"الرتب عموما عشوائية بالكامل وتعتمد على الحظ بصورة واضحة ولكن الياقوت والزمرد هما اختيار الآلهة ولا يظهر الياقوت للعالم إلا عندما يظهر سيده زمردا والمعروف أن الياقوت هم الأكثر رزانة وبمثابة اليد اليمنى للزمرد وأن الياقوت أكثر من يمكنه فهم الزمرد بصورة مثالية".(كتاب الرحلة العظيمة للملك داريوس الفصل15 بعنوان الياقوت والزمرد منح إلهية لا تعطى إلا لمن هو أمل هذا العالم أو هلاكه).

يذهب مارس نحو البلورة وتخبره ساندرا أن يضع عليها يده وأن اللون الذي سيظهر سيحدد رتبته التي ستمنح له كمغامر. يضع يده على البلورة وتبدأ في الإضاءة بأضواء زاهية مختلفة بدون أن تستقر.

" هل يمكن أن يظهر الثامن اليوم؟ أو لربما". تقول ساندرا في نفسها.

" إنه صديق للسيد ماتياس، لذا لا عجب أنه قوي". تقول ساندرا مجددا في نفسها.

يستمر تغير لون البلورة إلى أن تستقر في النهاية على اللون ويندهش ناثان والمغامرون الجالسون هناك ثم تبدأ الهمسات "لكن أليست هذه الرتبة نادرة؟".

" نعم فالحاصلون عليها يعدون على أصابع اليد".

" ثم ألم يظهر السابع بالأمس كذلك؟".

" بالرغم من ذلك ولكن هذه الرتبة مستعملوها هم الأكثر حكمة".

" أوووووي ماتياس، ما تفسيرك لهذا؟". يصرخ له ناثان.

" ألم تكف لوحدك البارحة وتجلب هذا الصديق اليوم؟". يعيد ناثان الصراخ لماتياس.

" لكنكما سوف تشكلان ثنائيا رائعا إذا ما التحق كلاكما بهيئة الأركان". يقول له ناثان مجددا.

" لقد سمعت أن هذه الرتب تظهر بالتزامن ولكن ليس بهذه الطريقة!". يقول ناثان بعد أن يمسح عينيه ويعيد النظر للبلورة.

يلتفت مارس نحو المغامرين هناك وذلك الضوء الأحمر الجميل مشع خلفه، حسب الأساطير أنه لا يكتشف الياقوت إلا عند إيقاظ زمرد ولكن، ألم يكن مارس موجودا قبل ماتياس بمئتي عام؟ هذا لا يغير حقيقة أنه العاشر حاليا.

مارس: سيد ماتياس، ماذا بعد الآن؟ هل يمكننا المغادرة فلقد بدأ هؤلاء يرمقونني بنظرات غريبة.

ماتياس: قليلا فقط لنكمل ترتيباتك.

جينا: لقد كنت أعلم أنك قوي ومميز لكن من كان ليظن أنك ستكون اليد اليمنى للسيد ماتياس؟

ماتياس: حسنا يمكنك النزول عن المنصة الآن.

ساندرا: سيد مارس، مبارك عليك أنت الآن مغامر من الرتبة الياقوتية. تفضل هذه بطاقة مغامرك.

يأخذ منها بطاقة ذات لون أحمر ياقوتي وبياناته منحوتة بالأخضر الزمردي.

ماتياس: مبارك عليك يا رفيقي.

مارس: يشرفني ذلك يا سيد ماتياس.

جينا: زوجي العزيز تهانئي لك.

مارس: شكرا يا عزيزتي.

جينا: من هذه اللحظة أنت مارس مغامر من الرتبة الياقوت أتفهم ما يعنيه ذلك؟

مارس: أن أذهب لمغامرات رفقة السيد ماتياس.

جينا تبتسم بطريقة خبيثة وتقول له: أن تذهب لمغامرات كمهنة وتحضر ما تحصل عليه من نقود لعائلتك الصغيرة بصفتك أبا عطوفا وزوجا كريما.

مارس ينظر إليها بخوف ويقول: هذا أيضا.

جينا تقول له بنفس الابتسامة: ليس هذا أيضا، واقع أنك ستكون مع السيد ماتياس بعيد عنك فهو زمرد وأنت ياقوت، ثم لديك أسرة للاعتناء بها.

مارس بتردد: حاضر سيدتي.

يأتي ناثان من وسط المغامرين ويصرخ في ماتياس: ماتياااس! لقد قرأت عن أن الياقوت رفيق الزمرد المقرب ولكن لم أسمع بياقوت اكتشف بهذه السرعة بعد سيده!

ماتياس: الغرائب تحصل أحيانا.

مارس: لماذا تعيش مثل هذه الحياة يا ماتياس؟! كلها مليئة بالإثارة والرفاق المميزين.

ماتياس: أنت أول رفيق لي في رحلتي هذه ولن أنكرك أبدا.

يبكي ناثان بعدها ويرمي نفسه في ماتياس ويقول: ماتيااااس! شكرا لأنك لم تنكرني عندما أصبحت زمردا.

