الفصل الثامن : شيطان اليد خائف!

@نـــايــلٓـــر

__________________________________

كانت الشمس تغرب للمرة السادسة منذ بداية الاختبار النهائي. سبعة أيام كاملة، سبعة ليالٍ قضاها الممتحنون العشرون يركضون ويختبئون كالفئران. ولكن بالنسبة لـ "يوكيهارا رين"، كان الجبل مجرد حديقة حيوانات مغلقة.

في الأيام الستة الماضية، لم ينم رين إلا قليلاً، مكتفياً بـ (التنفس بتركيز كامل) للحفاظ على طاقته. قتل أربعة عشر شيطاناً، معظمهم بضربات ماء بسيطة وغير مرهقة. لم يكن بحاجة لاستخدام سيفه(التنفس) الثاني أو الثالث؛ كانت حركاته السريعة وقوته الجسدية، كافية لتحويل كل ضربة سيف بسيطة إلى طعنة قاتلة.

وقف رين عند حافة وادٍ صغير، مستنداً إلى جذع شجرة بلوط ضخم، يتأمل القمر المكتمل الذي بدأ يضيء السماء. اليوم هو اليوم السابع والأخير.

"شيطان اليد..." تمتم رين، وهو يشد رباط قناع الثعلب الأبيض (قناع أوروكوداكي) على خصره. "حان وقت اللقاء ايها الشيطان القذر."

على الرغم من ان رين لم يقابل اي من تلاميذ اوروكوداكي حقاً، ولكنه ما يزال سينتقم لهم منذ هذا الشيطان القبيح... من اجل معلمه فقط.

لقد عرف مكان هذا الشيطان من خلال نظام الاستشعار (ميزة جديدة في النظام) وحواسه، الذي لمّح إلى وجود كتلة هائلة من الطاقة الشريرة المستقرة في عمق الجبل.

صحيح أن رين كان يمتلك قوة كافية لقتل عشرة شياطين من هذا النوع، لكن الشعور بالخطر لا يزال يساوره. لقد تعلم في حياته السابقة أن الغطرسة هي دائماً "علم موت" في قصص الأنمي.

"لا تقلل من شأن الخصم،" فكر رين. "هذا الشيطان عاش خمسين عاماً، وأكل خمسين تلميذاً لأوروكوداكي(تقريبا، في القصة الاصلية). لديه خبرة قتل أكثر مني بكثير. أنا لست بطل القصة الأصلي، ولن يتم إنقاذي بـواسطة (درع القصة الخاص بالبطل) في اللحظة الأخيرة."

رفع رين رأسه وشم الهواء. رائحة عفنة، قديمة، ممزوجة باليأس والخوف العالق في الأجواء.

"وجدتك."

أطلق العنان لقوة ساقيه. لم يركض، بل انطلق. كانت حركة شبه فورية، وكأن صاعقة قد ضربت الأرض تحته.

في أقل من دقيقة، وصل رين إلى مكان واسع ومفتوح في وسط الغابة. في المنتصف، جلس على الأرض شيطان عملاق ومقرف. جسده الضخم مغطى بعشرات الأذرع المتشابكة، كل ذراع تنتهي بكف عملاقة. عيناه الصفراوان تلمعان بمتعة خبيثة، وهو يراقب الممتحنين الذين يركضون في محيطه بخوف، كأنهم قطيع من الغزلان محاصر.

"همم... رائحة مألوفة،" قال شيطان اليد، وصوته يشبه تكسر الأحجار الجيرية. "رائحة... قناع الثعلب. يا لها من رائحة شهية. سبعة وأربعون. سبعة وأربعون من تلاميذ ذلك العجوز يرتدون قناع الثعلب أكلتهم!"

وقف الشيطان الضخم، وأذرعه تتدلى حوله كالأفاعي.

"هل هذا هو الـ (48)؟ أوه، هذا صغير جداً! أصغر وألذ من البقية!"

وقف رين أمامه، غير مرتدٍ القناع (كان مربوطاً على خصره). سيفه النيشيرين الأزرق الفاتح في يده.

