الفصل الثالث: الاسطورة موراتا!

@نـــايــلٓـــر

__________________________________

كانت ليلة خريفية باردة في مدينة "أكاساكا". القمر كان هلالاً رفيعاً بالكاد يضيء السماء، مما جعل الظلال بين المنازل الخشبية المتراصة تبدو أعمق وأكثر رعباً. بينما كان سكان المدينة يغطون في نوم عميق، آمنين تحت أغطيتهم الدافئة، كان هناك ظل صغير يتحرك فوق أسطح المنازل بخفة تتحدى الجاذبية.

[مهارة التسلل (نشط): تزيد من خفوت صوت الخطوات بنسبة 60%، وتقلل من احتمالية الكشف البصري بنسبة 40%]

كان رين يقفز من سقف إلى آخر، حركاته انسيابية تشبه حركات القطط، أو ربما النينجا كما كان يحب أن يتخيل. الرياح تعبث بخصلات شعره الأسود المربوط، وعيناه الزمرديتان تمشطان الأزقة المظلمة في الأسفل بتركيز يشبه تركيز الصقر.

"ثلاث ساعات..." تمتم رين بصوت خافت، وهو يجلس القرفصاء فوق بلاط سقف أحد المتاجر المغلقة. "ثلاث ساعات وأنا أقفز مثل القرد في هذه المدينة، ولم أجد شيئاً سوى قطط متشردة وزوجين يتشاجران بصوت عالٍ حول نفقات الساكي."(ساكي = كحول)

تنهد بضجر، وفتح قائمة النظام ليتأكد من الوقت.

[الساعة: 02:14 صباحً]

"أين يختبئون؟" سأل نفسه، وهو يشعر بالإحباط. "قتلة الشياطين ليسوا أشباحاً. يجب أن يكونوا هنا. هذه المدينة كبيرة، وبها الكثير من الناس، مما يعني الكثير من (الطعام) للشياطين."

مجرد التفكير في البشر كـ "طعام" جعل معدته تتقلص. في حياته السابقة، كان أكبر مخاوفه هو نفاذ بطارية هاتفه أو تأجيل حلقة أنمي. الآن، هو يعيش في عالم حيث يمكن لجارك اللطيف أن يتحول إلى وجبة عشاء لوحش يختبئ في الظل.

فجأة، سمع صوتاً.

لم يكن صوت بشرياً. ولم يكن صوت حيوان طبيعي.

كان صوتاً يشبه احتكاك معدن بعظم. صوت "قرمشة" رطبة ومقززة، تبعها صوت نعيق غراب أجش ومستعجل.

"كوااا! كوااا! الدعم! نحتاج للدعم! المنطقة الغربية!"

انتفض رين واقفاً، وعيناه متسعتان.

"غراب كاسوجاي!"

لم يتردد لحظة. ركل السقف بقدمه، منطلقاً باتجاه الصوت. النظام استجاب لنيته فوراً.

[تم تفعيل مهارة: الركض السريع (مستوى 8)]

[السرعة الحالية: 45]

كان يطير فوق الأسطح، يتجاوز المداخن ويقفز فوق الفجوات بين المنازل بمهارة لا يمتلكها طفل في العاشرة. قلبه كان يدق بسرعة، ليس من الجهد، بل من مزيج من الحماس والرعب. هذه هي المرة الأولى التي سيقترب فيها من "الجانب الآخر" لهذا العالم.

وصل رين إلى زقاق خلفي مظلم، تفوح منه رائحة كريهة. رائحة دم صدئة ممزوجة برائحة شيء متعفن وحامض.

"رائحة الشياطين..." استنتج رين، وهو يكتم أنفاسه ويختبئ خلف مدخنة منزل يطل على الزقاق.

نظر إلى الأسفل، وتجمد الدم في عروقه.

في نهاية الزقاق المسدود، كان هناك مخلوق.

لم يكن يبدو مثل الشياطين "الرائعة" أو "الوسيمة" مثل دوما أو أكازا. هذا الشيء كان كابوساً مشوهاً.

كان له جسد منتفخ، وجلد رمادي لزج، وأربعة أذرع غير متناسقة تخرج من ظهره، وفم مليء بصفين من الأنياب المدببة التي تقطر لعاباً دموياً.

وأمام هذا الوحش، كان يقف شاب يرتدي الزي الأسود المميز لفيلق قتلة الشياطين. كان يلهث بشدة، والدماء تسيل من جرح عميق في كتفه الأيسر. سيفه (النيشيرين) كان في يده اليمنى، لكن يده كانت ترتجف.

