الفصل السادس : تنفس العاصفة!
@نـــايــلٓـــر
__________________________________
مرت ستة أشهر.
بالنسبة للعالم الخارجي، كانت مجرد نصف سنة، دورتان للفصول. تحول الخريف إلى شتاء قارص، وغطت الثلوج جبل ساغيري برداء أبيض ناصع.
لكن بالنسبة لـ "يوكيهارا رين"، كانت هذه الأشهر الستة بمثابة إعادة صياغة كاملة للحمض النووي الخاص به.
لم يعد هناك أثر للطفل الجميل الذي جاء من مدينة أكاساكا بملابس نظيفة.
الواقف الآن على قمة صخرة مدببة وسط عاصفة ثلجية، عاري الصدر رغم الصقيع الذي يجمد العظام، كان تمثالاً حياً للقوة. عضلاته لم تكن ضخمة بشكل منفر، بل كانت "مضغوطة" وكثيفة كالفولاذ، كل ليف عضلي فيها مصمم للقتل، لا للاستعراض. شعره الأسود الطويل كان يتحرك مع الريح كراية حرب، وعيناه الزمرديتان تشعان ببريق يتحدى العاصفة.
"تسعة وتسعون..." همس رين، وصوته يخرج كبخار كثيف.
كان يحمل على ظهره صخرة تزن طناً ونصف الطن. نعم، طن ونصف.
"مئة!"
دينغ!
صوت النظام الجميل رن في رأسه كجرس الخلاص.
[تهانينا!]
[لقد كسرت حاجز البشر العاديين.]
[القوة: 101]
[السرعة/الرشاقة: 105]
[القدرة على التحمل: 102]
رمى رين الصخرة عن ظهره، فاهتزت الأرض تحته محدثة زلزالاً مصغراً.
"أخيراً..." تنهد بارتياح، وهو ينظر إلى كفيه اللتين تيبس جلدهما وأصبح صلباً كالحديد. "تجاوزت المئة. بهذا المعدل، قوتي الجسدية الخام تقترب من مستوى (هاشيرا)، حتى بدون استخدام التنفس."
خلال الأشهر الستة الماضية، لم يكن أوروكوداكي معلماً رحيماً.
لقد أدرك العجوز إمكانيات رين، فقرر أن يختبر حدود "الموت" لديه.
المطاردات الليلية تحولت من مجرد هروب إلى معارك حياة أو موت. أوروكوداكي استخدم سيوفاً حقيقية. رين أصيب بكسور، كدمات، وجروح عميقة شفي منها بفضل طعام أوروكوداكي المغذي ونظام التعافي الخاص باللاعب.
تذكر رين كيف عانى تانجيرو لقطع الصخرة في الأنمي. لقد استغرق الأمر منه سنتين.
رين قطع صخرة مماثلة او ربما اكبر في الشهر الثاني. بضربة واحدة. وبسيف خشبي.
لكن التحدي الحقيقي لم يكن الجسد. كان "التنفس".
جلس رين في كوخ أوروكوداكي الدافئ، يرتشف الشاي الساخن، بينما كان معلمه يصقل سيفه في الزاوية.
"لقد أتقنت الأنماط العشرة لتنفس الماء،" قال أوروكوداكي دون أن يرفع نظره. "انسيابية حركتك مثالية. وتكيّفك مع المواقف يشبه الماء حقاً."
(لا اعرف اذا كان التنفس الذي ابتكره غيو هو رقم 10 او 11 حاليا... لذلك في هذه القصة سيكون لدى تنفس الماء 10 اشكال وغيو سيبتكر الخاص به رقم 11 الى اذا اكتشفت باني اخطئت)
"شكراً يا معلمي،" رد رين، لكن عقله كان في مكان آخر.
كان يفكر في "تنفس الرعد" الذي منحه إياه النظام.
خلال تدريباته المنفردة، كان رين يجرب شيئاً مجنوناً.
تنفس الماء دفاعي ومرن. تنفس الرعد هجومي وخاطف.
ماذا لو دمجهما؟
تذكر رين "تنفس الشمس" او "هينوكامي كاغورا". الأصل لكل التنفسات. إنه مزيج مثالي من القوة والسرعة والمرونة.
"أنا لا أملك ذكريات يورييتشي، ولا أعرف رقصة الهينوكامي،" فكر رين وهو ينظر إلى النار في الموقد. "لكنني أفهم (المفهوم). محاولة تقليد تنفس الشمس مستحيلة حالياً، لكن يمكنني صنع نسخة (هجينة) تقترب منه."
أطلق عليها اسم "تنفس العاصفة" (Arashi no Kokyu).
