الفصل السابع : قرار رين!
@نـــايــلٓـــر
__________________________________
مرت ايام في لمح البصر، وما زال يوكيهارا رين في طريقة.
كانت الرياح تعبث بشعر رين الأسود الطويل بينما كان يسير على الطريق المتعرج المؤدي بعيداً عن جبل ساغيري. الثلج يتساقط ببطء، رقاقات بيضاء تذوب بمجرد ملامستها لوجهه الدافئ بفعل الدورة الدموية المحسنة عبر التنفس.
شعر بالخفة.
ليس فقط خفة الجسد بعد التخلص من أحمال التدريب، بل خفة الروح. لقد نجح. لقد أصبح قوياً. النظام يشير إلى أن قوته تجاوزت المائة نقطة. لديه تقنيتان للتنفس. إنه، بكل المقاييس، "غشاش" يسير على قدمين في هذا العالم.
"حسناً، الخطوة التالية،" تمتم رين وهو يخرج دفتر ملاحظات صغيراً من جيبه الداخلي، حيث دون فيه تواريخ وأحداث الأنمي بناءً على ذاكرته. "أنا الآن في العاشرة وسبعة أشهر. تانجيرو يبدأ رحلته في سن الثالثة عشرة. هذا يعني منطقياً أن لدي عامين ونصف العام من (وقت الفراغ) للتحضير قبل أن تبدأ الحبكة الأصلية."
ابتسم بثقة، وهو يرسم علامة صح بجانب بند "التدريب".
"سأجتاز الاختبار النهائي، أحصل على رتبة (ميزونوتو)، ثم أطلب منطقة دورية بالقرب من جبل كوموتوري حيث تعيش عائلة كامادو. سأكون الحارس الخفي لهم. سأقتل الشياطين حولهم، وعندما يأتي موزان... حسناً، ربما لا أستطيع قتله، لكن يمكنني تأخيره حتى تشرق الشمس."
بدا كل شيء مثالياً. خطة محكمة من "أوتاكو" خبير.
وصل رين إلى قرية صغيرة تقع عند تقاطع طرق رئيسي. كانت القرية تعج بالحياة رغم البرد. بائعو الأرز الساخن، عربات النقل، وأطفال يلعبون بكرات الثلج.
توقف رين أمام متجر لبيع الصحف والمجلات القديمة. لفت انتباهه عنوان عريض في صحيفة ملقاة على الطاولة.
لم يكن العنوان هو المهم، بل التاريخ المطبوع في الزاوية العلوية.
[التاريخ: 15 فبراير، السنة الثانية من عهد تايشو (1913)]
توقف الزمن.
حدق رين في التاريخ. رمش بعينيه عدة مرات، وكأنه يتوقع أن تتغير الأرقام.
"تايشو... الثانية؟"
بدأ عقله يعمل بسرعة جنونية، أسرع من أي تقنية تنفس.
"انتظر. تايشو بدأت في منتصف 1912. نحن الآن في بداية 1913. تانجيرو ولد في 1899 تقريباً..."
أجرى العملية الحسابية البسيطة التي تجاهلها طوال الوقت بسبب غروره ومعرفته السطحية بالتواريخ الدقيقة.
"1913 ناقص 1899 يساوي..."
شحب وجهه. سقطت الدماء من وجنتيه.
"أربعة عشر عاماً."
تانجيرو الآن يبلغ من العمر 13 عاماً ونصف، قريباً من الـ 14.
أحداث الحلقة الأولى... مذبحة عائلة كامادو... حدثت في شتاء عام 1912، الى يعني هذا بان...
بالضبط في الوقت الذي كان فيه رين يتباهى بكسر الصخرة، أو ربما عندما كان يبتكر "تنفس العاصفة" ويشعر بالفخر بنفسه.
"لا..."
تراجع رين خطوة للوراء، واصطدم بمارٍّ عابر.
"انتبهي يا صغيرة !" صرخ الرجل، لكن رين لم يسمعه. ولم يهتم حتى بانه ظن بانه فتاة.
صوت طنين حاد ملأ أذنيه.
كل تلك الخطط. كل تلك الثقة بأنه "يسبق الزمن".
لقد كان مخطئاً. لقد كان متأخراً.
