9 - الفصل 9
’’هل ربما آذيت رأسك بشدة؟‘‘
وقفت الأخت الصغرى على مسافة بعيدة وسألت جين-وو، ما حثّه على أن يهز رأسه بقوة.
’’لا، لم يحدث هذا.‘‘
على الرغم من أنه أنكر ذلك، بقيت عينا سيونغ جين-آه، قريبة جين-وو الصغرى، مرتابتين.
’’هل أنت حقاً بخير؟‘‘
’’نعم، أنا أقول لك الحقيقة.‘‘
مسحت جين-آه بوجهٍ خالٍ من التعابير بنظرها جميع أنحاء جين-وو، قبل أن تقترب بينما أصبح تنفسها غير منتظم وغاضب. وبعد ذلك، بمجرد أن اتخذ جين-وو موقفاً دفاعياً، بدأت بضربه في جميع الأجزاء الغير المحمية.
’’قلت لك بأن تتوقف عن التعرض للأذى!! ألديك أي فكرة عن كم كنتُ قلقة؟!‘‘
’’….. أنا آسف.‘‘
’’يخرج الآخرون بسلام، لكن كيف من الممكن بأنّك أنت فقط من يتأذى طوال الوقت؟!‘‘
’’…. أنا آسف.‘‘
خفتت قوة لكمات جين-آه تدريجياً وتوقفت قريباً، وعندما انخفض رأسها، بدأت بالبكاء. ربت جين-وو ببطء على ظهر أخته المنتحبة.
لسعه أنفه قليلاً.
’كنتُ أفكر في ترك هذه الطفلة وحيدة وأموت، أليس كذلك…‘
يالها من راحة بأنه خرج حيَّاً.
عندما يعود بذكرياته إلى الوراء، يجد بأنّ في ذلك الوقت كان هناك الكثير من المواجهات مع الموت المريح.
كما لو كان قد مر بكابوس مرعب.
تحولت نظرات جين-وو قليلاً نحو الكلمات التي تطفو في الهواء.
[لديك عدة رسائل غير مقروءة.]
’ما زلت أشعر بأنني لم أستيقظ تماماً من ذلك الكابوس بعد، أليس كذلك؟‘
كان هناك الكثير من الأشياء التي لم يستطع فهمها.
لكن، ماذا في ذلك؟
كان أهم شيء بأنّه عاد حيَّاً، و تمكن من رؤية أخته الصغرى مجدداً.
’’(استنشاق).‘‘
لحسن الحظ، توقفت أخته صاحبة الإرادة القوية عن البكاء بعد فترة قصيرة. لسوء حظه، رغم ذلك، استمر تذمرها لأكثر من ساعة بعد ذلك.
’’هل تسمعني؟ إذا تأذيت مرة أخرى، سأتخلى عن الدراسة، وأجد وظيفة، وأتأكد من أنك لن تعمل كصياد مجدداً.‘‘
لم يلائم وهج عينا جين-آه الحاد وجهها الجميل حقاً، لكن تلك كانت سمة بيولوجية تشاركتها مع أخيها الأكبر.
’’حسناً، حسناً. أفهمُ الأمر.‘‘
أومأ جين-وو برأسه كما لو أنه استسلم.
فقط بعد أن استطاعت استخراج تأكيده عدة مرات إضافية، أظهرت تلميحاً من الرضا، ونهضت عن المقعد.
’’أأنتِ ذاهبة إلى مكانٍ ما؟‘‘
’’نعم. إلى المدرسة. حصلت على إذن للمغادرة حتى أتمكن من الاطمئنان عليك. لذا يجب أن أعود.‘‘
أومأ جين-وو برأسه.
’’صحيح، امتحانات دخول الجامعة ستكون في العام القادم.‘‘
ربما لم تتلقَ تعليماً خاصاً أبداً ولم تحضر دروساً إضافية لكنها دائماً ما كانت ضمن العشرة الأوائل في مدرستها حتى الآن.
كانت جين-آه تحلم بأن تصبح طبيبة.
منذ فقط بضعة سنوات سابقة، كانت تحب بأن تضيع الوقت على ألعاب الفيديو وأشياء من هذا القبيل، ولكن بعد أن مرضت أمهم، أقسمت بأن تصبح طبيبة ولم تتوقف عن الدراسة منذ ذلك الحين.
كان جين-وو يتمنى بأن يتحقق حلمها مهما حدث.
انتظر دقيقة…. كانت تلعب ألعاب الفيديو؟
فجأة، لمعت عينا جين-وو بشكلٍ خطير.
’’حسناً، أنا ذاهبة الآن.‘‘
عندما كانت جين-آه تغادر غرفته، ناداها جين-وو بسرعة.
’’جين-آه؟‘‘
’’نعم؟‘‘
’’عندما كنتِ تلعبين ألعاب الفيديو….‘‘
ابتسمت جين-آه بهدوء.
