الفصل الثاني : شينوبو كوتشو!

『RYON 』

---

كانت الأجواء هادئة في قصر الفراشة، حيث كانت شمس الظهيرة ترسل خيوطها الدافئة عبر الألواح الخشبية.

داخل إحدى غرف التدريب المفتوحة، كانت كوتشو شينوبو تقف بوقارها المعتاد، تتدرب على حركات سيفها الخفيف والسريع، بينما كانت تلميذتها واختها الصغيرة.

كاناو تسويوري، تقف أمامها، تحمل سيفاً خشبياً، وتنفذ حركات "تنفس الزهرة" الأساسية التي تعلمتها من الراحلة كوتشو كاناي.

"كاناو، تنفسك غير منتظم،" قالت شينوبو بهدوء، وعيناها البنفسجيتان تراقب حركات كاناو البطيئة والمترددة.

"تنفس الزهرة يتطلب خفة وحركة دائمة. السرعة هي كل شيء، خاصة عندما لا تمتلك القوة اللازمة لقطع رأس شيطان. ركزي على تدوير الخصر وسرعة القدمين."

كاناو، التي كانت لا تزال تعتمد على رمي العملة لتحديد قراراتها، لم تستجب سوى بهز رأسها بصمت، واستأنفت حركتها.

لم يكن أمام شينوبو سوى التنهد داخلياً؛ كم تمنت أن تتخلى كاناو عن هذا المسار القاتم. هي لم ترد لكاناو مصير أختها الكبرى.

مسار قتلة الشياطين المظلم، والخطير.

قطع صوت غريب ومزعج هدوء التدريب.

"كواا! عاجل! عاجل! نداء استغاثة من ميزونوتو! كواا!"

ارتفعت نظرة شينوبو الحادة نحو السماء. لم يكن هذا صوت غراب عادي، كان صوت غراب يحلق بسرعة قصوى مليء بالذعر.

كان هذا هو الغراب النرجسي الخاص بـ رين. بعد أن كاد يموت خوفاً من كلام سيده، طار الغراب مباشرة نحو أقرب مكان يثق بوجود قتلة شياطين فيه. وبما أن قصر الفراشة كان قريباً نسبياً، جاء إليه مباشرة.

حلّق الغراب حول شينوبو، وبمجرد رؤية زي قاتلة الشياطين والهاوري ذو نقوش الفراشة المميز، أيقن أنه وجد هدفه.

صرخ الغراب بحدة وهو يكاد يرتطم برأسها: "كواا! رسالة عاجلة! ميزونوتو جديد... تلميذ أوروكوداكي ساكونجي، هاشيرا الماء السابق! اسمه يوكيهارا رين! كواا! وجد شيطاناً برتبة قمر سفلي في بلدة كوياما! يطلب التعزيزات الفورية! كواا!"

تجمدت شينوبو في مكانها. اتسعت عيناها البنفسجيتان بصدمة لم تعتد عليها.

قمر سفلي؟

كيف يمكن لميزونوتو – وهي أدنى رتبة – وأيضاً قاتل شياطين جديد، أن يواجه قمرًا سفليًا بهذه السرعة؟ هذا لم يحدث من قبل.

هذا فتى غير محظوظ وقتاله لقمر سفلي هو أمر أشبه بالانتحار. الهاشيرا بالكاد يواجهون الأقمار!

لو كان رين موجوداً، لكان سخر قائلاً: "لماذا الصدمة؟ زميلي المستقبلي كامادو تانجيرو قابل الملك الشيطاني موزان نفسه في مدة قصيرة... وتعرف عليه! شيطان لم يره أحد من قبل حتى الهاشيرا."

أشارت شينوبو بهدوء إلى كتفها، فسقط عليها الغراب متعباً ومرتعداً.

"اهدأ. ما الذي رأيته؟ صف لي الموقف بالتحديد."

شرح الغراب النرجسي الوضع بذعر. وصف المنزل المهجور، وتحذير رين المفاجأ، ومغادرة الغراب بينما يدخل رين للمنزل.

لم يذكر الغراب رين وهو يقذف القمر السفلي خارجاً، لأنه كان قد طار بالفعل في حالة هلع قبل وقوع الانفجار.

"إذن هو بالداخل الآن، يواجه القمر السفلي لوحده!"

لم تتردد شينوبو للحظة. القمر السفلي كارثة على بلدة كاملة. إن قوة الميزونوتو لا يمكنها أن تصمد أمام قمر سفلي.

