الفصل الرابع والعشرون : ربما كانت النهاية حقاً...

『RYON 』

اسمتعوا~~~

---

كانت الرياح الباردة تضري وجوههم وهم يركضون بسرعة تتجاوز حدود المنطق البشري.

شينوبو كوتشو وتوميوكا غيو، كانا يتحركان كظلين في الليل. الصمت بينهما لم يكن عادياً، بل كان مشحوناً بتوتر ثقيل؛ فالمعلومات التي وصلت عبر الغربان كانت مرعبة: "خمسة هاشيرا في مواجهة احد الاقمار العلوية ، والوضع حرج".

"توميوكا-سان،" قطعت شينوبو الصمت بصوت يحمل نبرة قلق حاولت إخفاءها خلف قناع الهدوء. "خمسة هاشيرا.. رينغوكو، سانيمي، أوزوي، هيميجيما، والفتى يوكيهارا. إذا كان هؤلاء الخمسة قد استدعوا الدعم، فهذا يعني أن الخصم يتجاوز تصوراتنا."

لم ينظر غيو إليها، بل ظل يحدق في قمة جبل كوموتوري التي بدأت تلوح في الأفق تحت ضوء القمر الشاحب.

"لم ينجوا احد من قبل ضد الاقمار العلوية، حتى الاقوى الذين استطاعو قتل قمر علوي كانو يضحون بحياتهم من اجل هذا... ولكن هذه المرة، هناك خمسة هاشيرا اقوياء."

"هل تقول بان سينتصرون... ام سيحتاجو لدعمنا"

"من يدري، ربما ماتوا وربما نموت معهم... وربما نجحوا، ولن يحتاجونا" قال توميوكا ذلك وزاد من سرعتة.

"المهم هو موت الشيطان باي ثمن!"

.

.

عندما وصلا أخيراًالى قمة الجبل، كان المشهد كفيلاً بتجميد الدماء في العروق. البرج الذي كان شامخاً أصبح حطاماً ودماراً.

الهواء المحيط به كان مشبعاً بصقيع قاتل يمزق الرئات. هواء جعل حتى هاشيرا يعبسون ويعرفون ان القتال في هذا الجو سيكون قاتلا.

اقتحم غيو وشينوبو المكان، لِيَجدا أن المعركة قد وضعت أوزارها، ولكن ثمن النصر كان يصرخ في كل زاوية.

في الطابق العلوي، كان المشهد يحطم القلوب. مجرد النظر الى هناك، سيجعل موسيقى حزينة تعمل في الخلفية.

رينغوكو كيوجيرو، الرجل الذي لم يعرف الانكسار يوماً، كان جالساً على الأرض والرماد يغطي كيمونوه البرتقالي والابيض.

كان يحتضن جسد "رين" الصغير بحذر شديد، وكأنه يحاول حمايته من نسمات الهواء. رين كان ساكناً، وجهه شاحب كالثلج، والدماء تجمدت على جبهته ووجهه... وحول ذلك الثقب المرعب في صدره.

توميوكا غيو توقف مكانه. اتسعت عيناه وهو ينظر إلى الفتى الذي اصبح هاشيرا قبل مدة قصيرة فقط.

الفتى المغروي الذي اصبح هاشيرا وقال انه سيصبح الاقوى.

أما شينوبو، فقد فقدت قدرتها على الابتسام المصطنع فوراً. جرت نحو رين وسقطت بجانبه، مهاراتها الطبية تحركت قبل مشاعرها.

"أفسحوا لي الطريق!" صرخت شينوبو وهي تضع أصابعها المرتجفة على عنق رين. "إنه ينبض.. ضعيف جداً، لكنه لا يزال يقاتل الموت! ايها الكاكوشي(فريق الدعم)! أحضروا المعدات فوراً!!"

