الفصل الثالث: الكفاح في الظلام الجزء الثاني
بينما يستمر بطلنا بالتدريب على فنون القتال الهندية توقف فجأة، ذلك لأنه ضوء الشمعة الذي يوصل الطعام قد وصل
بعد اختفاء الضوء توجه الطفل نحو صوت الارتطام كالعادة ولكن هذه المرة تفاجئ بأن الصينية المصنوعة من الفلين أثقل بعض الشيء عن المعتاد
بعد الإحساس بها وجد أن كمية اللحوم الموجوده تضاعفت على الأقل عن المعتاد كما أن هذه اللحوم سليمه تماما!!
لم يمسها أي نوع من أنواع العفن.
هذا الأمر لم يجعل الطفل سعيدا وإنما ارتفع الحذر داخله
وبعد أخذ نفس عميق بدأ بالتهام الطعام كالمسعور بعد أن انتهى من الأكل
باشر الطفل بروتينه ولكن قاطعه صوت هسهسه خفيف ولأن الغرفة مغلقة لم يستطع معرفة مصدره بسبب الصدى
ولكن ذلك لم يمنعه من التعرف على الصوت "هل أولاد العاهره هؤلاء يمزحون؟ أفاعي؟؟"
حاول الطفل أن يهدئ وفكر "لابد بأنها منزوعه السم وضعوها لاختبار الثبات العقلي هذا هو الاحتمال الوحيد لابد من هذا، غير ذلك هذا لم يعد اختبارا"
ولكن سرعان ما شعر الطفل بلدغه أفعى على قدميه وأدرك كم هو مضحك إطاره الفكري
فجأة لم يعد يستطيع أن يحرك جسمه وسقط على الأرض كما لو أنه لا يوجد لديه عظام
"اللعنة سم مسمم للأعصاب (نيوروتوكسيك فينوم)، هل هذه نهايتي وسأموت بعد إعادة ولادتي؟"
كان هذا أحد أنواع السموم الأربعه الذي يستهدف الأعصاب الطرفيه وذلك ليسبب شلل تام في عضلات الجسم كله
"لا انتظر ما زلت أستطيع التنفس هذا يعني أنه لم يتم تسميم حجابي الحاجز بالكامل، والذي يعني بأن السم مخفف لا يزال لدي فرصه للبقاء على قيد الحياة"
على الرغم من إيجاد فرصه ولكن الطفل يعلم بأن القادم هو الجزء الصعب
تخيل معي، أنت ملقى في غرفه مظلمه مغلقة لا يصلها ضوء لمده شهر كامل من دون أن تتحدث مع أي أحد
تراكمت الأفكار السلبيه لديك لدرجه خطيرة بالفعل والآن طريقتك الوحيدة للتنفيس تم قطعها، كيف ستشعر؟
وكما لوأن هذا لا يكفي فأنت مشلول تماما وعضلاتك مرتخيه لأقصى الحدود ليعطيك شعورا بأنك تغرق في الظلمة
كما لو أنه ليس لك وجود، يتم ابتلعاك شيئا فشيء في الظلام
لتزداد الظلمة ظلمه والظلام داخل القلب ينمو بسرعه كبيره كل ثانيه ليطغى على أي نوع من أنواع الضوء او الأمل بالحياه
ولكن بهذه اللحظه "هههههههه، الظلام؟ لم أخف منه يوما" بدأ عينا الطفل يلمعان بالجنون ولكن لحسن الحظ لا يوجد أحد لرؤيتها
"إذا قمت بالتحديق بالهاويه فستقوم الهاويه بالتحديق بك، ولكن ماذا إذا كنت أنا الهاويه؟"
أبقى الطفل نفسه مستيقظا بالقوة لأنه يعلم بأنه على الرغم من أن حجابه الحاجز لم يشل بالكامل ولكن لا يمكن انكار بأن تنفس أصبح أصعب، واذا قام بالنوم فسينخفض معدل تنفسه مجددا والذي قد يؤدي الى نتائج سيئه للغايه لأعضائه الداخليه والأهم لدماغه
بقوة إرادته المحظه إستطاع إستطاع الطفل البقاء مستيقظا مشلول الحركه وغارقا في الظلمه لمده 3 أيام
بعد أن تم تصفيه السم من جسده ذاتيا غرق الطفل بالنوم
بينما كان غارقا بالنوم كانت هنالك تغييرات كبيره تهز السماء والأرض تحدث داخل جسده
ولكن لم يكن طفلنا يعلم عنها شيئا الأن.