بينما كان يلعب دور البطل في مخيلته، كانت نيزوكو تتحول لشيطانة. كانت الأم تقتل وهي تحاول حماية أطفالها. كان تانجيرو يحمل أخته عبر الثلوج وهو يبكي دماً.
"لقد فات الأوان..." همس رين بصوت مكسور. "لقد ماتوا. القصة بدأت بالفعل. تانجيرو الآن يتدرب بالفعل مع أوروكوداكي...."
شعر رين بغثيان شديد. ركض نحو زقاق جانبي، وانحنى يتقيأ، رغم أن معدته كانت فارغة.
الشعور بالذنب كان ساحقاً.
"كنت أستطيع إنقاذهم... لو جئت قبل عام... لو لم أضيع وقتي في البطولات... لو..."
استند بظهره إلى الجدار البارد، وانزلق حتى جلس على الأرض القذرة. ضم ركبتيه إلى صدره كطفل صغير - وهو ما كان عليه في الحقيقة.
"أنا فاشل. أي نوع من المتناسخين أنا؟ أملك نظاماً، ومعرفة بالمستقبل، وما زلت لم أغير شيئاً سوى قتل بضعة شياطين نكرة."
رفع يديه أمام وجهه. كانتا صغيرتين، بيضاء ناعمة ومشرقة، لا تبدو وكانها تاثرت بتدريب رين الجاد طوال هذا الوقت، كانت تبدو كيد فتاة صغيرة وضعيفة.
نظر إليهما طويلاً. ثم، وببطء، بدأ المنطق البارد يتسرب عبر غيوم العاطفة.
"انتظر لحظة..."
تحدث بصوت هادئ، كأنه يخاطب شخصاً آخر.
"لنفترض أنني عرفت التاريخ الصحيح. لنفترض أنني ذهبت إلى منزل عائلة كامادو قبل ستة أشهر."
ماذا كان سيحدث؟
استرجع رين حالته قبل ستة أشهر.
كان يملك قوة جسدية جيدة (35 نقطة). كان يتقن الجودو والكيندو.
لكنه لم يكن يملك سيف نيشيرين. لم يكن يتقن التنفس. لم يكن يعرف كيف يقطع رأس شيطان بحيث لا يتجدد.
ومن كان خصمه؟
شيطان عادي؟ لا.
قمر أدنى؟ لا.
إنه كيبوتسوجي موزان. ملك الشياطين. أصل الكوارث. الكائن الذي يقتل الهاشيرا بطرفة عين.
تخيل رين المشهد:
هو، طفل في العاشرة بسيف خشبي، يقف أمام موزان في تلك الليلة الثلجية.
"ابتعد عنهم!" قد يصرخ بشجاعة.
موزان لن يهتم حتى بالنظر إليه. مجرد تلويحة من ذراعه، وسيتحول رين إلى بقعة دم على الحائط بجانب إخوة تانجيرو الصغار.
"هه..."
ضحكة ساخرة ومريرة خرجت من حنجرته.
"أنقذهم؟ أنا؟ يا لي من أحمق متغطرس."
قبض يده بقوة حتى ابيضت مفاصله.
"لو ذهبت إلى هناك، لمت معهم. لم أكن لأغير شيئاً. كنت سأكون مجرد جثة إضافية يدفنها تانجيرو في الصباح التالي."
وقف رين ببطء. مسح فمه بكمه.
الذنب لم يختفِ، لكنه تغير. تحول من ذنب "الاهمال" إلى ذنب "الضعف".
"الضعف خطيئة،" همس رين، وعيناه الزمرديتان تشتعلان ببريق جديد، بارد وقاسٍ. "السبب الوحيد الذي جعلني عاجزاً عن تغيير القدر ليس التوقيت، بل لأنني كنت ضعيفاً."
فتح نافذة النظام.
[المهمة الحالية: الوصول إلى جبل فوجيكاساني للاختبار النهائي]
[الوقت المتبقي لبدء الاختبار: 5 أيام]
"حسناً. الماضي قد كُتب بالدم وانتهى. عائلة كامادو ماتت. تانجيرو الآن يعيش جحيمه الخاص."
شد رين حزام سيفه (سيف النيشرين البسيط الذي أعطاه إياه أوروكوداكي للاختبار).
