67 - قصص الغموض والرعب: لا تفتح الباب للغرباء ليلا

لا تفتح الأبواب للغرباء ليلا ، هكذا تقول الحكمة فلا تعرف ماذا يمكن أن يفعل الغرباء بك ليلا ، وخصوصا إن كنت وحيدا بالمنزل ، وتعيش بمكان مهجور قريب من الصحراء ، فلا تثق في غريب ولا تعطه الأمان أبدا خصوصا ان كانت معه زوجته وترتدى الأسود وللرعب وجوه كثيرة ..
- في الحقيقية ، فأنا لا استطيع نسيان تلك الليله البشعة ، فمازلت هي أصعب ما شاهدته في حيـاتي كلها اصيبت أختي يومها بالجنون غادر أبي وامي المنزل يومها ، حتى يزوروا جدي المريض ، بقيت أنا و أختي في المنزل مع الخادمة تعيش في غرفة فوس السطوح للمنزل الذي يتكون من دورين و حديقة صغيرة ، اليوم أصبحت أنا المسئول عنه أختي والمنزل ، لم أكمل الثامنة عشرة في الثانوية العامة ، رفضت الذهـاب مع أهلي حتى أذاكر ، بقيت في المنزل مع أختي المريضة ، جلست أذاكر فزياء ، شعرت بالملل و ضعت القلم وقررت الاستراحة قليلا ، أغمضت عيني كنت أشعر بالإرهاق الشديد , سمعت النقرات على باب غرفتي ، وكانت اختي الصغيرة قالت لي :لا أستطيع أن أنام فأنا خائفة يا أخي ” .
كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة ونصف ، كانت خائفة بدون امي وابي ، ولقد نامت الخادمة في العاشرة , قالت لقد رأيت كابوس ومخيف ، لم أكن أعرف أين أنا لأن المكان كان مظلم , كنت اجري و أصرخ فهناك من كان يركض خلفي و يصرخ بصوت بشع يناديني ، و يهددني بأنني لن أستطيع التكلم مرة أخرى “.
وهنا شعرت بالخوف عليها حاولت أن أطمئنها قالت لي وهي تبكي : لقد كنت خائفة ” ، قلت لها لا تخافي إنه مجرد حلم ، لم تتأثر بشيء من كلماتي وظلت خائفة ، قلت لها : لا تخافي فلن يصيبك أي مكروه بإذن الله , ابتسمت هي وفجأة و بدون سابق إنذار ، سمعنا جرس الباب يرن بدون انقطاع , هتفت اختى قائلة : أمي لقد عادت .
ركضت مسرعة إلى باب المنزل , و تبعتها أنا بهدوء ، ولكن تذكرت بأنهم لن يعودوا ألا صباحا ، فاسرعت لأعرف من هو زائر منتصف الليل , لكن أختي الصغيرة سبقتني بفتح الباب ، وكان رجلا غريب قال بصوت خشن:” السلام عليكم ” ، كان رجل ضخم الجثة أشعث الشعر كثيف اللحية , ملابسه قديمة وممزقة ، عيناه شاحبتان وبشرته سوداء ،كان غريب و كانت بجانبه سيدة يرتدي عبـاءة فضفاضة واسعة .
كنت خائف من هيئة الرجل انا واختي الصغيرة ، فرددت بتوتر :” و عليكم السلام , استغرب الرجل من كلامي حينما بدت عيناه أكثر اتساعاً وقال بتعجب : هل هذا منزل الحج راغب السيد ؟
قلت نعم ولكنه ليس موجود بالمنزل ، أبي لن يعود قبل الغد ، نظر للاعلى بطريقة غريبة ، أمسكت المراة بذراعه و جذبته لتقول له امرا في اذنه وهنا شاهدت ما معه ، كان خلفه كيس أسود كبير مربوط بحبل يصل طرفه ليده اليسرى ، قال الرجل بعيون واسعة أين أمك ؟
أجبت بغباء وبسرعة قائلا : أمي ليست موجودة هي الاخرى ، رد الرجل بعيون واسعة اكثر هل تعيشان وحدكمـا يا بني بالمنزل ” أرعبني السؤال بشدة ، فقلت بتوتر من أنت يا عم ، ابتسم الرجل وقال : ” أنا جار قديم لوالدك , و قد جئت لزيارته وكان بيننا موعد سابق ، استغربت جدا من كلامه ، فكيف يسافر ابي اذا و يتخلف عن الموعد ، و لم يفعل ذلك من قبل .