"تباً..." صرخ الشاب، وصوته يقطر خوفاً. "لماذا الجلد صلب هكذا؟ لم يخبروني أن شياطين المدن بهذا المستوى!"

ضحك الشيطان بصوت غرغرة مقزز. "هيهي... لحمك يبدو طرياً أيها الفتى. لقد أكلت ثلاثة متسولين اليوم، لكن لحم المحاربين المليء بالعضلات هو المفضل لدي!"

راقب رين المشهد من الأعلى، وعقله يعمل بسرعة البرق.

[تحليل الخصم]

[الهدف: شيطان (رتبة منخفضة)]

[مستوى الخطر: C]

[الملاحظة: يمتلك قدرة تجدد بطيئة نسبياً، يعتمد على القوة الغاشمة.]

ثم نظر إلى قاتل الشياطين.

[الهدف: عضو فيلق (رتبة ميزونوتو - أدنى رتبة)]

[الحالة: مصاب، منهك، خائف.]

"إنه ضعيف،" أدرك رين الحقيقة المرة. "هذا ليس هاشيرا. هذا مجرد جندي مشاة. وهذا الشيطان ليس حتى قمراً سفلياً. ومع ذلك، الفتى يوشك على الموت."

هذا هو الواقع. ليس كل قاتل شياطين هو تانجيرو أو زينيتسو. الأغلبية هم مجرد وقود للمدافع.

انقض الشيطان فجأة، أذرعه الأربعة تمتد كالسوط نحو الشاب.

"تنفس الرياح... النمط الأول!" صرخ الشاب، محاولاً رفع سيفه.(لست متاكد بشان هذا ولكن من يهتم)

لكن حركته كانت بطيئة بسبب الإصابة.

"سيقتل!"

لم يفكر رين. تحرك جسده قبل عقله.

التقط حجراً من السقف، وبقوة ذراعه التي تبلغ (35 نقطة)، قذفه بدقة قناص نحو عين الشيطان اليسرى.

فوووووش!بووووف!

انفجرت عين الشيطان في هريس من الدم الأسود.

"آاااااغ!" عوى الشيطان، وتراجع خطوة للوراء، مشتتاً انتباهه عن القاتل.

"الآن!" صرخ رين من الأعلى، صوته الطفولي يتردد في الزقاق.

استغل قاتل الشياطين الفرصة. وبدفعة أخيرة من الأدرينالين، اندفع للأمام.

"قاطع زوبعة الغبار!"

لمع نصل السيف في الظلام، ومر عبر عنق الشيطان.

سقط الرأس المشوه على الأرض، وتدحرج بعيداً، بينما بدأ الجسد يتلاشى ويتحول إلى رماد ببطء.

سقط قاتل الشياطين على ركبتيه، يلهث وكأنه ركض ماراثوناً، وسيفه يسقط من يده المرتجفة.

قفز رين من السقف، وهبط بخفة ورشاقة أمامه مباشرة.

رفع القاتل رأسه بفزع، والتقط سيفه بسرعة موجهاً إياه نحو رين. "مـ.. من أنت؟ شيطان آخر؟".

رفع رين يديه ببطء، مظهراً كفيه الفارغتين، وابتسم ابتسامة بريئة (استخدم فيها كل نقاط جاذبيته).

"اهدأ يا أخي الأكبر. أنا بشري. أنا من رمى الحجر."

رمش الشاب بعينيه، محاولاً استيعاب ما يراه. صبي صغير، بشعر طويل ووجه جميل كالملائكة، يرتدي هاكاما سوداء ويقف في زقاق دامي في الثانية فجراً؟

(=__=)

"طفل؟ ما الذي يفعله طفل هنا؟"

"أتمشى؟" أجاب رين بسخرية خفيفة، ثم أصبح جاداً. اقترب من الشاب وتفحص جرح كتفه. "أنت تنزف. هل أنت من... فيلق قتلة الشياطين؟"

تراخى الشاب قليلاً، وخفض سيفه. "أنت تعرف عنا؟ نعم... أنا موراتا. شكراً لك أيها الصغير. لولا ذلك الحجر، لكنت الآن عشاءً لذلك المسخ."

"موراتا؟" كاد رين أن يضحك. هل هذا هو الأسطورة موراتا؟ الشخصية الجانبية الخالدة في الأنمي؟ يبدو أصغر سناً وأضعف مما يتذكر، لكنه ما زال حياً. هذا فأل جيد.

