الفصل الثالث والعشرون: مات كبطل...

『RYON 』

استمتعوا... او ابكوا~~~

---

في البرج المظلم والمرتفع على قمة جبل كوموتوري، كان المكان مدمر ومليء بالدماء وجثث الشياطين والرائحة الكريهة.

وفي اعلى البرج، كان الهاشيرا ضد القمر العلوي الثاني دوما، الذي كان جليده في كل مكان.

ولكن في هذا الوقت تجمد الهواء.

لم يكن التجمّد بسبب تقنيات دوما هذه المرة، بل بسبب "الضغط" المرعب الذي هبط على ساحة المعركة.

كان دوما يشعر بهالة ونية قتل لا نهاية لها تضغط عليه، نيه قتل جعلت ذكريات مزعجة لموزان الخائف من مجرد بشري تتردد في راسه.

وقف يوكيهارا رين، والدماء تغطي نصف وجهه، والعلامة القرمزية على جبينه تنبض كقلب ثانٍ. لم يعد يبدو كطفل في العاشرة. تلك النظرة في عينيه.. كانت نظرة محارب قديم رأى نهاية العالم وعاد ليمنعها.

"يالها من عزيمة.." تمتم دوما، ولأول مرة، تراجع خطوة للخلف دون وعي. "أنت.. كيف ما زلت حياً؟"

لم يجب رين. بدلاً من ذلك، أخذ وضعية الهجوم.

"أيها الهاشيرا!" صرخ رين بصوت مبحوح ولكنه يحمل سلطة القائد. "أنا سأفتح الطريق.. اصنعوا لي فرصة واحدة! ثانية واحدة فقط!"

نظر جميع الهاشيرا لبعضهم البعض، ثم وكانهم اتفقوا على شيء ما.

لم يترددوا.

لم يسألوا كيف يمكنه القتال وهو في تلك الحالة. لقد شعروا بعزيمته التي فاقت حدود المنطق.

"فهمت!" زأر سانيمي، واندفع كالبرق. "لا تمت أيها الشقي!"

"تنفس الرياح: عاصفة الجبل الأسود!"

انطلق سانيمي وتينغن معاً من اليمين واليسار، سيوفهم تتحرك بسرعة تتحدى العين المجردة، هدفهم تشتيت انتباه دوما وتمزيق دفاعاته الجليدية.

"مزعجون!" صرخ دوما، واستدعى "أطفال الجليد" (النسخ المصغرة) لصد الهجوم، لكن غيومي كان جاهزاً.

"تنفس الصخر: الشكل الاول!"

ضرب غيومي الأرض بسلسلة فأسه، محدثاً زلزالاً موضعياً حطم توازن دوما ونسخه. وفي تلك اللحظة، انطلق رينغوكو ورين.

استخدم رين تنفس الشمس وانطلق باقصى ما لديه من سرعة يستخدم عدة هجمات بتنفس الشمس الذي يدمر جسده المرهق اكثر واكثر.

"احرق كل شيء!" صرخ رينغوكو، ونيرانه تندمج مع نيران رين.

تحولت الساحة إلى دوامة من العناصر: الرياح، الصخر، الصوت، اللهب.. وفي القلب منها، الشمس.

[دينغ. تحذير! وصلت صحة المضيف الى 10%]

[دينغ. تحذير! صحة المضيف بدأت تنخفض بسبب تاثير الاصابات]

انطلق رين.

تجاهل الألم الذي كان يمزق عضلاته. تجاهل تحذيرات النظام بأن قلبه على وشك الانفجار.

"تنفس الشمس: النمط الثالث!"

تحرك رين بشكل متعرج، مخلفاً وراءه صوراً متبقية من النار. اقترب من دوما بسرعة مستحيلة.

"لن أسمح لك!" صرخ دوما، وملامحه تشوهت بالذعر. جمع كل طاقته المتبقية في هجوم واحد مركز. "تقنية الدم الشيطانية النهائية: بوذا الجليد البلوري!"

تشكل رمح جليدي ضخم، حاد كالألماس، وانطلق مباشرة من ذراع دوما، نحو قلب رين.

رأى الهاشيرا الهجوم.

كان دوما قد اخرج الهجوم من داخل جسده ممزقا جزء من ذراعه بشكل فظيع.

وهذا يعزز فقط حقيقة ان هذا الهحوم كان مختلفا عن هجمات دوما المعتادة.

