الفصل الخامس عشر : يوكيهارا رين ضد توكيتو هاشيرا الضباب!
『RYON 』
استمتعوا~~~
توقف الزمن في ساحة المقر الرئيسي لفيلق قتلة الشياطين. كانت الحصى البيضاء تحت أقدام الهاشيرا تلمع تحت أشعة الشمس، لكن الجو العام كان مشحوناً بكهرباء غير مرئية.
"أنت... تتحداني؟" كرر توكيتو مويتشيرو السؤال، وعيناه الفاترتان اللتان تشبهان لون الضباب تحدقان في الطفل الواقف أمامه. لم يكن هناك غضب في صوته، بل مجرد استغراب بارد، وكأنه ينظر إلى نملة قررت فجأة أن تعترض طريق فيل.
ابتسم يوكيهارا رين، ووضع يده على خصره بكسل. "أنا لا أتحداك يا هاشيرا الضباب. أنا فقط أعرض عليك فرصة لرؤية ما هو 'مستحيل' بعينيك."
ساد الهمس بين الهاشيرا. سانيمي كان يطحن أسنانه غضباً من وقاحة الميزونوتو، بينما كان رينغوكو يبتسم بحماس متزايد، وتينغن يراقب بفضول.
"أوياكاتا-ساما (سيدي الزعيم)،" تحدث مويتشيرو، ملتفتاً نحو كاجايا أوبوياشيكي. "هل تسمح لي بتأديب هذا الطفل؟ يبدو أنه لا يدرك الفارق في المقامات."
ابتسم كاجايا ابتسامة هادئة، وكأنه كان يتوقع هذا السيناريو. "أوافق على النزال. ولكن..."
توقفت قلوب الجميع للحظة.
"يمنع استخدام السيوف. ويمنع القتال بنية القتل. أريد نزالاً ودياً لاستعراض المهارات فقط،" قال كاجايا بصوت ناعم وحازم. ثم وجه وجهه نحو مويتشيرو وأضاف: "مويتشيرو... أرجو أن ترفق به. إنه لا يزال طفلاً في العاشرة، وهو كنز ثمين للفيلق."
"الرفق به؟" ردد رين في سرّه، وشعر بوخزة انزعاج حادة تضرب كبرياءه. "هل يظنون حقاً أنني أحتاج للشفقة؟ أنا، الذي يمتلك قوة جسدية تقارن ب 20 رجل بالغ؟ حسناً... سأريكم الرفق الحقيقي."
(200 نقطة قوة ~ 10 = رجل بالغ، 200= 20 رجل بالغ!)
تنهد رين بضجر واضح، ورفع يده ليفك ربطة شعره القديمة التي كانت قد ارتخت أثناء السفر. انسدل شعره الأسود الطويل والناعم كالحرير على كتفيه، مغطياً جزءاً من وجهه، مما أعطاه مظهراً برياً وفوضوياً للحظة.
"هذا مزعج، الشعر الطويل يعيق الرؤية في القتال الجاد،" تمتم رين بصوت مسموع.
بأصابع رشيقة، جمع شعره الأسود الكثيف ورفعه عالياً، ثم ربطه بإحكام على شكل ذيل حصان مرتفع. هذه الحركة البسيطة كشفت بالكامل عن ملامح وجهه التي كان يخفيها الشعر والكسل.
ظهرت بشرته البيضاء الخالية من الشوائب، وعيناه الزمرديتان الحادتان، وفكه المرسوم بدقة رغم طفولته. سقطت خصلتان طويلتان من الغرة على جانبي وجهه، مما اظهر ملامحه "المتميزة" بشكل زاد من جاذبيته عشرة أضعاف.
في تلك اللحظة، تحول الجو من التوتر إلى... شيء آخر.
كانروجي ميتسوري (هاشيرا الحب)، التي كانت تراقب بصمت، وضعت يديها على خديها المحمرين، وصرخت داخلياً بصوت كاد أن يخرج: "كاواااااااي! (لطيف جداً)! كيف يمكن لمخلوق حي أن يكون بهذا الجمال واللطف في سن العاشرة؟ إنه يشبه دمية أمير صغيرة! قلبي لا يحتمل!"
شعر رين بنظرات ميتسوري وبالنظر اليها، شعر بانها تنظر اليه وكانه حيوان أليف...
رين: لحظة! من الذي تصفه بالحيوان الأليف؟!
حتى أوزوي تينغن (هاشيرا الصوت)، المعروف بهوسه بالجمال والبهرجة، رفع حاجبه بإعجاب حقيقي.