"اسمي يوكيهارا رين،" قال وهو يخرج من جيبه ضمادة نظيفة (كان يحملها دائماً كإجراء احترازي من النظام). "دعني أساعدك في هذا الجرح. وبالمقابل... أريدك أن تجيب على بعض أسئلتي."

جلس موراتا بإنهاك، وسمح لرين بتضميد جرحه. "أسئلة؟ مثل ماذا؟"

شد رين العقدة على الضمادة، ثم نظر مباشرة في عيني موراتا.

"كيف أنضم إليكم؟"

"ماذا؟" ضحك موراتا بألم. "أنت؟ انظر لنفسك، أنت ما زلت ترضع الحليب! الانضمام للفيلق ليس لعبة ساموراي. إنه جحيم."

"أعرف أنه جحيم،" قاطعه رين ببرود لا يتناسب مع عمره، وعيناه الزمرديتان تلمعان بحدة جعلت موراتا يبتلع ريقه. "أعرف عن الشياطين. وأعرف أن الطريقة الوحيدة لحماية عائلتي هي بقطع رؤوسهم. لدي القوة الجسدية، موراتا-سان. لقد رأيت رميتي. لكن..."

نظر رين إلى السيف في يد موراتا.

"أنا لا أملك سيفاً يقتلهم، ولا أعرف كيف أستخدم تقنيات قاتل الشياطين. أخبرني، كيف أتعلم؟"

تنهد موراتا، مدركاً أن هذا الطفل ليس عادياً.

"اسمع يوكيهارا-كون. لا يمكنك فقط الذهاب إلى مقر الفيلق وطرق الباب. عليك أن تنجو من الاختبار النهائي في جبل فوجيكاساني. ولكن قبل ذلك، لن يقبلك أحد في الاختبار ما لم يكن لديك مدرب."

"مدرب؟"

"نعم،" أومأ موراتا. "يسمونهم المدربون او المربون عادة ما يكونون هاشيرا سابقين أو سيافين ماهرين تقاعدوا. هم الوحيدون الذين يمكنهم تعليمك تقنيات التنفس. بدون تقنية تنفس، لا يمكنك قطع عنق شيطان، حتى لو كنت بقوة دب."

ظهرت نافذة أمام رين:

[تم تحديث المهمة الرئيسية: الطريق إلى الفيلق]

[الهدف الجديد: العثور على مدرب لتعلم تقنية التنفس.]

"أين أجد هؤلاء المدربين؟" سأل رين بإلحاح.

حك موراتا مؤخرة رأسه. "أنا لا أعرف أماكنهم جميعاً، فهم يعيشون في أماكن منعزلة. مدربي كان يعيش في الشمال، لكنه توفي العام الماضي. لكن... سمعت شائعات من الغربان."

خفض صوته وكأنه يبوح بسر.

"يقال إن هناك مدرباً قديماً يعيش عند سفح جبل ساغيري. رجل يرتدي قناعاً دائماً. عليك أن تبحث عنهم بنفسك. الغربان هي مفتاحك. إذا رأيت غراباً يطير بشكل منتظم نحو جبل معين، فغالباً هناك مدرب أو مهمة."

وقف موراتا بصعوبة. "يجب أن أذهب. الكاكوشي سيأتون لتنظيف الفوضى. نصيحتي لك يا فتى؟ عد إلى أمك. هذا الطريق نهايته الموت وحيداً في زقاق قذر."

ربت موراتا على رأس رين، ثم اختفى في الظلام وهو يعرج.

بقي رين واقفاً وحده في الزقاق، ورائحة رماد الشيطان تملأ أنفه.

"الموت وحيداً..." كرر الكلمات.

ثم قبض على يده بقوة.

"أفضل أن أموت وحيداً في زقاق، على أن أرى أمي وساكورا يُأكلن في منزلهن."

عاد رين إلى المنزل قبل شروق الشمس بقليل.

تسلل إلى غرفته، وغير ملابسه. وقف أمام سرير أخته الصغيرة "ساكورا". كانت نائمة بسلام، تحتضن دمية أرنب محشوة كان قد اشتراها لها من أموال أول بطولة فاز بها.

شعرها الأسود القصير مبعثر على الوسادة، وصدرها يعلو ويهبط بإيقاع هادئ.

"أنا آسف، ساكورا،" همس رين، وشعر بغصة في حلقه.

في حياته السابقة، لم يكن لديه أحد ليودعه. لكن الآن، فكرة الرحيل كانت تمزق قلبه.

لكنه يعلم الحقيقة. بقاؤه هنا خطير. قوته المتزايدة قد تجذب الشياطين. ورائحته، كرجل يتدرب بجدية، ستصبح شهية لهم بمرور الوقت.

