---

الفصل الخامس: إصبع الحاكم

كان دخول سو مو إلى عرين الذئاب قرارًا محفوفًا بالمخاطر، لذلك لم يندفع مباشرة إلى الداخل، بل أطلق موجة روحية قوية نحو الكهف، يستدرج بها الوحوش إلى الخارج ليستفرد بزعيمهم بعيدًا عن الممرات المظلمة.

وما إن اخترقت موجة الروح جدران الكهف حتى تألقت عيون حمراء مرعبة في كل زاوية من الظلام، تليها عينان خضراوان متوهجتان تراقبانه بحدة — كانت تلك عينا زعيم الذئاب!

لم ينتظر سو مو هجومهم، بل استدعى روحه القتالية، فانتشرت نيرانه الباردة عبر ساحة المعركة بهدوءٍ مخيف.

لم تشعر الذئاب بحرارةٍ ولا ببرودة، لكن حين اقترب أول ذئب من حدود اللهيب، أطلق صرخة مؤلمة وتحول في لحظة إلى كتلة من الجليد، قبل أن يتفتت ويتبخر كأنه لم يكن!

ارتبكت بقية الذئاب، ثم اندفعت نحوه بغضبٍ أعمى، ولكن المصير نفسه نالها — تجمدت واحدة تلو الأخرى حتى لم يبقَ سوى ثلاثة ذئاب والزعيم.

زأر الزعيم بعنف، مطلقًا موجة روحية ضخمة محاولًا تبديد نطاق النار، إلا أن اللهيب لم يتحرك قيد أنملة.

تأمل الوحش المشهد بعينيه الخضراوين، مدركًا أن مصدر تلك القوة هو سو مو نفسه، ففتح فمه مطلقًا مئات الأنصال النارية التي انطلقت كعاصفة مدمرة — مهارة “أنصال اللهب”، إحدى أقوى مهارات ذئب اللهب!

لكن للأسف، نيرانه لم تؤثر على سو مو مطلقًا.

ابتسم سو مو بخفة، وقرر أن يجعل الأمر أكثر متعة.

ألغى نطاق النيران، وتقدم بخطوات ثابتة لمواجهة الزعيم وجهًا لوجه.

قفز الذئب بسرعة مذهلة، مخالبه تشق الهواء، بينما رفع سو مو يده فاستدعى منجل الزمرد الذي ظهر بلمعانه الأخضر المهيب.

بمجرد أن لوّح به، اندفعت موجة روحية حادة اخترقت صدر الذئب، لتتركه يتراجع وهو ينزف بشدة.

تجاهله سو مو، وتوجه نحو الذئاب الثلاثة المتبقية، فقتلهم جميعًا بتلويحة واحدة.

ثم عاد ببصره نحو الزعيم الجريح، وفكرة جديدة خطرت في ذهنه.

رغم إصابات الوحش العميقة، إلا أن قوته لم تخمد بعد.

فكر سو مو بتجربة مهارة لم يجرّبها من قبل — “كف الحاكم”.

بعد أن حصل على جسده المميز، أصبح أخيرًا قادرًا على استخدامها.

تذكر وصف المهارة وأشكالها في ذهنه:

كانت تنقسم إلى ثلاث مجموعات رئيسية:

1. الإصبع

2. القبضة

3. الكف

قرر تجربة الإصبع أولاً.

لكن بمجرد تفعيله المهارة، اختفت كل القوة الروحية من جسده فجأة!

ارتجف جسده بشدة، وبصق فمًا من الدماء، بينما انفتحت بوابة سوداء في السماء فوقه.

كانت بوابة ضخمة مرعبة ينبعث منها صدى رهيب، ومن داخلها خرج إصبع عملاق أسود اللون، يشع طاقة إلهية ساحقة.

كان الإصبع أضخم من أي مخلوق في هذا المكان — بحجم منزل كامل — بينما بدا الوحش أمامه كنملة صغيرة.

شوهد الإصبع من على بعد أميال، يشق الغيوم والهواء،

ثم فجأة... اختفى.

لم يفهم سو مو ما حدث، حتى دوّى انفجار هائل قريب منه، دفعه بعيدًا عن موقعه وغطاه الضباب والدخان.

وحين انقشع الغبار، لم يبقَ من زعيم الذئاب سوى لحمٍ متناثرٍ وحلقةٍ أرجوانيةٍ تطفو فوق الدماء!

كانت الضربة ساحقة إلى درجةٍ أفقدت سو مو قوته.

تألم بشدة من الأثر المرتد — جفّت طاقته الروحية وتضررت بعض أعضائه الداخلية.

جلس متقاطع الساقين، وبدأ بهدوءٍ في استعادة قوته عبر التنفس وتنشيط مسارات الطاقة.

وبعد فترةٍ، نهض ببطءٍ، وتوجه نحو الحلقة الأرجوانية لامتصاصها.

وللمرة الأولى، لم يتأثر سو مو بشبح الوحش داخل الحلقة —

فقد كانت روحه القتالية قوية بما يكفي لقمعها تمامًا.

ومع انتهاء الامتصاص، دوّى صوت النظام داخل ذهنه:

> 「 لقد وصل المضيف إلى المستوى 25 بعد امتصاص حلقة روح بعمر 3000 عام.

