الفصل الثاني: الكفاح داخل الظلمة الجزء الأول
...
بعد الأكل جلس الطفل داخل الظلمة وبدأ بالتفكير
"لا أعلم كم المدة التي سأبقى فيها داخل هذه الغرفة ولكن سأفترض الأسوأ للآن"
" يجب أن أشغل نفسي بأي شيء لأحمي نفسي من الظلام، من الجيد أنه لدي خبرة بهذا داخل الزنزانة الانفرادية في السجن"
"بما أن عمري الجسدي ٥ سنوات الآن فلا يجب علي التركيز على أمور مثل القوة أو السرعه أو ما شابه لأنها قليلة المردود وتزيد من احتياجي الغذائي بشده"
"سأبدأ بتعلم فنون القتال الهندية لأنها تركز على المرونة المتطرفة واستكمال الجوع وقلة الغذاء"
بدأ بطلنا بتحريك جسده بوضعية غريبه كان هذا الفن يدعى ب سيلامبام عند القبائل الهندية
في الأصل هذا الفن يجب استخدامه مع. العصي ولكن يمكن أيضا الاستغناء عنها ببعض الحالات
في منتصف الحركة لم يستطع الطفل إكمالها وسقط على الأرض
بعد الشعور بألم حارق طفيف في مفاصله توقف عن الحركة ل ٣٠ ثانية وبعدها استمر بأداء السيلامبام
بعد فقدان إحساسه بالوقت وتكرار هذه الحركة مرارا وتكرارا كما لو أنه روبوت لا يشعر بأي ألم أو تعب أغمي على الطفل من التعب ونام بعمق شديد
استيقظ الطفل على ضوء خافت قادم من طرف الغرفة يبدو كضوء شمعة وبعدها سمع صوت ارتطام صحن معدني بالأرض واختفى ضوء الشمعة بعدها
ذهب الطفل بسرعة للتحقق من صوت ارتطام خفيف
"كما توقعت انه طعام ولكنه فاسد يبدو أنهم يتعمدون استخدام الطعام الفاسد كجزء من الاختبار"
استخدم الطفل طريقه الشم لتحديد كمية العفن مجددا وأكل الطعام الصالح ولكن بمجرد أن قام بأكله تفاجأ
"لحم؟ اللعنة يبدو كما لو أن بقائي في هذه الغرفة سيطول"
المبدأ من هذا الاستنتاج هو أن اللحم يحتاج لوقت طويل لهضمه ومن ثم تحطيمه للبروتين الذي بعدها سيتحطم لأحماض أمينيه والتي بدورها ستدخل سلسلة عمليات بيوكيميائيه لتتحول إلى جلوكوز يمكن استخدامه كطاقه مباشرة
وهذا الوقت الطويل يدل على أن المشاركين سيبقون في الظلام لوقت طويل
تجاهل الطفل هذه الأفكار المتشائمه للآن وبدأ بتحديد المكان الذي خرج منه ضوء الشمعه
استمر فحص ذلك الحائط وقت طويل ومن ثم "أحتاج لأن يظهر الضوء عده مرات للتأكد من جميع النقاط الحيوية للباب، بعدها أستطيع التخطيط للخروج بكسر الباب"
بعدها استمر الطفل بروتينه المعتاد سيلامبام والسقوط ثم إعاده المحاوله
حتى أرهق بشده ونام
استيقظ مره أخرى على ضوء الشمعه ولكن هذه المره كانت عيناه مثبته على أحد زوايا الباب وليس الضوء بحد نفسه بعد صوت الإرتطام الخفيف وعوده الظلام الدامس استيقظ الطفل أكل طعامه واعاد التمرين
استمرت هذه الحلقه المفرغة لأسبوع
خلال هذا الأسبوع فقد الطفل معنى الوقت ولكن صر على أسنانه واستمر بروتينه الذي قد يراه أي عاقل بالجنون
ولكن يا عزيزي قد تكون أكثر الخيارات الجنونيه بالحياه هي أكثرها أمانا
ولكن في هذا اليوم لم يبدأ الطفل بالتمرين وإنما بدأت خطته بكسر الباب
