في اللحظة التي وضع فيها “ تشن كايشين “ الخوذة ، جاء لسمعه صوت حوافر عبر السهول من مسافة بعيدة . و أصبحت أكثر وضوحاً و أكثر بروزاً …

“ هاه ! “

في ليل غير متناهي ، شخص ما فتح فصول قصة تتكلم عن وميض السيوف وسفك الدماء ! صوت صفارات السيوف و صوتها عندما تلوح في الهواء بدت كما لو كانت بجانب “ تشن كايشين “ . قد يقوموا بإيقاظ شخص فقط عن طريق التلويح بأسلحتهم في الأرجاء و اشتباكهم ضد بعضهم البعض . بدا الصوت كما لو كان المحاربون يخوضون معركة فوضوية وعصيبة في الظلام ، لكن ايضاً بطريقة منظمة .

المعركة لم تكن بطيئة ولا سريعة ، تقدمت الضجة وتراجعت سريعاً كما لو كان أحدهم تعامل مع كل السيوف والأسلحة الخفية التي كانت تأتي من كل مكان !

“ شخص قوي ! “ ، استمع “ تشن كايشين “ بعناية إلى الأصوات ولاحظ شيئاً .
لقد تذكر أنه سمع هذه الضوضاء عندما دخل عالم الفنون القتالية المرة السابقة ايضاً ، لكن المرة السابقة ، عندما دخل عالم الفنون القتالية لأول مرة لم يكن لديه أي فكرة عن معنى هذه الأصوات ، عندما سمعهم ، أعتقد أنها أصوات من فيلم ل “ وا شيا “ العظيم . كان شغفه بعالم الفنانين القتالي مرضياً له بصدق حتى دخل اللعبة .

لكن بالنظر لهذا الآن …
لم يكن على “ تشن كايشين “ أن يفتح عينيه ليفرق بين المهارات الفريدة وبين اهتزازات تلاقي الأسلحة ، ظهر ف عقله عدة أشكال ضبابية .
سطعت صورة محارب ذو مهارة عالية يحارب وحده ضد ثمانية أشخاص في عقله . رآه محاصر بين مختلف الأسلحة و القبضات .


لاحاجة للتشكيك في آفكار “ تشن كايشين “ … خلال السنوات الثلاث الماضية التي قضاها ف عالم الفنون القتالية ، حارب عدد لا يحصى من المحاربين الأقوياء لأنه كان على استعداد لملاحقة امبراطور ، اثنان من الامبراطوريات ، ثلاث ملوك ، سبع دوقات ، و ثلاثة عشر من الجبابرة ، الذين قيل إن لا مثيل لقدراتهم القتالية . لقد تعلم العديد من التقنيات من مختلف الفصائب ، و استطاع تذكر العديد من تقنيات تهذيب الروح ل “ تشي “ فقط بنظرة واحدة . حتى أنه استطاع فعلها بأطراف أصابعه .


المهارات التي ظهرت خلال المشهد الافتتاحي لللعبة كان من الفنون القتالية التي لا نظير لها ، و لم تكن كذلك من التقنيات بعيدة المنال التي من النادر أن تراها ف هذا العالم . كانت الفنون القتالية التي استخدمها الشخص المُحاصر غريبة قليلاً و بدت كما لو كانت مزيج من عدة فنون قتالية ، بينما الثمان اشخاص الذين احاطوا به استخدموا قبضة المعلم “ أرهات “ ، نسيم سيف لطائفة “ وو دانغ “ ، تقنية وقوع ورق الشجر ع سيف الريح لطائفة “ آيمي “ ، جنة تكسير القدم لطائفة “ ماونتن “ ، ضربة الكف الناعمة لطائفة “ كونلان “ ، السيف النبيل لطائفة “ ماونت هوا “ ، تقنية ضربة الكلب المبرح لطائفة “ بيجر “ ، وأخيراً كف الزهور المتناثرة لطائفة “ تانج “.


كان الشخص من طائفة “ بيجر “ الذي كان يستعل تقنية ضربة الكلب المبرح صاحب أعلى مستوى مهارة ، في حين أن مهارات الأخرين كانت في مستوى متدني ، و مع ذلك ، كان مجال فهمهم لهذه المهارات غير عادي . جميعهم باستطاعتهم استخدام مهاراتهم بسهولة ، و كانوا دائماً على أطراف أصابعهم .


نفذوا المهارات وتراجعوا ، ثم تقدموا مرة آخرى للهجوم وتراجعوا مرة آخرى ليظهروا مهارات أسيادهم !