حصلت على المهارة الجديدة: لوتس الإبادة! 」

أذهلته الكلمات.

كانت مهارة نادرة ناتجة عن اندماج روحين — النار والجليد —

تتيح له إنشاء انفجار مدمر واسع النطاق يمزج بين احتراق الروح وتجميد الجسد في آن واحد!

شعر سو مو بفرحٍ عظيم — لقد كانت جائزة حقيقية مقابل هذه المعركة الخطيرة.

وبعد أن استعاد قواه بالكامل، قرر مغادرة الغابة والبحث عن أقرب مدينة للاستقرار فيها مؤقتًا إلى أن يعثر على أكاديمية مناسبة.

وفي طريقه للخروج، التقى ثلاثة أشخاص، وكان من بينهم الفتى الذي أنقذه سابقًا.

عندما رآه، تقدم هو يوهاو نحوه بابتسامة صادقة قائلًا:

> "شكراً لك، لولاك لما تمكنت من النجاح."

كان هو يوهاو قد أخبر رفيقيه عن سو مو من قبل.

تقدم أحدهما — شاب بشعرٍ ذهبي وعينين لامعتين، يحمل كتابًا غريب الشكل — وقال باحترام:

> "يا صديقي، هل جئت لتصطاد وحشًا هنا؟"

أجاب سو مو بهدوء:

> "لا، لقد أنهيت ما جئت لأجله، والآن أبحث عن أقرب مدينة."

ابتسم الشاب وقال:

> "إذن دعني أدلك على مكان مناسب."

وهكذا غادر سو مو معهم، وبعد رحلة طويلة، وقف أخيرًا أمام بوابة مدرسة شريك —

المدرسة التي ستفتح أمامه طريقًا جديدًا نحو القوة والمجد

قال. باي لي

"يبدو أن حظّك جميل حقًا يا سو مو،"

قال الشاب ذو الشعر الذهبي بابتسامة خفيفة وهو ينظر إليه بإعجاب، "أكاديمية شريك تجند الطلاب هذا الأسبوع فقط، وأنت وصلت في الوقت المثالي."

رفع سو مو حاجبيه بدهشة طفيفة، بينما تابع الشاب حديثه بنبرة فخر واضحة:

"أكاديمية شريك ليست مجرد مدرسة... إنها أول أكاديمية في العالم، لا يمكن مقارنتها بأي مكان آخر!"

ظنّ سو مو في البداية أن الشاب يبالغ، لكنّ كلماته بقيت عالقة في ذهنه حتى ظهرت أمامه تلك الأسوار العالية المزخرفة بشعاراتٍ قديمةٍ مهيبة.

عند رؤيتها، أدرك أنه أمام مكان مختلف تمامًا عن أي شيء عرفه من قبل.

قادوه نحو ساحة خارجية، حيث يجلس رجل في منتصف العمر على طاولة خشبية تحيط بها الأوراق والأختام. كان ذاك هو المشرف المسؤول عن التجنيد.

رفع المشرف رأسه وقال بصوت رسمي:

"الاسم، العمر، وقوة الروح؟"

ردّ سو مو بثقة هادئة:

"سو مو. العمر اثنا عشر عامًا. مستوى الروح: السادس والعشرون."

تغيرت ملامح المشرف للحظة، لكنّه أخفى دهشته سريعًا، وأشار إلى كرةٍ بلورية على الطاولة.

"ضع يدك هنا."

وضع سو مو يده بثبات، فتلألأت البلورة بضوءٍ أخضر زمرديٍ قويٍّ سرعان ما ملأ المكان، جعل المشرف يرفع حاجبيه بإعجاب.

بعد انتهاء الاختبار، أُعطي سو مو زيّ الأكاديمية ووثيقة القبول الرسمية. خرج من هناك وهو يحمل ملابسه الجديدة، يمشي بخطواتٍ ثابتة نحو مبنى السكن.

كانت عيون العديد من الفتيات تتبعه بإعجاب، يتهامسن بجماله وهدوئه الغامض.

مرّ بممر طويل يؤدي إلى سكن الطلاب، وهناك، على مدخل المبنى، كان رجلٌ عجوز يجلس على كرسي خشبي ويضع كتابًا مفتوحًا على وجهه كمن يغطّ في قيلولة.

لكن حين عبر سو مو أمامه، شعر بشيء غريب في الجو... طاقة خفيفة لكنها عميقة، جعلته يتوقف في مكانه.

استدار نحوه بانحناءة احترام وقال بصوت هادئ:

"سيدي، هل يمكنني أن أسأل عن الغرفة رقم 201؟ أين تقع؟"

أنزل الرجل الكتاب قليلًا، لتظهر عيناه الرماديتان الحادتان كعيني نسرٍ عجوز، وقال دون مبالاة:

"في الطابق الثاني."

أومأ سو مو بإجلال وتابع طريقه إلى الأعلى.

تابعه العجوز بنظرة متأملة، ثم قال في نفسه بابتسامة خفيفة:

"طفل مهذب... لكن فيه شيء غريب لا أستطيع تحديده."

---

2025/10/25 · 3 مشاهدة · 1048 كلمة
رياد
نادي الروايات - 2025