الفصل التاسع عشر : هل تريد الرقص؟
『RYON 』
غيرت شوي على قدرت دوما طبعا!
استمتعوا~~~
---
وقف يوكيهارا رين على أرضية الشرفة الخشبية التي باتت غارقة في دماء الشياطين الذين سقطوا في "البطولة" التي أقامها دوما.
كان الهواء من حوله قد تحول إلى جليد، بخار أنفاسه يخرج كثيفاً ومتقطعاً، وعيناه الزمرديتان اللتان كانتا تلمعان بالذكاء الطفولي قد تحولتا الآن إلى اللون الأحمر القرمزي المتوهج.
لم تكن هذه مجرد رغبة في القتل، بل كان تأثير "قالب يوريتشي" الذي بدأ يفيض في عروقه استجابةً للضغط الهائل المنبعث من الكائن الذي يقف أمامه.
كان دوما يراقب رين بنظرات تجمع بين الفضول والانزعاج الطفيف. كان يميل رأسه يميناً ويساراً، ومروحتاه الذهبيتان تلمعان تحت ضوء القمر.
"أتعلم يا فتى؟" بدأ دوما وصوته يحمل رنيناً طفولياً مزعجاً، "لقد كنتُ أفكر.. لو كانت التي أمامي الآن فتاة جميلة، شابة، وربما تملك عيوناً مليئة بالدموع، لكان لشتيمتها وقع الموسيقى على أذني. كنتُ سأمتص دماءها وأنا أبتسم، وأخبرها بأن كل شيء سيكون بخير في داخلي. لكن أنت؟"
صمت دوما للحظة وتقلصت حدقتاه، "أنت مجرد طفل نرجسي، مغرور، وتملك عيوناً مخيفة لا تناسب وجهك الصغير. شتمك لي بأنني 'قبيح' لا يشعرني بالأسى، بل يشعرني برغبة عارمة في تحطيم ذلك الكبرياء."
لم يرد رين بكلمة. بدلاً من ذلك، أحكم قبضته على سيفه القرمزي. كان يشعر ببرودة مروعة تتسلل من تحت قدميه، الجليد بدأ يزحف على الخشب، محولاً المكان إلى ساحة قتال متجمدة. وفجأة، ودون أي مقدمات، اختفى دوما من مكانه.
تحركت مروحتا دوما بسرعة البرق، مطلقاً تقنية "الصقيع الذابل". انتشر غبار جليدي ناعم في الهواء، غبار مصمم لتمزيق الرئتين عند استنشاقه.
رين، بفضل حواسه المعززة، أدرك الخطر فوراً، فكتم أنفاسه واستخدم "الحالة اللاهوائية" ليبدأ التحرك في وسط هذا الضباب القاتل. "تنفس الرعد : الشكل الاول - وميض الرعد!" انطلق رين كالسهم، محاولاً اختراق المسافة بينه وبين دوما، لكن القمر العلوي كان يضحك فقط.
بسهولة مذهلة، تفادى دوما طعنة رين، وبحركة انسيابية من مروحته، جرح كتف رين. لم تكن جرحاً عميقاً، لكن البرودة التي انتقلت من النصل جعلت ذراع رين تخدر فوراً.
تراجع رين للخلف، لكن دوما لم يمهله. "أوه، هل هذا كل ما لديك؟" قال دوما وهو يلوح بمروحته الأخرى، مطلقاً "شفرات الجليد الطائرة". عشرات الشظايا الحادة انطلقت نحو رين كالمسامير.
اضطر رين لاستخدام سيفه لصد الشظايا، وكانت الأصوات المعدنية الناتجة عن الارتطام تملأ القاعة كمعزوفة دموية. "تباً، إنه سريع جداً،" فكر رين وهو يشعر بقطرات الدماء الدافئة تنزلق على كتفه.
"قوته الجسدية ليست هي المشكلة فقط، بل هذا الجليد.. إنه يبطئ حركاتي ويجمدني ببطء." قفز رين عالياً ليتجنب هجوماً أرضياً من براثن الجليد، لكن دوما كان ينتظره في الهواء.