مع ذلك … كان من الواضح أن الشخص المُحاصر صاحب مهارة أعلى . إلا أنه واجه هجوماً قوياً من الطوائف الثمانية العظيمة ، ظل هادئاً و تحرك بسهولة ، المهارات المُنفذة لم تكن مهارة ثابتة قد يستطيع “ تشن كايشين “ استخدامها كمرجع . ولم يجد لها مصدر قد يتعقبها به ، يبدو أن هذا الشخص قد ارتفع بمهاراته عالياً ، مما قد سمح له بإعاقة كل الهجمات بطريقة مثالية . أعطى أحساس بالمثالية ، و أن دفاعه لا يمكن اختراقه .


عندما استمع “ تشن كايشين “ إلى كل هذا ، وجد نفسه منغمس أكثر فأكثر في الأصوات !
لم يلاحظ أنه تخيل القتال بالفعل ، حتى أنه كان يرى رجل يرتدي اللون أبيض يتحرك بطريقة مريحة ، مثل نسيم يهب عبر الجبال ، بينما يصد هجمات الثمان أشخاص الذين يحيطون به .

فقط عندما وجد “ تشن كايشين “ نفسه مفتوناً بالمشهد الذي يدور في رأسه ، سمع قصف رعدي غير متوقع ، و اختفت الصورة التي نسجها خياله .
كان “ تشن كايشين “ مذهولاً . ثم ، لاحظ أن أيقونة إحصائيات شخصيته قد ظهرت . تغير المشهد ، و ظهر في شارع واسع .

“ يا له من صبي رائع و ذكي . “ إمرأة تبدو وكأنها ليست من اللاعبين تحركت وراءه . عندما رآت “ تشن كايشين “ يظهر فجأة ، توقفت بسرعة و وضعت ابتسامة ودية تجاهه . “ لقد ظهرت الكثير من العجائب في المدينة مؤخراً ، آيها الفتى ، لا تذهب مسرعاً مع أي غريب ، حسناً ؟ أين هو منزلك ؟ “

رفع “ تشن كايشين “ رأسه الصغير ونظر للمرأة التي كانت تبتسم ، وكان متفاجأ و سعيد في آن واحد !
كان الذي يواجهه أكثر مهمة طبيعية يمكن أن يختبرها ، فقط اللاعبين الجُدد ذو القدرات العالية و الغير قابلة للمقارنة يواجهونها في غضون عشر دقائق من دخولهم اللعب .

و مع ذلك ، هذا كان غريباً ، حيث تذكر “ تشن كايشين “ أن دخوله المرة السابقة كان طبيعياً جداً . لم يكن باستطاعته مقابلة هذه المرأة بعينها !
هل يمكن أن يكون حظه قد زاد ؟
على الرغم من الحيرة ، كان لا يزال يشعر بالحماس الشديد . لم يكن ينوي تفويت هذه اللحظة النادرة للتدريب …

أعطته اللعبة الجافية خلفية اليتيم الحائر الذي مات أبويه . طالما أنه يقول الحقيقة سوف تشفق عليه المرأة “ غير اللاعبة “ و ستأخذه بعيداً . عندها سيتخطى مرحلة ااضطرارية البحث عن عمل من خلال المصاعب المختلفة والقيام بالمهمات .
يمكنه تعلم القتال الطبيعي بينما يعمل لدى هذه المرأة . لو كان محظوظاً ، يمكن أن يأخذوه كتلميذ ويتم تعليمه الفنون القتالية فوراً.

“ اسمي “ هابي “ . والديّ … لا أعلم أين هما . و لا يمكنني العودة للمنزل الآن … “
“ أوه . “ ، كان للمرأة قلباً طبياً . أطلقت تنهيدة طويلة بينما ملأت الرحمة قلبها . ضربت رأس الفتى الصغير الذي لم يتخطى طوله أربعة أقدام و ست انشات .

“ بالتأكيد قد انفصلت عن والديك خلال فوضى الحرب . أيها الفتى المسكين . العالم كما هو الآن .. آه … أيها الفتى المسكين ، إذا كنت على استعداد تعال معي إلى القصر ، كان القصر يستأجر خدماً على مدار الأيام الماضية . لو ذهبت هناك ، يمكنك القيام ببعض المهام و بعض الأعمال المنزلية في الأيام المعتادة .لن تواجه أي صعوبات في الأكل والسكن .بل يمكنك أن تكسب بعض المال بحلول بنهاية الشهر ، ما هو رآيك ؟ “

بطبيعة الحال لم يكن بإمكان “ هابي “ أن يرفض مثل هذا العرض .
سمحت له المرأة اللطيفة بإن يتبعها في الأرجاء ، و سرعان ما وصلوا لباب القصر الأنيق الذي كان به تمثالين لأسدين يقفان كحراسة …

