‏في عصر ميغي، سنة ‏394.

في أحد الأيام المشرقة عند تل القديسين الأسلاف، جلس أحد الصبيان في حديقة منزله كالعادة. متأملًا السماء، بينما تراوده أفكار و تساؤلات

لقد تسائل عن سبب قسوة العالم، و حتمية موتهم نتاج المعاناة و المآسي التي تواجههم. حتى السماء الزرقاء التي أحبها ذات يوم صارت ملعونة و شيطانية في عينيه. يكاد يشعر بالموت في كل جزء منها، و كأنها على شفير الدمار. هذا النظر ي يستهلك روحه دوما الى آخر قطرة.

متنهدا، تمنى لو أن الزمن يعود به يوما.

‏حينها بدأ يتذكر ‏‏عندما كان مع والده. المحارب العظيم كان رجلا من قلائل الرجال، شديد الذرعان. حسن المظهر، هادئا طيبا.

في احد الحقول الزراعية الكبيرة، من التي تمنح الناس قوت يومهم. كان الطفل يجلس هو و أبوه ليس سوى ولي العهد الامبراطوري، الأمير مينغ. كانا يجلسان تحت ظل شجرة ضخمة مليئة بالثمار الناضجة‏.

يتاملون السماء الزرقاء الصفية بدأ مونجيرو، في التحدث ‏بي ابتسامة رقيقة ‏ومعالم الفرح تعلو ‏وجهه قائلا « يا أبي هل تعدني ان نبقى معًا طول العمر ولا شيء يفرقنا » ، رد مينغ وهو يعانق ابنه بقوة ودموع تزرف من عينيه « أنا أعدك لا يوجد شيئا يفرقنا سوى الموت » ، ‏رد مونجيرو متعجبً ‏ « ما هو الموت يا أبي؟ ولماذا قد يفرقنا؟ هل هو شرير؟ » ، رد مينغ وهو يعانق أبنه ‏الصغير مبتسماً ‏مخفي الحزن في داخله قائلا « الموت يا بُني ‏هو نهاية رحلة الإنسان في كل زمان ومكان الجميع سيموت » .

‏حينها قاطع أحد الرجال افكار مونجيرو ‏ ‏قائلاً ‏بنبرة تعلوها الغرور ‏« ابتعد يا ولد! الشيوخ الأربعة قادمون ‏» انحنى ‏مونجيرو معتذرا ‏« أنا آسف أيها السيد » ثم ‏ابتعد عن الطريق.

‏بدأ الطفل بالكلام بينه وبين نفسه من هؤلاء الشيوخ الأربعة ؟ منذ بضعت أسابيع وهم يترددون على منزلنا، ‏أتسائل ما علاقتهم بوالدي

‏بدأ الفضول يقتل ‏الصبي إلى أن قرر ان يتجسس عليهم ، ‏لقد كانو ‏أربعة رجال ‏كبار بالسن ‏، أحدهم يبدو عليه القسوة ‏وحده الملامح ضخمة البنية ‏عبل الذراعين شديد القصرة ‏ابتسامته كليث ‏غابات كريه المنظرة ‏والثاني ‏كدب ضرغم ‏حد المنظرة قاسي الملامح شديد العبرة والثالث من الموت ‏تذوق وحتسى ‏، و رابعهم يبدو عليه النبل ‏و الغناء أعور العين كالثعبان المعبرة رحب الأمير بالشيوخ الأربعة و قادهم للجلوس في المجلس الرئيسي بينما تبعه ابنه الصغير ، فألتفت إليه و أمره أن يذهب إلى غرفته فغادر الطفل و هو منزعج بينما اتجه الأمير للشيوخ الشين ينتظرونه في المجلس .