"كاناو، أبقي على التدريب." أمرت شينوبو بصرامة.

نظرت شينوبو حولها، وجمعت بسرعة كل قاتلي الشياطين المتاحين في قصر الفراشة، حتى أولئك الذين كانوا يتعافون من إصابات بسيطة فقط.

"استمعوا جميعاً! هناك قمر سفلي في بلدة كوياما! يجب أن نذهب فوراً لإنقاذ الميزونوتو وقتل الشيطان. كل من يستطيع القتال، يتبعني!"

تحركت شينوبو بسرعة مذهلة، وقاتلو الشياطين المحترفين الذين خلفها تبعوها دون سؤال.

لكن شينوبو تفاجأت عندما رأت كاناو تسير خلفها بخطوات هادئة.

"كاناو؟ قلت لك أن تستمري في التدريب. هذه مهمة خطيرة، ليس عليك الذهاب."

نظرت كاناو إليها بعينيها الشفافة، ولم تقل شيئاً، لكنها لم تتوقف عن السير.

تنهدت شينوبو داخلياً. تذكرت خوفها من موت كاناو. حسناً، لعل رؤية قمر سفلي حقيقي - حتى لو كان ميتاً - أو رؤية عواقب قتال حقيقي، تقنعها بأن تتخلى عن هذا الطريق الجنوني!

...

في ذلك الوقت، كان رين قد انتهى من التأمل القصير في قوته المتزايدة.

لقد أصبح الآن المستوى 53، وهي قفزة نوعية. كان يجلس بكسل تحت شجرة البلوط التي كانت تجلس فوقها الفتاة الجميلة أكيمي، التي نزلت من الشجرة بعد أن هدأت من الصدمة.

لقد كانت تتحدث معه منذ مدة، ولم لا يبدو عليها الملل حتى بردود رين الفاترة والكسولة.

"أنت رائع! أنت أقوى شخص رأيته في حياتي!" قالت أكيمي بذهول، وعيناها تلمعان بإعجاب لا يُوصف. "لكن، لماذا تفعل هذا؟ لماذا انضممت لقتلة الشياطين؟"

عبس رين فجأة، وبشكل مصطنع ومتقن للغاية. وجهه الجميل والرقيق امتلأ بالحزن واليأس المصطنع.

"ما هذا السؤال؟" قال رين بصوت خفيض وعميق. "أكيمي-سان، هذا سؤال قاسٍ جداً تطرحينه على قاتل شياطين."

توسعت عينا أكيمي خوفاً. "آه... أنا آسفة! لم أقصد..."

"عندما تسألين قاتل شياطين عن سبب انضمامه،" تابع رين بنبرة تراجيدية، "فأنت تذكرينه بماضيه، بالعائلة التي فقدها، بالذكريات المؤلمة التي لا يريد تذكرها... تذكرينه بالدماء، بالآلام، بالليالي البشعة... والأحزان التي لا تنتهي."

وضعت أكيمي يديها على فمها، وعيناها مليئتان بالندم. "أرجوك سامحني! لم أكن أعرف... أنا آسفة جداً!"

في تلك اللحظة، لم يستطع رين تمالك نفسه. ضحك ضحكة قصيرة وخافتة، وهو يمسح على شعر الفتاة بلطف.

"أنا أمزح فقط،" قال رين بابتسامة متكاسلة. "لكن كلامي صحيح بشكل عام. هذا السؤال لا يُطرح على معظمهم. لحسن الحظ، أنا مختلف."

نظرت أكيمي إليه بغضب خفيف، ثم استسلمت لجاذبيته. "أنت شرير! لقد كدت أبكي!"

"أنا آسف،" قال رين، لكن عيناه كانت تلمعان بالمرح. "لكنني لم أنضم لسبب انتقامي. الشياطين لم تهاجم عائلتي أبداً. انضممت فقط لأنني كنت أمتلك القوة، ووجدت أن الأقوياء يجب أن يساعدوا الضعفاء."

نظر رين إلى المنزل المهدم والرماد المتبقي من القمر السفلي. "الناس الطيبون لا يجب أن يموتوا بسبب الوحوش. هذا كل شيء."

تنهدت أكيمي. "رغم أنك تستمتع بمضايقة الناس... إلا أنك لطيف جداً، يوكيهارا-سان."

في تلك اللحظة، توقف رين عن الابتسام. تحولت عيناه الزمرديتان إلى نظرة حادة وموجهة نحو الشمال الشرقي.