"لن أضيع الوقت في البكاء على ما لم أستطع تغييره. سأركز على ما يمكنني تغييره الآن."
رينغوكو كيوجورو. شينوبو. وجميع الاشخاص الذين سيموتون بسبب الشياطين.
"تانجيرو سيتدرب لسنتين. هذا يعني أنني سأسبقه إلى الفيلق بسنتين كاملتين."
اتسعت ابتسامته، لكنها لم تكن ابتسامة طفل. كانت ابتسامة ذئب.
"سنتان... وقت كافٍ لأصعد السلم. وقت كافٍ لأصبح هاشيرا. ووقت كافٍ لأجعل الشياطين تخشى اسم (يوكيهارا رين)."
خرج من الزقاق، وعاد إلى الطريق الرئيسي. خطواته كانت أثقل، أكثر ثباتاً. الطفولة التي كانت متبقية في داخله ماتت في ذلك الزقاق مع قيئه.
المتبقي الآن هو فقط "يوكيهارا رين"، قاتل الشياطين.
...
بعد خمسة أيام.
جبل فوجيكاساني.
كان المشهد خلاباً. سفح الجبل مغطى بأشجار الوستارية التي تزهر طوال العام، مشكلة ستارة أرجوانية تمنع الشياطين من الهروب. الرائحة كانت قوية، حلوة، ومهدئة.
عند البوابة الطويلة (توري) المؤدية إلى ساحة التجمع، كان هناك حوالي عشرين مراهقاً.
معظمهم في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة. يحملون سيوفهم بتوتر، وجوههم شاحبة، والبعض يرتجف خوفاً.
وسط هذا الجمع من المراهقين والشباب، كان هناك شذوذ واحد.
طفل.
طفل صغير لا يتجاوز طوله المتر وربع المتر.
بشعر أسود طويل ناعم، وملامح جميلة تجعل الفتيات يحسدنه، وهاوري أسود بسيط.
كان يقف هناك بهدوء تام، مغمض العينين، ويداه معقودتان خلف رأسه باسترخاء.
"هي، انظروا إلى ذلك..." همس أحد الممتحنين لصديقه. "هل هذا طفل؟ هل أضاع أمه؟"
"ربما جاء لتوديع أخيه؟ لا يعقل أن يشارك في الاختبار. الشياطين ستأكله كوجبة خفيفة."
"مسكين... المكان هنا مرعب حتى للكبار."
سمع رين كل كلمة بفضل حواسه المعززة (مستوى 40)، لكنه لم يفتح عينيه.
"وجبة خفيفة..." فكر بسخرية. "أتساءل من سيكون الوجبة الليلة."
ظهرت التوأمان (بنات زعيم الفيلق) بوجوههن الشاحبة وشعرهن الغريب، واحدة بشعر أبيض والأخرى بشعر أسود.
"مرحباً بالجميع... شكراً لحضوركم الاختبار النهائي الليلة."
تحدثتا بصوت واحد، مخيف ورتيب.
"في هذا الجبل، تم حبس الشياطين التي أمسك بها سيافو الفيلق أحياء. لا يمكنهم المغادرة بسبب أزهار الوستارية التي تحيط بسفح الجبل."
"ولكن..."
"من هذه النقطة فصاعداً، لا توجد أزهار وستارية. الشياطين جائعة، وتنتظر."
"شرط النجاح هو البقاء على قيد الحياة لمدة سبعة أيام."
"الآن... انطلقوا."
بمجرد انتهاء الجملة، تردد الممتحنون. الخوف شل أقدامهم. من يريد أن يكون أول من يدخل الظلام؟
فجأة، تحرك ظل صغير.
مر رين بجانب التوأمين بخطوات واثقة وسريعة، دون أن ينظر إليهما.
كان أول من عبر خط الأزهار. أول من دخل الجحيم.
"مهلاً أيها الطفل! ستقتل!" صرخ أحد الممتحين الطيبين محاولاً إيقافه.
توقف رين للحظة، واستدار نصف استدارة.
فتحت عيناه الزمرديتان في الظلام، وكانتا تلمعان بضوء خافت مرعب.
"القلق على نفسك، يا أخي،" قال بصوت هادئ ولكنه مسموع للجميع. "فأنا لست محبوساً هنا مع الشياطين..."
