الفصل الثامن عشر : دوما، قبيح؟

『RYON 』

نعم غيرت اشياء في القصة، اتمنى ان لا اكون افسدت الامر!

استمتعوا~~~

غرق جبل "كوموتوري" في صمت مخيف، صمت لا يكسره سوى حفيف الأشجار التي تداعبها رياح باردة بشكل غير طبيعي.

على قمة شجرة صنوبر عملاقة، كان هناك ظلان يندمجان مع الظلام الدامس.

كان أوزوي تينغن، هاشيرا الصوت، يجلس القرفصاء على غصن عريض، عيناه تحدقان في البرج المظلم بتركيز القناص. بجانبه، ولكن على غصن أعلى قليلاً، وقف يوكيهارا رين، مغلقاً عينيه، وكأنه تمثال منحوت من الجليد.

"أوي، أيها الشقي،" همس تينغن بصوت منخفض لا يسمعه إلا النينجا. "مرت ساعات ونحن نحدق في هذا المبنى القديم. أخبرني بصدق، كيف عرفت؟"

التفت تينغن بنظرات حادة محاولا رؤية اي تعبير او كذب في وجه رين.

فتح رين إحدى عينيه بكسل ونظر إلى تينغن. "عرفت ماذا؟"

"أنه قمر علوي،" ضيق تينغن عينيه. "أنا لدي حاسة سمع خارقة، يمكنني سماع تحركات العضلات وتدفق الدم. لكنني لم أسمع شيئاً مميزاً يميز هذا الوحش عن غيره من مسافة بعيدة كهذه. وأنت، بمجرد التخمين... أو عفواً، 'بحواسك'، عرفت ذلك؟"

تنهد رين، وأعاد إغلاق عينيه. "اللعنة، كيف أشرح له أن لدي راداراً (GPS) متطوراً يظهر الشياطين كالنقاط الحمراء؟"

"الأمر ليس في الصوت فقط يا أوزوي-سان،" قال رين بصوت هادئ، محاولاً تأليف كذبة مقنعة. "إنه 'الضغط'. كل شيطان وكائن حي يملك هالة، رائحة، وثقلاً في الجو. الشياطين العادية مثل الوحل، الأقمار السفلية مثل الصخور... لكن هذا الشيء في الداخل؟ إنه يشبه جبل جليدي يضغط على رئتيك. قارنت شعوري به بشعوري بتواجد جميع الهاشيرا مجتمعين... وهو يتفوق من ناحية الضغط."

ارتعش حاجب تينغن. "يتفوق علينا جميعاً؟ هذا ليس مبهرجاً على الإطلاق."

"أتوقع أنه أحد الثلاثة الكبار،" أضاف رين ببرود، رغم أن قلبه كان يخفق بقوة. "غالباً... القمر العلوي الثاني."

"الثاني؟!" كاد تينغن يصرخ، لكنه كبح صوته. "هل تقصد أننا نجلس بجوار ثاني أقوى شيطان في الوجود؟"

"حسنا... اذا استثنينا كيبوتسوجي موزان، فنعم... لهذا نحن ننتظر."

عاد الصمت ليغلف المكان. رين كان يستخدم حاسة السمع المعززة بقالب يوريتشي. لم يكن يسمع حديثاً، بل كان يسمع... مذبحة.

صرخات مكتومة.

تمزيق لحم.

ضحكات هستيرية ومجنونة.

"ما الذي يحدث بحق الجحيم في الداخل؟" فكر رين، وهو يحلل الأصوات. "إنهم لا يخططون لشيء، إنهم يقتلون بعضهم البعض."

وبينما كان الظلام يشتد، لاح في الأفق وميض.

لم يكن برقاً، بل كان شيئاً يقترب بسرعة جعلت الهواء يصفر.

"وصل أحدهم،" قال تينغن بابتسامة.

في لحظة، اهتزت الشجرة المجاورة بعنف، وهبطت كتلة من اللهب والحماس على أحد الأغصان.

"لقد وصلت!!" صرخ رينغوكو كيوجيرو بصوت مكتوم (وهو إنجاز عظيم). شعره الأصفر المائل للأحمر كان مبعثراً للخلف بفعل السرعة الجنونية. "هل تأخرت؟! أين الشيطان؟! هل هو هنا؟!"

نظر رين إلى رينغوكو بإعجاب خفي. "سريع... لقد قطع مسافة يومين في بضع ساعات. هذا الرجل محرك نفاث بشري."