قال الرجل : لقد قد قطعنا مسافة طويلة من أجل هذه الزيـارة , هل تسمح لنا بالدخول بعض الوقت يا ولدي لنستريح قليلا من عناء السفر ، و سنعود في وقت اخر غدا ،شعرت بالحزن عليهما فيبدو عليهما الإرهاق و لقد تأخر الوقت ، لم اتذكر تلك الجملة التي كانت ترددها امي دوما ، لا تفتح الباب للغرباء ليلا ، ادخلتهما غرفة الضيـوف ، وأسرعت بخوف الى غرفتي لأتصل بأبي وأخبره بالأمر وبصديقة الغريب الذي أتى ليزوره ليلا ..
-
ولكن كانت الشبكة معطلة ، قالت اختى قدم لهما الماء فيبدو متعبين من السفر ، ذهبت الى غرفة الضيوف ، لكن لم اسمع لهما اي صوت ولا حركة ولا نفس , لماذا سمحت له بالدخول ؟ لا اعرف فكم أنا أحمق , كيف نسيت كلام أمي ، كيف سأخرجهم الآن من المنزل ؟

دخلت غرفة الجلوس مع اختي الصغيرة , و قدمت لهم الماء ، قال الرجل ما اسمك ، وكان يضع يده على ذقنه وكأنه يفكر في شيء ما ، وجذبته المرأة من جديد لها لتقول له كلمات في أذنه وبعدها قال الرجل : يا بني لماذا سمحت لنا بالدخول إلى المنزل ، كنت خائف بشدة فلم استطع ان ارد عليه وهنا قال الرجل يا بني أن زوجتي تريد دخول الحمام قلت له : نعم بالتأكيد ” وقفت لادل المرأة على مكان الحمام :لكن الرجل منعني قائلا : لا يا ولدي إن زوجتي تخاف من الرجال الأجانب عنها , و إني لا أسمح لأحد بمرافقتها ، هل تسمح لأختك أن ترافقها
نظرت نحو اختي كانت تجلس بهدوء ، يبدو عليها الخوف , قال الرجل: أتسمح أم لا ، قلت له بتوتر : الحمام على يسار الغرفة في آخر الممر ، التفتت المرأة فحدثها الرجل كلام بلغة أخرى , قامت المرأة و سارت نحو الباب , لكن مشيتها كانت غريبة جدا وكأن الرياح تدفعها نحو الباب ، مما أثـار الرعب في قلبي ، كانت المرأة تطير من فوق الأرض صرخ الرجل بصوت خشن عالي : لا تنظر إلى زوجتي ،التفت إليه بسرعة ، شعرت كأنني ارتكبت جريمة ، لكنني تفهمتى الامر فهو يغار على زوجته ، اقبلت المرأة نحونا بسرعة لا ادري كيف انتهت في تلك الثواني القليله ، همسَت للرجل من جديد بشكل مريب فقال الرجل : ان زوجتي لا تعرف كيف تفتح الباب , و إني لأرجو منك أن تسمح لأختك بالذهاب معها لتفتحه لها ” ما الذي يقوله الرجل ، فالباب عادي , وسهل الفتح نظرت نحو اختي وقلت لها ، عودي بسرعة لانني كنت حقا خائف ، تحدث الرجل إلى المرأة بكلمات أخرى غير مفهومة .
و تبعت المرأة أختي ليخرجا من الغرفة , ثم قال الرجل:” إنها أجنبية و لا تفهم اللغة العربية ، شعرت بالخوف على اختي الصغيرة ، كان كل ما أفكر به هو عودة ريم و قد شعرت بالوقت يمر سريعا ، فقمت لالحق باختي ، فصرخ الرجل قائلا : أين ستذهب ، نظرت إليه بتوتر ، ما يقول انه منزلي و أعيش فيه و لي حرية التصرف , فتجاهلته و لحقت بأختي و المرأة الغريبة : فقال الرجل بصت غريب : هل تخاف من الظلام أم من الموت أكثر ؟
نظرت برعب إلى الرجل برعب كان ينظر لي بطريقة غريبة جدا ، و لا يمكنني الهرب من شدة الخوف ، و فجأة أظلمت الدنيـا و أسودت و لم اعد ارى شيئا ابدا بعيني ، فلقد انقطعت الكهرباء ، اصطدمت بباب الغرفة ، وركضت الى حمام الضيوف قبل أن يسبقني الرجل وانا انادي اختي ، لم اسمع صوتها فتحت باب الحمام بعنف و ناديت اختي , اخذت اصرخ وانادي على اختي لم اسمع اي صوت ، ناديت : اين أنتِ يا أختي ؟
لفت انتباهي ما يحدث في غرفة الضيوف بالقرب مني سمعت صوت من الغرفة كان فحيحا ، وكانت المرأة التي ترتدي السواد تقفز على الأرض ، صعدت الدرج ، وشعرت بأنني بطيء جدا ، كنت خائف أسرعت بالصعود لأعلى ، فتحت باب السطح و أغلقته فور دخولي .