ماتياس: حسنا أولا توقف عن مسح وجهك على ملابسي للمرة الثالثة، ثم كيف لي أن أنكر من كان سببا في دخولي عالم المغامرة؟

ناثان لا يزال يصرخ وهو يمسح وجهه بماتياس ويقول: شكرا لك. شكرا لك.

غريز ينظر إليهم من ظل ماتياس ويقول: إنه صديق بكاء حقا. ألا يخجل من منظره أمام تلك الموظفة الجميلة ساندرا.

هنري: غريز، أوقف مزاحك هذا.

غريز: سيد ماتياس، رجاء اسمح لي بلكمه.

ماتياس: لا داعي لذلك.

غريز: أريد مصادقة تلك الآنسة إذاً، إنها جميلة بحق.

ماتياس: حسنا تعالوا إلى هنا بعد أن نعود للبيت ولكن لا تحدثوا جلبة، يمكنكم العمل كمغامرين إذا ما أردتم، لتكسبوا قوت يومكم ولا تنهبوا أناسا آخرين.

هنري: إن هذا من كرمك ولكن أيسمح لنا العمل كمغامرين؟

ماتياس: أعطيكم الإذن لتصبحوا ما تريدون.

هنري: أعجز عن تعبير امتناني لك.

يقول الظلال بتخاطر واحد يؤلم أذن ماتياس: سيدنا ماتياس أنت الأفضل!

ماتياس: اهدؤوا يا رفاق فلقد آلمتم أذني قبل قليل.

الظلال: نعتذر سيد ماتياس.

غريز: أوي عمي هل سمعت ذلك؟ يمكنني أن أصادق تلك المرأة.

هنري: لقد قال أن تغامر لا أن تصادق.

ماتياس: لا بأس في ذلك لربما تميل هي نحوه أيضا.

هنري: أعتذر عن الوقاحة.

يعود بعدها ماتياس والرفاق للقصر وهناك.

ماتياس: لقد وصلنا.

غريز: أووي انظروا حجم البيت الذي يعيش في السيد.

هنري: غريز، آدابك.

غريز: آسف عمي.

مارس: قصرك جميل يا سيدي.

جينا: نعم إنه قصر رائع.

ماتياس: أريدكم أن تسكنوا هنا معي.

مارس: كلا كلا، فنحن مجرد خدم.

ماتياس: خدام القصر يسكنون هنا أيضا، ثم إن لدي غرفا كثيرة فارغة وليس هناك من يسكنها.

جينا: لا ندري إن كان شرف العيش عندك نستحقه أم لا.

ماتياس: هذا أمر وليس طلبا بعد الآن.

مارس وجينا يركعان ويقولان: أمرك سيدي.

" لقد نجح هذا فعلا". يقول ماتياس في نفسه.

ماتياس: حسنا لندخل.

يدخلون بعدها القصر ويجدون الخدم بانتظاره.

هارولد: مرحبا بعودتك سيدي.

ماتياس: مرحبا.

ينظر هارولد نحو مارس وجينا ويقول: مرحبا بضيوف السيد، لم تخبرنا عن قدومهم.

ماتياس: حسنا، لقد حدثت بعض الأشياء اليوم، وهما سيعيشان هنا من الآن فصاعدا.

هارولد: مرحب بهما على الدوام.

تنزل كارلا من الطابق العلوي وتجد ماتياس واقف ومعه التنينان وتقول له: مرحبا بأصدقاء ماتياس، لم يخبرني عنكما.

" هل هي زوجتك التي ذكرتها سابقا؟". يتخاطر مارس مع ماتياس.

" نعم، إنها كارلا". يرد له ماتياس تخاطريا.

" إنها جميلة جدا". تقول جينا بالتخاطر.

" أوي سيد ماتياس أنت محظوظ للغاية للحصول على امرأة مثلها". يقول غريز بحماس متخاطرا.

" غريز!". يقول هنري.

" شكرا لمراعاتك يا هنري ولكن هذه طبيعة الشباب دائما متحمسون لذا علينا مراعاة مشاعرهم". يقول ماتياس.

" أعتذر عن ذلك سيدي". يقول هنري.

مارس: نعتذر عن الإزعاج آنسة كارلا. لم نكن نخطط للقدوم من هنا ولكن السيد ماتياس أصر على ذلك.

كارلا: كلا لا بأس، مرحب بأصدقاء زوجي على الدوام.

جينا: لقد حدثنا عنك ماتياس كثيرا اليوم، ولكنه لم يذكر أنك بديعة الجمال هكذا.

تشعر كارلا بالخجل وتقول لها: شكرا لإطرائك ولكن هل هذا ما قاله فعلا؟

جينا: نعم كما ذكر لنا حبه الشديد لك.

" جينا! توقفي رجاء". ماتياس يتخاطر مع جينا.

يزداد احمرار وجه كارلا وتقول: تفضلا بالجلوس فالغداء على وشك أن يجهز.

مارس: إن هذا من كرمك آنسة كارلا.