بينما كانت شينوبو غارقة في محاولة وقف النزيف، انسحب الهاشيرا الآخرون إلى الشرفة المحطمة. كان الصمت يلفهم، صمت المنهزمين في لحظة نصر.

اتجه توميوكا غيو نحو تينغن أوزوي الذي كان يضمد جراحه بعبوس لم يسبق له مثيل. مشاعره الفوضوية هائجة كعاصفة هوجاء في محيط عينيه.

وقف غيو أمامه بصمته المعتاد، لكن عينيه كانتا تطالبان بتفسير.

"أخبرني،" قال غيو بصوت منخفض ومبحوح. "كيف انتهى الأمر هكذا؟ كيف وصل رين إلى هذه الحالة وهو بينكم؟"

تنهد تينغن تنهيدة عميقة، ونظر إلى يديه الملطختين بالدماء. "لقد كان جحيماً، يا توميوكا. ذلك الشيطان.. دوما.. لم يكن مجرد شيطان، كان تجسيداً للقوة. هجماتنا المنسقة، سرعتي، قوة هيميجيما، نيران رينغوكو، هجمات سانيمي.. كل ذلك لم يكن كافياً لقطع عنقه. كان يجدد جسده بسرعة البرق ويحول الهواء إلى سم جليدي يضعفنا ببطء."

توقف تينغن لثانية، وبدا الألم واضحاً في صوته. "أنا نادم.. أنا الهاشيرا الذي يفتخر بالقوة والسرعة، وقفت هناك عاجزاً بينما قام ذلك الطفل بما لم نجرؤ عليه..."

"رين.. لقد قرأ تحركاتنا وفهم أننا لن ننتصر بالأسلوب التقليدي. في اللحظة التي أطلق فيها دوما تقنيته النهائية، اندفع رين نحو الرمح الجليدي. لم يتردد، ولم يخاف عند رؤية الموت.. بل سمح للرمح باختراقه ليثبت جسد دوما في مكانه."

شد تينغن قبضته حتى كادت تتحطم. "لقد نظر إلينا رين وهو ينزف، وطلب منا فرصة واحدة. تلك العزيمة.. تلك الهالة المرعبة التي انبعثت منه في لحظاته الأخيرة.. لقد ضحى بكيانه لكي يمنحنا الفرصة لقتل الشيطان. أنا ألوم نفسي.. كيف سمحت لمجرد طفل أن يحمل عبئنا؟"

"لو اني فقط لم اتردد، لو كنت انا بدلا عنه... تنهد"

كان توميوكا ينظر بصمت الى تينغن ومشاعره المضطربة تظهر في عينيه. تينغن الذي لم يتردد يوماً.

تينغن الذي لم يفقد غروره وثقتة وابتسامتة حتى في مواجهة الموت. كان الان واقعا في حلقة ندم لا تنتهي.

.

.

خرجت شينوبو من الغرفة بعد أن استطاعت تثبيت حالة رين مؤقتاً. رأت غيو يتحدث مع تينغن، فاقتربت بخطوات هادئة ولكن مضطربة.

"توميوكا-سان،" نادت شينوبو. "أخبرني بما قاله أوزوي-سان. أريد أن أعرف كل شيء."

نظر غيو إليها، ثم أشاح بنظره بصمت، وابتعد وجلس في زاوية مظلمة بمفرده. أثار رفضه غضب شينوبو المكتوم، فالتفتت نحو غيومي هيميجيما الذي كان يبكي بصمت ويحرك مسبحته.

"هيميجيما-سان، أرجوك.. من كان ذلك الشيطان؟"

تنهد غيومي بصوت يهز المكان. "لقد كان القمر العلوي الثاني، يا صغيرة. وحش لا يملك قلباً ولا مشاعر. لقد قتل الكثيرين، وكاد يقتلنا لولا تضحية يوكيهارا-شونين(الفتى)."

تجمدت شينوبو. "القمر العلوي الثاني؟" همست، وشعرت برعشة تسري في جسدها. التفتت نحو تينغن وسألته بنبرة مترددة.