و جلست أبكي برعب لا اعرف ماذا سأفعل الآن ، وماذا تفعل المرأة والرجل وأين سأجد اختى الصغيرة ، و أين سأجد أختي ، فتلك المرأة مجنونة أو هي من الجن ، كانت الرؤية على السطح أسهل لضوء القمر ، نزلت الى شباك الحمام وفتحت الباب ونظرت الى داخل الغسالة وقلت انا اخيك لا تخافي و انطلقت نحوي تحتضنني بقوة وهي خائفه ، شعرت بالاطمئنان ولكني كنت مازلت خائف ، فنحن مازلنا في المنزل ، خرجنا من الباب الخلفي عبر السلم الخلفي للشارع ، كنت أمسك بيد اختي الصغيرة التي كانت تمشي خلفي ، تذكرت خادمتنا التي تنام على السطح .
قلت لها : لا تقلقي عليها سنخرج ثم نعود ، قالت بخوف : و لكنهم سيصلون إليها يا اخي ، قلت لها لا تخافي يا أختي ، لقد أقفلت باب السطح ، أعتقد بأن المرأة لا تعرف كيف تفتح الأبواب ، واتمنى ان يكون زوجها مثلها , فبالكاد استطعنا الهروب ، و لن أعود لأعرض نفسي و اختي الخطر , سأتصل بالنجدة بعد أن نتمكن من الخروج
أعتقد بأن المرأة لا تعرف كيف تفتح الأبواب ، واتمنى ان يكون زوجها مثلها , فبالكاد استطعنا الهروب ، و لن أعود لأعرض نفسي و اختي الخطر , سأتصل بالنجدة بعد أن نتمكن من الخروج ، لا تخافي يا اختي ، و أخيراً و صلنا إلى باب المبنى , حمداً لله أنهم لم يقفلوه , خرجنا و نحن نجري بسرعة عبر الحديقة الصغيرة للمنزل ، و باب المنزل الأساسي يبعد خطوات ، قالت اختي : لا أستطيع الركض انا متعبه يا اخي ، فُتحت جميع نوافذ المنزل مرة واحدة واضائت المصابيح كلها ، وبعدها أُغلقت جميع الأنوار مرة أخرى ، و عاودت تشغيل نفسها ن جديد وكأن هناك من يلهو بالاضواء والكهرباء بالداخل وصوت الفحيح عاليس مخيف ، امسكت بيد اختي وحملتها على ظهري على ولكن قبل أن أخطو خطوة واحدة لخارج المنزل ، فاجأني ذلك الشيء الضخم الذي يسد باب المنزل كالجدار في طريقي فأدركت من ثباته أنه الرجل الغريب ، وسمعت صوته يقول : هل تخاف من الظلام أم من الموت أكثر ؟
أخذ يردد بعض الكلمات الغريبة بسرعة كبيرة ، ثم رفع بذراعه ليشير إلى سطح المنزل , نظرت هناك فإذا بشيء معلق و مربوط بحبل من رقبته كانت الخادمة مشنوقة وميته ، وهنا خرجت امراة ترتدي عباءة سوداء و يغطي شعرها الأسود الطويل معظم وجهها ، و هي تسير وكانها تطير على الارض ، كأن هناك من يدفعها من الخلف ، و هي تردد بعض الكلمات الغير مفهومة و تنظر إلينا بنظرات غريبة مرعبة ، و زوجها من خلفي يبادلها تلك الكلمات وهو يضحك ويقتربان أكثر فأكثر .
و منزلنا يبعث بالانوار الغريبة لم أشعر بأقدامي في ذلك الوقت سقطت على الارض بانهيار وانا اصرخ برعب وتصرخ اختي الصغيرة ونقول يارب ، وهنا صوت ما يتعالى :” الله أكبر الله أكبر ” انه أذان الفجر ينطلق من مسجد قريب لمنزلنا و ذلك الرجل و امرأته وتوقف الرجل وزوجته صامتان , وبعدها انطلقت باقي المساجد تردد الله اكبر تغيرت ملامحهما كثيرا ، الى العبوس ثم الغضب فقال الرجل بغضب : ستدفع الثمن ” ثم اختفى مرة واحدة مع زوجته كنت أرتجف وانا انظر الى الخادمة بالاعلى واختى فقدت الوعي على الارض .
وصلت الشرطة , ووصل أبي وأمي , واعتبروا موت الخادمة ، حادث انتحار فلا أحد يصدق ما أقول عن ذلك الجني و زوجته ، وقالوا أن سبب فقدان عقل اختي الصغيرة وجنونها ، رؤيتها مشد انتحار الخادمة ، حاولت متابعة حياتي ، ولكنني مازلت اخاف بشدة من الظلام , واتذكر كلام الجني وهو يردد : هل تخاف من الظلام أم من الموت أكثر ؟

2019/12/09 · 603 مشاهدة · 1745 كلمة
Black_King
نادي الروايات - 2024