’’أنا لا ألعب الألعاب بعد الآن. السنة الثالثة من المدرسة الثانوية على بُعْدِ أيام قليلة، كما تعلم.‘‘
’’أعرف، أعرف. هناك شيء أريد أن أسألك عنه، مع ذلك.‘‘
’’حقاً؟ مثل ماذا؟ لم أكن أعرف أنّ أخي الأكبر يلعب ألعاب الفيديو؟‘‘
أظهرت جين-آه فجأة اهتماماً شديداً كموضوع كانت مهتمَّة جداً به ذات مرة.
ألقى جين-وو نظرة على ’الرسالة‘ التي لا تزال تطفو في الهواء وسألها.
’’عندما تكون هناك رسائل غير مقروءة في لعبة، ماذا يجب أن أفعل للوصول إليها؟‘‘
’’يجب أن تفتح صندوق البريد أولاً.‘‘
’’يجب أن ’أفتح‘ صندوق البريد؟‘‘
تتي-رينج!
حالما قال جين-وو كلمة ’أفتح‘، رنّت صافرة واضحة في رأسه وكشفت الرسائل الخفية عن نفسها.
[هناك رسالتان غير مقروءتان.]
– تهانينا على كونك أصبحت [لاعباً] (غير مقروءة)
– [المهمة اليومية: التحضير لتصبح أقوى] متاحة الآن. (غير مقروءة)
ابتسم جين-وو بإشراق.
’أخيراً!‘
برؤية بشرة أخيها الأكبر تشع فجأة هكذا، شعرت جين-آه بأنّ هناك خطباً ما وسأله بسرعة.
’’ما الأمر؟ ما هي اللعبة؟ أتحتاج مساعدتي؟‘‘
هز جين-وو رأسه بحزم.
’’لا، لا حاجة لذلك. سأفعلها لوحدي.‘‘
كيف ستكون ردة فعل شقيقته الأصغر لو أخبرها بما كان يحدث له الآن؟
’أنا حقاً لا أريد أن يتم تصنيفي كمجنون بواسطتها.‘
ابتلع جين-وو الأشياء التي أراد قولها في الوقت الحالي.
***
بينما كان يتظاهر برؤيتها وهي تخرج، أكَّد جين-وو أنها ركبت المصعد، وعاد بسرعة إلى غرفته.
’لا أستطيع تكرار نفس الخطأ مرة أخرى.‘
كليك.
لمنع شهود العيان من التطفل عليه، أغلق الباب. وبعد الانتهاء من تحضيراته، جلس جين-وو على السرير وقرأ عناوين الرسائل المتاحة للقراءة.
– تهانينا على كونك أصبحت [لاعباً] (غير مقروءة)
– [المهمة اليومية: التحضير لتصبح أقوى] متاحة الآن. (غير مقروءة)
ظن أن الرسالة الأولى بدت مألوفة، كما لو أنه سمعها من قبل في مكانٍ ما.
’أين سمعت ذلك؟ أنا متيقن من أنني سمعتها من قبل.‘
إذاً فهي الرسالة الأولى.
– تهانينا على كونك أصبحت [لاعباً] (غير مقروءة)
’تأكيد.‘
تتي-رينج!
[هذا النظام سيدعم نمو ’اللاعب‘.]
[سيؤدي عدم الامتثال لتعليمات النظام إلى فرض عقوبات محتملة.]
[لقد وصلت مكافئاتك.]
’’آه.‘‘
تذكر هذا متأخراً.
لقد سمع هذه الكلمات قبل أن يفقد وعيه.
’في ذلك الوقت، كان يتحدث عن لاعب وأمور أخرى، أليس كذلك؟‘
بطبيعة الحال، في ذلك الوقت أو حتى الآن، لا زال لا يستطيع أن يفهم حقاً ماذا كان يجري هنا.
’النظام’، ’النمو‘، ’العقوبات‘، وأخيراً، ’المكافآت‘.
سقطت الكلمات ذات المعاني المجهولة على حضنه الواحدة تلو الأخرى.
’ما الذي سيساعدني على النمو، وما الذي سيتم مكافئتي به؟‘
رؤية الكلمات التي لا يمكن العثور عليها إلا في لعبة فيديو تظهر أمام عينيه دون أي تفسيرات مسبقة، ساهمت فقط في إرباكه أكثر.
قرر أن يقلق بشأن الكلمات المحيرة لاحقاً، وبهدوء فتح الرسالة التالية.
– [المهمة اليومية: التحضير لتصبح أقوى] متاحة الآن. (غير مقروءة)
غلب.
ابتلع جين-وو ريقه بدون وعي بعد قراءة ذلك العنوان الإيحائي. بدأ قلبه ينبض أسرع في ترقُّب.
