الفصل الخامس : اسلوب التنفس المزدوج!

@نـــايــلٓـــر

__________________________________

كان الهواء في قمة جبل "ساغيري" رقيقاً لدرجة أنه يكاد يكون معدوماً. بالنسبة لشخص عادي، مجرد الوقوف هنا كفيل بأن يجعله يشعر بالدوار والغثيان، وكأن رئتيه تحاولان استنشاق الزجاج المطحون بدلاً من الأكسجين.

وقف رين عند القمة، يراقب ظهر أوروكوداكي ساكونجي الذي كان يقف كتمثال حجري يطل على سفح الجبل المغطى بالضباب الكثيف. الشمس كانت قد غابت منذ فترة، والظلام الدامس يبتلع الغابة في الأسفل، محولاً الأشجار إلى أصابع سوداء ملتوية.

"انزل إلى أسفل الجبل وعد إلى منزلي عند سفح الجبل قبل شروق الشمس."

كانت تعليمات أوروكوداكي مقتضبة، باردة، ولا تقبل النقاش. لم يحذر رين من الفخاخ. لم يخبره عن الطريق. استدار فقط واختفى في الضباب بسرعة شبحية، تاركاً الصبي ذا العشر سنوات وحيداً في مواجهة الجبل.

أخذ رين نفساً عميقاً، محاولاً ملء رئتيه بالهواء الشحيح.

"حسناً..." همس رين لنفسه، وعيناه تلمعان بضوء النظام الأزرق الخافت الذي لا يراه سواه. "هذا هو الاختبار الذي خاضه تانجيرو. في الأنمي، تانجيرو عانى الأمرين هنا. كان يلهث، يتعثر، ويسقط في الحفر وكأنه مغناطيس للكوارث."

ابتسم رين ابتسامة جانبية ساخرة.

"لكن مع احترامي الشديد لبطل القصة الأصلي... أنا لست بائع فحم لم يمارس الرياضة في حياته. أنا (لاعب) قضى خمس سنوات يتدرب لقتل الوحوش."

[الحالة: نشطة]

[القوة: 35]

[السرعة: 42]

[الحواس: 38 (معززة بمهارة الاستشعار)]

انطلق رين.

لم يكن يركض بتخبط. كان ينزلق بين الأشجار.

الخطوة الأولى كانت اختباراً. الأرض تحت قدميه كانت مليئة بالجذور الملتوية والحجارة الزلقة. لكن توازنه (المستوى 15) جعله يبدو وكأنه يرقص على حبل مشدود.

ويييش!

صوت خافت لقطع حبل مخفي.

بفضل حواسه المعززة، سمع رين صوت انقطاع ألياف الحبل قبل أن ينطلق الفخ.

"يمين!"

انحنى بجسده إلى اليمين بمرونة، لتمر جذع شجرة ضخم مربوط بحبال متأرجحة بجوار أذنه بمليمترات، محدثة تياراً هوائياً حاداً.

"بدائي..." علق رين وهو يواصل الركض دون أن يبطئ من سرعته. "فخاخ ميكانيكية تعتمد على التوتر والجاذبية. فعالة ضد المبتدئين، لكن بالنسبة لي؟ إنها مجرد دورة عقبات."

استمر في النزول. كانت الفخاخ تزداد خبثاً. حفر مموهة بأوراق الشجر، سكاكين خشبية تطير من الجوانب، وحتى صخور تتدحرج بمجرد الدوس على ألواح معينة.

لكن رين كان يتحرك في "الوضع السهل" مقارنة بتانجيرو. رئتاه اللتان تدربتا لسنوات على الجري لمسافات طويلة لم تخذلاه في الهواء الرقيق. عضلاته المتفجرة سمحت له بالقفز فوق الحفر بدلاً من الوقوع فيها.

في منتصف الطريق، وبينما كان يتجنب وابلًا من رماح الخيزران، خطرت بباله فكرة.

اثناء ذلك كان رين يفكر بشأن في اي وقت هو في القصة الان، فاذا اراد انقاذ عائلة بطل القصة تانجيرو يجب ان يذهب اليهم قبل بداية القصة.

بدأ رين يحسب التواريخ في رأسه وهو يقفز فوق شلال صغير.