"رين!! ابتعد!!" صرخ تينغن برعب. كان الهجوم قاتلاً، ولا يمكن صده.

رأى رين الرمح يقترب. وعبر "العالم الشفاف"، رأى المسار الوحيد للفوز.

إذا تفادى الرمح، سيضيع الزخم، وسيعيد دوما بناء دفاعاته. ستضيع الفرصة التي صنعها الهاشيرا بدمائهم.

لذلك.. اتخذ رين قراره.

لم يتفادَ بالكامل.

بدلاً من ذلك، اندفع نحو الرمح مع تغيير وضعيتة قليلا.

تشك!

ساد صمت مرعب.

توسعت عيون سانيمي. شهق رينغوكو. تجمد غيومي.

اخترق الرمح الجليدي صدر رين، وخرج من ظهره.

"أحمق.." ابتسم دوما بارتياح، معتقداً أنه فاز. "لقد قتلت نفسك.."

لكن ابتسامته تلاشت عندما رأى يد رين.

لم تكن يد رين تحاول إخراج الرمح. بل كانت تمسك به بقوة، وتثبته داخل جسده.

"أمسكت بك ايها القبيح.." همس رين، والدم يسيل من فمه بغزارة، لكنه كان يبتسم. ابتسامة وحشية، مرعبة، ومليئة بالانتصار. "الآن.. لا يمكنك الهرب."

كان دوما متصلاً برين عبر الرمح الجليدي الذي نمى من ذراع دوما. وبهذا كان عالقاً.

"أنت مجنون!" صرخ دوما وحاول سحب ذراعه، لكن رينغوكو وسانيمي كانا قد وصلا، وقطعوا أذرع دوما الأخرى لمنعه من الدفاع.

رفع رين سيفه المتوهج، الذي تحول لونه من الأحمر القرمزي إلى لون الشمس الساطعة.

"لقد أخبرتك.." قال رين بصوت ضعيف، لكنه تردد في القاعة كحكم الإعدام.

تذكر دوما كلمات الفتى في بداية القتال.

"مصيرك هو الموت على يدي."

"تنفس الشمس.. الشكل الثالث عشر.."

جمع رين كل ذكريات يوريتشي، كل غضب شينوبو، كل نيران رينغوكو، وكل حبه لعائلته في هذه الضربة.

".. بــــــاراديـــــــــس!!" (الجنة/الرقصة النهائية)

هوى السيف.

لم يكن مجرد قطع. كان وميضاً طهر المكان.

انفصل رأس دوما عن جسده، وطار في الهواء، بينما بدأت نيران الشمس تلتهم جسده المتبقي وتحوله إلى رماد قبل أن يلمس الأرض.

سقط رأس دوما وتدحرج، وعيناه تنظران بصدمة إلى جسده الذي يتلاشى.

سقط رين على ركبتيه، الرمح الجليدي لا يزال يخترق جسده، والدماء تشكل بركة حمراء تحته.

"لماذا؟"

جاء صوت رأس دوما الذي بدأ يتفتت ببطء.

"أنا.. عشت لمئات السنين.. أكلت المئات.. عشت كملك.." نظر دوما إلى رين المحتضر. "أنت.. مجرد طفل بشري. كان أمامك عشرات السنين.. لعب، حب، طعام لذيذ، عائلة.. لماذا؟ لماذا رميت كل ذلك من أجل قتلي؟ ما الفائدة من الفوز إذا كنت ستموت؟"

أدار رين وجهه الشاحب ببطء نحو رأس دوما. كانت الرؤية قد بدأت تتلاشى، والبرد ينتشر من مكان الإصابة ليغطي جسده.

"لأن.." همس رين بصعوبة، وابتسامة هادئة تعلو محياه. ".. هناك أشياء.. أثمن من الخلود.. وأثمن من الحياة نفسها."

نظر رين إلى الهاشيرا الذين كانوا يجرون نحوه بوجوه مفجوعة.

"حماية.. المستقبل.."

تلاشى رأس دوما بالكامل، وتحول إلى غبار، تاركاً خلفه فقط مروحته الذهبية المحطمة.

وبهذا انتهى القمر العلوي الثاني.

لكن الثمن كان باهظاً.

"رين!!"

وصل رينغوكو أولاً، وسقط بجانبه، يمسك بكتفيه ويداه ترتجفان. "لا تغلق عينيك! لا تجرؤ على إغلاق عينيك! شينوبو قادمة! المساعدة قادمة!"