بعد وقت غير معلوم من الممكن أن يكون ساعة أو ساعتين أو يوم أو يومين استيقظ الطفل من سباته وفتح عينيه ليفاجأ بأنه يبدو كما لو أنه يستطيع تمييز معالم الغرفة بالظلام!!
على الرغم من أن عينيه في السابق تكيفت بالظلام إلا أنه مهما تكيفت لا يمكن أن يستطيع الرؤية كما الآن
في السابق قام دماغه بتعبئة معالم الغرفة بنفسه ليوحي له بأنه يستطيع الرؤية ولكن هذه المرة مختلفة فهو حقا يستطيع الرؤية على الرغم من أنها بشكل طفيف
نظر الطفل تحت قدمه ليرى الأفعى التي عضته ميتة، كما لو أنها عضته لتموت مباشرة بعدها
"بتكيفي الطفيف مع الرؤية أستطيع عد الوقت الآن"
توجه بعدها نحو حائط معين ورسم خطا باستخدام دماء الأفعى الميتة
...
بعد حادثة الأفعى أستمر الهدوء ل4 أيام والتغيرات الوحيده بأن كمية الطعام التي زادت أصبحت ثابتة (بعد الزيادة)
وبسبب هذه الزيادة أضاف الطفل لروتينه المعتاد أمرا آخر وهو التمرن على فنون دفاع عن النفس التي تركز على القوة والصلابة
ولهذه الخصائص لا يوجد أفضل من فنون شاولين الصينية لممارستها ولكن لم تقتصر الإضافة إلى مجرد فنون القتال وإنما أيضا لتمارين الكاثيستاتيك الغربية عديمه الأوزان وذلك لبناء كتله عضليه والتحكم بها بنفس الوقت
لسبب ما شعر الطفل بأنه استطاع التنفس بسهولة أكبر بعد عضه الأفعى ومرونة جسده اللاإنسانية منذ البداية ازدادت
"حاله جسدي الغريبة هنا تعطيني بعض الأمل بممارسة الكتاب المقدس لغسل العضلات الخاص بشاولين ولكن لا يجب أن أتسرع بهذا فللفشل نتائج كارثيه"
في بداية اليوم الخامس لعضه الأفعى استيقظ الطفل على صوت هسهسه مألوف ولكن هذه المرة وعلى الرغم من أنه استطاع رؤية الأفعى قبل أن تعضه إلا أنها لم تكن واحدة وإنما ثلاث وكل منها يأتي من اتجاه مختلف عن الآخر
انقضت الأفعاعي الثلاث نحوه وهذه المرة لم يقاوم الطفل منذ البداية على الرغم من أنه متأكد بمرونته المكتسبة حديثا فإنه متأكد من مراوغتها وحتى قتلهم ولكنه لم يفعل وذلك لأنه ذاق طعم حلاوة ما بعد العضة سابقا
ومن دون أي تأخير عضته الأفاعي الثلاث في أماكن مختلفة من جسمه ليشعر بإحساس الخدر واسترخاء العضلات المؤلم مجددا
ليقع من جديد بالقتال ضد الظلام وذلك لأن نسبه السم اكبر من المره الماضيه ووصلت لجفنيه مجبرتا اياه على اغلاقهما
حتى انه كان متأكدا بأن جسمه طورا نوعا من المقاومة لهذا السم والا لكان قد توقف عن التنفس منذ زمن
. . . . . . . . . . . . . .. . . .. . . . . . .
تم التدقيق