وصلت صافية مع الناجين الثلاثة إلى مدخل المخبأ، وهو كهف صغير في جانب الجبل. كان عماد يقود السيارة، وتوقف أمام الكهف. ثم نزل من السيارة، وأخذ من جيبه جهازاً صغيراً، يشبه الهاتف المحمول. ضغط على بعض الأزرار، وأدخل رمزاً سرياً. ثم وضع الجهاز على حائط الكهف، وانتظر.
بعد ثوانٍ قليلة، سمعوا صوتاً معدنياً، ورأوا باباً سرياً ينفتح في الحائط. كان الباب مصنوع من الحديد، ومزود بقفل إلكتروني. عماد أخذ الجهاز من الحائط، وقال: “هيا، تعالوا معي”.
ثم دخل إلى الباب، وأشار للآخرين أن يتبعوه. صافية وأحمد وسارة نزلوا من السيارة، ودخلوا إلى الباب. شعروا ببرودة في الهواء، وشاهدوا ضوءاً خافتاً في نهاية الممر. عماد قادهم إلى ذلك الضوء، وقال: “نحن قريبون”.
بعد دقائق قليلة، وصلوا إلى نهاية الممر، ورأوا باباً آخر. كان هذا الباب أكبر وأثقل من الباب الأول. كان مصنوع من الصلب، ومزود بكاميرات وحساسات. عماد أقترب من الباب، ووضع عينه على جهاز ماسح ضوئي. ثم قال بصوت عال: “الاسم: عماد. الرقم: 001. التحية: للحرية”.
ثم سمعوا صوت نظام التعرف على الصوت يقول: “الاسم: عماد. التحقق: صحيح. التحية: مقبولة. مرحباً بك في المقر”.
ثم انفتح الباب بصوت هادئ، وظهر أمامهم مشهد مذهل.
كان المقر عبارة عن قاعدة عسكرية ضخمة، تحت سطح الأرض. كان هناك مباني وغرف وأروقة وسلالم. كان هناك شاشات وأجهزة وأسلاك. كان هناك جنود وعلماء وضباط. كان هناك نشاط وحركة وضجيج.
صافية شعرت بالدهشة والإعجاب. لم تتوقع أن تجد هذا المستوى من التنظيم والتكنولوجيا في هذا العالم المدمر. كان هذا المخبأ أكثر من مجرد مكان آمن. كان مركز عمليات للمقاومة. كان مصدر أمل للناجين.
عماد قال لهم: “تعالوا معي، سأأخذكم إلى غرفة الاجتماعات. هناك شيء علي أن أريكم”.
ثم قادهم إلى أحد المباني، ودخل إلى غرفة كبيرة، بها طاولة مستديرة وكراسي وشاشة عملاقة. في الغرفة، كان هناك أربعة أشخاص آخرون، ينتظرونه. عندما رأوه، قاموا من مقاعدهم، وحيوه.
“أهلاً بك، عماد” قال أحدهم. “لقد عدت”.
“نعم، لقد عدت” قال عماد. “وجئت بضيوف”.
ثم أشار إلى صافية وأحمد وسارة، وقال: “هؤلاء هم صافية وأحمد وسارة. هم ناجون من الفيروس. وجدتهم في طريقي إلى هنا. أنقذتهم من الزومبي والمارودرز”.
“سررنا بلقائكم” قال الشخص نفسه. “اسمي حسام. أنا قائد المقاومة”.
ثم أشار إلى الآخرين، وقال: "هؤلاء هم نور وسامي وليلى. هم أعضاء في المجلس الأعلى للمقاومة"