’تأكيد.‘
تتي-رينج.
[المهمة اليومية: التحضير لتصبح أقوى]
تمارين الضغط، مئة مرة غير مكتملة (0/100)
تمارين الوقوف والجلوس، مئة مرة: غير مكتمل (0/100)
تمارين القرفصاء، مئة مرة: غير مكتملة (0/100)
تمرين الركض، عشرة كيلومترات: غير مكتمل (0/10)
تحذير: سينتج عن عدم اكتمال المهام اليومية مستويات ملائمة من العقوبة.
أطلق جين-وو ضحكة مكتومة بعد تأكيد محتويات الرسالة.
’’ها، هاها….. بجدية يا رجل.‘‘
هل يجب أن تكون هذه مشاعر عن خيبة الأمل؟
في التفكير في مدى الضخامة التي تبدو عليها المهمة اليومية، كانت المهمة صاحبة عنوان ’التحضير لتصبح أقوى‘ ليس أكثر من قائمة من التدريبات البدنية لتمرين جسده….
حسناً، بالتأكيد، إذا فعل كما طلب المهمة، فإنَّ جسده قد يصبح أكثر خشونة قليلاً.
هل هذا ما كان يتحدث عنه النظام؟
’الآن بعد أن أفكر في ذلك….‘
استذكر قراءة اقتباس عن بأنَّ ’على الشخص الذي لديه مشكلة داخلية أن يولِّي اهتماماً للصوت الداخلي‘ من كتاب ما في الماضي.
’بعبارة أخرى، سيرى المرء ما يريد رؤيته، في النهاية…‘
إلى أي مدى أراد بشدة أن يصبح أقوى حتى انتهى به المطاف برؤية هذه الهلوسة الغبية؟
على الرغم من أنَّ الأمر كان مضحكاً، شعر أيضاً بالوحدة من الداخل.
’’إذا كان يمكن لأي شخص بأنْ يُصبح أقوى بهذه التمارين، فهل عندها سيكون على استعداد للتكلِّف بهذه المشقة…؟‘‘
هز جين-وو رأسه.
ظن فجأة أنه أحمق لأنه بحث عن إجابات لأسئلته العديدة التي تسبَّبَتها هلوسة لعينة.
‘ارغه. لم أعد أهتم.‘‘
استلقى جين-وو على السرير وحدق بلا مبالاة في السقف.
’’…..‘‘
لم يكن يفعل أي شيء مهم، ومع ذلك استمر الوقت في الانقضاء.
بشعوره بحجم السكون الذي يملأ غرفته بالمستشفى…
رفع جين-وو جذعه فجأة من على السرير.
‘ولكن، ماذا لو….‘‘
ماذا لو تغير شيء؟
وبما أن أفكاره كانت مليئة حتى النصف بتوقعات غير مُؤكدَة، والنصف الآخر بالفضول الغير مُقْنِع، بدأ يتساءل عما إذا كان ينبغي على الأقل أن يعطي التمارين فرصة.
’حسناً، لا شيء لأفقده، على أية حال.‘
لن يكون هناك سبب لعدم تجريبها، إذا عاملها كتمارين خفيفة لتمديد عضلاته أو شيء من هذا، صحيح؟
اتخذ قراره.
’حسناً. دعنا نجرب.‘
نزل جين-وو عن السرير ومدد نفسه قليلاً قبل أن يميل إلى زاوية السرير وقام ببطء بأداء ’الضغط‘.
’’واحد، اثنان، ثلاثة…..‘‘
بدأ بالعد من ’واحد‘ وسرعان ما ارتفع صعوداً.
’’… سبعة وتسعون، ثمانية وتسعون، تسعة وتسعون، مئة.‘‘
منذ أن بدأ هذا الشيء، قرر أن يفعل كل المئة المطلوبة، ولكن مختلفاً تماماً عن توقعاته، لم يحدث شيء عندما انتهى.
…. عدا أن ذراعيه كانتا تؤلمانه قليلاً.
’’ما الذي أفعله…‘‘
ابتسم جين-وو بعجز ووقف مباشرة.
– تهانينا على كونك أصبحت [لاعباً] (مقروءة)
– [المهمة اليومية: التحضير لتصبح أقوى] متاحة الآن. (مقروءة)
تم الآن تحديد الرسائل على أنها ’مقروءة‘.
لم يكن هناك المزيد من كلمات ’رسائل غير مقروءة‘ تظهر في نظره، كما أنه لم يشعر برغبة في مجاراة هذه الهلوسة بعد الآن حتَّى.
لقد سئم من هذا، بعبارة أخرى.
أغلق جين-وو صندوق البريد بدون ندم.
’’(تثاؤب)….‘‘
تثاءب جين-وو وعاد إلى السرير. شعر بالنعاس كما لو أنه ضغط على نفسه بشدة.
