الفصل السابع عشر : القمر العلوي؟!
『RYON 』
استمتعوا~~~
---
مرت ليلة العاصفة والدموع ببطء شديد، وحل الصباح أخيراً على قصر "أوبوياشيكي".
تسللت أشعة الشمس الذهبية عبر الأبواب الورقية (شوجي)، لتعلن عن بداية يوم جديد. كان الهواء نقياً وبارداً، يحمل نسمات الصباح الباكر التي عادة ما تكون مفعمة بالنشاط.
في غرفة الضيافة الكبيرة، كان جميع الهاشيرا قد غادروا بالفعل. رينغوكو ذهب لمهمة عاجلة بصوت عالٍ وحماسي، وسانيمي غادر وهو يتمتم بغضب، وحتى غيومي ذهب للصلاة عند الشلال.
لم يتبقَ سوى كتلة صغيرة ملفوفة تحت غطاء الفوتون في زاوية الغرفة.
كان يوكيهارا رين نائماً بعمق، أو هكذا بدا الأمر. في الحقيقة، كان جسده منهكاً من "التدريب العقلي" القسري الذي خضع له طوال الليل عبر ذكريات يوريتشي، ناهيك عن نوبة البكاء اللاإرادية التي تركت وجهه فوضوياً.
فُتح الباب ببطء وهدوء، ودخلت شينوبو كوتشو. كانت خطواتها خفيفة كالفراشة، وابتسامتها المعتادة تعلو وجهها.
"يا إلهي، هل ما زال الطفل المدلل نائماً؟" همست شينوبو وهي تقترب من الفوتون. "الزعيم ينتظرنا، وهذا الكسول يغرق في الأحلام."
نظرت شينوبو إلى وجه رين. للحظة، اختفت ابتسامتها الساخرة.
كان وجهه متورماً قليلاً، وعيناه محاطتين بهالات حمراء خفيفة. بدا وكأنه خاض معركة خاسرة ضد أحزانه طوال الليل. رموشه كانت لا تزال رطبة قليلاً، وملامحه الطفولية بدت بريئة بشكل مؤلم، خالية من قناع الغرور والبرود الذي يرتديه دائماً.
"يبدو أنه... كان يبكي؟" تمتمت شينوبو بدهشة، وشعرت بوخزة شفقة غير متوقعة في قلبها. "هل كان خائفاً؟ أم أنه يفتقد منزله؟ في النهاية، هو مجرد طفل في العاشرة..."
مدت يدها لتوقظه برفق، لكن قبل أن تلمس كتفه، فُتحت عينا رين فجأة.
تجمدت شينوبو.
في جزء من الثانية، تغير الجو المحيط برين. اختفت نظرة البراءة، وتلاشت ملامح الطفل الحزين، وحل محلها ذلك التعبير الكسول والماكر الذي يغيظها دائماً. كان تحولاً مخيفاً في سرعته، وكأنه يغلق باباً حديدياً على روحه.
"أرا، أرا..." قال رين بصوت مبحوح قليلاً، وهو يفرك عينيه المتورمتين بكسل. "شينوبو-سان؟ هل تتسللين لغرف الرجال في الصباح الباكر؟ لم أكن أعرف أن لديكِ هوايات منحرفة كهذه."
انتفخ عرق بارز على جبهة شينوبو، وتبخرت مشاعر الشفقة فوراً.
"منحرفة؟" قالت شينوبو بابتسامة مرعبة وعينين مغلقتين. "كنت قلقة لأنك لم تستيقظ، أيها الهاشيرا الكسول. الزعيم يريدنا. وبالمناسبة، وجهك يبدو كفطيرة محشوة، هل كنت تبكي لأنك بللت فراشك؟"
نهض رين وتثاءب، متجاهلاً تعليقها ببراعة. "البكاء؟ لا، هذه مجرد آثار جانبية للتأمل العميق في مدى إزعاجكِ. وعيني المتورمة دليل على أنني كنت أحارب كوابيس تظهرين فيها وأنتِ تلاحقينني بإبرة عملاقة."
"أنت حقاً..." صرت شينوبو على أسنانها، لكنها تنهدت في النهاية. "أسرع. أويكاتا-ساما (الزعيم) ينتظر. لديك خمس دقائق."
غادرت شينوبو الغرفة وهي تغلق الباب بقوة أكبر من اللازم قليلاً.
بمجرد خروجها، زفر رين الهواء ببطء. لمس وجنتيه المتورمتين ونظر لانعكاسه في زجاج النافذة.
"تباً ليوريتشي ومشاعره،" تمتم رين وهو يسكب الماء البارد من الإبريق النحاسي على وجهه ليخفف التورم. "يجب أن أكون أكثر حذراً. لا يمكنني السماح لأحد برؤيتي ضعيفاً. الضعف في هذا العالم يعني الموت."