بضربة عنيفة من قبضة دوما، طار رين ليصطدم بأحد الأعمدة الخشبية الضخمة للبرج. تحطم العمود تحت وطأة جسده، وسقط رين على ركبتيه وهو يبصق كمية كبيرة من الدماء.
كان جسده يرتجف، ليس فقط من الألم، بل من درجة الحرارة التي انخفضت إلى ما دون الصفر بكثير. نظر رين إلى يده؛ كانت بدأت تتحول للون الأزرق.
"لقد كنتُ مخطئاً،" همس رين لنفسه وهو يمسح الدماء عن فمه. "لقد اعتقدت أن 16% من القالب ومهارات الهاشيرا الحالية ستجعلني أصمد بسهولة. لقد كنتُ مغروراً حقاً. هذا الوحش أمامى.. هو تجسيد للموت."
وقف رين بصعوبة، وكان دوما يقف على بعد أمتار قليلة، يفتح مروحته ويغطي بها نصف وجهه، وعيناه الملونتان تلمعان ببريق سادي. "هل انتهينا؟ لقد خاب أملي قليلاً. ظننت أن الهاشيرا العاشر سيكون أكثر إثارة."
"همممم... هل وصلت المعلومات لموزان والاقمار العلوية بالفعل؟" فكر رين بهذا بينما يتنهد بألم حقيقي.
في تلك اللحظة من اليأس، استدعى رين واجهة النظام في عقله. كانت النافذة تومض بوضوح: [نقاط إحصائيات غير مخصصة: 180 نقطة].
كان قد ادخرها لوقت الحاجة، ولم تكن هناك حاجة أكثر إلحاحاً من هذه اللحظة. "نظام، خصص جميع النقاط فوراً. 80 للسرعة، 60 للقوة، و40 للتحمل!"
بمجرد أن نطق الكلمات في عقله، شعر رين بانفجار من الطاقة داخل جسده. لم يكن شعوراً مريحاً؛ كان الأمر كأن عروقه تمتلئ بالرصاص المنصهر.
تحطمت القيود التي كانت تفرضها البرودة على عضلاته، وتدفق الأدرينالين بغزارة. تلاشت الرجفة من جسده، وحل مكانها هدوء مرعب. القرمزي في عينيه لم يعد مجرد لون، بل صار يشع بضوء خافت.
ضحك رين بضحكة قصيرة وباردة، مما جعل دوما يتوقف عن الكلام. "ما المضحك أيها الصغير؟ هل فقدت عقلك من الخوف؟" سأل دوما بفضول حقيقي.
"لا،" رد رين وهو يرفع سيفه القرمزي الذي بدأ يتوهج بالحرارة نتيجة لقبضته القوية(احاول اضع منطق 😂). "كنت أفكر فقط.. كم سيكون من الممتع رؤية تعبير وجهك عندما أقطع ذلك الرأس القبيح."
في تلك الأثناء، استدعى دوما إحدى تقنياته المفضلة: "نسخ الجليد". صنع نسختين مصغرتين منه من الجليد الصلب، ووجههما للهجوم على رين من الجانبين بينما كان هو يجهز هجوماً بعيد المدى بمروحته. "اذهبوا، العبوا معه قليلاً،" قال دوما بمرح.
اندفعت النسختان بسرعة مذهلة، لكن بالنسبة لرين الحالي، كانت حركاتهما تبدو وكأنها في عرض بطيء.
وبسرعة لم تستطع حتى عيون القمر العلوي تتبعها بالكامل، اختفى رين من مكانه. ساد الصمت للحظة، ثم تلاه صوت تحطم جليد عنيف.
بصق دوما بانزعاج عندما رأى رين يظهر خلف إحدى النسختين، ويمزقها إلى شظايا صغيرة بضربة واحدة من سيفه، ثم في الثانية التالية، كان قد قطع النسخة الثانية نصفين قبل أن تتمكن حتى من رفع مروحتها الجليدية.
"ماذا؟" تمتم دوما، والابتسامة بدأت تتلاشى من وجهه لأول مرة. "هذه السرعة.. لقد تضاعفت فجأة؟"
لم يكتفِ رين بذلك، بل انطلق مباشرة نحو دوما الأصلي. كانت الأرضية تحت قدمي رين تتحطم من قوة اندفاعه.