"لست الضحية الـ 48، أيها القذر،" قال رين بصوت هادئ ومخيف. "أنا الذي سيقطع عنقك اليوم."

ضحك الشيطان بصوت غرغرة. "يا لك من طفل ساذج! أنت تتحدث عن قطع عنقي؟ هل تعرف كم عمرك؟ ثلاث سنوات؟"

"عشر سنوات وسبعة أشهر،" صحح رين ببرود. "وهي أكثر من كافية لك لتموت."

"هراء!"

هاجم الشيطان. أربع أذرع ضخمة انطلقت نحو رين بسرعة مذهلة، هدفها سحق الصبي وتحويله إلى فطيرة لحم دموية.

كان رين مستعداً، لم يتحرك ببطء أبداً.

[تفعيل التنفس بتركيز كامل - تنفس الماء]

انطلق رين للأمام، نحو الأذرع المهاجمة. لم يتفاداها، بل استخدمها.

"تنفس الماء: النمط الثامن: شلال الانحدار."

لم تكن ضربة هجومية كاملة، بل حركة دفاعية سريعة. انزلق رين تحت الذراعين، مستخدماً زاوية جسده لتوجيه السيف لأعلى نحو المفصل.

كلانك! كلانك!

في لحظة واحدة، قطعت يدان عملاقتان من كتفي الشيطان، وسقطتا على الأرض بضجة قوية.

"أغ! يداي!" صرخ الشيطان بغضب وذهول. "ما هذه السرعة؟ وما هذه القوة؟"

تراجع رين خطوتين للوراء. نظر إلى سيفه. "هذا جيد."

ثم نظر إلى الأذرع المقطوعة التي بدأت تتجدد فوراً. "لكن ليس جيداً بما فيه الكفاية."

بدأ الشيطان هجوماً أكثر جنوناً. عشرات الأذرع انطلقت كـ "مدفع رشاش" نحو رين.

"لقد أفرطت في تقدير قوتك، أيها القزم!"

أطلق رين نفساً عميقاً، وشعر بالماء البارد يتدفق في عروقه.

"تنفس الماء: النمط التاسع: طفرة المياه المتدفقة!"

{ملاحظة : انا اسف حقا اذا كنت اخطأ في اسماء التقنيات}

تحول رين إلى تيار لا يمكن إيقافه. انزلق، دار، وقطع جميع الأذرع المهاجمة في طريقه. لم تلمسه أي ذراع. كان يرقص بين الضربات، وحركته ناعمة كالحرير.

لكن الشيطان لم يمنحه وقتاً للتنفس. كلما قطع رين ذراعاً، نمت ذراع أخرى، أقوى وأسرع. لقد كان قتالاً استنزافياً.

"هذه هي المشكلة،" فكر رين وهو يتفادى ضربة كادت أن تسحق رأسه. "لا يمكنني أن أبقى هنا وألعب دور تانجيرو الذي ينتظر الفرصة المثالية. يجب أن أحسمها!"

أدرك رين أن أي نمط من أنماط الماء العادية لن يكون كافياً. القوة الانفجارية المطلوبة لقطع رقبة هذا الكابوس بحركة واحدة يجب أن تكون هائلة.

أغلق رين عينيه للحظة، بينما كانت الأذرع تتجه نحوه من كل اتجاه.

"حسناً... يا لها من نهاية مبكرة لهذا الشيطان" همس رين. "ولكن إذا لم أفعل ذلك الآن، فسيأكل هذا الوحش 50 ممتحن أخرى قبل أن يأتي تانجيرو."

فتح رين عينيه. تحول لون عضلاته تحت الزي الداخلي إلى اللون الوردي قليلاً بسبب الضغط الهائل للأكسجين. شعر بأعصابه مشدودة كأنها أسلاك كهربائية.

"يجب أن أمزج القوة!"

[تفعيل التنفس بتركيز كامل - تنفس العاصفة (هجين)]

في تلك اللحظة، لم يعد رين يتحرك كـ "الماء".