بيديه الصغيره واظافره الطويلة بدأ الطفل بتحريك احد البراغي الذي يمسك بالباب
كان تحريك البرغي بيديه العارية صعبا جدا واستغرق منه الأمر ساعات وساعات لإزاله البرغي الأول
ولكن بمجرد أن ازاله أخذ الطفل أحد الأطباق الفلينيه التي كانت تستخدم لتقديم الطعام وقام بكسر جزء منه وحشوه مكان البرغي ثم قام بوضع البرغي داخل الفلينه في مكانه
بعدها توجه نحو البرغي القادم وأعاد هذه العمليه مجددا
فجأه توقف الطفل وسقط على الأرض ليس بإختياره "اللعنه هذه اعراض أكل اللحوم الفاسده، حرارتي مرتفعة وقصر في النفس مرافقا لهذا التشنجات العضليه في المعده أظن أنه يجب علي تأخير خططي لا أستطيع إنهاء كلشيء في الوقت الذي عينته"
على الرغم من انه توقف عن العمل على الباب الا انه استمر بأداء فنون القتال الهنديه البسيطة في مكانه لزياده مرونه مفاصله
...
بعد شهر في الظلام
خلال هذا الشهر استمر العذاب الإنساني لتسمم الطعام ولكن أسوء ألم لم يكن الجسدي وإنما النفسي بسبب الظلام لقد نسي عدد المرات التي فكر فيها بالانتحار وإنهاء هذا العذاب
وفي كل مرة يحاول السيطرة على هذه الأفكار تزداد قوة كحلقه مفرغة لا نهاية لها فقد الوقت تماما
فكان في السابق يحسب الوقت بعدد المرات التي يتم تقديم الطعام فيها ولكنه فقد العد بسبب الآلام القادمه من عضلاته ومفاصله بسبب الفنون القتالية ولكن الجانب المشرق بأنه منذ وقت لم يعد يشعر بآثار تسمم الطعام كما لو أنه كسب مناعة ضدها
"على الرغم من أني لا أستطيع تفسير سبب اكتسابي مناعة وعدم موتي بسبب تسمم الطعام المستمر إلا أنه لا يجب تطبيق كل قواعد الأرض هنا وتم إثبات هذا بالفنون القتالية الهندية فالمستوى الذي وصلته بالمرونة والتناسق الجسمي كل ما يمكن أن أقوله بأنه غير إنساني"
ما لم يدركه الطفل بأنه كل مرة يستخدم فيها الفنون الهندية يدخل شيء كالهواء عديم اللون أو الرائحه إلى جسمه وهو الذي يقوم بمساعدته على التمرين
فيما يتعلق بالباب فلقد قام بإزالة جميع البراغي ووضع الفلين مكانها بعد تفكير مطول قرر عدم الخروج من الغرفة المظلمه على الرغم من العذاب الشديد الذي يتعرض له
أما سبب هذا القرار فهو لأنه لم ينسى أن هذا اختبار وإذا كان اختبارا فإذا يجب أن يكون له اهداف معينه ومن الظاهر حتى الآن فهو على الأرجح اختبار للإراده والذكاء والمنطقيه في اتخاذ القرار
إذا كنت في مكان غريب ومن دون جمع أي معلومات عن عدوك حتى الآن من الغباء أن تخرج من الغرفه او اتخاذ الخطوه الأولى فالخروج من الباب يفتح لك المجهول ويضعك دون اي دفاع أمامه
كما أن السبب الآخر هو على الرغم من أن العذاب لا إنساني الا انه لا يزال يستطيع استحماله "لقد تعرضت لما هو اسوء في حياتي السابقه"
ولكن لم يدرك عزيزنا المتناسخ بأنه في بدايه العذاب فقط
.. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مجددا تم تدقيق الفصل بشكل كامل الذي تسبب بتقصيره أنا أعتذر عن هذا