الفصل 21 : وصول الهاشيرا!
『RYON 』
لقد اضطررت لاعادة كتابة الفصل بالكامل...
استمتعوا~~~
---
ساد صمت مطبق في أرجاء البرج المتهالك، صمت لم يكسره سوى صوت فحيح النيران التي تلتف حول نصل رين القرمزي.
لم يكن الجليد يذوب فحسب، بل كان يتسامى، يتحول من الحالة الصلبة إلى بخار كثيف يغلف الساحة بضباب أبيض غامض، مما جعل المشهد يبدو وكأنه قطعة من الجحيم وسط غابة متجمدة.
وقف دوما مجمداً في مكانه، للمرة الأولى في حياته كشيطان ممتد لعقود، شعر بشيء غريب يزحف في عروقه. شيء لم يختبره منذ أن كان بشراً يمشي تحت ضوء النهار: الخوف.
كانت خلايا "موزان" في داخله تصرخ، تذكره برجل لم يره قط لكنه يعيش في كوابيس سيده، رجل كاد أن ينهي وجود الشياطين بضربة واحدة.
"تنفس الشمس؟" همس دوما، وعيناه الملونتان ترتجفان بذهول ورعب.
الابتسامة التي لم تفارق وجهه أبداً بدأت تتلاشى لتكشف عن ملامح مشوهة بالقلق. "هذا مستحيل.. لقد أخبرنا السيد موزان أن هذا التنفس قد اندثر تماماً. لقد تتبعنا كل من له صلة به، قتلناهم واحداً تلو الآخر.. فكيف لطفل مثلك، لم يبلغ حتى سن البلوغ، أن يورث هذه القوة؟"
"حسنا يبدو انكم لم تصلوا للبعض..." ابتسم رين وتقدم ببطء "اسمي هو يوكيهارا رين، احفظ هذا الاسم جيدا لانه اسم الشخص الذي قتلك!"
"تقتلني! هههههه... انت فتىً مثير للاهتمام حقا، بعد كل شيء جسمك يكاد ينهار وما زلت واثقا لهذا الحد... مثير للاهتمام حقاً!"
لم يرد رين. لم يكن يملك ترف الكلام. كان جسده يصرخ من الألم؛ ففتح "تنفس الشمس"(هينوكامي كاغوار)وضع حملاً هائلاً على قلبه ورئتيه لم يسبق له مثيل.
كانت حرارة دمه ترتفع لدرجة الغليان، وكأن نيراناً حقيقية تلتهم أحشاءه من الداخل.
كان يعلم أن لديه وقتاً محدوداً جداً قبل أن ينهار جسده الصغير تحت وطأة هذه الطاقة العظيمة.
"أنا لست وريثاً ليوريتشي.. أنا الكارثة التي لم تحسب حسابها،" فكر رين، والدم بدأ يسيل من أنفه ومن جروح كتفه التي لم تعد تنزف دماءً بل بخاراً حارقاً.
"تنفس الشمس..." تمتم رين بهذا بينما يغمض عينيه ويركز قليلا، ثم انطلق رين.
لم يكن اندفاعاً عادياً، بل كان "انفجاراً" ضوئياً. تحول رين إلى خيط من النيران الذهبية التي شقت الضباب الجليدي.
"تنفس الشمس: النمط الثاني: سماء زرقاء صافية!"
دار رين حول نفسه بسرعة جنونية، مصدراً موجة دائرية من النيران الحارقة.
تمثال البوديساتفا الذي كان يحاول الدفاع عن دوما تحول إلى بخار بمجرد ملامسته للهب. لم يكن الأمر مجرد قطع للجليد، بل كان "تطهيراً" كلياً للمادة الشيطانية.
"أغغغ!" صرخ دوما وهو يقفز للخلف بيأس، لكن النيران لفحت وجهه، وبدأت خلاياه في تلك المنطقة بالاحتراق والتحلل بدلاً من التجدد المعتاد. "لا يتجدد؟! الجرح لا يلتئم؟! أي نوع من التقنيات هذه؟!"
كان رين يرى كل شيء عبر "العالم الشفاف" الذي تضاعفت قوته مع وصول القالب لنسبة مرتفعة.