تحول رين إلى "البرق".

انطلق من مكانه بسرعة تفوق سرعة الصوت، مخلفاً وراءه صوتاً يشبه الرعد الخافت.

"تنفس العاصفة: النمط الأول: الطوفان الراعد!"

لم تكن الحركة انسيابية كالسيف. كانت انفجاراً. اندفاعة قوية ومباشرة نحو عنق الشيطان.

كانت الضربة سريعة لدرجة أن شيطان اليد لم يستطع حتى رؤية رين. كل ما رآه هو وميض أزرق لامع يتجه نحوه، وشعر بألم لا يوصف.

"ما... هذا؟"

السيف، الذي كان يحمل قوة تنفس الماء وقوة تنفس الرعد في آن واحد، مر عبر عنق الشيطان كأنه يقطع الزبدة. لم تكن عملية بطيئة. كانت مجزرة فورية.

سقطت رأس الشيطان على الأرض. كانت عيناه الصفراوان متسعتين في ذهول مطلق.

"أنت... أنت لست من تلاميذ ذلك العجوز... ما هذا النمط؟ ما أنت أيها الوحش؟" تمتم الشيطان بصوت خافت قبل أن تبدأ خلاياه في التلاشي.

وقف رين. كان يلهث بشدة، وعيناه مغلقتان.

[تحذير النظام: تم استخدام تنفس العاصفة (غير مستقر) .]

[تم استهلاك 30% من طاقة القدرة على التحمل. عقوبة: تلف داخلي طفيف في الرئة اليمنى.]

[تم تفعيل خاصية جسد اللاعب.]

[جاري شفاء المضيف تلقائياً]

[سيتوقف الشفاء التلقائي اذا كان المضيف يخوض معركة!]

شعر رين بمرارة الدم في حلقه، وعرق بارد يغطي جسده. كان هذا هو الثمن. لم يستطع استخدام القوة الساحقة هذه دون دفع ثمن.

"تمت المهمة..." تمتم رين، وهو يضغط على صدره. "اللعنة عليك يا نايلر (المؤلف) على هذا الـ (التعزيز) غير المستقر."

{المؤلف : هاه؟! مهلاً لحظة... 😨}

ببطء، عاد تنفسه إلى الهدوء.

في تلك اللحظة، سمع صوتاً.

"يا إلهي..."

خرج من وراء شجرة ضخمة، يرتجف خوفاً، شاب يبدو أكبر من رين بسبع سنوات، وقد فقد سيفه في مكان ما.

كان هذا الممتحن احد الاشخاص الذي انقذهم رين اثناء الاختبار، يبدو انه كاد يقتل من شيطان اليد قبل ان يصل رين.

ركض الشاب نحو رين، وهو ينظر إلى جسد الشيطان الذي يتلاشى في رماد أسود بذهول.

"لقد قتله! لقد قتلت... شيطان اليد!" صرخ الشاب بفرح هستيري. "لقد قالوا إنه يجب علينا تجنبه! لقد رأيته يأكل صديقي قبل ثلاث ليالٍ! لكنك..."

نظر الشاب إلى رين بتفحص.

"يا إلهي، من أنت أيها المنقذ الصغير؟... هل أنت من المدربين المتقاعدين متنكراً؟"

"....."

ابتسم رين ابتسامة هادئة ومتعبة. "أنا فقط ممتحن، مثلك يا أخي. ولقد انتهى الأمر."

هبط الممتحن على ركبتيه، وبدأ الدموع تنهمر على وجهه من شدة الإجهاد والفرح.

"اسمي زينتشيرو. لا يمكنني أن أصدق ذلك! إنك... أنت ملاك!"

نهض زينتشيرو (ليس زينيتسو، بل ممتحن آخر) واقترب من رين. بدأ يتحدث بسرعة فائقة، وعيناه تلمعان بالإعجاب.