"همم..." تمتم تينغن بصوت خافت سمعه من بجواره. "يجب أن أعترف... هذا الفتى يمتلك وجهاً 'مُبهراً'. إذا نجا حتى يكبر، سيصبح كاسر قلوب خطير في المستقبل. هذا مبهرج حقاً!"
تجاهل رين النظرات الغريبة، واتخذ وضعية قتالية غريبة. لم تكن وضعية سياف، بل وضعية قتال بالأيدي، مسترخية ولكنها ثابتة كالجبل.
"أنا جاهز،" قال رين ببرود.
اختفى مويتشيرو.
لم تكن سرعة عادية. كانت حركة هاشيرا. في جزء من الثانية، كان مويتشيرو يقف أمام رين، موجهاً ضربة بكف يده نحو صدر رين لدفعه وإسقاطه وإنهاء النزال بسرعة.
"بطيء،" فكر رين.
لم يتحرك رين من مكانه. وبدلاً من ذلك، قام بإزاحة جذعه العلوي سنتيمترات قليلة إلى اليسار، متفادياً الضربة بدقة مليمترية، ثم أمسك بمعصم مويتشيرو المندفع.
"ماذا؟" اتسعت عينا مويتشيرو قليلاً.
استخدم رين زخم اندفاع مويتشيرو ضده. بحركة انسيابية من الجودو، سحب الذراع واستدار، محاولاً رمي الهاشيرا عبر كتفه.
لكن مويتشيرو، بفضل مرونته العالية، قفز في الهواء، مستعيداً توازنه قبل أن يلمس الأرض، وتراجع للخلف.
"أوه؟" رفع رين حاجبه. "رد فعل جيد."
"أنت..." عبس مويتشيرو. "أنت ثقيل جداً. كيف لطفل بحجمك أن يملك هذه القوة؟"
"أكل الخضروات والنوم جيداً،" رد رين بسخرية، ثم انطلق.
بدأ القتال الجسدي.
كان المشهد صادماً للهاشيرا الواقفين. مويتشيرو، المعجزة التي أصبحت هاشيرا في شهرين، كان يواجه صعوبة حقيقية في لمس هذا الطفل.
رين لم يكن يهاجم بتهور. كان يصد الضربات بذراعيه وكأنها مصنوعة من الفولاذ، ويرد بركلات منخفضة ولكمات سريعة ودقيقة تجبر مويتشيرو على الدفاع.
"بانغ!"
تلاقت قبضة رين مع ساعد مويتشيرو. تراجع الهاشيرا خطوتين للخلف، بينما ظل رين ثابتاً في مكانه.
"قوته الجسدية..." همس شينغازوا سانيمي بذهول، وقد اختفت نظرة الاحتقار من عينيه. "إنها ليست طبيعية. جسد ذلك الطفل أصلب من الصخر."
تحدث الزعيم كاجايا بصوته الهادئ، وكأنه يعلق على لوحة فنية: "في التقرير الذي وصلني عن ماضي يوكيهارا رين... قيل إنه سيطر على بطولات الفنون القتالية في المنطقة الغربية وهو في السابعة من عمره. لقبوه بـ 'شيطان الفنون القتالية' و 'الطفل المعجزة'. يبدو أن تلك الألقاب لم تكن من فراغ."
عند سماع كلمات كاجايا، كان الهاشيرا اكثر انبهاراً بهذا الطفل المغرور.
في ساحة القتال، كان مويتشيرو يلهث قليلاً. لقد أدرك الحقيقة المرة: في قتال الأيدي المجردة، وبدون استخدام تقنيات التنفس بالكامل، هو لا يضاهي القوة الخام والخبرة القتالية لـ رين.
توقف مويتشيرو فجأة، ونفض الغبار عن ملابسه الفضفاضة.
"هذا لا يجدي نفعاً،" قال مويتشيرو بصوت جاد، ناظراً إلى الزعيم. "أوياكاتا-ساما... في القتال الجسدي، هو يتفوق عليّ بالخبرة والتقنية. لكننا قتلة شياطين. سلاحنا هو السيف. أطلب الإذن باستخدام السيوف."
نظر الزعيم إلى رين. "ما رأيك يا رين؟"
ابتسم رين، تلك الابتسامة التي تحمل في طياتها عاصفة قادمة. "كنت أنتظر هذا الطلب. القتال بالأيدي ممل."
"إذن، أوافق،" أومأ كاجايا. "استلوا سيوفكم."
تغير الجو فوراً.
وضع مويتشيرو يده على مقبض سيفه. هدوءه تحول إلى تركيز قاتل. استل سيفه النيشيرين الأبيض الناصع ببطء.
