{رائع! وصلنا المرتبة 3 في افضل الروايات في الموقع، لذلك لنستمر ولناخذ المركز الاول 😊 شكرا يا رفاق، شكرا من القلب 💚}
الفصل العشرون : تنفس الشمس؟
『RYON 』
استمتعوا~~~
---
اهتز البرج الخشبي القديم حتى أساساته.
لم يكن الاهتزاز بسبب الرياح العاتية التي تعصف بجبل "كوموتوري"، بل بسبب الوزن الهائل لـ "تمثال البوديساتفا" الجليدي العملاق الذي استدعاه دوما.
كان التمثال يملأ الشرفة بأكملها، وجهه يحمل ملامح هادئة ووديعة بشكل مرعب، بينما تنبثق من ظهره عشرات الأذرع الجليدية الضخمة، كل واحدة منها قادرة على سحق منزل صغير بضربة واحدة.
وقف يوكيهارا رين أمامه، يبدو كحشرة صغيرة مقارنة بهذا الكيان المتجمد. كانت دماء رين تقطر على الخشب، وبخار أنفاسه يتصاعد بكثافة.
"يا له من منظر جميل، أليس كذلك؟" قال دوما وهو يقف فوق كتف التمثال، ينظر للأسفل بابتسامة متغطرسة. "هذه التقنية عادة ما أحتفظ بها للضيوف المميزين جداً.. أو لأولئك الذين يزعجونني بشدة. وأنت، أيها الفتى الصغير، نجحت في الاثنين."
لم يرد رين. لم يكن لديه رفاهية الكلام.
في عقله، كانت التروس تدور بسرعة جنونية.
"لقد رفعت إحصائياتي.. سرعتي الآن تتجاوز سرعة الصوت، وقوتي تكفي لقطع الفولاذ. لكن.. هذا الشيء ضخم جداً. ومساحة الهجوم واسعة للغاية."
تحركت إحدى أذرع التمثال.
لم تكن حركة بطيئة كما يوحي حجمها. كانت ومضة.
بوم!
تحطمت الأرضية التي كان يقف عليها رين قبل جزء من الثانية. قفز رين في الهواء، لكن ذراعاً أخرى كانت تنتظره بالفعل في مساره، وكأن دوما يتوقع حركته.
"تنفس العاصفة، الشكل الثالث!"
لوح رين بسيفه بحركة دائرية دفاعية، محاولاً صد الكف الجليدي العملاق.
اصطدم السيف القرمزي بالجليد.
شعر رين وكأن قطاراً مسرعاً اصطدم به. اهتزت عظامه، وتمزقت عضلات ذراعيه المنهكة. تحطم الجليد قليلاً، لكن قوة الدفع قذفت برين بعيداً ليرتطم بسور الشرفة ويحطمه، ويسقط نحو الغابة بالأسفل.
"أوه؟ هل انتهينا؟" تساءل دوما بملل.
لكن قبل أن ينهي جملته، انطلق شعاع أحمر من بين الأشجار عائداً إلى الأعلى.
جرى رين على الجدار العمودي للبرج، متجاهلاً الجاذبية، وعيناه تشعان بذلك الضوء القرمزي المخيف.
"لم أنتهِ بعد!" صرخ رين.
قفز عائداً إلى الساحة، وبدأت مهارة "العالم الشفاف" (الجزئية) تعمل بأقصى طاقتها.
كان يرى تدفق الطاقة في تمثال الجليد. يرى نقاط الوصل الضعيفة.
"ركز.. ركز.. كن كالماء، كن كالريح.. لا، كن كالعاصفة!"
انطلق رين وسط وابل من الضربات. كان يرقص بين الأذرع العملاقة، يقطع إصبعاً هنا، ويكسر معصماً هناك. كانت حركاته تتطور مع كل ثانية.
في كل مرة ينجو فيها من الموت بمليمتر، كان جسده يتذكر حركة يوريتشي.
[تنبيه النظام: التزامن مع القالب يرتفع.]
[النسبة الحالية: 18%... 19%...]
لاحظ دوما ذلك.