ارتدى زي الهاشيرا الخاص به، ورتب شعره الأسود، ثم وضع سيفه القرمزي على خصره. عندما خرج، كان يوكيهارا رين، "هاشيرا العاصفة" المغرور، قد عاد بالكامل.
...
في قاعة الاستقبال، كان الزعيم كاجايا أوبوياشيكي يجلس بهدوء، وزوجته أماني بجانبه.
انحنى رين باحترام. "لقد استدعيتني، أويكاتا-ساما؟"
"صباح الخير، رين،" قال كاجايا بصوته المريح. "أعتذر عن إيقاظك بعد يوم حافل، لكن هناك أمر طارئ."
رفع رين رأسه. "شياطين؟"
"نعم،" أومأ كاجايا. "وصلتني تقارير من غربان الكاسوجاي عن نشاط غريب في المنطقة الشمالية، تحديداً في جبل 'كوموتوري'. هناك شائعات عن اختفاء عدد كبير من المسافرين، وهناك احتمال... أن يكون هذا مكاناً لتجمع الشياطين."
عقد رين حاجبيه قليلاً. "تجمع؟ هذا غريب."
"بالضبط،" وافق كاجايا. "الشياطين لا تعمل في جماعات عادةً، إلا إذا كان هناك أمر مباشر من كيبوتسوجي موزان. لهذا السبب، أريدك أن تذهب للتحقيق."
فكر رين في الأمر. موزان؟ يسمح بتجمع؟ هذا الجبان المهووس بالسيطرة لا يثق بأتباعه لدرجة السماح لهم بالتكتل. إلا إذا كان يخطط لشيء كارثي، أو... أنه لا يعلم بالأمر؟ لا، هذا مستحيل.
"بما أن المهمة تتطلب التسلل والتعقب الدقيق،" تابع كاجايا، "لن تذهب مع شينوبو هذه المرة. لقد طلبت من أوزوي تينغن مرافقتك."
"إله المهرجانات؟" تمتم رين بصوت خافت.
"إنه شينوبي سابق، وخبرته في الاستطلاع والتحقيق في المناطق الجبلية لا يعلى عليها،" ابتسم كاجايا. "أنا أعتمد عليكما."
...
مرت يومان منذ انطلاقهما.
كانت الرحلة عبارة عن سلسلة من التناقضات. أوزوي تينغن، هاشيرا الصوت، كان يركض بسرعة هائلة، يقفز بين الأشجار بحركات بهلوانية استعراضية، وعباءته الملونة ترفرف خلفه.
في المقابل، كان رين يركض خلفه بتعبير ملل، يقتصد في حركاته قدر الإمكان.
"أوي! أيها الشقي!" صرخ تينغن وهو يهبط على غصن شجرة ضخم وينظر للخلف. "ألا يمكنك الركض بأسلوب أكثر بهرجة؟ أنت تتحرك كأنك ذاهب لشراء الخضار! أين روح الشباب؟ أين الانفجار؟"
توقف رين على الغصن المجاور، ولم تظهر عليه أي علامة تعب. "أوزوي-سان، الجري بأسلوب 'انظروا إلي، أنا هنا' هو أسرع طريقة للموت في عالم النينجا، أليس كذلك؟ اعتقدت أنك شينوبي."
ضحك تينغن بصوت عالٍ. "ها! أنا شينوبي متقاعد اخترت طريق البهرجة! التخفي للمملين! نحن هاشيرا، يجب أن نعلن عن وجودنا بانفجار!"
"أنت تعلن عن وجودك، وأنا سأقوم بالقتل بينما ينظرون إليك،" رد رين ببرود.
"تسك، طفل غير ظريف،" تمتم تينغن، لكنه كان معجباً داخلياً بقدرة رين على مجاراته في السرعة دون أي جهد يذكر.
في اليوم الثالث، وصلا إلى وجهتهما.
جبل كوموتوري كان شاهقاً، تغطيه غابات كثيفة، وفي قمته، وسط الضباب، كان يقبع مبنى غريب. برج قديم مهجور، يشبه المعابد البوذية القديمة ولكنه متآكل ومحاط بهالة سوداء ثقيلة.
وقف الاثنان عند سفح الممر المؤدي للبرج.
"ها قد وصلنا،" قال تينغن وهو يضع يده على مقبض سيفيه المزدوجين. "الرائحة هنا مقرفة. لا بد أن هناك حفلة شياطين في الداخل. هذا مثالي! سأقوم بنسف المدخل ونقطع رؤوسهم جميعاً بأسلوب مبهرج!"