(شينوبو طبيبة)

"أيها الغبي!" صرخ سانيمي بصوت مكسور، وهو يحاول ضغط الجرح بيده، لكن الدم كان يتدفق بغزارة لا يمكن إيقافها. "لماذا لم تبتعد؟! كنا سنحميك! لماذا فعلت ذلك بنفسك؟!"

بكى غيومي بصمت، دموعه الغزيرة تسقط على وجه رين. "نامو أميدا بوتسو.. يا له من روح طاهرة.. يا لها من تضحية.."

حتى تينغن، الرجل الأكثر صخباً، كان صامتاً، ينظر إلى الفتى الذي أنقذ حياتهم جميعاً.

عرف الجميع انه لولا تضحية رين لتلقى جميع الهاشيرا اصابات خطيرة وربما مات احدهم او بعضهم.

وربما حتى سيستطيع دوما الهروب، ففي النهاية لا يمكنك ايقاف قمر علوي عن الهروب لان هذا مستحيل تقريبا.

وبفضل رين، استطاعو قتل قمر علوي اخيرا.

شعر رين بالبرودة. الألم بدأ يختفي، وحل محله خدر مريح. عرف أن هذه هي النهاية. النظام كان يصدر تنبيهات حمراء، لكنه تجاهلها.

نظر إليهم، ورأى الحزن العميق في وجوه هؤلاء المحاربين الأقوياء.

"لماذا.." قال رين بصوت خافت جداً، اضطروا للاقتراب لسماعه. ".. لماذا تظهرون.. هذه الوجوه البائسة؟"

حاول رفع يده لمسح الدماء التي تغطي بصره، لكنه لم يستطع.

"أنا.. لست مجرد طفل ضل طريقه.." ابتسم رين، بالدماء على خديه ووجهه. "أنا.. يوكيهارا رين.. الهاشيرا العاشر.. قاتلت.. وأديت واجبي.. وحميت رفاقي."

شهق رينغوكو، وعض على شفته حتى نزفت لمنع نفسه من الصراخ.

"لست نادماً.." تابع رين، وعيناه الزمرديتان بدأتا تفقدان بريقهما وتتحولان إلى اللون الرمادي الضبابي. "لكن.. لدي طلب واحد.."

"أي شيء!" قال سانيمي بسرعة. "اطلب أي شيء!"

"عائلتي.." همس رين، وصورة أمه وأخته الصغيرة ساكورا تلمع في ذهنه للمرة الأخيرة. "زوروا عائلتي.. في طوكيو.. أخبروهم.."

توقف للحظة ليلتقط أنفاسه المتقطعة.

"أخبروا أمي.. أنني لم أمت خائفاً.. أخبروها أن ابنها كان بطلاً."

"أخبروا ساكورا.. أن أخيها الأكبر.. فخور جداً بها.. وأنه سيراقبها دائماً من السماء."

"أخبروهم.. أنني كنت سعيداً.. بولادتي بينهم.. وفخوراً بكوني ابن يومي.. وابن والدي الراحل.."

بدأت جفونه تثقل. الظلام بدأ يزحف من الحواف.

"وفخور.." خرجت الكلمات الأخيرة مع زفير طويل. ".. لأنني مت.. كهاشيرا."

"ايها الهاشيرا، اذا مت حقاً... فكلماتي الاخيرة هي..." ابتسم رين بحزن وألم "عندما تواجه الموت في المعركة فكل ما عليك فعله هو القتال... اما ان تفوز وتنجوا بفخر... واما ان تخسر وتموت بفخر... هذا ما يفعله الرجال "

ساد الصمت.

أغمض رين عينيه.

سقطت يده المرتخية بجانبه.

توقف صدره عن الارتفاع والهبوط.

في تلك اللحظة، عم صمت أثقل من الجبال في البرج المدمر.

ثم، صرخة حزن شقت عنان السماء، صرخة رينغوكو التي امتزجت بدموع سانيمي وصلوات غيومي.

في وسط الجليد والدماء، مات الفتى الذي تحدى القدر.

---

نهاية الفصل الثالث والعشرون.

😐 لن اتحدث في هذا الفصل من اجل التاثير الدرامي ولكن لا تنسى التعليق 😅

هل نجحت في كتابة الدراما؟ اخبرني بذلك رجاءً

2025/12/21 · 93 مشاهدة · 1277 كلمة
نادي الروايات - 2025