"أهلاً، رينغوكو،" قال تينغن. "أنت سريع كالعادة، لكن ليس بسرعتي طبعاً."

"أوموا! السرعة ليست كل شيء! المهم هو الوصول في الوقت المناسب!" رد رينغوكو بابتسامته المشرقة التي تضيء الظلام حرفياً.

وبعد فترة ليست بالقصيرة، سمعوا صوت خطوات ثقيلة وسريعة تقترب.

وصل شينازوغاوا سانيمي أولاً، يلهث بصوت مسموع، وعروقه بارزة من التعب والغضب. "أين... أين هؤلاء... الأوغاد؟"

"لماذا يبدو هذا كشخص تم مطاردتة من قبل والده؟" فكر رين بينما ينظر لسانيمي بابتسامة.

خلفه مباشرة، هبط هيماجيما غيومي، الهاشيرا الأقوى والأضخم، وهو يمسك مسبحته، ودموعه تنهمر. "نامو أميدا بوتسو... يا لها من سرعة... لم أظن أنني سأضطر للركض هكذا..."

"...."

كيف امكنك الركض بهذه السرعة اصلاً؟ الى ترى حجم جسدك؟ الى يمكنك احترام قوانين الطبيعة والمنطق؟

اجتمع الأربعة العمالقة ورين الصغير فوق الأشجار. المشهد كان مهيباً. خمسة هاشيرا في مكان واحد، جاهزون للحرب.

نظر تينغن إليهم، ولاحظ التعب البادي على سانيمي وغيومي. "يبدو أنكم بذلتم جهداً كبيراً. هل تستطيعون القتال؟"

"لا تسخر مني!" زمجر سانيمي، وهو يمسح العرق. "أستطيع قتل ألف شيطان وأنا نائم. أخبرني فقط أين الهدف."

"في ذلك البرج،" أشار رين بإصبعه.

تجمعت أنظار الجميع على المبنى المشؤوم.

"أسمع أصوات قتال،" قال غيومي بصوته العميق. "أرواح بائسة تصرخ... الشياطين تقتل بعضها؟"

"حواسه قوية جدا... حسنا هذا طبيعي والى لم استطاع ان يقاتل وهو اعمى" فكر رين بذلك بينما ينظر لغيومي من الجانب.

"بالضبط،" قفز رين من غصنه ليقف وسطهم. "لدي نظرية."

....

في وقت ما.

كان قد جلس الجميع في حلقة ضيقة على الأغصان السميكة.

بدأ رين الشرح، وعيناه تلمعان بذكاء حاد. "بينما ننتظركم حاولت تحليل ما يحدث واظن اني اعرف ما يحدث الان."

نظر الجميع اليه مما جعل رين يبتسم مستعداً للتفاخر، ولكنه ركز بدلاً عن ذلك على الشرح الجاد.

"في الاغلب بعد ان وصل لملك الشياطين موت قمر سفلي اخر، ربما غضب... ربما ضعر بان مستوى الاقمار السفلية لا يقارن ابدا بالاقمار العلوية، وهذا ازعجه."

"حسنا بالتفكير بمدى جنون افعال هذا الشخص اظن ان تخمينك صحيح... ربما قام باعدامهم وقتها!" قال تينغن ذلك بينما ينظر لعيون رين مباشرة.

"نعم، هناك احتمال ان القمر العلوي الذي في الداخل الان يقيم هذه المذبحة لتحديد الاقمار السفليه الجديدة... يبدو انه قد لاحظ وجودنا بالفعل بالمناسبة ولكنه لم يغادر او يهرب او يقوم باي حركة... وهذا يعني انه واثق جدا من انه قوي بما يكفي لهزيمتنا، وربما يجهل اننا هاشيرا لست متاكد... ولكن الأهم هو انه قام بتصفية الشياطين بالكامل حاليا"

"تصفية؟" سأل رينغوكو.

"نعم. 'باتل رويال' (معركة ملكية)،" استخدم رين مصطلحاً غريباً عليهم ثم صححه. "قتال حتى الموت. الشياطين في الداخل يتقاتلون، والناجون... الستة الأقوى... سيصبحون الأقمار السفلية الجديدة."

ساد الصمت.

"هذا يعني..." قال سانيمي بجدية، "أن من تبقى في الداخل ليسوا مجرد حشرات. إنهم نخبة النخبة."

"صحيح،" أومأ رين. "لدينا في الداخل الآن ستة شياطين بمستوى أقمار سفلية في ذروة قوتهم، بالإضافة إلى عشرات الجثث... وبالطبع، منظم الحفلة، القمر العلوي الثاني."