"وصلوا أخيراً،" تمتم رين.

فوق غصن شجرة بعيدة، توقفت كوتشو شينوبو. كانت عيناها مثبتتين على رين الذي كان يجلس بكسل، بزي قاتل الشياطين الرسمي، والهاوري(سترة) السوداء بنقوش حمراء لامعة.

يتحدث بهدوء مع فتاة رقيقة وجميلة المظهر. كانت الصورة متناقضة تماماً مع المشهد قربهما: منزل نصف مدمر، وحفرة في الأرض مملوءة بالرماد. كان واضحاً أن قتالاً خارقاً قد حدث هنا.

"ميزونوتو؟" فكرت شينوبو بصدمة. "هذا مستحيل."

خرج رين من تحت الشجرة وتقدم نحو شينوبو. نظر إليها، وسرح لثوانٍ.

"رائع. شينوبو في الواقع أجمل بكثير من الأنمي. عيناها البنفسجيتان صافيتان، وملامح وجهها تحمل مزيجاً من اللطف والبرود... موت اختها آثر عليها حقا."

استعاد رين تركيزه، ونهض بوقار. تقدم خطوتين، ثم رفع يده اليمنى إلى يسار صدره، فوق قلبه، وقام بتحية قاتلي الشياطين التي علمه إياها أوروكوداكي، تحية رسمية تليق بالهاشيرا.

"تحية لك، هاشيرا الحشرة."

تفاجأت شينوبو مرتين. أولاً، لتحية رين التي كانت رسمية جداً، وثانياً، لقدرته على التعرف على رتبتها فوراً.

نزلت شينوبو برشاقة من الغصن. "أنت يوكيهارا رين؟ تلميذ أوروكوداكي-سان؟"

"في الخدمة،" رد رين باحترام هادئ. "أتمنى أنني لم أتسبب لك بالكثير من القلق، هاشيرا كوتشو."

"القلق؟" قالت شينوبو بصوت بارد يخفي توترها. "وصل غرابك مذعوراً يطلب تعزيزات عاجلة، يزعم أنك تواجه قمراً سفلياً. أين الشيطان؟ وأين بقايا القتال؟"

أشار رين بسبابته إلى الحفرة المليئة بالرماد خلفه.

"كان هناك،" قال رين بملل. "القمر السفلي الرابع. لقد انتهى أمره للتو. آسف، لم أستطع الانتظار حتى وصول التعزيزات."

ينتظر؟ المعذرة... كانت هذه فرصتة ليصبح اصغر هاشيرا في التاريخ، بالاضافة الى اسرع شخص اصبح هاشيرا!

شعرت شينوبو بلسعة حادة من عدم التصديق، لكن الرماد والدماء المتبخرة كانت قوية جداً. لا يمكن أن يكون شيطاناً عادياً.

دار بينهما حوار طويل، حيث روى رين القصة بتفاصيل بسيطة. كذب رين ببراعة واقنع شينوبو بانه كان ماراً فقط ولكن حواسه القوية التقطت وجود الشيطان، وخمن ان الشيطان كان قمر سفلي.

"لكنني لم أستخدم سيفي لقطع عنقه،" أضاف رين بصدق. "لقد استخدمت مجموعة من الفنون القتالية، عززتها بقوة تنفس الرعد، وضربته بقوة لدرجة أنه طار مباشرة إلى أشعة الشمس. لم يكن قتال حقيقي."

"لقد هاجمته فقط بنية ضربة للخارج، بما انه الصباح والشمس مشرقة!" قال رين بابتسامة مغرورة بينما يفكر "كم انا متواضع!"

عبست شينوبو، ونظرت إلى المنزل المدمر. هذا التدمير كان منطقياً إذا كان قتالاً جسدياً خالصاً.

"أنت تلميذ هاشيرا الماء السابق،" قالت شينوبو بنبرة تساؤل حادة. "لماذا استخدمت قوة جسدية وفنون قتالية؟ وهل ذكرت أنك عززت الضربة بـ تنفس الرعد؟ هل فشلت في إتقان تنفس الماء، وتحولت إلى الرعد؟"

ابتسم رين، وكانت هذه فرصته للتفاخر أمام الهاشيرا الجميلة.

"أبداً، هاشيرا كوتشو. لقد أتقنت جميع أنماط تنفس الماء، كما أتقنت التنفس بتركيز كامل، على يد أوروكوداكي-سان." رفع رين سيفه القرمزي قليلاً. "لكنني بعد أن أتقنت الماء، ألهمني الأمر لابتكار تنفس اخر... شيء يجمع بين مرونة الماء والسرعة. وانتهى بي الامر بتعلم تنفس الرعد..."

