يمر الوقت ويكون أغلبية الناس غادروا الساحة بعد الاحتفال لزمن طويل، ينزل الألوية من المنصة ويذهبون كل في طريقه بعد أن ودعوا ماتياس وكارلا وتصل عربة الملك لأخذه وزوجته. ينزل ماتياس وكارلا من المنصة ليريا بولت وغريفت راكعين ويقول بولت: نتمنى أنك استمتعت بوقتك اليوم. ماتياس: نعم لقد كان حفلا جميلا. غريفت: يسرنا أنه أعجبك يا سيدي. بولت: بأمر من الملك سنكون حرسك الشخصيين أنت والآنسة كارلا من اليوم. كارلا: لقد كان هذا سريعا جدا. بولت: يشرفني أن أخدم تحتك سيد ماتياس. ماتياس: دعينا نذهب للبيت الآن يا كارلا. بولت: سيدي، قبل الذهاب لأي مكان لنحصل لك على البطاقة المميزة للزمرد. ماتياس: لقد كدت أنسى بشأنها. غريفت: سنرافقك للنقابة حتى تستلمها وتعود للقصر. ينطلقون بعدها لنقابة المغامرين الأعظم، بعد أن يصلوا تنذهل كارلا من كبر النقابة وعن كمية المغامرين المشهورين الموجودين فيها وتقول لماتياس: هل أتيت هنا قبلا يا ماتياس؟ ماتياس: نعم، مرة واحدة. كارلا تواصل كلامها وتقول: من دوني؟ ماتياس: لقد أتيت لآخذ مهمة فقط. كارلا تنظر إليه بصورة حادة وتقول: لدي نقاش طويل سأخوضه معك لاحقا. ماتياس ينظر إليها بحذر وقلق. يواصلون لساندرا ليأخذوا منها البطاقة ويجدون أن بطاقته استخرجت بالفعل وهي ذات لون زمردي ورمز النقابة منقوش خلف البطاقة باللون الياقوتي وبياناته كذلك في واجهة البطاقة. ماتياس في نفسه: إنها أقرب ما يكون لشارات الألوية سابقا. يأخذ البطاقة من ساندرا ويشكرها ليغادروا بعدها ويعودوا إلى القصر واجدين الخدم مرحبين بهم ومجهزين لهم المائدة للعشاء، يتناولان طعامهم ويأخذان حماما ساخنا ويأويان إلى الفراش. وفي ذلك الوقت يدور بينهما نقاش. كارلا: ماتياس. ماتياس يتذكر موقفه ويقول بتردد: نعم يا عزيزتي. كارلا: كلا كلا، لن تجدي هذه الطريقة اليوم. يزداد توتر ماتياس ويقول: ماذا فعلت اليوم لتغضبي علي هكذا؟ كارلا تزيد نبرة صوتها وتقول: ماذا فعلت؟ هذا سؤال يجب أن تجاوبه بنفسك. ماتياس: آسف لأنني ذهبت للنقابة الأعظم وحدي اليوم. أعرف أنك تحبين الذهاب للأماكن الفخمة ولكن ظننت أنه طُلب مني الحضور وحيدا. كارلا: لا تظن أنني سأتركك تمر مرور الكرام. " كيف سأخرج منها هذه المرة؟ ". يقول ماتياس في سره. تنقلب بعدها كارلا عليه في السرير وتمسك الوسادة وتبدأ بضربه لها لا يستطيع أن يتنجب لأنها لا يريد أن يرميها من السرير ويريدها أن تنفس عن غضبها وبعد أن يمر بعض الوقت وهي على تلك الحال ترتمي في أحضانه وتنام على صدره وهي تهمس مجددا: أنا هي الأكثر حظا في العالم. " لا تزال تصرفاتها طفولية ولكن هذا ما يحببني إياها". يبتسم ماتياس بعدها ثم يربت على شعرها وينام بنفس الوضعية بدون أن تفلته مجددا. في صباح اليوم التالي يستيقظان ولا تزال كارلا متشبثة به. ماتياس: كارلا. كارلا: أممم. ماتياس: استيقظي يا حلوتي. تحكم كارلا مسكتها له وتقول: خمس دقائق فقط. ماتياس يضحك ضحكة خفيفة ويقول: لدي ما أنجزه اليوم ولا أريد أن أخرج بدون أن أودعك. كارلا: هذا يجعلني أرغب