"أنا في العاشرة. تانجيرو بدأ تدريبه في الثالثة عشرة تقريباً. هذا يعني أن لدي ثلاث سنوات، ربما أكثر، قبل أن تبدأ أحداث الأنمي الرئيسية. ثلاث سنوات..."

بعد عملية حسابية سريعة خمن رين بان تانجيرو في نفس عمره الحالي. ولم يدرك حتى انه اخطأ في حساباته.

اتسعت عيناه الزمرديتان ببريق طموح مخيف.

"ثلاث سنوات كافية. بحلول الوقت الذي يشم فيه تانجيرو رائحة أول شيطان له، سأكون أنا قد أصبحت هاشيرا بالفعل. سأكون قد مهدت الطريق. ربما... ربما أستطيع إنقاذ رينغوكو وانقاذ عائلة تانجيرو. وربما أقتل دوما قبل أن يلمس شينوبو. وبالطبع اتزوجها....احم!"

وصل رين إلى سفح الجبل.

لم تكن الشمس قد أشرقت بعد. السماء كانت لا تزال رمادية داكنة، والنجوم تبدأ في التلاشي.

لقد نزل في نصف الوقت المقدر.

كان كوخ أوروكوداكي أمامه، والباب مفتوح.

جلس المدرب العجوز عند المدخل، وقناع التينغو الأحمر يخفي تعابيره، لكن لغة جسده كانت تشي بشيء من الصدمة. لم يكن يتوقع أن يعود الطفل بهذه السرعة، وبهذا القدر القليل من الإصابات (بضعة خدوش وتمزق في الكم الأيسر فقط).

"لقد عدت،" قال رين، وهو لا يلهث حتى، بل يتنفس بانتظام مخيف. انحنى باحترام. "هل قُبلت؟"

نظر أوروكوداكي إليه طويلاً. في داخله، كان الرجل العجوز ممزقاً.

هذا الطفل... إنه ليس مثل سابيتو الشجاع، ولا مثل جيو الهادئ. إنه شيء مختلف.

إنه "مستعد" بشكل مريب. قوته الجسدية وحواسه تتجاوز عمره بسنوات ضوئية.

"يوكيهارا رين،" قال أوروكوداكي بصوت عميق. "أنا أقبلك كطالبي. ولكن اعلم... الطريق الذي اخترته ليس مفروشاً بالورود. إنه طريق معبد بعظام من كانوا أقوى منك."

في تلك اللحظة، رن صوت مألوف في رأس رين.

دينغ!

[تهانينا!]

[تم إكمال المهمة الرئيسية: اختبار السيد]

[التقييم: S (وقت قياسي، أضرار طفيفة)]

[المكافأة:]

1. 500 نقطة خبرة.

2. زيادة في سمعة الفيلق (مخفية).

3. صندوق المهارات الأسطوري (عشوائي - فئة تقنيات التنفس).]

خفق قلب رين بشدة. هذه هي المكافأة الكبرى. النظام سيعطيه تقنية تنفس جاهزة، كقاعدة بيانات تُحفر في عقله وجسده مباشرة.

"افتح الصندوق،" أمر رين ذهنياً، بينما كان يسير خلف أوروكوداكي لداخل الكوخ.

ظهرت عجلة روليت ذهبية أمام ناظريه (غير مرئية لأوروكوداكي)، تدور بسرعة جنونية.

أسماء التقنيات تمر بسرعة: نار، ماء، رياح، صخر، حشرة، حب...

"يا رب ليس تنفس الحب، سأبدو سخيفاً وأنا ألوح بسوط..."

بدأت العجلة تتباطأ.

تجاوزت "الماء". تجاوزت "الصخر".

وتوقفت ببطء عند رمز صاعقة صفراء متوهجة.

[تم الحصول على: تقنية تنفس الرعد - المستوى: مبتدئ]

[الوصف: أحد التنفسات الأساسية الخمسة. يركز على توجيه القوة إلى الساقين لإنتاج سرعة انفجارية خارقة. يتطلب مرونة عالية وقوة انفجارية.]

[المكافأة الإضافية: إتقان فوري للنمط الأول: وميض البرق.]

توقف رين في مكانه وسط الغرفة، وعيناه متسعتان بذهول.

"الرعد؟!"