عندما رفع “ هابي “ رأسه ، رآى كلمتان كبيرتان جميلتان محفورتان على حدود طبق فضي اللون كبير . { قصر مورونج }

عندما رآت المرأة النظرة المندهشة والتفاجئ على وجه الفتى ، انحنت المرأة اللطيفة وقالت بابتسامة ، “”هابي “ ، من الآن فصاعداً ، سوف تعمل في قصر مورونج . سوف أعد لك أولاً لقاءً مع كبير الخدم في القصر . سوف يعطيك بعض المهام السهلة لتفعلها .”

ما لم تكن تعلمه هو أن اللفتى بجانبها لم يكن مندهش من أناقة القصر وهواءه . بل كان مندهش أن المرأة اللطيفة أحضرته إلى عشيرة مورونج الشهيرة .

كانت هذه العائلة الأرستقراطية القوية “ عشيرة مورونج “ ، التي راوغ العديد من اللاعبين أدمغتهم حول كيفية الانضمام لها ! فكروا بأفكار لانهائية لينضموا لها حتى يتمكنوا من تعلم الفنون القتالية الخاصة بهم !

ماذا ؟ شخص ما لم يعرف هذه العائلة ؟
يا لها من مزحة دولية ! حتى أن بعض الأجانب هزوا رؤوسهم بقوة أثناء غنائهم لجملة معينة “ سوف أتعامل معك بنفس الطريقة التي تتعامل معي بها . “ ، حتى في أحلامهم ، أرادوا تعلم حركة “ تحويل النجوم “ . لم يكن هناك أي معجب لأفلام “ وا شيا “ لم يكن على دراية بهذه التقنية الرائعة .

عندما تحدثت المرأة ، أحس “ هابي “ بأن دارات مخه القصيرة لم تستوعب بالتأكيد كيف تمكن من الإصابة بهذه ضربة الحظ .
“ أيها الفتى السخيف ، لا تقف عندك في ذهول ، أدخل معي “ ، المرأة اللطيفة أخذت يد “ هابي “ و مشوا داخل قصر مورونج .

“ هذه النباتات قيمة ، لذا كن رقيقاً معها ، إذا اتلفتها ، فيمكنك أن تبدأ بحزم أمتعتك والرحيل .” ، وقف كبير خدم القصر بوجه صارم في الفناء ، بينما يأمر بعض الخدم والخادمات الذين كانوا يقلمون الزهور والأشجار .
بالرغم من أنهم جميعاً يرتدون ملابس الخدم ، كان باستطاعة “ هابي “ أن يخمن من حركة أعينهم أنهم كانوا أول دفعة تصل إلى قصر مورونج

“ سيد كبير الخدم ، هذا هو … “ ، المرأة اللطيفة سحبت “ هابي “ وقالت له حالته ، هذا التصرف جذب انتباه الخدم والخادمات الواقفين في الجانب . سبعة منهم كان لديهم تعبير الذهول على وجههم .
كان من المعروف أنه يستلزم الكثير من الجهد المبذول للدخول ، لذلك كانت هذه هي المرة الأولى التي يرون فيها شخص “ غير لاعب “يحضر لاعب ليدخل العشيرة بمفرده بدون مجهود .

لم يعبأ “ هابي “ بهم . تجول بنظره في فناء عشيرة مورونج و وجد العديد من النباتات القيمة التي كانت تزين الحقل والطريق . على مسافة ، كانت هنام امرأة أنيقة ترتدي اللون الأبيض ، جالسة في زواية جناح مع أرنب صغير مزغوب في يديها ، خلقت صورة فائقة الجمال .

“ سيدة عشيرة مورونج ؟ و سيدة عائلة وانغ …” ، كان هناك تعبير فضول على وجه “ هابي “ . المرأة اللطيفة قد كانت بالفعل انهت شرح حالته .
قام كبير الخدم برمقه بنظرة ثم أومأ بارتياح .

“ اسمك هو “ هابي “ ، أليس كذلك ؟ جيد جداً ، يمكنني القول أنك فتى ذكي وعبقري من الوهلة الأولى . حسناً . من اليوم فصاعداً ، أنت عضو في عشيرة مورونج . مهمتك هي الإعتناء بحيوانات السيدة الأليفة وصغارهم في الفناء الخلفي . تعال معي .”

ابتسم “ هابي “ على الفور بسعادة .

2019/09/29 · 852 مشاهدة · 1685 كلمة
YonaLee
نادي الروايات - 2024