بعدم تركك أكثر. ماتياس يربت على رأسها ويتلمس شعرها ويقول: كارلا. كارلا: كلا، لن أتركك. يطرق بعدها أحد الخدم ويقول: أيها السيدان الإفطار. يهمس لها ماتياس: أرأيت لقد مر الوقت. ترد له كارلا بهمس: أريد أن نبقى هكذا لمدة أطول. تجيب كارلا للخادم: حسنا قادمان أعطنا بضعة دقائق لنجهز. الخادم: كما تأمرين آنستي. بعد أن يبقيا محتضنين بعضهما لعدة دقائق تقبل كارلا ماتياس وتنظر له في عينه بنظرة عاطفية وتقول: صباح الخير يا ضوئي البراق. ينظر لها أيضا ثم يقول: صباح النور يا حياتي. يذهبان بعد أن يهندما نفسيهما إلى المائدة بالأسفل ويجدون الإفطار جاهزا ويحييهما الخدم. هارولد: صباح الخير يا سادة. كارلا: صباح النور هارولد. هارولد: كيف كان احتفال الأمس؟ كارلا: لقد كان مبهرا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. هارولد: لا بد أنه كذلك فهو برعاية من الملك شخصيا. ماتياس: لقد كان جميلا. تقول إحدى الخادمات: لا بد أنه كان مرهقا فلقد أتيت بالأمس وأنت تحمل الآنسة كارلا مثل الأميرات. كارلا تندهش وتقول: هل حدث ذلك فعلا؟! ترد الخادمة: لقد كنت متعبة لدرجة لم تدركي ما كان يحدث. كارلا: ماتياس، هل كلامها صحيح؟! ماتياس: شيء من هذا القبيل. كارلا: كلا فأنا أذكر البارحة جيدا ولكن هذا لم يحدث. الخادمة: لقد كان مشهدا عاطفيا جدا يظهر الجانب اللطيف للسيد ماتياس والجانب الظريف منك يا آنستي. هارولد: كريستا، يكفي هذا. أعتذر عما بدر منها فهي تحب المزاح ولا تحس بالجدية أبدا. كارلا: ماتياس، ماذا يحدث هنا؟ ماتياس: لقد كانت تمازحك فقط. يضحك بعدها الجميع ويحمر وجه كارلا وتقول بتردد: لقد كنت أعرف. كريستا: لقد بدوت وكأنك صدقت الأمر. هارولد: كريستا، هدوء رجاء ليفطر السيدان. ماتياس: لا لا بأس، لا مشكلة في بداية اليوم بضحكة. يبدأون طعامهم ويتبادلون أطراف الحديث مع كريستا التي كانت شخصا مرحا وهارولد يحذرها كل مرة ولكن ماتياس يخبره أنه لا بأس، أسست كريستا علاقة جيدة مع كارلا، وبعد أن أنهوا طعامهم. ماتياس: كارلا، قبل أن أغادر اليوم لدي شيء أعطيه لك. كارلا: سأقبله بقلب رحب. يخرج بعدها الثمانية ألماسيات ويضعها على الطاولة، تنظر إليها كارلا والخدم باندهاش وتقول: متى حصلت عليها؟ ماتياس: حصلت عليها البارحة قبل الاحتفال، وأردت أن أعطيك إياها كهدية. كارلا: إنها كثيرة جدا لا يمكنني قبولها كلها يمكنك الاحتفاظ بها. ماتياس: أنا لا أستخدم النقود التي أحصل عليها كثيرا أردت أن أعطيك لها لأنك تعرفين كيف تصرفينها. كارلا: شكرا لك سأحضر بها بعض المقتنيات للبيت لاحقا. يعطيها ماتياس النقود ويودعها ليذهب للنقابة وقبل أن يخرج يجد بولت وغريفت واقفين أمام الباب يحييانه ويسألانه عن حاله وكيف كانت ليلة الأمس له. بولت: صباح الخير سيد ماتياس. ماتياس: مرحبا. بولت: كيف كانت أمسيتك البارحة؟ وكيف أصبحت اليوم؟ ماتياس: كله بخير، أشكرك على مراعاتي. غريفت: سنرافقك اليوم للنقابة بصفتنا حرسك الشخصي يا سيدي. ماتياس: لا، لا داعي لذلك حقا. غريفت: ولكن. بولت: كما تأمر يا سيدي. ماتياس: ولكن لدي مهمة أفضل لكما. بولت: حسب أوامرك يا سيدي. ماتياس: لقد أعطيت كارلا اليوم ثمانية قطع ألماسية، وهي تريد الذهاب لشراء ما تحتاجه بها. أريدكما مرافقتها لأنني أظنها سوف تصبح متتبعة بعد أن ظهرت معي ومع الملك والألوية البارحة. بولت: حسنا سننفذ ذلك. ينطلق ماتياس بعدها نحو النقابة وهناك. ناثان: أوووووووي، ماتياس، صديقي العزيز. ماتياس: هل هذا صوت ناثان؟ متى حضر هنا؟ يأتي ناثان إلى ماتياس وهو فرح يقفز على ظهره ويقول: كيف حال رجل الموسم؟ ماتياس: أولا، انزل عن ظهري يا ناثان. ناثان: أولسنا أصدقاء؟ ماتياس: بلى ولكن أريد الذهاب لمهمة. ناثان ينزل عن ظهره ويقول: ما الأخبار؟ لا بد أنك في القمة بعد أن تم تنصيبك من قبل الملك. ماتياس: كله بخير ولكن، متى أتيت هنا؟ ناثان: لقد أتيت البارحة، وحضرت ذلك الحفل ولكن لم يسمح لي الحرس بالوصول إليك، أخبرتهم أني صديقك ولكن لم يصدقوني. ماتياس: أها، لا يمكنني لومهم فأوامرهم تأتي من الملك. أراك في حلة المغامرة الجديدة. ناثان: نعم، فسبب مجيئي أنا وبعض الرفاق أنه اليوم اختبار تصعيدنا للبلاتين. ماتياس: سوف يتم تصعييدك؟! مبارك لك. ناثان: نعم، وهذه ستكون أقصى حدودي بعدها ك(بلاتين مستزرق). ماتياس: ابذل جهدك لتكون الأقوى دوما. ناثان: سأحرص على ذلك، شكرا على تشجيعك. ماتياس: حسنا ذاهب لأسترزق. ناثان: إلى اللقاء يا رفيقي. يذهب ماتياس بعدها لساندرا ليطلب مهمة وهناك. ساندرا: صباح الخير سيد ماتياس، كيف يمكنني أن أساعدك اليوم؟ ماتياس: مرحبا، أريد مهمة مستعجلة ولتكن ذات أجر عال. ساندرا تنظر إليه بتعجب وتقول: ولكنك حصلت على ثماني ألماسيات البارحة! متى صرفتها بالضبط؟! ماتياس: لقد أعطيتها لكارلا ولا أدري لكم يوم ستكفيها. لذا أريد أن أضع احتياطا لها دوما حتى لا تحتاج لنقود يوما ما. ساندرا: حسنا، هذه مهمة ياقوتية. تحصل فيها على خمس عشرة ألماسية. ماتياس: جيد إنها جيدة جدا. تناوله ورقة المهمة ويذهب ليجلس في الطاولة وسط النقابة وهناك يجتمع الناس حوله ليسألوه عن حياته ومهماته التي خاضها ولكنه يختصرهم ويقرأ المهمة وهي كالتالي: يوجد تنينان في غابة تبعد مسيرة يومين مشيا من العاصمة وهما يهاجمان كل البشر والأجناس الموجودين هناك المطلوب هو تهدئتهما أو ختمهما والعودة بجزء من حراشفهما كدليل على هدوئهما في الحقيبة المعطاة مع المهمة. ماتياس: تنانين؟! إنها حقيقة إذن. ينطلق ماتياس بعدها في الطريق المرفق خلف المهمة نحو تلك الغابة بسرعة ويزيد من سرعته بعد أن يخرج من المدينة لأضعاف وأثناء طريقه في صحراء يرى خيال شخص بعيد ولكنه لا يستطيع تمييزه لأنه شديد العتمة ولكن عندما يقترب منه يختفي الخيال ويظهر تحت شجرة وحيدة في تلك الصحراء. ماتياس في نفسه: ماذا؟! هل هذا سراب ما؟ كلا كلا، فالسراب لا يعمل هكذا. لا بد أنه من عشيرة غريبة ما، لم لا أتطرق لهم فأنا في قرب نهاية الطريق تقريبا ولم تمر سوى عدة دقائق. يذهب ماتياس نحو الشجرة ويختفي الخيال مجددا ويظهر تحت شجرة أبعد حتى يوصله لقرية ما وهناك.