سافرت صافية مع الناجين الثلاثة في السيارة لمدة ساعتين، حتى وصلوا إلى سفح الجبال. كانت الطريق مليئة بالمطبات والمنعطفات، وكانت تشعر بالغثيان والدوار. لكنها لم تشكو أو تتذمر. كانت تحترم هؤلاء الناجين، وتثق بهم. كانوا قد أنقذوا حياتها، وكانوا يعرفون ما يفعلون.
أحمد وسارة كانا يجلسان بجانبها في المقعد الخلفي. كانا يبدوان كأخ وأخت، لكنهما لم يكونا كذلك. كانا ينتميان إلى عائلات مختلفة، لكنهما فقداهم جميعاً بسبب الفيروس. التقيا في أحد الملاجئ، وأصبحا أصدقاء. ثم انضما إلى مجموعة المقاومة، وأصبحا جزءاً منها.
أحمد كان رجلاً شاباً، في أوائل العشرينات من عمره. كان لديه شعر أسود قصير، وعينان بنيتان. كان يرتدي قميصاً أزرق، وبنطال جينز، وحذاء رياضي. كان لديه مطرقة كبيرة، كان يستخدمها كسلاح. كان شخصاً هادئاً وودوداً، لكنه كان شجاعاً وقوياً عند الحاجة.
سارة كانت امرأة شابة، في أواسط العشرينات من عمرها. كانت تملك شعراً أشقر طويلاً، وعينين زرقاوتين. كانت ترتدي تي شيرت أبيض، وجاكيت جلدي أسود، وبنطال جينز، وحذاء رياضي. كانت تحمل في يدها سكينة حادة، كانت تستخدمها كسلاح. كانت شخصية نشطة وحماسية، لكنها كانت ذكية وحذرة.
صافية تحدثت معهما خلال الرحلة، وأخبرتهم عن نفسها. قالت لهم أنها طالبة في الجامعة، وأنها فقدت عائلتها بسبب الفيروس. قالت لهم أنها انضمت إلى مجموعة من الناجين، وأنهم قُتِلوا جميعًَ من قِبَل المارودرز. قالت لهم أنها نجت بأعجوبة من المارودرز، لكنها وجدت نفسها ملاحقة من قبل الزومبي. قالت لهم أنها كانت تبحث عن مخبأ سري في الجبال، وأنها سمعت عنه من أحد الناجين.
أحمد وسارة استمعا إلى قصتها بتعاطف واهتمام. قالا لها أنهما يفهمان ما مرت به، وأنهما يشعران بالأسف لما حدث لها. قالا لها أنهما سعيدان بأنهما وجداها، وأنهما سيساعدانها. قالا لها أنهما يعرفان المخبأ الذي تبحث عنه، وأنهما سيأخذانها إليه.
“لكن عليك أن تعرفي شيئًَ مهمًَ” قال عماد من المقعد الأمامي. “المخبأ ليس مجرد مكان آمن. هو مركز عمليات للمقاومة. نحن نستخدمه للتخطيط والتنسيق والتواصل مع الناجين الآخرين. نحن نحارب ضد الزومبي والمارودرز والحكومة”.
“لماذا تحاربون ضد الحكومة؟” سألت صافية.
“لأن الحكومة هي المسؤولة عن كل هذا” أجاب عماد. “هي التي صنعت الفيروس، وانشرته، وخفت الحقيقة”.
“كيف تعرفون ذلك؟” سألت صافية.
“لأن لدينا دليل” قال عماد. “دليل قوي وواضح، يثبت تورط الحكومة في هذه المؤامرة”.
“ما هو هذا الدليل؟” سألت صافية.
"سأخبرك عندما يحين الوقت"