شعر بتيار كهربائي خفي يسري في عروقه، وتحديداً في عضلات ساقيه. وكأن نظامه العصبي قد أعيد توصيله ليصبح موصلاً فائقاً. المعلومات حول كيفية التنفس، كيفية قبض العضلات، كيفية الانطلاق بسرعة الصوت... كلها تدفقت إلى عقله في ثانية واحدة.

"ما بك؟" سأل أوروكوداكي، ملاحظاً توقف رين المفاجئ.

رفع رين رأسه، وابتسامة واسعة لا يمكن إخفاؤها تعلو وجهه.

"لا شيء يا سيدي. فقط... أشعر بالحماس. أشعر وكأن صاعقة قد ضربتني للتو."

أوروكوداكي يعلمه "تنفس الماء". والنظام منحه "تنفس الرعد".

الماء للدفاع، والانسيابية، والقدرة على التكيف.

الرعد للهجوم الخاطف، والسرعة القاتلة، والحسم في لحظة.

"سأكون هجيناً،" فكر رين بجنون. "سأدمج انسيابية الماء مع سرعة الرعد. سأكون عاصفة رعدية تمشي على قدمين."

كان هذا تنفس مزدوج!

...

مر أسبوع واحد فقط.

في العادة، يستغرق المتدرب شهوراً لتعلم أساسيات "التنفس بتركيز كامل". تانجيرو عانى لأيام فقط لفهم المفهوم، وسنة لإتقانه.

لكن رين كان حالة شاذة.

كان رين يقف تحت الشلال المتجمد، الماء يضرب كتفيه العاريين بقوة تكفي لكسر العظام. كان يغمض عينيه، ويستمع.

ليس لصوت الماء، بل لصوت جسده.

النظام كان يعمل كواجهة غش. كان يظهر له مؤشرات حيوية دقيقة.

[معدل الأكسجين في الدم: 85%... 90%...]

[تمدد الرئة: الأمثل]

"تنفس..." همس رين. "تخيل الأكسجين يتدفق إلى كل خلية. ليس غازاً، بل سائلاً. اجعله يسري مثل الماء."

وبنفس الوقت، كان يركز على ساقيه. "ولكن اجعل الأعصاب مشدودة مثل وتر القوس. جاهزة للانطلاق مثل البرق."

رفع سيفه الخشبي.

لم يقم بحركة عادية.

تحرك جسده بسلاسة مرعبة.

"تنفس الماء... النمط الرابع: المد والجزر المضرب."

سواااش!

رغم أنه سيف خشبي، إلا أن أوروكوداكي، الذي كان يراقب من ضفة النهر، أقسم أنه رأى أثراً خافتاً لماء أزرق يتبع مسار السيف.

حركة السيف كانت مثالية. الزاوية، القوة، التوقيت.

لم تكن حركة مبتدئ يحاول التقليد. كانت حركة مبارز يفهم "الماء".

لكن رين لم يتوقف.

وبمجرد انتهاء حركة الماء، تغيرت وقفته فجأة. انحنى للأمام، ووضع يده على مقبض سيفه الوهمي، وساقه اليمنى تضغط على الصخرة تحته بقوة جعلتها تتشقق.

الهواء حوله بدأ يهتز بصوت أزيز خفيف. بزززت.

"ماذا يفعل؟" ضاقت عينا أوروكوداكي خلف القناع. "هذه الوضعية..."

"تنفس... الرعد،" همس رين بصوت غير مسموع.

لم يطلق التقنية بالكامل (لأنه لا يملك سيفاً حقيقياً وقد يكسر ساقيه إذا أخطأ)، لكنه نفذ "الانطلاقة".

بوووم!

اختفى رين من تحت الشلال.

وفي جزء من الثانية، كان يقف خلف أوروكوداكي على الضفة، والماء يقطر من شعره الطويل، وسيفه الخشبي موجه نحو جذع شجرة، وقد اخترقه بعمق عشرة سنتيمترات بضربة طعن واحدة.

ساد الصمت. فقط صوت الشلال والطيور البعيدة.

استدار أوروكوداكي ببطء لينظر إلى الصبي.

كان رين يلهث قليلاً، والبخار يتصاعد من جسده الساخن في الهواء البارد. التفت إلى معلمه وابتسم تلك الابتسامة البريئة والخطيرة في آن واحد.