رحب الامير ‏بالشيوخ مجدداً ، و بعد لحظات نطق ‏أرنجي ‏بالتحدث و الدهشة واضحة على ملامحه " انظروا إلى هذه التماثيل الضخمة! ‏أليس هذا التمثال هو تمثال الإمبراطور الأخير؟"

‏إجابه سيكونغ يي مؤكداً على معلومة أرنجي قائلاً " هذا أكيد. لكن انظر إلى تمثال الامبرطورة امو هناك "

بينما كان كل من سيكونغ و أرنجي منبهرين ، كان ‏نظر ليثو ‏موجهاً نحو التمثال العملاق أمامه، ‏لم يكن سوى ‏تمثال الإمبراطور ‏المؤسس، اتجهت عيون الحاضرين الى شيو لو ‏المصدوم، الذي صرخ قائلا " أليس هذان تمثالي الإمبراطورين ‏الغراب والعقرب؟! "

‏رد مينغ ‏بهدوء قائلاً " هذا لا شئ يا سادة. فقط بعض التماثيل."

في هذه الأثناء كان مونجيرو يركض، ‏والدموع في عينيه، ‏متسائلًا ‏عن سبب غضب ورفض والده الشديد لتواجده في القاعة الرئيسية. ‏ثم قال والدموع تنذرف من عينيه " سأعرف ما تخفيه يا أبي! "

حين وصل الى غرفة. بدأ البحث في الأرجاء عن شيء ما، ‏وهذا الشيء يا سادة لم يكن إلا كنزا من ‏الدرجة الملكية؛ الوشاح المخفي، و الذي له تأثير واضح من اسمه. يجعل أي شخص يرتديه منفصلا عن العالم من حوله.

‏ارتدى الطفل الوشاح، متعاليً بإبتسامة النصر ونظرات الغرور ‏تعلوه، وكأنه يملك العالم باسره‏.

حينها أتجه نحو القاعة الرئيسية ‏وهو يفكر بمن هؤلاء الرجال فهو يدرك أهمية هذه القاعة ، يعرف كمية الحراس الموجودين الذين يقدرون بخمس مئة حارس من مستوى التنين ‏وعشر دواما روحيا ‏من العالم الملكي ، هو متفاجئ من مدى تأهيل هذا الرجل للدخول إلى هذه ‏القاعة فهو نفسه لم يدخل إلى هذا المكان إلى مرتين ، بمجرد دخولك هناك مصير واحد وهو الموت ، أن تعيش في الجحيم هو خير من الدخول إلى هذه القاعة .

‏وصل إلى المدخل وبدأ في تفادي الحراسة الذي لم يدركوا وجودها بسبب قدرة الكنز ذو الدرجة الملكية ، ‏بداية ‏بإلقاء نظرة إلى الداخل ‏ووجد والده يجلس في المنتصف ‏والشيوخ يجلسون من حوله ، كان الشيخ ارنجي ‏يتحدث إلى الإمبراطور قائلا " أنت تعرف واجباتك اكثر منا ‏، الواجب المقدس الذي يجب عليك تاديته وانتهى ، تدرك ذلك صحيح ؟ أنا لا أريد أن اضغط عليك ولكن مصير هذا العالم بين يديك "

‏أجاب الإمبراطور والكسرة والحزن في نظراته لا يجرؤ أن يرفع رأسه ، ينظر إلى الأرض بضعف وعجز ‏قائلا " أنا أقدر هذا ، هذا مصري بعد كل شيء "

صراخ ليثو في وجه رانجي قائلا " هذا مصيرهم فهذه حياته وهو الوحيد اللذي ‏يملك القرار " ثم التفت بحديثه إلى الامير قائلا " يمكنني التضحية بدلاً عنك ‏أيها السيد الشاب ، هذا خيارك اذا أردت أن تبقى هنا مع زوجتك وأطفالك ، يمكنك ذلك أنا لن امنعك "

‏وجه سيكونغ يي نظرة حقد الى ليثو بعد كلامه هذا ، فنطق قائلا " هذا ليس خياره ، بل هذا مصير العالم باسرة آلاف الأرواح تعتمد عليه ‏" ، أجاب الإمير مقاطعاً كلام سيكونغ يي قائلاً " شكرا ليثو سأفعل ذلك ، لا داعي لتضحيتك ‏" كان يقول هذا والكسل والحزن في ملامحه كان مذلولً وخاضعاً لهم ، كما لو كان القطة الجبانه المحاطة بمجموعة من الكلاب .

2024/09/03 · 156 مشاهدة · 870 كلمة
Kevin Brand
نادي الروايات - 2025