الفكرة كانت بسيطة نظرياً، وانتحارية تطبيقياً:
استخدام "التركيز الكامل" لتنفس الماء للحفاظ على تدفق الحركة وعدم التوقف، وفي لحظة الضرب، تحويل مجرى الأكسجين في الدم فجأة لتفعيل "انفجار" تنفس الرعد في العضلات.
"أريد أن أجرب شيئاً غداً يا معلمي،" قال رين فجأة، قاطعاً الصمت. "أريدك أن تقاتلني... بنية القتل."
توقف أوروكوداكي عن الصقل. رفع القناع الأحمر ببطء لينظر إلى تلميذه.
"بنية القتل؟"
"نعم. أحتاج لضغط حقيقي لأختبر نظريتي الجديدة."
في صباح اليوم التالي، وقف الاثنان وسط غابة مغطاة بالثلوج.
أوروكوداكي يحمل سيف نيشيرين أزرق باهت. رين يحمل سيفاً عادياً (ليس نيشيرين بعد).
بدون إشارة بدء، اختفى أوروكوداكي.
السرعة كانت مذهلة. هاشيرا سابق لا يستهان به.
ظهر نصل أوروكوداكي بجانب عنق رين.
لكن رين كان قد تحرك بالفعل.
لقد بدأ بالفعل في محاولة استخدام اندماج تقنيتين مختلفتين من تقنيات التنفس.
لم تكن حركته خطية مثل الرعد، ولم تكن دائرية ناعمة مثل الماء.
كانت حركة فوضوية. مثل إعصار يضرب البحر.
"تنفس العاصفة: النمط الأول... الطوفان الراعد!"
صرخ رين داخلياً.
جسده تدفق كالماء لتفادي الضربة، ثم في جزء من الثانية، سمع أوروكوداكي صوت الرعد بوم!.
انطلق رين من وضعية الانحناء بسرعة جعلت الثلج يتبخر من حوله بسبب الاحتكاك.
كلانك!
تلاقت السيوف.
توسعت عينا أوروكوداكي خلف القناع. قوة الضربة كانت ثقيلة جداً، أثقل من الماء، وسريعة جداً، أسرع من أن تتبعها العين المجردة.
تراجع أوروكوداكي للخلف، وذراعه تخدرت قليلاً.
"هذا..." تمتم العجوز. "ماء يغلي بسرعة البرق؟"
استمر القتال لساعة.
كانت الغابة تدمر حرفياً. الأشجار تقتلع، الثلوج تذوب في دوائر واسعة.
رين كان يضغط على معلمه. ورغم أن أوروكوداكي كان يتفوق بالخبرة والتقنية المصقولة، إلا أن "القوة الغاشمة" و"السرعة الجنونية" لرين، الممزوجة بأسلوبه الهجين الغريب، جعلت المعركة متكافئة بشكل مرعب.
في النهاية، توقف رين، وسيفه موجه نحو صدر أوروكوداكي، بينما سيف أوروكوداكي موجه نحو عنق رين.
تعادل. (أو هكذا سمح له أوروكوداكي أن يشعر، رغم أن العجوز كان يعلم أنه لو استمر القتال لنفدت طاقته قبل الفتى).
خفض أوروكوداكي سيفه.
"لقد نجحت."
قالها بصوت هادئ، لكنه مليء بالفخر.
"لم يعد لدي ما أعلمك إياه هنا، رين. لقد تجاوزت مرحلة التدريب. أنت الآن جاهز للاختبار النهائي في جبل فوجيكاساني."
...
جاء يوم الوداع.
حزم رين حقيبته الصغيرة. ارتدى هاوري (سترة) سوداء بسيطة فوق زي التدريب الأزرق.
وقف أمام باب الكوخ، حيث كان أوروكوداكي ينتظره.
خلال الأشهر الستة، نشأت رابطة غريبة بينهما. رابطة أب وابن، أو جد وحفيد مشاغب.
كان رين يعلم تاريخ أوروكوداكي. يعلم عن سابيتو، ماكومو، وكل الأطفال الذين ماتوا وتسببوا في عقدة الذنب لدى هذا الرجل العجوز.
شعر رين برغبة في تخفيف هذا العبء.
"معلمي،" قال رين وهو يشد أربطة حذائه. "قبل أن أذهب، أريد أن أخبرك بشيء غريب حدث لي قبل ليلتين."
"همم؟"
ابتسم رين ابتسامة دافئة. "حلمتُ بحلم. رأيت فتى يأتي إليك هنا. فتى أصغر مني قليلاً، بشعر أحمر يميل للبني، وعينين طيبتين جداً... وجبهته عليها ندبة كأنها وشم نار."
تصلب جسد أوروكوداكي قليلاً. الوصف كان دقيقاً بشكل غريب.