كان سيف مويتشيرو جميلاً في بساطته، نصل أبيض يعكس الضوء وكأنه ضباب متجمد، وحافة حادة لدرجة أنها تبدو غير مرئية. اتخذ وضعية تنفس الضباب، وهي وضعية مريحة ومخادعة، تخفي طول السيف ونوايا المستخدم.
"حان دوري،" همس رين.
وضع رين يده على مقبض سيفه الأسود ذو الغمد البسيط. أخذ نفساً عميقاً، وضغط بإبهامه على الواقية.
شينغ!
بصوت معدني رنان، سحب رين سيفه.
وفي اللحظة التي خرج فيها النصل، شهق الجميع.
لم يكن سيفاً أزرق (للماء) ولا أصفر (للرعد).
كان السيف يلمع بلون أحمر قرمزي عميق، لون الدم النقي، يتوهج تحت أشعة الشمس وكأنه قطعة من الجمر المشتعل. وعلى طول النصل القرمزي، كانت هناك خطوط متعرجة خفيفة بلون أخضر زمردي لامع، تنبض كعروق حية.
توسعت عيون رينغوكو كيوجيرو لأقصى حد. "هذا اللون... القرمزي؟! مستحيل! أليس هذا هو لون النصل الأسطوري؟ ظننت انها مجرد خرافة، وجود مثل هذا اللون!"
حتى توميوكا غيو، الذي نادراً ما يظهر مشاعره، خطى خطوة للأمام. "سيف احمر قرمزي... اليس هذا نسخة عن سيف المقاتل الاقوى في القصص القديمة!"
بسماع هذا نظر اليهم رين بحيرة، هل تحول يوريتشي الى مجرد مقاتل اسطوري يظهر في قصص قبل النوم؟
ابتسم الزعيم كاجايا، وقال بصوت يحمل الفخر: "لقد وصلتني رسالة من تيتشين تيتشيكواهارا (زعيم قرية الحدادين) شخصياً هذا الصباح. قال إنه تولى صناعة سيف رين لانه انبهر عند معرفة عمر رين، ولكنه كان مصدوماً عندما وصل اليه خبر من الشخص الذي اوصل السيف لرين... لقد كان سعيدا بمعرفة ان السيف الذي صنعه تحول لسيف قرمزي!."
نظر رين إلى سيفه بإعجاب. "جميل... أليس كذلك؟"
"لنبدأ،" قال مويتشيرو، محاولاً تجاهل الصدمة والتركيز على الخصم.
حسنا حتى لو كان السيف القرمزي نادر او اسطوري، فهذا لا يعني بان قوة السيف زادت. لذلك مهما كان لون السيف، فالقوة الحقيقة هي في السياف وليس بالسيف.
اختفى مويتشيرو وسط سحابة من الضباب الوهمي الناتج عن سرعته وحركة قدميه.
"تنفس الضباب: النمط الرابع: ضربة التدفق المتغيرة!"
انطلق مويتشيرو نحو رين بحركة متعرجة، مخفياً نية هجومه الحقيقية حتى اللحظة الأخيرة.
لم يتحرك رين. أغمض عينيه واستخدم الحواس المعززة.
هناك!
تحرك سيف رين القرمزي بسلاسة مذهلة، وكأنه تيار مائي.
"تنفس الماء: النمط الرابع!"
كلانك!
صد رين ضربة مويتشيرو بدقة تامة، وحول مسار السيف الأبيض بعيداً عنه.
"تنفس ماء؟" فكر مويتشيرو بضيق. "دفاعه مثالي."
استمر القتال. بدأ مويتشيرو يزيد من سرعته، مستخدماً أنماط الضباب المتعددة. كان يتحرك كالشبح، يظهر ويختفي، يحاول إيجاد ثغرة في دفاع رين.
لكن رين كان سداً منيعاً. كان يستخدم تنفس الماء ببراعة جعلت توميوكا غيو يضيق عينيه بتركيز شديد.
"انسيابية حركته، طريقة تدوير معصمه، وتوقيته في الصد..." حلل غيو داخلياً. "إنه يتقن الأسلوب. مستواه في تنفس الماء يقارب مستواي بالفعل. كيف لطفل في العاشرة أن يصل لهذا العمق؟"
"هل ستكتفي بالدفاع؟" سأل مويتشيرو، وهو يلهث قليلاً، بينما كان رين لا يزال يتنفس بانتظام تام. "أين هو تنفس العاصفة الذي تباهيت به؟"
ابتسم رين. "كنت أنتظر أن تحمى عضلاتي فقط. والآن... انتهى الإحماء."
فجأة، تغيرت وضعية رين.