تحرك تينغن خطوة للأمام، مستعداً للانطلاق.
"توقف."
كان صوت رين حاداً وجاداً لدرجة جعلت تينغن يتوقف غريزياً.
التفت تينغن ليرى رين يقف وعيناه مغلقتان، ووجهه شاحب قليلاً.
"ما الأمر؟ هل خفت؟" سأل تينغن رافعاً حاجبه.
"أوزوي-سان... لا تتقدم خطوة واحدة،" همس رين، وصوته يحمل تحذيراً بارداً. "نحن بحاجة للتعزيزات. الآن."
"تعزيزات؟" عبس تينغن. "أنا وأنت هنا! نحن هاشيرا! حتى لو كان هناك عشرون شيطاناً، يمكننا سحقهم."
"ليس عشرين..." فتح رين عينيه، وكانتا تلمعان بنظرة لم يرها تينغن من قبل. "هناك ما لا يقل عن مائة شيطان داخل ذلك البرج."
"مائة؟!" اتسعت عينا تينغن. "كيف عرفت؟ ومائة شيطان في مكان واحد؟ هذا جنون! ذلك الموزان لا يسمح بهذا!"
في ذهن رين، كانت الخريطة المصغرة للنظام تصرخ باللون الأحمر.
النقاط الحمراء كانت تملأ البرج، تتحرك وتتزاحم. مائة؟ بل ربما مائة وعشرون.
كيف؟ فكر رين بسرعة جنونية. لماذا يسمح موزان بهذا التجمهر؟ هل فقد السيطرة؟ أم أن هذا فخ؟ هذا العدد الهائل في مكان ضيق يعني شيئاً واحداً... مذبحة.
لكن رين لم يكن خائفاً من المائة شيطان العاديين. الهاشيرا يمكنهم التعامل مع الأعداد الكبيرة إذا توخوا الحذر.
المشكلة لم تكن في العدد.
بينما كان رين يمسح الخريطة للتأكد، تجمدت دماءه في عروقه.
وسط بحر النقاط الحمراء الصغيرة، كانت هناك نقطة حمراء داكنة... داكنة جداً، وتنبض بحجم أكبر من البقية. وهالة ذهبية مشؤومة تحيط بها في واجهة النظام.
[تنبيه: تم رصد طاقة شيطانية عالية المستوى.]
[تنبيه: قمر علوي.]
شعر رين ببرودة تسري في أطراف أصابعه. عرف من يكون هذا. في هذا المكان، وبهذه الهالة... لا يمكن أن يكون سوى "هو".
"رين؟" نادى تينغن، وقد بدأ يشعر بالتوتر من صمت رين الطويل. "أوي، تكلم معي! مائة شيطان عدد كبير، لكنه ليس مستحيلاً. إذا وضعنا خطة مبهرجة..."
"أوزوي-سان،" قاطعه رين بصوت خافت، وهو يتراجع خطوة للوراء ببطء. "انسَ المائة شيطان."
نظر رين إلى قمة البرج، حيث كان يشعر بتلك النظرات غير المرئية.
"هناك وحش بينهم... وحش لا نستطيع هزيمته."
"ماذا تقصد؟" ضيق تينغن عينيه.
"قمر علوي،" قال رين، والكلمة خرجت ثقيلة كالصخرة.
تغير تعبير تينغن فوراً من الاستهتار إلى الجدية التامة. "قمر علوي؟ هل أنت متأكد؟ أي رقم؟ إذا كان القمر السادس أو الخامس، يمكننا..."
"لا..." هز رين رأسه، والعرق البارد يتجمع على جبهته. "الأمر أسوأ. الهالة التي أشعر بها... إنها أعمق وأكثر برودة من أي شيء واجهته."
نظر رين إلى تينغن بجدية مرعبة.
"حتى لو كنا أنا وأنت... وأحضرنا رينغوكو معنا... لن نستطيع قتله. هذا الشيطان في مستوى آخر تماماً."
"من يكون بحق الجحيم؟" سأل تينغن بصوت منخفض.
"إنه القمر العلوي الثاني..." همس رين، متذكراً العيون الملونة والابتسامة الزائفة في الأنمي.
"دوما!" بقول هذا ابتعد رين هو وتنجن مختبئين، يراقبون، وينتظرون التعزيزات.
---
حبيت اعدل شوي على القصة واضيف حدث حماسي.
اتمنى تعجبكم الفكرة 😊
اخبروني رايكم، وبالمناسبة ساحاول زيادة سرعة تنزيل الفصول او نشرها، ولكن ليس حاليا لاني مريض وشكرا.
قد تجدون خطا لان جزء كبير من الفصل حذف بالخطأ، حوالي 900 كلمة 😢