حاول دوما إطلاق "حديقة المعلقات الجليدية" لصد تقدمه، لكن رين كان يتلوى في الهواء كالعاصفة، يتفادى كل نصل جليدي بمليمترات فقط.
"تنفس العاصفة، الشكل النهائي: الإعصار القرمزي!"
صرخ رين، واندلعت دوامة من الرياح والنيران حول سيفه. اصطدم السيف بمروحتي دوما اللتين رفعهما للدفاع في آخر لحظة.
كانت قوة الارتطام هائلة لدرجة أن سقف البرج بدأ يتداعى، وتطايرت قطع الخشب والجليد في كل اتجاه.
تراجع دوما عدة أمتار، وقدميه تتركان أثراً عميقاً في الأرضية. نظر إلى مروحتيه الذهبيتين؛ كانتا ساخنتين لدرجة الاحمرار، وكانت هناك شروخ صغيرة بدأت تظهر عليهما.
"هذا الفتى.." فكر دوما، وشعر بشيء لم يشعر به منذ قرون: القلق. "هذا الوهج في عينيه.. هذه الحرارة المنبعثة من نصله.. إنها تذكرني بذلك الهاشيرا الذي في ذكريات السيد موزان، يوريتشي.. ذلك السياف الذي كان يرتدي أقراط هانافودا. هل من الممكن؟ هل هو من سلالتة؟"
نظر دوما إلى رين الذي كان يقف الآن بهدوء، سيفه يقطر دماً شيطانياً يحترق عند ملامسته للنصل. لم يكن رين يلهث، ولم يكن يبدو عليه التعب.
كان يبدو كسيد حرب صغير. "تلك العلامة.." همس دوما وهو يلاحظ نمطاً صغيراً بدأ يتشكل على جبهة رين تحت شعره المبعثر، "علامة قتلة الشياطين.. لقد أيقظها في هذا العمر؟"
رين لم يكن مهتماً بما يفكر فيه دوما. كان يشعر بقوة قالب يوريتشي تصل إلى 18% الآن. العالم من حوله أصبح شفافاً، كان يرى تدفق الدماء في جسد دوما، يرى عضلاته وهي تتقلص، ويرى بقعة الضعف في رقبته بوضوح تام.
"أوزوي-سان والآخرون في الأسفل ينهون عملهم،" فكر رين ببرود. "يجب أن أبقي هذا القبيح مشغولاً، أو ربما.. يمكنني إنهاء الأمر هنا."
"هيا يا دوما،" قال رين بصوت يحمل صدى صوت يوريتشي، "أرني قوة القمر العلوي الثاني الحقيقية، أم أنك لا تجيد سوى الاختباء خلف دمى الجليد؟"
استشاط دوما غضباً، وتغيرت هالته بالكامل. لم يعد هناك مكان للمرح. "حسناً أيها الشقي.. لقد طلبت ذلك. تقنية الدم الشيطانية: تمثال بوديساتفا من لوتس الجليد!"
انفجرت القاعة حيث برز تمثال ضخم من الجليد خلف دوما، تمثال يملك عشرات الأذرع وجواً من القدسية المشوهة.
كان هذا هو الهجوم الأقوى لدوما، والساحة الآن تحولت إلى جحيم أبيض. لكن رين، بابتسامة باردة وعيون حمراء متوهجة، لم يتراجع خطوة واحدة. كان يعلم أن الحفلة الحقيقية قد بدأت للتو.
"اوي، اوي، اوي... دوما" ابتسم رين بينما يتقدم خطوة تلوى الخطوة بثقة.
"هل تريد الرقص؟" قال ذلك بسخرية بينما يختفي من مكانه معلنا بدء القتال!
---
نهاية الفصل التاسع عشر.
بمناسبة وصولنا الفصل 19 بالفعل بدون توقف نشر الفصول ولو ليوم واحد (احم... اسف) اطلب منكم تعليقات وافكار مفيدة للرواية.
وما افكاركم حول الفصل وقتال دوما ورين؟
هل تتوقع بان رين سيهزم دوما بمفرده، ام سينجو بالكاد حتى ياتي بقية الهاشيرا؟
شكرا لكم على التفاعل!
اعرف الفصل قصير ولكني احاول تسريع نشر الفصول حاليا لذلك اعتذر!