ظهر على الشاشة فيديو لرجل ضعيف ومرهق، يرتدي ملابس ممزقة ومتسخة. كان يجلس في غرفة مظلمة وقذرة، بها أجهزة وأنابيب وأسلاك. كان ينظر إلى الكاميرا بعينين خائفتين وحزينتين. قال بصوت متقطع: “السلام عليكم، أخوتي وأخواتي في المقاومة. أنا الدكتور عبد الرحمن، عضو المقاومة، والعالم السابق في المختبر السري. إذا رأيتم هذا الفيديو، فهذا يعني أنني مت. لقد قُتِلت من قِبَل الحكومة، التي اكتشفت خيانتي. لكن قبل أن أموت، أردت أن أرسل لكم هذه الرسالة. رسالة تحتوي على معلومات حاسمة، تستطيعون بها إيقاف مشروع زد”.

ثم تنفس بعمق، وقال: “أولاً، أود أن أعتذر لكم عن مشاركتي في هذا المشروع. لقد كنت جزءًَ من فريق العلماء، الذين صنعوا الفيروس. لقد كنت أظن أننا نعمل على شيء نافع للبشرية، شيء يمكنه حل مشاكل الحروب والصراعات والجوع والفقر. لكن سرعان ما اكتشفت حقيقة المشروع. اكتشفت أن الحكومة تستخدم الفيروس كسلاح بيولوجي، لإخضاع الشعوب والدول، وإقامة نظام عالمي جديد. نظام يستند إلى التحكم والظلم والإستبداد”.

ثم تغير تعبير وجهه، وقال: “ثانيًَ، أود أن أخبركم عن جهاز التحكم. هذا الجهاز هو المفتاح لإيقاف المشروع. هو يستطيع إرسال إشارات إلى الزومبي، وجعلهم يفعلون ما يريده. هو يستطيع أيضًَ إلغاء تأثير الفيروس، وإعادة الزومبي إلى حالتهم الطبيعية. هو يستطيع حتى تدمير الفيروس نهائيًَ، وإنهاء هذه الكارثة”.

ثم نظر إلى الكاميرا بجدية، وقال: “ثالثًَ، أود أن أخبركم عن موقع جهاز التحكم. هذا الموقع هو سر جيدًَ حفظته الحكومة. لكنني تمكنت من معرفته، بعد سنوات من البحث والتحليل. هذا الموقع هو في العاصمة، في قلب الحكومة. هو في مبنى الرئاسة، في الطابق السفلي، في غرفة رقم 13”.

ثم أخرج من جيبه ورقة صغيرة، وقال: “هذا هو خريطة للمبنى، وموقع الغرفة. أرسلتها لكم مع هذا الفيديو. أتمنى أن تصل إليكم بسلام”.

ثم رفع الورقة إلى الكاميرا، وأظهرها لهم. كانت الورقة تحتوي على رسم بسيط للمبنى، وعلامة حمراء على الغرفة رقم 13.

ثم قال بصوت مؤثر: “أخيرًَ، أود أن أطلب منكم شيئًَ واحدًَ. أطلب منكم أن تستخدموا هذه المعلومات بحكمة، وأن تحاولوا إيقاف مشروع زد. أطلب منكم أن تنقذوا البشرية من هذا الهلاك. أطلب منكم أن تحاربوا من أجل الحرية والعدالة والسلام”.

ثم ابتسم بحزن، وقال: “أشكركم على استماعكم إلى رسالتي. أسأل الله أن يحفظكم وينصركم. وداعًَ”.

ثم انتهى الفيديو.

صافية وأحمد وسارة نظروا إلى الشاشة بصمت. لم يستطيعوا أن يتحدثوا أو يتحركوا. كانوا مصدومين من ما شاهدوه وسمعوه. كان هذا دليل قاطع وصادم، يكشف حقيقة مروعة.

"هذه هي رسالة الدكتور عبد الرحمن"

2023/06/22 · 33 مشاهدة · 381 كلمة
نادي الروايات - 2025