صمتت شينوبو طويلاً. كان الأمر جنونياً، ومستحيلاً... لكن الأدلة كانت تتحدث عن نفسها: ميزونوتو قتل قمراً سفلياً في أول مهمة له تقريبا.

في هذه اللحظة، وصل قتلة الشياطين، وكانوا مذهولين بالمشهد. كاناو نفسها كانت تقف صامتة، تنظر إلى رين بتركيز غير معتاد.

تم استكشاف المنزل بجدية. وتم تأكيد وجود دم شيطاني قديم ومركز، بالاضافة الى جثث كثيرة، ما يثبت أن الشيطان كان يقيم هنا لفترة طويلة.

بعد أن انتهت التحقيقات، وصل غراب إضافي من المقر الرئيسي.

"كواا! رسالة من الزعيم! يوكيهارا رين وكوتشو شينوبو، يجب أن تعودا فوراً إلى المقر الرئيسي! كواا!"

نظر رين إلى شينوبو، وابتسم بكسل. "يبدو أنني أصبحت مشهوراً بسرعة."

أومأت شينوبو برأسها بجدية. "أول ميزونوتو يقتل قمراً سفلياً. الزعيم يجب أن يرى هذا بعينيه."

وبينما كانت المجموعة تستعد للمغادرة، تواصل رين مع كاناو الصامتة.

"أنتِ يا صاحبة الهاوري الوردي،" قال رين بهدوء، وهو يميل برأسه قليلاً. "من اللطيف أنكِ قررتِ المجيء لإنقاذي. لكنكِ لست قاتلة شياطين بعد، كيف سمح لك بالقدوم؟"

لم تستجب كاناو.

"ترفضين التكلم... سيكون هذا مزعجاً، يبدو ان الطريق طويل للمقر الرئيسي. الن يكون من الافضل التكلم مع شخص بنفس عمرك اثناء ذلك؟"

بقي وجه كاناو خالياً من التعابير، لكن عينيها تحركتا قليلاً.

"يا إلهي، أنتِ أصعب من القمر السفلي الرابع،" تنهد رين بابتسامة، وضحك بصوت خفيض، قبل أن ينطلق مع شينوبو نحو المقر.

كانت شينوبو تسير خلفه، وهي تفكر بجدية: "هذا الطفل... قوي جداً، ولكنه لا يبدو كشخص عانى من الشياطين؟"

كانت شينوبو في حيرة، كان اغلب قتلة الشياطين قد تألموا وعانوا بسبب الشياطين ومنهم الهاشيرا الذين حصلو على الدافع ليصبحو اقوى للانتقام من الشياطين.

ولكن رين كان يبدو غير مبال، بالاضافة الى كسول نرجسي ومغرور، وايضا يلاحق الفتيات!

---

شكراً على القراءة.

(مرحبا... شباب اعرف باني ازعجكم دائما في نهاية الفصل، لذلك ساتوقف عن كتابة كلامي في الفصل ولكن اتمنى فقط ان تقدرو ما افعله وتحاولو مشاركة افكاركم معي والتعليق على فصول الرواية جميعها لان هذا سيفيد الرواية لكي تنشهر اكثر وكي نصل الى التوب)

(اذا كنت تستخدم تطبيق نادي الروايات، فميزة التعليقات حاليا مقفلة في التطبيق لذلك اتمنى ان تدخل للموقع وتعلق على الفصول)

(جدول التنزيل سيكون فصل واحد او اثنين كل يوم... لاني مشغول بحياتي والكتابة ليست سهلة كما تظن وخاصتا ان هذه رواية من تأليفي لذا من الطبيعي ان يكون هناك تاخر اثناء الكتابة لاني افكر بالحبكة والقصة وكذا... واقسم بان الرواية مؤلفة وليست مترجمة لذلك اتمنى ان تصبرو معي ومن المستحيل ان استطيع تنزيل خمسة فصول كل يوم... لست روبوت)

(اخيرا... انا اعمل على رواية اخرى، وهي في التوب بالفعل لذلك اتمنى ان تتفاعلو والى قد اتوقف عن هذه الرواية واركز على تلك الرواية)

شكرا 🌹❤

2025/12/13 · 92 مشاهدة · 1738 كلمة
نادي الروايات - 2025