"انظر إليك! أنت لم تلهث حتى! حركتك! تلك الضربة الأخيرة! يا إلهي، لقد كانت أقوى من أي نمط سمعت عنه! أنت... أنت لست مجرد سياف، أنت عاصفة حقيقية! هل هذا تنفس من ابتكارك؟ أم تنفس لهاشيرا متقاعد؟ لا بد أنك تلميذ سري لأحد الهاشيرا، أليس كذلك؟ أقسم إنني لم أر قط مثل هذه التقنية! يا لك من بطل! يا لك من بطل! يجب أن تكون أنت الهاشيرا الجديد!"

رين داخلياً، " يا إلهي، هذا الرجل يتحدث أكثر من زينيتسو في ليلة رعدية! كيف أوقفه؟""

تابع زينتشيرو بحماس، وهو يشير إلى رين بيديه: "لا يهم اسمك، لكنك أنقذت حياتي، وحياة البقية. هل أنت نفس الشخص الذي انقذنا قبل يومين. يجب أن تصبح صديقي! أنا... أنت! هل أنت متزوج؟ لا بالطبع لا! أنت صغير جداً! كم عمرك حقاً، يمكنني ان ازوجك باختي انها جميلة، بالطبع لانها توأمي!"

أشار رين بإصبعه الصغير، الذي كان مغطى بالرماد والدم، إلى نفسه.

"أنا؟"

"نعم أنت! كم عمرك؟ 14؟ 15؟ لا بد أنك متأخر في النمو! لكن لا يهم! أنت الأقوى!"

نظر رين إلى الممتحن الذي كان يتوقع أن يكون بطلًا في منتصف العمر، وأجاب بابتسامة متكلفة.

"عشر سنوات وسبعة أشهر."

ساد صمت تام في الغابة. حتى حفيف الشجر توقف.

حدّق زينتشيرو في وجه رين الجميل، ثم إلى جسد رين الصغير، ثم إلى سيف رين الملطخ بدم شيطان اليد. عينا زينتشيرو اتسعتا لدرجة أنهما كادتا تنفجران.

رين داخلياً "يا إلهي، هل أصابته سكتة دماغية؟""

"هل... هل تمزح معي؟" همس زينتشيرو بصوت لم يكاد يسمع. "طفل في العاشرة؟ طفل بحجم دمية اخي الصغير، قتل شيطانًا أكل 50 شخصًا بالغًا؟ كيف؟ هل أنت بشر حتى؟"

كانت هذه هي اللحظة المثالية.

نظر رين مباشرة إلى السماء التي بدأ يكسوها ضوء الفجر الخفيف.

"اللعنة على كوني بطلًا وسيم لا يمكنني الكذب!" فكر رين بضيق، ثم أجاب بصوت عادي جداً.

(رين صار نرجسي... رائع!)

"أجل، أنا في العاشرة. ربما... أنا فقط تدربت بجد أكثر من البقية يا أخي. هيا بنا، قد نفشل إذا تأخرنا عن موعد شروق الشمس. يبدو أن لدينا الكثير لنحتفل به."

استدار رين، وبدأ يمشي بخطوات ثابتة نحو سفح الجبل، تاركاً خلفه الممتحن زينتشيرو الذي ظل واقفاً مكانه، وفكه يسقط على الأرض من الصدمة. كانت الكلمات الوحيدة التي تدور في رأسه:

طفل... في العاشرة! يا إلهي، إذا كان هذا هو المستوى القياسي للفيلق الجديد، فأنا ربما سأعود إلى المنزل وأصبح بائع سمك!

وهكذا، انتهى الاختبار النهائي لـ "يوكيهارا رين"، ليس بالنجاة، بل بالتدمير.

---

انتهى الفصل الثامن.

كسول لابحث عن اسماء التقنيات لذلك اذا وجدت اخطاء في المستقبل يرجى تبليغي.

وشكرا على تفاعلكم في الفصل السابع واتمنى ان تستمرو بالتفاعل لكي نصل التوب ونكمل هذه الرواية الى النهاية.

2025/11/25 · 123 مشاهدة · 1612 كلمة
نادي الروايات - 2025