69 - قصص الغموض والرعب: شقة الموت

جربت تحط كاميرات في شقتك قبل كده وانت مش موجود.. لا؟ صدقني ده أحسن قرار مخدتهوش في حياتك

السبت ١ سبتمبر
اليوم ده يوم مهم جدًا في حياتي.. أول يوم ليا كشخص مستقل بعيد عن أهله في شقة لوحده.. كانت شقة قديمة اشترهالي ولدي من راجل كبير غريب الأطوار شوية مهاجر من مصر لإيطاليا وكان بيدور على أي حد يشتري منه الشقة.. الشقة كانت من النوع القديم اللي سقفه عالي جدًا وشبابيكه طويلة وواجهاته مُزخرفة.. كنت سعيد بيها جدًا وأصريت إني أقعد فبها في أسرع وقت.. جبت شوية أثاث بسيط يدوب يسعدوني إني أعيش في المكان ونقلت للشقة كل أدوات الرسم بتاعتي وقررت اتفرغ بشكل كامل للرسم.. وعدى أول يوم ليا في الشقة.

الأحد ٢ سبتمبر
مش قادر اتخلص من عادت تسجيل أحداث يومي في دفتر المذكرات ده.. حتى لو مفيش حاجة مهمة تتقال.. اليوم النهاردة عدى بشكل طبيعي.. لسه بحاول اتعود على حياة العزلة دي.. لكني مش متضايق.. أنا مرتاح وفضلت طول اليوم أسمع كل الاغاني اللي بحبها وأعمل كل اللي أنا عايزه من غير ما حد يضايقني أو أضايق حد.. بس في مشكلة صغيرة.. لما تقعد لوحدك في مكان كبير وهادي زاي ده بتبدأ تسمع أصوات بسيطة بتضايقك.. حجات بتقع أو خبط أو حركات مش مريحة.. فتجنبًا للحكاية دي هشغل قرآن طول مأنا نايم.. والصبح الأغاني وزحمة الشوارع هتحل الأزمة دي.

الاثنين ٣ سبتمبر
النهاردة بدأت رسم.. جبت التوال وألوان الزيت وبدأت أحط أول حطوط في اللوحة.. وأنا برسم ومشغل أغاني جت لي مكالمة مستعجلة.. رديت عليها لقيت صديق ليا بيبلغني بوفاة أم صديق لينا.. سبت اللوحة والألوان وجريت ألحقهم..
بليل لما رجعت متأخر شوفت حاجة غريبة.. الألوان بتاعتي كانت واقعة ع الأرض.. وفي أنبوبة ألوان منهم مداسة ومنفجرة.. وعلى بعض كام سنتيمتر منها في علامة غير واضحة باللون اللي كان في الإنبوية ده.. حاجة شبة أثر رجل.. لكن أنا مشفتش رجل بالشكل ده قبل كده.. أكيد في حاجة غلط.. اتأكدت إن مفيش أي حاجة مسروقة من الشقة واترميت على الكنبة ونمت من التعب

الثلاثاء ٤ سبتمبر
منمتش امبارح كويس.. طول الليل سامع صوت وش وشوشرة في دماغي.. مكنتش عارف أنام خالص.. والدوشة مكنتش بتبطل.. صحيت أعصابي تعبانة ومش طايق نفسي ومش طايق حاجة.. حاولت أرسم معرفتش.. حالت أعمل أي حاجة مفيدة معرفتش.. نزلت الشارع وفضلت قاعد ع القهوة طول اليوم.. ولما رجعت لاحظت إن الشقة مكركبة!
دخلت الحمام أغسل وشي وشعري لقيت حاجة خلت عيوني وسعت على أخرها.. المرية كانت مشقوقة نصين!
هكدب لو قلت إن وقتها مبدأتش أقلق وأخاف.
قررت إني هسيب الشقة النهاردة وهروح أبات مع أهلي النهاردة.

الأربعاء ٥ سبتمبر
تاني يوم كنت هديت وأعصابي هديت.. فكرت على نص اليوم كده إني ارجع شقتي تاني.. وأنا راجع جبت معايا عمال وركبولي ترابيس على كل الأبواب والشبابيك.. قلت إن ده هيحسسني بالأمان شوية..
بعد ما خلصوا شغلت أنا الراديو على إذاعة القرآن الكريم.. شوية ونمت

الخميس ٦ سبتمبر
كنت في مكان واسع ملهوش أخر.. بجري.. بجري من شيء معرفهوش.. سامع صوت يشبه صوت الزئير ورايا!
بس مش شبه أي زئير لأي حيوان بري سمعت عنه.. زئير مش طبيعي.
فجأة في ايد مسكت رجلي.. وقعت ع الأرض..
وفتحت عيني
كنت بتنفس بصعوبة وأنا نايم فوق السرير.. كان كابوس فظيع الحقيقة.. حاولت أقوم ومديت ايدي ناحية الموبيل ملقتهوش!.. لقيته واقع ع الأرض والقرآن مقفول!
حسيت بحرق في رجلي شديد.. بصيت عليها لقيت أثر لايد.. زاي ما تكون فيها مخالب.. والمخالب معلمة في رجلي!
قمت أغسل رجلي لقيت التوال اللي كنت برسم عليه مقطع زاي ما يكون مقطوع بسكينة.. وفي أثار لخدوش في حتت مختلفة من الحيطان..
سبت الشقة وقررت إني مش هرجع أقعد تاني فيها إلا بعد ما افهم.. قعدت مع واحد صاحبي ع القهوة وقيت نفسي بشاركه الحكاية وكل اللي في دماغي.. مكنش مصدق كل اللي بقوله بس اقترح عليا اقتراح لطيف.. قلي:
- الحل النهائي في موضوعك ده هو إنك تجيب كاميرا صغيرة للمراقبة وتعلقها وتسيبها تسجل كل اللي بيحصل طول الليل.. أنا مرقب زيها في المحل بتاعي.. ممكن نفك واحدة من اللي عندي وأسلفهالك يومين.
وافقت على اقتراحه ورجعنا بليل رقبنا الكاميرا وسبناها تسجل كل حاجة هتحصل بليل في الشقة.. وقفلت الشقة بالترباس كويس ومشيت.. وقررت أقضي الليلة دي النهاردة في بيت أهلي.

الجمعة ٧ سبتمبر
أنا.. أنا قررت أنتحر.. لأزم أموت.. أو حد يمسحلي ذكرياتي.. لحد دلوقتي مش مصدق للي أنا شفته.. أنا روحت النهاردة الشقة وفرغت الكاميرا اللي كانت شغالة طول الليل بتسجل.. فتحت التسجيلات وفضلت أجري فيها.. ٤ ساعات من غير ما ألاقي حاجة.. لحد ما ظهر أخيرًا في الكادر.
حقيقي مش قادر اوصف أنا شفت ايه.. كائن.. وحش.. الشيطان.. أبشع تصور للشيطان ميوصفش اللي أما شفته.. أشك إن ده مخلوق أكتر من كونه الشر المجرد متجسد.. حاجة مكنش ينفع أشوفها.. كابوس حي.. أنا مش هينفع أفضل عايش والشيء ده موجود في ذكرياتي.. أنا هحرج الكاميرا باللي متسجل عليها وهدور على أي حاجه ارجع ليها حياتي
لا تنسونا بالكومنت والشير❤

2019/12/09 · 363 مشاهدة · 769 كلمة
Black_King
نادي الروايات - 2024