تلاشت انسيابية الماء. انخفض رين بجسده، وضغط بقدميه على الأرض حتى تشققت الحصى تحته. وضع سيفه القرمزي خلفه في وضعية انطلاق.
تغير الهواء حوله. شعر الهاشيرا بضغط جوي مفاجئ، ورائحة الأوزون (رائحة ما بعد المطر والبرق) ملأت المكان.
"تنفس الرعد..." همس رين.
اتسعت عينا مويتشيرو. رعد؟ الآن؟
تحول رين لوميض رعد ذهبي في لحظة واختفى من مكانه، وفي اللحظة الثانية كان امام مويتشيرو.
ركل رين صدر مويتشيرو في لحظة غفلة، ليس لضربه، بل لخلق مسافة. طار مويتشيرو للخلف في الهواء، محاولاً استعادة توازنه.
"الآن!"
في تلك اللحظة التي كان فيها مويتشيرو معلقاً في الهواء، انطلق رين.
لم يره أحد.
حرفياً، لم تستطع العين المجردة متابعته.
سمع الجميع صوت انفجار مدوٍ. بووووم!
إنه دوي اختراق حاجز الصوت.
تحول رين إلى شعاع قرمزي وأخضر.
"تنفس العاصفة: النمط الأول: الطوفان الراعد!"
في جزء من الثانية، قطع رين المسافة بينه وبين مويتشيرو.
كان مويتشيرو لا يزال في الهواء، يرفع سيفه للدفاع، لكنه أدرك في تلك اللحظة: أنا بطيء جداً. لا أستطيع صد هذا.
أغمض مويتشيرو عينيه، متوقعاً الألم.
لكن... لم يحدث شيء.
توقفت الرياح.
فتح مويتشيرو عينيه ببطء.
كان رين واقفاً أمامه مباشرة، معلقاً في الهواء للحظة قبل الهبوط.
والسيف القرمزي... نصل السيف الأحمر اللامع كان مستقراً بثبات مرعب على بعد مليمتر واحد فقط من حنجرة مويتشيرو.
كانت خصلات شعر مويتشيرو تتحرك بفعل الرياح الناتجة عن توقف النصل المفاجئ.
نظر رين في عيني الهاشيرا، وابتسم ابتسامة كسولة، ولكنها كانت تحمل ثقة المنتصر.
"أعتقد أن هذا يكفي، هاشيرا الضباب،" قال رين بصوت هادئ، وهو يعيد سيفه إلى غمده بصوت كليك نهائي، بينما يهبط برشاقة على الأرض. "لقد أثبتُ وجهة نظري. تنفس العاصفة موجود."
سقط مويتشيرو على الأرض، جالساً على ركبتيه، وهو ينظر إلى رين بصدمة وذهول. لم يكن يصدق ما حدث. لقد خسر. خسر أمام طفل في العاشرة، وبضربة واحدة لم يستطع رؤيتها.
ساد صمت مطبق في الساحة. حتى سانيمي كان فمه مفتوحاً قليلاً.
وفجأة، دوي صوت تصفيق بطيء ومنتظم.
كان كاجايا أوبوياشيكي يصفق، وابتسامة فخر تعلو وجهه.
"رائع... رائع جداً يا رين،" قال الزعيم. "لقد تجاوزت توقعاتنا جميعاً."
التفت رين إلى الهاشيرا المصدومين، ورفع يده بكسل ليعدل شعره المربوط.
"إذن..." قال رين ببرود. "هل ما زلتم تعتقدون أنني بحاجة لقصة حزينة لأكون قوياً؟"
نظر تينغن إليه، وانفجر بضحكة عالية. "هاهاها! لا! أنت لست بحاجة لشيء! هذا كان أكثر شيء مبهرج رأيته منذ سنوات! أيها الطفل الشقي!"
ابتسمت شينوبو، نظرة جديدة من الاحترام في عينيها. "يبدو أنني كنت مخطئة، يوكيهارا-سان. كفاءتك... موجودة حقاً."
أما رين، فقد نظر إلى السماء، وتنهد بارتياح.
"حسنا انتهى الامر، اصبحت هاشيرا، ويمكنني التدرب براحة اكبر الان،" فكر رين. "والآن، أين هو الطعام؟ أنا جائع."
~~~
نهاية الفصل الخامس عشر.
اخطط لجعل البطل ينتقل لعالم اخر قريبا! ماذا تقترحون!
واتمنى التعليق على فضول الرواية واخباري بافكاركم، انا اشعر بخيبة امل بالفعل من عدم وجود تفاعل في الفصلين السابقة.
شكراً على القراءة ❤