نظر رين إلى وجوههم واحداً تلو الآخر، ثم ألقى قنبلته.

"خطتي هي كالتالي: أنتم الأربعة ستدخلون وتبيدون الأقمار السفلية الستة بسرعة البرق. يجب أن يتم ذلك في دقائق."

"وماذا عنك؟" سأل تينغن بشك. "ماذا ستفعل بينما نقوم نحن بالتنظيف؟"

أخذ رين نفساً عميقاً.

"أنا سأذهب للقمر العلوي الثاني. سأشغله وأقاتله وحدي حتى تنتهوا وتأتوا لدعمي."

انفجر المكان بالضجيج.

"هل جننت أيها الشقي؟!" صرخ سانيمي، وكاد يمسك بياقة رين لولا تدخل رينغوكو. "تريد قتال قمر علوي وحدك؟ هل تظن نفسك لا تقهر؟!"

"هذا انتحار يا بني،" بكى غيومي بحرارة. "لا يمكننا السماح لطفل بالتضحية بنفسه هكذا."

"ليس مبهرجاً أن تموت وحيداً،" أضاف تينغن بجدية.

رفع رين يده ليوقفهم. "اسمعوني! ليس لدي رغبة في الموت. لكن فكروا بالأمر! إذا دخلنا جميعاً ككتلة واحدة، سيشعر القمر العلوي بالخطر. الأقمار العلوية يملكون القدرة على الهرب بتقنية ما بالتاكيد. إذا شعر بوجود خمسة هاشيرا، قد يهرب، أو الأسوأ... قد يفرقنا."

وقف رين، وبدا أطول مما هو عليه. "أنا الوحيد القادر على مجاراته."

"لماذا؟" سأل رينغوكو بجدية.

"لأنني أتقن التنفسات المتعددة، ولدي شيء لا تملكونه."

لم يخبرهم رين بالحقيقة الكاملة.

في عقله، فتح مخزن النظام.

[المخزون:]

سم الوستاريا المركز (رتبة S): يضعف قدرات تجدد القمر العلوي بنسبة 40% لمدة 10 دقائق. (السعر: باهظ، لكنه اشتراه باي حال).

ترياق التحول البشري (تجريبي): جرعة تحول الشيطان إلى بشر عند حقنها في القلب. (لن يتم ذلك فورا يستغرق بعض الوقت).

بالإضافة إلى ذلك، نظر إلى حالته.

[قالب يوريتشي تسوغيكوني: التقدم 15%.]

[المهارات المفتوحة: العالم الشفاف (جزئي)، الحالة اللاهوائية (ثوانٍ معدودة).]

(الحالة اللاهوائية: هي تقنية تسمح له بالاستمرار في استخدام تقنيات التنفس حتى بعد ان يفقد كل الهواء المخزن لديه ويصل لحده لاقصى... ستعطيه وقت اضافي باختصار حتى عندما يكون في حالة الانهيار)

"لدي سموم خاصة، ولدي سرعة تفوق توقعاته،" كذب رين ببراعة. "أنا لا أنوي قتله وحدي... أنوي 'اعاقته'. أنتم ستقتلون الأقمار السفلية، ثم تأتون لقطع رأسه معي. إذا انشغلنا جميعاً بالأقمار السفلية، سيقضي علينا هو بضربات بعيدة المدى."

نظر الهاشيرا إلى بعضهم البعض. كانت المشكلة الحقيقية هي جهلهم.

لم يواجه أي هاشيرا قمراً علوياً وعاش ليحكي القصة. كانوا يظنون أن الفرق بين القمر السفلي والعلوي هو فرق في القوة فقط، وليس فرقاً في "البعد والوجود". ظنوا أن رين، الذي قتل قمراً سفلياً بسهولة، قد يصمد لبضع دقائق.

لو عرفوا أن دوما يستطيع تجميد رئاتهم بمجرد التلويح بمروحيته، لما وافقوا أبداً.

"أنا أثق بك يا رين!" قال رينغوكو فجأة، ضارباً صدره. "إذا قلت إنك تستطيع الصمود، فأنا أصدقك! سنبيد البقية ونأتي إليك بسرعة اللهب!"

"تشه،" بصق سانيمي. "إذا مت، سأقتلك مرة أخرى."

"نامو..." ضم غيومي يديه. "فلنحمي هذا الطفل بإنهاء مهمتنا بسرعة."

ابتسم رين ابتسامة ماكرة. "جيد. إذن اتفقنا."

.