لم يعد الفتى يقاتل بأسلوب عشوائي. تحركاته أصبحت أكثر كفاءة. لا يهدر طاقة، لا يقوم بحركات زائدة. حتى تنفسه تغير.
"هذا الفتى.." ضيق دوما عينيه، وشعور غير مريح بدأ يزحف في أحشائه. "إنه يتطور أثناء القتال؟ هذا مستحيل لبشري."
قرر دوما إنهاء الأمر.
"تقنية الدم الشيطانية: لوتس الكروم المتناثرة."
انفجرت عاصفة من شظايا الجليد الحادة كالشفرات من جسد التمثال، غطت كل زاوية ومكان للهرب.
لم يكن هناك مفر.
حاول رين الدفاع، لكن العدد كان هائلاً.
اخترقت شظية جليدية فخذه الأيسر.
أخرى جرحت خده بعمق.
وثالثة اخترقت كتفه الأيمن، اليد التي تمسك السيف.
"أغغغ!" صرخ رين صرخة مكتومة، وسقط على ركبة واحدة.
البرد.
البرد كان أسوأ من الألم. كان ينتشر في عروقه، يطفئ نار الأدرينالين، ويجعل قلبه يتباطأ.
هبط دوما من فوق التمثال، ومشى ببطء نحو رين الذي كان يحاول الوقوف مستنداً على سيفه.
"مسكين،" قال دوما بنبرة شفقة مصطنعة. "انظر إليك. جسدك البشري الضعيف لا يحتمل. رئتاك تتجمدان، أليس كذلك؟ هذا هو الفرق بيننا يا رين. نحن الخلود، وأنتم مجرد لحظات عابرة."
مد دوما يده، وتشكل خنجر جليدي طويل في قبضته.
"سآخذ رأسك الآن. سأحتفظ به في مجموعتي كذكرى لأشجع طفل قابلته."
نظر رين إلى الأرض. كانت الرؤية تضبب.
"هل سأموت هنا؟"
سأل نفسه.
"بعد كل هذا التدريب؟ بعد الحصول على النظام؟ سأموت على يد هذا المهرج؟"
فجأة، تدفقت ذكرى ليست له.
رأى مشهداً من عيني شخص آخر.
رجل يرتدي كيمونو أحمر، يقف أمام شيطان ذو أذرع متعددة ووجود مرعب (موزان). لم يكن الرجل خائفاً. كان يشعر بالحزن.. وبالواجب.
"هذا العالم جميل.. لكن طالما توجد شياطين مثلك، لن يعرف السلام."
صوت يوريتشي تردد في رأس رين.
امتزجت مشاعر يوريتشي بمشاعر رين.
كراهية رين لدوما. خاصتا بعد جعله قريبا من الموت.
ورغبة يوريتشي في تطهير العالم.
اندماج الروحين خلق شرارة.
في أعماق قلب رين، حيث كان البرد يحاول إيقاف نبضه، اشتعلت نيران صغيرة.
[تنبيه النظام: الخطر وصل للحد الأقصى.]
[تنبيه: المشاعر تزامنت بالكامل مع القالب.]
[النسبة الحالية: 20%... 22%... 25%!]
شعر رين بالحرارة.
لم تكن حرارة الجسد العادية. كانت حرارة تشبه الوقوف أمام فرن مفتوح. حرارة الشمس.
بدأ الجليد الذي يغطي جروح رين يذوب.. لا، يتبخر.
توقف دوما. "همم؟"
لاحظ البخار الكثيف يتصاعد من جسد الفتى الراكع.
"ما هذا؟" تساءل دوما. "هل تحاول حرق نفسك لتموت بدفء؟"
رفع رين رأسه ببطء.
تراجع دوما خطوة للوراء بشكل لا إرادي.
العينان..
لم تكن حمراء فقط.
كانت عينا وحش. عينا شخص ينظر إلى "شيء ميت".
"تنفس العاصفة.." همس رين بصوت مبحوح، ثم توقف.
هز رأسه، وكأنه يطرد فكرة خاطئة.
"لا.."
الرياح لا تكفي لإذابة هذا الجليد. البرق لا يكفي لتحطيم هذا الجبل.