"أوزوي-سان.. أرجوك، صف لي مظهر هذا الشيطان بدقة. هل كان.. هل كان يملك مروحيتين ذهبيتين؟"

نظر إليها تينغن باستغراب. "نعم، مراوح ذهبية حادة كالشفرات.. وعيون ملونة بألوان قوس قزح مكتوب عليها رتبته. كيف تعرفين هذا؟"

سقطت الكلمات على شينوبو كالصاعقة. تراجعت خطوات للخلف، وتسمرت في مكانها بصدمة، شعرت برأسها يدور، والذكريات تتدفق كالسيل.

صورة أختها الكبرى كاناي وهي تموت بين يديها، تصف لها ذلك الشيطان بدقة وتطلب منها الهروب منه اذا قابلته.

ولكنها لم تكن ستفعل ذلك، كانت تريد لقاءه وقتله بيديها. ارادت تسميمه حتى الموت وتعذيبه ببطء حتى يختفي.

"إذن.. لقد مات،" تمتمت شينوبو بصوت خافت جداً، وعيناها فارغتان. "لقد مات قاتل أختي.. قاتل كاناي.. على يد رين؟"

بدأت شينوبو تضحك ضحكة هستيرية مكسورة، والدموع تنهمر من عينيها. "لسنوات.. كنت أخطط لموتي.. كنت مستعدة لترك كل شيء خلفي من أجل الانتقام.. لكن رين.. ذلك الطفل.. لقد فعلها."

نظر تينغن إليها برفق ممزوج بالمرارة. رأى الحيرة والصدمة في وجهها، ورأى كيف أن النصر الذي طالما تمنته جاء بطعم مختلف.

تنهد تينغن وابتعد عنها، فالصدمات كانت تتوالى على الجميع، ولم يعد أحد يملك القدرة على مواساة الآخر.

.

وصلت الأوامر من المقر الرئيسي بضرورة نقل رين فوراً إلى قصر الفراشة. العربة كانت جاهزة، والكاكوشي يحملون رين بعناية فائقة وكأنهم يحملون أمل البشرية الأخير.

بينما كانت العربة تتحرك تحت ضوء الفجر، كان الهاشيرا يسيرون خلفها بصمت مطبق. رينغوكو لم ينطق بكلمة، وسانيمي كان يحدق في الأرض بهدوء غير معتاد، وغيو يراقب الطريق بصمت.

شينوبو كانت تسير بجانب النقالة، تمسك يد رين الباردة، وتفحص حالتة باستمرار. كانت تشعر بامتنان يمزق قلبها، وحزن يفتت روحها.

لقد قتل رين الوحش الذي دمر حياتها، لكنه الآن يدفع الثمن في غيبوبة قد لا يستيقظ منها أبداً.

نظر غيومي نحو السماء التي بدأت تشرق ببطء اخيرا، وتمتم بصوت خافت: "لقد أشرقت الشمس.. لكن الضوء لا يبدو مشرقاً اليوم."

وعلى حافة العربة، كان رين يبدو ساكناً جداً، وكأن روحه قد غادرت بالفعل لتسكن في ذكريات الماضي البعيد.

ربما هذه كانت النهاية حقاً...

---

نهاية الفصل الرابع والعشرون.

فصل اليوم قصير اعرف... اعتذر ولكني مرهق اليوم لذا لم استطع كتابة شيء بدلا عن الاجزاء التي حذفتها من النص الاصلي.

تعليقاتك ستجعلني اكتب الرواية بشكل افضل! اخبرني بافكارك حول الرواية واذا اعجبتني الفكر ستصبح جزء من الرواية!

شكرا على القراءة 😊

(شكر خاص ل (•••) ❤)

2025/12/22 · 80 مشاهدة · 1128 كلمة
نادي الروايات - 2025