"كيف كان ذلك يا سيدي؟ هل تحسن تنفسي؟"

شعر أوروكوداكي بقشعريرة لم يشعر بها منذ سنوات. منذ أن كان هاشيرا يقاتل الأقمار السفلية.

هذا الصبي... في أسبوع واحد، أتقن أساسيات تنفس الماء، وبطريقة ما، أظهر ومضات من أسلوب آخر تماماً.

"رين..." قال أوروكوداكي، وصوته يحمل جدية مرعبة. "من علمك تلك الوضعية الثانية؟"

"رأيتها في حلم،" كذب رين بسلاسة، وهو يمسح وجهه. "حلمت بجدٍّ يرتدي معطفاً أصفر ويصرخ كثيراً، وكان سريعاً جداً. حاولت تقليد شعور السرعة فقط." (إشارة لشخصية... من عرفها؟)

لم يصدق أوروكوداكي القصة بالكامل، لكنه صدق النتيجة. الموهبة لا تكذب.

مشى أوروكوداكي نحو رين، ووضع يده الثقيلة على كتف الصبي.

"أنت لست غيو. ولست سابيتو."

ضغط على كتفه بقوة.

"أنت وحش صغير، يا رين. إذا استمررت بهذا المعدل، فأنت لن تصبح مجرد قاتل شياطين."

نظر أوروكوداكي نحو الأفق، حيث تختبئ الشياطين في الظلام.

"أنت تملك الإمكانيات لقتل قمر علوي. ربما... ربما حتى كيبوتسوجي موزان نفسه قد يجد فيك نداً يوماً ما."

اتسعت عينا رين. الحصول على اعتراف من مدرب الهاشيرا بهذه السرعة؟

لكن أوروكوداكي لم ينتهِ.

"ولكن..."

تغيرت نبرة أوروكوداكي. أصبحت أكثر قسوة، أكثر وحشية.

"لأنك تملك هذه الموهبة، لا يمكنني تدريبك كالبقية. التدريب العادي لن يخرج إمكانياتك. سيجعلك كسولاً."

سحب أوروكوداكي سيفاً حقيقياً (كاتانا) من تحت ردائه ورماه عند قدمي رين.

"من الآن فصاعداً، التدريب انتهى. الجحيم سيبدأ."

أشار نحو الجبل مرة أخرى.

"لن تنزل الجبل مرة واحدة في اليوم. ستنزله عشر مرات. وستحمل هذا السيف. وسأقوم أنا بمطاردتك بنفسي هذه المرة، ولن أستخدم الفخاخ الخشبية..."

لمع القناع الأحمر ببريق مخيف.

"سأستخدم السيف. إذا لم تصد، ستموت. هل تفهم؟"

نظر رين إلى السيف الحقيقي عند قدميه، ثم إلى معلمه الذي تحول فجأة إلى "زعيم نهائي".

بدلاً من الخوف، شعر رين بالإثارة. الأدرينالين يضخ في عروقه.

هذا ما كان يريده. ليس تدريباً آمناً. بل قتالاً حقيقياً يصقله.

التقط السيف، وشعر بوزنه المألوف والمريح.

"عشر مرات؟ ومطاردة بسيف حقيقي؟"

رفع رين بصره، وعيناه الزمرديتان تشتعلان بتحدٍّ.

"سيدي... كنت أخشى أن تكون متساهلاً معي لأنني طفل. شكراً لأنك لن تفعل."

وقف الاثنان وجهاً لوجه، معلم أسطوري وتلميذ معجزة، وكلاهما يدرك أن ما سيحدث في الأشهر القادمة في جبل ساغيري لن يكون مجرد تدريب.

سيكون صناعة لأخطر سياف سيشهده عصر التايشو.

[مهمة جديدة: النجاة من الجحيم]

[الصعوبة: كابوس]

[المكافأة: ؟؟؟]

ابتسم رين.

"لنرقص يا سيدي."(اشارة اخرى لشخصية من انمي اخر، من خمن؟)

انتهى الفصل الخامس.

---

ما اعرف ليش سميت الفصل كذا..

2025/11/23 · 157 مشاهدة · 1621 كلمة
نادي الروايات - 2025