هنا و لا أتذكر رؤيتك تقترب من الجدة ابداً ، و انت في نفس عمري تقريباً لذا من المستحيل أن تأتي لها قبل ان اولد "

" كما أنه منذ ولادتي كانت تتمتم بإسمك و ترسم صورك "

صمت الشاب و صمتت ايضاً ، لا جدوى من التفكير أنا لا أعرف أي تفسير لما يحدث الآن .

" ما أسمك ؟ " سألت فجأة

" كلود و أنت ؟ " سأل مازحاً رغم أنه يعلم فالعجوز كانت تصرخ بإسمي طوال الوقت.

" جاكسون " اجبت بسخرية ، أعلم لماذا رغبت في أن أكمل معه المزاح.

" جاكسون؟ أسم جميل " قال بلامبالاة و تغلب علي هذه المرة.

طرق الباب و خفت قليلاً.

" ليست العجوز " قال كلود

لا اعلم لماذا صدقته و لكن استرخى قلبي ، ثم دخل الصبي اللطيف و معه كوب من الماء.

هذا الطوب المفقود الذي لم اره منذ خمسة ايام ، كان الكوب بارداً جداً .

ظننت أنها هلوسة لذا مددت يدي ببطء لألمسها و لكن الملمس البارد أكد لي انها ليست هلوسة .

شربت الكوب و أقسم انه كان الذ شيء شربته في حياتي ، يعد شرب الكوب دفعة واحدة نظرت لفوق لأرى الشاب اللطيف يبتسم لي .

" ما أسمك؟ " قلت بدون وعي .

" البيرت"

" شكراً البيرت ، المرة القادمة حاول أن لا تكتشفك تلك العجوز"

" لن تكون هناك مرة قادمة " قال بتهكم.

ابتسمت إبتسامة سخرية على حالي.

2021/11/17 · 182 مشاهدة · 3066 كلمة
Salem
نادي الروايات - 2024