رأى قلب دوما وهو ينبض بعنف، ورأى كيف أن طاقة الشيطان تتركز في محاولة يائسة لصد الحرارة التي بدأت تخترق نخاعه.
حاول حقن دوما بجرعة سم الوستاريا التي جهزها مسبقاً، ولكن دوما المذعور حاليا من تتفس الشمس لم يكن سيسمح لرين بحقنه بذلك الشيء الغريب.
قفز رين وظهر امام دوما مرتفع قليلا ولوح بالسيف القرمزي بسرعة جعلته يتحول الى وميض احمر دموي.
ولكن دوما تراجع في الوقت المناسب وتجنب الشفرة الحادة للسيف، ولكن وقتها لاحظ ان رين اختفى خلفه فجأة.
التفت دوما ومباشرة صد بذراعه كفعل غريزي، وهذا جعل رين يبتسم بينما يحقن الجرعة السمية بضربة قوية في ذرع دوما.
ولكنه تفاجا عندما لاحظ ذراع دوما تسقط على الارض، لقد تفاعل دوما بسرعة وقطع ذراعه وتاكد بان تلك المادة في الابره كانت سم ذو تاثير قوي.
خاصتا برؤية ذراعه تتعفن وتتفتت بسرعة مرعبة، لذلك وبسرعة خيالية جدد ذراعه ودار في مكانه وبركله قوية ارسل رين بعيداً.
قفز رين في الهواء وبشقلبة خلفية هبط على الارض، وانطلق مباشرة مجددا بسرعة اكبر.
لقد ادرك انه لم يعد هناك حل الى تنفس الشمس، ومحاولة اضعاف دوما قدر المستطاع بحيث يمكن للهاشيرا قتله.
"أسرع.. يجب أن أكون أسرع،" فكر رين، ورؤيته بدأت تصبح مشوشة باللون الأحمر. "جسدي لن يتحمل أكثر من بضع ضربات أخرى قبل أن ينفجر قلبي."
استجمع رين كل ما تبقى من قوة يمتلكها، ورفع سيفه عالياً. الهواء من حوله بدأ يهتز، والحرارة ارتفعت لدرجة أن خشب البرج المحيط بهما بدأ يشتعل تلقائياً دون التماس مباشر.
"تنفس الشمس: النمط الثالث...!"
أطلق رين ضربتين عرضيتين متتاليتين من النار الصافية. دوما، في حالة من الذعر الحقيقي، أطلق أقوى دفاعاته المتبقية: "تقنية الدم الشيطانية: أشجار لوتس الجليد المتفتحة".
برزت غابة من الجليد الصلب والسام لحمايته، لكن نيران رين اخترقتها كما يخترق السكين الساخن قطعة من الزبدة.
وصلت الضربات إلى جسد دوما، فمزقت مروحته الذهبية اليمنى وقطعت ذراعه بالكامل من الكتف. سقط دوما على الأرض، وهو يلهث برعب لم يسبق له مثيل، رائحة اللحم المحترق كانت تملأ المكان، وهي رائحة غريبة على شيطان لم يعرف الحروق قط.
"موزان-ساما.. أنقذني.." تمتم في سره وهو يرى رين يقترب منه خطوة بخطوة، وعيناه القرمزيتان تلمعان ببرودة الموت.
لكن في تلك اللحظة، شعر رين بضربة حادة في صدره، كأن مطرقة عملاقة هوت عليه.
قلبه تخطى نبضة، ثم أخرى. سقط سيفه من يده ليرتطم بالأرض بصوت معدني رنان. انهار رين على ركبتيه، والبخار يتصاعد من جسده بالكامل، كان وجهه شاحباً كالموتى، وعروقه بارزة بلون أرجواني مخيف.
"هاه.. هاه.." كان رين يلهث بجنون، يحاول إدخال الهواء إلى رئتيه المحترقتين. "تباً.. ليس الآن.. ليس بعد أن وصلت لهذا الحد.."
رأى دوما فرصة ذهبية. رغم جروحه البالغة وحروقه التي تأبى الالتئام، إلا أنه لا يزال "القمر العلوي الثاني".