كانت السماء خارج النافذة مصبوغة بالفعل بألوان غروب الشمس.
’لقد تأخر الوقت بالفعل، هاه.‘
كان قد قال وكلاء شعبة الرصد في وقت سابق أنّ الجمعية ستتولى أمر رسوم المستشفى التي يتقاضاها.
لقد ظن أنه لن يكون الوقت متأخراً للمغادرة بعد تلقي فحص شامل لجسده والحصول على كل شيء واضح من الأطباء أولاً. استلقى جين-وو مرتاحاً بينما كان يفكر على هذا النحو.
’أنا متأكد من أنّ هذه الهلوسات والأشياء الغريبة التي أسمعها ستزول مع مرور الوقت…‘
أُغلقت جفونه ببطء وغطَّ جين-وو بعيداً في سبات عميق.
تيك، توك.
حتى عندما كان جين-وو يشخر بخفوت، استمرت إبرة الساعة المعلقة على الحائط بالتكتكة.
الإبرة تدور وتدور حتى أشارت الساعة إلى 11:59:57 مساءً.
تيك، توك، تيك.
ثمانية وخمسون، تسعة وخمسون، ستون….
توقفت الإبر عن الحركة بالضبط عندما وصلت إلى 12:00:00.
تتي-رينج.
[لقد فشلت في إكمال المهمة اليومية. سيتم نقلك إلى ’منطقة العقاب‘ لفترة زمنية محددة.]
***
قعقعة!!!
كانت عينا جين-وو مفتوحتين من الهزة العنيفة التي هزت جسده بالكامل.
’’زلزال؟!‘‘
جلس جين-وو وأمسك بحواف السرير. كانت الهزة سيئة جداً لدرجة أنه لم يستطع الحفاظ على توازنه.
قعقعة!!
أصبح الاهتزاز أسوأ تدريجياً مع مرور الثواني. وحينها…
(صوت تحول الأشياء إلى مسحوق وسقوطها على الأرض.)
كُسِرَ فجأة أحد القضبان الفولاذية على السرير والتي كان ممسكاً بها لحفظ حياته العزيزة. لا، هو لم ينكسر في حد ذاته، لكن ببساطة ’اختفى‘. نظر جين-وو بسرعة إلى كفه. لا يوجد قضيب فولاذي هناك، فقط حباتٌ من الرمل.
’رمل؟!‘
(صوت تحول الأشياء إلى مسحوق وسقوطها على الأرض.)
كما تحولت القضبان الحديدية الأخرى إلى رمل أيضاً.
وفي الوقت نفسه، أصبح ’الزلزال‘ أكثر عنفاً.
قـــعـــقـــعة!!!
’’أواااك!!‘‘
في النهاية، رُمِيَ جين-وو من على السرير. تدحرج في جميع أنحاء غرفة المستشفى وصرخ. حتى عندما كان ذلك يحدث، كانت الأشياء داخل الغرفة تتحول إلى رمل واحدةً تلو الأخرى في ذات الوقت.
’’أوااااه!!‘‘
…. بلوب
طار جين-وو وحطَّ على الأرض بقسوة.
شعر بشيء ناعم في أطراف أصابعه وصادف بأنها حبات رملٍ فائقة الجودة.
وتوقف الزلزال الملعون.
’’بتف، بتف!!‘‘
بصق جين-وو الرمل من فمه، ورفع رأسه بسرعة.
’’….؟!‘‘
التقت عيونه بسهلٍ لانهائي بلا شيء سوى الرمل.
تجهَّم جين-وو ونهض. خرجت كل الرمال التي كانت قد وجدت طريقها داخل ملابسه. نفض الرمل من على صدره بينما كان يلقي نظرة حوله.
في الحقيقة، كل ما أمكنه رؤيته كان الرمل. والمزيد من الرمل.
’’صحراء…؟!‘‘
لا يمكن أن يكون هذا حقيقياً.
حتى قبل لحظات قليلة، كان ينام على سريرٍ داخل مستشفى يقع في وسط سيئول. لكن الآن، بمجرد أن فتح عينيه، كان في وسط صحراء ضخمة؟
جمع جين-وو حفنة من الرمل، وتركها تفلت من بين أصابعه. سقطت حبَّات الرمل الجميلة مباشرة إلى الأرض.
’لا يوجد نسيم واحد هنا.‘
لم يكن فقط النسيم، فعندما رفع رأسه لينظر إلى السماء، لم يكن لديها شمس أو قمر أي نجمة في هذا الشأن.
كانت سماء فارغة كما لو كانت مليئة بالحبر الأسود ولا شيء آخر.
ولكن، لسببٍ ما، لم يكن عنده مشكلة في الرؤية مطلقاً.
’’أين هذا المكان؟‘‘
ترجمة: Tasneem ZH