وضع يده على مقبض سيفه، وابتسم ابتسامة جعلت الدماء تتجمد في عروق من رآها.
"...الشياطين هي المحبوسة هنا معي."
اختفى رين في ظلام الغابة بسرعة جعلته يبدو وكأنه تبخر.
...
الليل الأول.
كانت الغابة مظلمة بشكل خانق. أصوات حفيف الأشجار كانت تبدو كهمسات شياطين.
رين كان يسير بوضوح، لا يتسلل. كان يريدهم أن يأتوا.
"لحم بشري! لحم بشري طازج!"
قفز شيطانان من بين الشجيرات، لعابهما يسيل.
"إنه مجرد طفل! يا للحظ!"
لم يتوقف رين عن المشي.
"تحليل: شياطين رتبة منخفضة. لا يستحقون تنفس الرعد."
سحب سيفه ببطء.
"تنفس الماء... النمط الأول: قطرة المطر السطحية."
كانت حركة بسيطة. طعنة سريعة ودقيقة.
لكن بقوة رين (101)، تحولت الطعنة إلى رصاصة مدفع.
اخترق السيف عنق الشيطان الأول وفجره بالكامل قبل أن يلمس الأرض.
الشيطان الثاني تجمد. "م-ماذا؟"
قبل أن يدرك الموقف، كان رين قد استدار.
"النمط الثاني: عجلة الماء."
قفزة دورانية في الهواء، وسيفه يرسم دائرة مائية مثالية.
طارت رأس الشيطان الثاني وتدحرجت عند قدمي رين.
نفض رين الدم عن نصله بحركة سريعة وأعاد السيف إلى غمده بصوت كليك مرضي.
"ضعيف جداً،" تمتم بملل.
"أين الشيطان الكبير؟ شيطان اليد الذي قتل سابيتو وماكومو؟"
تذكر رين القصة. شيطان اليد يظهر عادة لتلاميذ أوروكوداكي لأنه يميز أقنعتهم.
لمس رين القناع الذي أعطاه إياه أوروكوداكي، والمربوط على جانب خصره (لم يكن يرتديه على وجهه). كان قناع ثعلب أبيض، بتعبير غاضب وخطوط زرقاء تشبه البرق.
"سأجدك،" قال رين للظلام. "تانجيرو سيحتاج لقتلك لإنهاء دورة الخوف وتحرير أرواح أصدقائه. لكن... هل أتركه لك؟"
فكر للحظة.
"تانجيرو سيأتي بعد عامين. خلال هذين العامين، ستأكل هذا الوحش عشرات الممتحنين الآخرين."
تذكر وجوه المراهقين الخائفين عند البوابة.
"لا."
حسم رين أمره.
"تغيير التاريخ؟ فليكن. سأقطع تلك اليد القبيحة الليلة. تانجيرو بطل، سيجد طريقة أخرى ليصبح قوياً دون الحاجة لقتل هذا الشيء. أما الأرواح التي ستؤكل في العامين القادمين... فهي مسؤوليتي."
[مهمة سرية (مفعلة ذاتياً): تطهير فوجيكاساني]
[الهدف: قتل شيطان اليد.]
[الايجابيات المتوقعة: تحرير أرواح سابيتو وماكومو مبكراً + إنقاذ 50+ ممتحن مستقبلي.]
[المكافأة : 5 نقاط احصائية عشوائية، صندوق الحظ من الرتبة C+]
انطلق رين ركضاً في الغابة، متعمداً إطلاق هالته القتالية بالكامل، مثل منارة تصرخ في وجه كل شياطين الجبل: "تعالوا وحاولوا أكلي إن استطعتم!"
في مكان ما في عمق الغابة، فتح شيطان ضخم متعدد الأذرع عينيه الصفراوين ببطء.
"هيهي... رائحة ثعلب صغير جديد. ورائحة... شهية."
الليلة، سيشهد جبل فوجيكاساني شيئاً لم يره منذ عقود. ليس اختبار بقاء، بل مذبحة... من طرف واحد.
__________________________________
نهاية الفصل السابع.
حسنا اتمنى تتفاعلو لانه سبعة فصول بدون تعليقات سيكون مزعجاً!