كانت صافية تركض بسرعة في الشارع المظلم، وهي تحمل في يدها حقيبة صغيرة. كانت تسمع خلفها أصوات الزومبي، التي تزداد قرباً وشدة. كانت تشعر بالخوف والإرهاق، لكنها لم تتوقف أو تنظر إلى الوراء. كانت تعرف أن ذلك سيعني الموت.
كانت تبحث عن مخرج، عن أي شيء يمكنها من الابتعاد عن تلك المخلوقات المروعة. رأت في الأمام محطة وقود، وقررت أن تدخل إليها. ربما تجد هناك سيارة أو دراجة نارية أو حتى دراجة هوائية. أي شيء يساعدها على الهروب.
دخلت إلى المحطة بسرعة، وأغلقت الباب خلفها. نظرت حولها، وشعرت بخيبة أمل. لم تجد أي مركبة في المحطة، فقط بعض السيارات المحطمة والمحروقة. كانت المحطة مهجورة وفارغة من أي حياة. سمعت خلف الباب صرير المفصلات، وعلمت أن الزومبي قد وصلوا إلى المحطة. بدأوا يضربون على الباب بقوة، محاولين كسره.
صافية شعرت بالذعر، وبدأت تبحث عن مخرج آخر. رأت في زاوية المحطة درجاً يؤدي إلى الطابق الثاني. ركضت إليه، وصعدت بسرعة. رأت في الطابق الثاني مكتباً صغيراً، به باب خشبي. دخلت إليه، وأغلقت الباب خلفها. ثم انهارت على الأرض، متنفسة بصعوبة.
لم تكن تعرف ماذا تفعل. لم تكن تعرف إذا كان هناك أي أمل في النجاة. لم تكن تعرف حتى كيف بدأ كل هذا. كانت تعيش حياة عادية، كطالبة في الجامعة، حتى اندلع الفيروس. لم يكن أحد يعرف من أين جاء، أو ما هو، أو كيف ينتشر. كل ما عرفوه هو أنه يحول الناس إلى زومبي، وأنه لا يوجد علاج أو لقاح.
الحكومة حاولت السيطرة على الوضع، ولكنها فشلت. الجيش حاول القضاء على الزومبي، ولكنه انهزم. المجتمع انهار، والفوضى انتشرت. الناس بدأوا يقتلون بعضهم البعض، سواء للدفاع عن أنفسهم، أو للاستيلاء على الموارد، أو للمتعة. العالم أصبح جحيماً.
صافية نجت بأعجوبة من كل هذا. استطاعت الهروب من الجامعة قبل أن تصاب بالفيروس. وجدت مجموعة من الناجين، وانضمت إليهم. سافروا معاً، بحثاً عن مكان آمن. سمعوا عن مخبأ سري في الجبال، يقال إنه محصن ومزود بالطعام والماء والأسلحة. قرروا أن يذهبوا إليه.
ولكن في طريقهم، تعرضوا لهجوم من قبل عصابة من المارودرز، وهم بشر شريرة يستغلون الفوضى للسيطرة والنهب والقتل. قاتلوا بشجاعة، لكنهم خسروا. صافية كانت وحدها من نجت من المجزرة. نجحت في الهروب من المارودرز، لكنها وجدت نفسها ملاحقة من قبل الزومبي.
والآن، ها هي في هذه المحطة المظلمة، محاصرة بين الموت والموت. لم تكن تدري إذا كان هناك أحد آخر على قيد الحياة في هذا العالم المجنون. لم تكن تدري إذا كان هناك أي مخبأ سري في الجبال. لم تكن تدري إذا كان هناك أي أمل في إيقاف هذه الكارثة.
ولكن في أعماق قلبها، كانت تشعر بشيء آخر. شيء صغير وضئيل، لكنه قوي وثابت. شيء اسمه: الإرادة.
إرادة الحياة.
إرادة المقاومة.
إرادة التغيير.
صافية قامت من على الأرض، وأخذت نفساً عميقاً.