1 - إليك،قبل الحكاية ب10 سنوات..

(آاااه يامن تدَّعي الوحدة واليأس ،ماذا تعرف عن ذلك الشعور أصلا؟...)

يحكى في غابر الزمان والمكان في قبيلة "تويسا" الإسبانية

التي لطالما تميزت بثلج يصل لمئة قدم في معظم فصولها

ان في ليلة ثلجية كئيبة جلست الفتاة اليافعة "ليبيريا" جانب امها وهي تبتكر ابتسامة رقيقة وترسمها في وجهها غصبا عنها، وذلك لأن امها المريضة التي تدعى في قبيلتها ب"السيدة مورمنت "وحسب ما يشاع وما يقال عنها فمرضها ذاك سببه ذنب عظيم عملته في حياتها وحسب ما تقول لإبنتها فمهما فعلت لن يُغفر لها ذلك .

بعد هنيهة من جلوس ليبيريا جانب أمها سمعتها ترغب في ان تقول شيئا وهي تردد كلمات تتباين بين الواحدة والأخرى،بصوت كأوتار متقطعة المقياس واللحن:

"لي....ليبيريا....ابنتي.....اسمعيني"

فتمد من تحت غطائها مفتاحا غريبا في مظهره وفي ملمسه فيكاد يبدو كسِنِّ طائر كبير الحجم،وتعطيه لإبنتها قائلة:

" خذي هذا ...وابحثي عن بابه جانب الشجرة التي كنت اضعك تلعبين جانبها في الغابة".

ظلت ليبيريا ساكنة للحظات دون حراك ودون إجابة ولم تفعل شيئا سوى أخذ ذلك المفتاح و تقبيل جبين امها والصليب المتوَّج في عقد تضعه في صدرها .

بعد لحظة،خرجت الأخيرة وهي تطقطق بكعبها الملائم للفصل مرتدية فستانا اسباني الأصل ملون بالأبيض السامي فبدت مثل الثلج الذي يتساقط من فوقها .وعبرت من مجمع القبيلة الذي يُنظَّم كل كريسماس من أجل الرقص والغناء وتناول كل ما طاب ولذ من مأكولات وعصائر وطيور غجرية مشوية .فتحولت قبيلة تويسا السحرية المخفية عن العوَّام من قبيلة بدوية إلى مدينة ترسم الأضواء كالنجوم .

وصلت ليبيريا اخيرا إلى وجهتها التي أرادتها ،وهي كما يبدو مكانا مظلما لا توجد فيه نقطة نور سوى ضوء القمر الذي كان يختفي لشدة كثافة الاشجار ،وحسب ما يقولون أنها الغابة التي إذا دخلت إليها فُقدت واذا خرجت منها وُلدت .

بعد أن أخذت ليبيريا نفسا عميقا تمشت بطريقة هادئة وهي تدخل الغابة، حتى وصلت للشجرة الموصوفة من طرف والدتها ،وهي شجرة جد غريبة عن باقي الأشجار تتميز بعلوها وشهامتها عن كل الأشجار في الغابة كما أن فيها نقش في جذعها مكتوب فيه "عزيزي السائر أو التائه، إلمسني واغمض عينيك...وسترى بابي وسرك المجهول ". وهذا ما فعلته ليبيرا تماما، لمست الشجرة بيديها الجميلتين واغمضت عينيها وما إن اكملت ذلك حتى ظهر من الشجرة باب غريب من مكانه، له فتحة صغيرة تروق المفتاح ليبيريا الذي اعطاته لها امها. فلم يكن بوسعها سوى أن وضعت المفتاح في الفتحة وأدارته اربع مرات متتابعة ثم فتحته....والعجيب في ذلك أنها لم تجد وراء الباب سوى ظلمة حالكة لا يظهر داخلها شيئا غير القتامة.رغم ذلك لم تتراجع ليبيريا ودخلت من الباب ،واذ بها تنزل إلى الأسفل في غار عميق جدا ولم تجد هناك سوى جمجمة بشرية تربع الربيع القديم في عظامها اما حين حدقت ليبيريا بعينيها بطريقة حزينة والدموع تتراقص في جفونها رأت صندوقا أبيضا قديما ،تحركت بقدميها تجاهه لشدة فضولها ثم نفخت عليه وازالت الغبار الذي يرسو فوقه،وقرأت المكتوب على سطحه بصوت خوف فاقد للشجاعة:

"صندوق مورمنت،لا يصلح إلا لمالكيه وسلاتهم".

(وحسب الحكاية التي تروى إلى يومنا هذا ف"ليبيريا " خرجت بمعجزة من الغار بعد أن لبثث فيه ثلاث أيام، وأن بعد خروجها وجدت امها ميتة،ولم يبقى لها شيء سوى الصندوق الذي لم تفتحه إلى أن تزوجت ولم تقل لأحد ماذا وجدت فيه، لكن هناك من قال ان فيه كنز وهناك من قال انه سر عائلة مورمنت، لكن في الاخير الوحيدتين اللتان تعرفتا على ذلك هم ليبيريا وابنتها صوفيا فقط).

2022/02/19 · 84 مشاهدة · 526 كلمة
Omar_tika
نادي الروايات - 2025