ما يحتاجه هو المصدر. الأصل.
تذكر رين حركات يوريتشي في الذكريات. الطريقة التي يتنفس بها. الطريقة التي يتدفق بها الدم.
[إنجاز: تم فتح النمط الأصلي.]
[تم تعلم: تنفس الشمس (هينوكامي كاغورا) - المستوى الأول.]
أخذ رين نفساً عميقاً.
لم يكن نفساً بارداً ومؤلماً كما كان قبل ثوانٍ.
كان نفساً حارقاً.
اشتعلت النيران حول رين. لم تكن نيران "تنفس اللهب" البرتقالية الخاصة برينغوكو.
كانت نيراناً ذهبية وحمراء، متوهجة كحواف الشمس وقت الكسوف.
تغير لون نصل سيف رين.
تحول من اللون القرمزي الباهت إلى اللون الأحمر القاني المتوهج، وكأنه خرج للتو من قلب بركان.
"ما.. ما هذه الطاقة؟" صرخ دوما، ولأول مرة، ظهرت قطرات عرق باردة على جبينه.
خلايا دوما كانت تصرخ.
دماء موزان التي تجري في عروقه كانت ترتجف رعباً. ذاكرة الخلايا استيقظت.
"هذا هو! السيف الأحمر! السياف ذو الأقراط!"
"مستحيل!" صرخ دوما، وفقد ابتسامته تماماً. "مت الآن!"
أمر دوما تمثال البوديساتفا بسحق رين بكل الأذرع في وقت واحد. ضربة شاملة لا تبقي ولا تذر.
وقف رين، ولم يعد يشعر بالألم.
"تنفس الشمس.."
تحرك رين.
لم يختفِ هذه المرة.
بل تحول إلى شريط من النيران المستمرة.
".. الرقصة الأولى!"
شينغ!
صوت واحد حاد قطع ضجيج المعركة.
مر رين من خلال الهجوم الجماعي للتمثال.
خلفه، حدث شيء لا يصدق.
الأذرع الجليدية الضخمة، التي كانت بصلابة الألماس، لم تقطع فقط.
بل ذابت عند مناطق القطع.
انهارت الأذرع العملاقة وتحولت إلى ماء ساخن قبل أن تلمس الأرض.
وقف رين خلف التمثال، وظهره لدوما.
تلاشى اللهب من حول سيفه ببطء، تاركاً وهجاً أحمر يخبو تدريجياً.
التفت رين ببطء.
كان جسده مغطى بالجروح، والدماء تغطي نصف وجهه، وزيه ممزق، لكن وقفته كانت شموخاً خالصاً.
نظر إلى دوما الذي كان يقف متسمراً في مكانه، وعيناه الملونتان متسعتان بذهول ورعب حقيقي.
مشى رين خطوة واحدة تجاهه.
كانت الخطوة ثقيلة، وصوت قدمه على الخشب المحترق كان مسموعاً بوضوح.
"لقد قلت إننا مجرد لحظات عابرة، أليس كذلك؟" قال رين بصوت هادئ، ولكنه مرعب أكثر من أي صراخ.
رفع سيفه المتوهج وأشار به نحو عنق دوما.
ابتسم رين، لكنها لم تكن ابتسامته الساخرة المعتادة. كانت ابتسامة يوريتشي الحزينة والواثقة في آن واحد.
نظر إليه بعيون زمردية تشتعل بحلقات من النار، عيون تقول شيئاً واحداً بوضوح تام، رسالة قرأها دوما في أعماق روحه الخالدة:
"لقد انتهى الأمر. خلودك، غرورك، وهذا الجليد.. مصيرك تم تحديده، وسيكون الموت على يدي."
---
نهاية الفصل العشرون.
اعرف الفصول الاخيرة قصيرة، ولكن هذا بسبب فشلي في الجانب القتالي حيث افشل كثيرا في المشاهد القتالية.
لذلك ثلثي الفصل يتم حذفه دائما 😢
اتمنى التفاعل مع هذا الفصل واسف لاني لم انشر بالأمس... لم استطتع الكتابة.
شكرا على القراءة!