(لا اريد تن اسمع اي انتقاد بهذا الشأن، اعتبره اضافة حلوة مني)

عليه أن يصبح صياداً، لا فريسة.

جلس على مكتبه الصغير، وأخرج ورقة وقلم حبر.

كانت يده ترتجف قليلاً وهو يكتب. لم يستطع إخبارهم بالحقيقة. "أمي، أنا ذاهب لقتل وحوش آكلة للبشر" ستجعلها تصاب بنوبة قلبية أو تحبسه في القبو.

كان بحاجة لكذبة بيضاء. كذبة يصدقونها.

[إلى أمي الغالية، وساكورا الحبيبة،

أعلم أن هذا سيفاجئكم، وأعلم أنك ستقلقين يا أمي. لكنني أشعر بأنني وصلت إلى حد لا أستطيع تجاوزه هنا. الفنون القتالية التي تعلمتها... أشعر أنها تناديني لأذهب أبعد من ذلك.

لقد قررت الذهاب في رحلة تدريبية لتعلم المزيد من أساليب السيف في الجبال. لا تبحثي عني، سأكون بخير. لقد تركت لكم ما يكفي من المال في الصندوق تحت السرير لتعيشوا براحة لسنوات.

أعدك، سأعود. سأعود أقوى، وسأحميكم طوال حياتي.

اعتني بساكورا.

ابنك المحب، رين.]

وضع القلم، وترك الرسالة على وسادته.

حزم حقيبة ظهر صغيرة: بعض الملابس، طعام جاف، قارورة ماء، وكل أمواله المتبقية (باستثناء التي تركها لهم). وأخذ سيفه الخشبي الجديد.

عندما خرج إلى غرفة المعيشة، تجمد في مكانه.

كانت والدته، "يومي"، تجلس هناك على طاولة الشاي في الظلام. لم تكن نائمة.

"كنت أعلم أن هذا اليوم سيأتي،" قالت بصوت هادئ، لكنه كان يحمل حزناً عميقاً.

"أمي..." تلعثم رين. "أنا..."

أشعلت يومي شمعة صغيرة، وظهر وجهها في الضوء الخافت. كانت عيناها حمراوين قليلاً.

"منذ أن كنت في الخامسة، تغيرت يا رين. لم تعد ذلك الطفل الشقي. أصبحت... كشخص بالغ في جسد طفل. كنت أراك تتدرب حتى تنزف أصابعك. كنت أراك تنظر إلى الظلام بخوف وتصميم."

وقفت واقتربت منه. جثى رين على ركبتيه، غير قادر على النظر في عينيها.

"هل هو شيء خطير؟" سألت وهي تمسك وجهه بيديها الدافئتين.

رفع رين عينيه الزمرديتين المليئتين بالدموع. "نعم. لكنه ضروري. إذا لم أذهب... فلن أتمكن من حمايتكم."

لم تسأل عن التفاصيل. كانت تثق به ثقة عمياء، ثقة الأم بطفلها المعجزة.

ضمت رأسه إلى صدرها وعانقته بقوة، وكأنها تحاول حفر ملمس جسده في ذاكرتها.

"عد إلينا،" همست بصوت مرتجف. "مهما حدث، ومهما أصبحت قوياً أو تغيرت... عد إلى المنزل. هذا هو شرطي الوحيد."

"أعدك،" بكى رين، متخلياً عن قناعه الجليدي للحظة. "أعدك بحياتي."

بعد ساعة، ومع أول خيوط الفجر، كان رين يقف عند بوابة مدينة "أكاساكا".

لم ينظر خلفه.

أمامه طريق طويل يمتد نحو الجبال الضبابية. طريق مليء بالدماء، والألم، والشياطين.

فتح نظامه للمرة الأخيرة قبل الانطلاق.

[بدء المهمة: البحث عن السيد]

[الوجهة المقترحة: جبل ساغيري (الشمال)]

شد رين أحزمة حقيبته، وعدل سيفه الخشبي على ظهره.

"حسناً أيها العالم الملعون،" قال بابتسامة وحشية وهو يخطو خطوته الأولى خارج حدود الأمان. "أنا قادم. ولن يعجبك ما سأصبح عليه."

انطلق رين ركضاً، وسرعته تثير الغبار خلفه، متجهاً نحو مصيره كـ "قاتل شياطين".

انتهى الفصل الثالث.

2025/11/23 · 159 مشاهدة · 1768 كلمة
نادي الروايات - 2025