.

وبعد مدة تحركت المجموعة.

انقسموا عند مدخل البرج. الأربعة الكبار اقتحموا الطابق الأرضي حيث كانت الأقمار السفلية الجديدة تحتفل بانتصارها.

بمجرد دخولهم، سمع رين صوت الانفجارات وبدء المعركة.

"جيد، لقد بدأوا،" همس رين لنفسه.

تسلق الجدار الخارجي للبرج بخفة، متجهاً نحو الشرفة العليا. الطابق الأخير. حيث يوجد "الزعيم".

عندما وصل للشرفة، توقف.

كان الهواء بارداً... بارداً جداً لدرجة أن أنفاس رين تحولت لبخار كثيف.

في وسط الغرفة الواسعة المضاءة بضوء القمر، جلس شاب ذو شعر بلون بلاتيني، وعينين بألوان قوس قزح، يمسك مروحة ذهبية ويبتسم ابتسامة بريئة ومريضة.

كانت الأرضية مغطاة بالدماء، ورؤوس شياطين (الخاسرين في البطولة) تزين الزوايا.

رفع دوما رأسه، ونظر مباشرة إلى رين.

"أوه؟" قال دوما بصوت مرح، وكأنه طفل وجد لعبة جديدة. "ظننت أن ضيوفي الليلة هم مجرد شياطين قذرة... لكن، يبدو أن لدي زائراً بشرياً؟"

قفز رين من السور وهبط بهدوء في الساحة، يده على مقبض سيفه.

[تنبيه النظام: نية قتل هائلة. الخصم: القمر العلوي الثاني.]

[نسبة القالب ترتفع تلقائياً استجابة للخطر: 15.5%... 16%...]

"مرحباً،" قال رين، محاولاً إخفاء ارتعاش يده بابتسامة متغطرسة. "سمعت أن هناك حفلة هنا، ولم يرسل لي أحد دعوة. هل الطعام جيد؟"

ضحك دوما، وأغلق مروحته بصوت طقطقة حاد. "أنت لطيف! ولذيذ أيضاً... دمك يفوح برائحة نادرة. هل أنت 'هاشيرا'؟ أنت صغير جداً!"

"أنا الكابوس الذي سيرسلك للجحيم،" رد رين، بينما كانت أصابعه تتحرك ببطء لتجهيز قارورة السم المخفية في كمه.

"كابوس؟" وقف دوما، وانتشر صقيع غطى الأرضية في لحظة. "أنا أحب الأحلام! دعنا نلعب قليلاً قبل أن يأتي أصدقاؤك الذين يحدثون ضجة في الأسفل. آمل أن يكونوا أقوياء أيضاً، فأنا جائع جداً الليلة."

استل رين سيفه القرمزي، واشتعلت النيران حوله.

"يوريتشي... أعطني قوتك،" صرخ رين في داخله.

"تنفس العاصفة الشكل الثاني: رقصة حاكم الرعد!"

اختفى رين من مكانه.

لم يكن مجرد سرعة. كان انتقالاً آنياً.

اتسعت عينا دوما قليلاً. "سريع!"

بانغ!

اصطدم سيف رين بمروحة دوما الذهبية، محدثاً موجة صدمة هزت البرج بأكمله.

"هيه،" ابتسم دوما، وعيناه تلمعان بعبارة (Upper Moon Two). "لست سيئاً... لست سيئاً أبداً!"

بدأت الرقصة المميتة. رقصة بين الجليد والعاصفة.

كان رين يعلم، في قرارة نفسه، أن هذه المعركة ستكون الأصعب في حياته. لكنه لم يكن يقاتل ليفوز وحده... كان يقاتل ليشتري الوقت، وكي يقتل هذا الشيطان كهدية لشينوبو بما انه قتل اختها الكبرى.

"هيا يا قبيح!" صرخ رين، والأدرينالين يجعله يحترق حماساً. "أرني ما لديك!"

"...."

مهلا منذ متى اصبحت قبيحاً؟ هل هذا الفتى اعمى ام انه نرجسي لدرجة اني قبيح بالنسبة له؟

---

نهاية الفصل الثامن عشر.

سيكون هذا قتالا طويل وماساوياً.

باي حال انتهينا من اول ارك بعنوان (هاشيرا) ونحن الان نبدا ارك اخر.

اتمنى ان تتفاعلو لنكمل الرواية مع بعض ونصنع رواية رائعة وممتعة!

2025/12/18 · 97 مشاهدة · 1728 كلمة
نادي الروايات - 2025