تابع رين، وهو يمثل دور العراف ببراعة: "في الحلم، كان هذا الفتى يحمل صندوقاً خشبياً على ظهره، وكان يطلب منك تدريبه. رائحته... حتى في الحلم، كانت رائحته نقية جداً. رائحة شخص لا يستسلم أبداً، شخص سيغير هذا العالم."
نظر رين مباشرة إلى قناع معلمه.
"أشعر... أن هذا الحلم سيتحقق قريباً يا معلمي. سيأتيك تلميذ آخر. تلميذ سيكسر لعنة الحزن التي تحملها. لذا، لا تيأس. انتظره."
كانت كذبة بيضاء. أو بالأحرى، "حرق أحداث" مغلف بغلاف النبوءة.
رين كان واثقاً أن تانجيرو سيأتي بعد سنتين أو ثلاث. كان يريد أن يعطي أوروكوداكي سبباً للأمل خلال فترة الانتظار هذه.
بقي أوروكوداكي صامتاً لفترة، ثم وضع يده على رأس رين وربت عليه بلطف.
"أنت فتى غريب يا رين. قوي، ذكي، وتتحدث أحياناً كأنك عشت مائة عام. اذهب. ولا تمت. هذا هو أمري الأخير لك."
"حاضر!"
انحنى رين بعمق، ثم استدار وانطلق ركضاً، قفزاً فوق الثلوج، مبتعداً عن الجبل الذي كان منزله لستة أشهر.
بينما كان رين يركض نزولاً من الجبل، كانت أفكاره تتسابق بسعادة.
[المهمة القادمة: اختبار الاختيار النهائي]
"حسناً، حساباتي تقول إنني الآن في العام (XXXX). تانجيرو يبلغ من العمر حوالي 10 سنوات الآن، مثلي تقريباً أو أكبر بسنة. القصة تبدأ عندما يبلغ 13-14. لذا، لدي عام كامل على الأقل قبل أن يهاجم موزان عائلة كامادو."
(فوضى انا اعرف احتفظ بكلامك لنفسك امدحني فقط 😉 )
قفز فوق نهر متجمد بابتسامة واثقة.
"سأذهب لاجتياز الاختبار، أصبح قاتل شياطين رسمياً، ثم سأقنع الفيلق بإرسالي في مهمة قرب منزل تانجيرو. سأتدخل في اللحظة الحاسمة. سأنقذ عائلته، وأقتل موزان هناك إذا استطعت، أو على الأقل أجبره على الهرب. نعم، خطة مثالية. سأغير القصة المأساوية."
كانت الثقة تملؤه. القوة تعميه. ومعرفته المسبقة بالأحداث جعلته يشعر وكأنه "سيد اللعبة".
لكنه نسي قاعدة واحدة بسيطة في عالم قاتل الشياطين:
الزمن لا ينتظر أحداً، والمأساة تضرب دائماً قبل الموعد المتوقع.
توقف رين فجأة عند سفح الجبل، حيث يتقاطع الطريق المؤدي إلى قرية قريبة.
في تلك اللحظة بالذات، وعلى بعد عدة كيلومترات، في طريق جبلي آخر مغطى بالثلوج.
كان هناك فتى ذو شعر أحمر يركض. يركض والدموع تتجمد على خديه.
يحمل على ظهره أخته فاقدة الوعي.
والدماء تغطي ملابسه.
كامادو تانجيرو.
بينما كان رين يتباهى بقوته الجديدة ويخطط لإنقاذهم "العام القادم"، كانت مذبحة عائلة كامادو قد حدثت البارحة.
ماتت الأم. مات الإخوة الصغار. تحولت نيزوكو إلى شيطانة.
وتانجيرو الآن، في هذه اللحظة، كان يواجه "توميوكا غيو" في الغابة.
لم يكن رين يعلم.
وقف هناك، يبتسم لنفسه، معتقداً أنه "المخلص" الذي يملك كل الوقت في العالم.
"سأذهب للاختبار، ثم سأبحث عنهم،" قال رين بتفاؤل ساذج، غير مدرك أن العربة التي تحمل القدر قد دهست بالفعل كل ما كان يخطط لحمايته.
استدار رين نحو الشرق، باتجاه جبل فوجيكاساني، تاركاً خلفه الطريق الغربي.
وبينما كان يبتعد، كان هناك غراب أسود يحلق فوقه، ينعق بصوت بدا وكأنه ضحكة ساخرة على غطرسة هذا "اللاعب" الذي ظن أنه يستطيع التلاعب بالزمن.
نهاية الفصل السادس.
(هذا فقط لعدم جعل موزان ياتي لقتلي في احلامي)