وقف ببطء، والابتسامة السادية بدأت تعود لوجهه المشوه، ممزوجة بغل وحقد لم يظهرهما من قبل. "يبدو أن شمسك قد غربت مبكراً يا رين-كون. جسدك الصغير لم يحتمل تلك القوة، أليس كذلك؟ يا للأسف.. كنت بدأت أعجب بك حقاً."
رفع دوما يده المتبقية، وصنع نصلاً جليدياً طويلاً ورفيعاً، مصمماً لاختراق القلب مباشرة. "سأقتلك ببطء.. سأحرص على أن تشعر بكل ثانية من التجمد بينما أمتص دماءك النادرة. ربما بدمك، سأصبح أقوى من كوكوشيبو مباشرة!"
بينما كان دوما يرفع نصله ليغرزه في صدر رين المنهار..
بوووووم!
انفجر سقف البرج بالكامل، وتناثرت قطع الخشب والجليد في كل اتجاه. سقطت كتلة ضخمة من الفولاذ والسلاسل لتفصل بين دوما ورين، محدثة حفرة عميقة في الأرضية.
"يا له من قتال مبهرج.. ومقرف في آن واحد!" رن صوت مألوف يحمل نبرة من الثقة المطلقة التي لا تهتز.
ظهر أوزوي تينغن وسط الغبار المتصاعد، ممسكاً بسيوفه الضخمة المرتبطة بسلسلة، وقد بدت عليه علامات المعركة لكنه كان لا يزال يفيض بالطاقة.
وخلفه، برزت ظلال مرعبة لكل من غيومي هيميجيما، الذي كان يسبح بمسبحته ودموعه تنهمر كالعادة، وسانيمي شينازوغاوا الذي كان يقطر دماً وحماساً للقتل.
نظر غيومي نحو رين المنهار بأسى عميق، وصوته الجهوري اهتز بالشفقة. "يا له من طفل مسكين.. لقد تحمل عبء العالم وحده في هذه الغرفة المظلمة. أيها الشيطان، سأقوم بإرسالك إلى الجحيم فوراً لتكفر عن خطاياك."
أما سانيمي، فقد كان يبتسم ابتسامة مرعبة كشيطان حقيقي، وعروقه بارزة من الغضب. "إذن أنت القمر العلوي الثاني؟ يبدو أنك استمتعت بالتنمر على صغيرنا بينما نحن منشغلون بالقمامة في الأسفل.. دعنا نرى كيف ستصمد أمام الهاشيرا الحقيقيين، أيها القبيح."
رين، الذي كان شبه فاقد للوعي، أحس بالدفء يعود لقلبه وهو يرى ظهورهم. ابتسم بضعف، وسالت قطرة دم من زاوية فمه وهو يهمس: "لقد.. تأخرتم.. أيها الحمقى.. كدت أقتله وحدي.."
"رين-شونين لقد ابليت حسناً! دع الباقي لي، ساحرق هذا الشيطان بلهبي من اجل عزيمتك هذه!" ظهر رينغوكو فجأة بالقرب من رين بابتسامتة المعتادة.
لقد كان يفحص جسم رين بفضول ويبدو عليه الغضب حقا، بالنظر لحالة جسد رين المؤسفة.
نظر دوما حوله، وللمرة الأولى، أدرك أن الوضع قد انقلب تماماً وبشكل نهائي. لم يعد يواجه طفلاً قوياً استنفد طاقته فحسب، بل صار أمام أقوى اربعة هاشيرا في الفيلق، بينما جسده هو لا يزال يعاني من آثار "حروق الشمس" التي خلفت ثقوباً في قدرته على التجدد.
كانت الساحة الآن مهيأة للمذبحة النهائية، ورياح العاصفة بدأت تهب من الخارج لتمتزج بحرارة الشمس المتبقية وبرودة الجليد المنهار.
---
نهاية الفصل الحادي والعشرون.
الوقت يداهمني لذلك لم اراجع الفصل كثيرا(اسف ستجدون اخطاء في القصة كذلك)
شكرا على تفاعلكم، واتمنى الحصول على تعليقات اكثر للفصول والرواية لكي نكمل هذه الرواية بدون انقطاع.
فصلين هذا اليوم... اظني اتحسن!
(احم... اخبروني بالاخطاء الموجودة في الفصل كي اعدلها او اوضحها في الفصل القادم)