يجلس بعدها ماتياس والتنينان في المائدة وتنشأ كارلا معهما محادثة جيدة كانت مليئة بالضحك والقصص التي مر بها مارس وجينا وفي النهاية يقول ماتياس لكارلا: كارلا، هناك شيء لم أخبرك إياه.

كارلا: وما هو؟

ماتياس: هذان ليسا ضيفين ولا رفيقين عاديين.

كارلا تنظر له باستغراب وتقول: وما هما؟

ماتياس: حسنا، كيف أقولها؟

مارس: لا عليك يا سيدي سأخبرها أنا.

كارلا تنظر نحوهما بتعجب وتقول: ماذا يحدث يا رفاق؟

مارس: حسنا، آنسة كارلا، أولا نحن لسنا صديقين للسيد ماتياس فقط.

كارلا: أنتما زميلان له في النقابة أيضا.

مارس: كلا، نحن خدم السيد ماتياس وتنينان كذلك.

كارلا: تنينان؟ خدم؟ مهلا لحظة. ماتياس، ماذا كانت مهمتك اليوم؟

ماتياس: ختم تنينين أو قتلهما في غابة ما.

كارلا: وبدل قتلهما.

ماتياس: نعم بالضبط.

تندهش منه كارلا مجددا وتقول: أوليست التنانين كائنات لا تخضع إلا للآلهة.

مارس: بلى ولكن السيد ماتياس لديه منحة إلهية بصفته زمردا. وقررنا أن نصبح خدمه بعقد خادم وسيد.

يزداد اندهاش كارلا وتقول: إلى أين تذهب رحلتك هذه بالضبط؟

ماتياس: نعم وشيء آخر، لديهما بيضة على وشك أن تفقس لذا أخبرتهما بالمكوث هنا وتربية الجنين هنا.

تتعجب كارلا من ذلك وتقول: ستصبحان أبوين قريبا. مبارك لكما.

مارس: شكرا لك، نعتذر مجددا على استخدام قصركما كعش لنا.

كارلا: أنا لا أمانع إطلاقا، اعتبرا البيت بيتكما.

جينا: شكرا للطفك آنسة كارلا. نعدك ألا نسبب المشاكل أثناء وجودنا هنا.

ماتياس: واثق أنكما لن تفعلا.

كارلا: أنتما شخصان لطيفان وزوجتك جينا ظريفة يا مارس لذا لا أنوي مفارقتها.

مارس: أعجز عن تعبير امتناني.

ينهض بعدها الجميع من المائدة ويأخذهم ماتياس لغرفتهم التي سينزلون بها ويلاحظون مدى كبرها.

ماتياس: حسنا، هذه غرفتكما من الآن فصاعدا. أظن أنها صغيرة بالنسبة لتنينين معا ولكن هذه أكبر ما أملك.

مارس: كلا كلا، نحن لم نعد بحجم تنينين وهذه كبيرة جدا بالنسبة لجسم البشر، نشكرك على تعاطفك وإعطاءنا غرفة جميلة كهذه.

ماتياس: ليلة سعيدة.

جينا: ليلة سعيدة لك سيد ماتياس.

يغادر بعدها ماتياس الغرفة ويعود لغرفته وهناك يجد كارلا مستلقية على السرير.

ماتياس: مساء الخير عزيزتي.

كارلا: مساء النور يا حياتي.

ماتياس: كيف كان يومك؟

كارلا: لقد كان جميلا، ومارس وجينا شخصان لطيفان للغاية.

ماتياس: آسف لأني لم أخبرك عن قدومهما مبكرا.

كارلا: لا تشغل بالك بذلك، ثم إن هذا قصرك تستطيع دعوة من تريد إليه.

ماتياس: كلا، فبصفتك زوجتي هذا قصرك أيضا، ولن أرضى بقدوم زوار لن يريحك وجودهم.

كارلا: لا تقل كلاما كهذا فأنا أعرف أنك لن تصادق إلا الأشخاص الطيبين.

ماتياس: ماذا فعلت أثناء غيابي.

كارلا: بالنقود التي أعطيتني إياها بعد الإفطار، ذهبت إلى السوق العالمية في مركز المدينة مع كريستا. وهناك اقتنينا مسلتزمات البيت وبعض الزينة للقصر كذلك وملابس جديدة كنت أريد أن أريك إياها باكرا.

ماتياس: لا بد أنه يوما حافلا.

كارلا: نعم، وكريستا فتاة مميزة بحق.

ماتياس: ماذا فعلت؟

كارلا: إنها تتقن الحياكة جيدا فلقد صنعت بعض الملابس الجميلة من قماش اشتريناه سابقا اليوم أتمنى مساعدتها بافتتاح مشروع متجر للملابس الفاخرة.

ماتياس: سوف أدعمها ماديا إذا ما أردت.

كارلا: سيكون هذا بمثابة تحقيق حلمها الوحيد. يالك من زوج عطوف!

تتثاءب كارلا بعدها وتحتضن ماتياس وتقول: أشكرك على كل ما فعلته حتى الآن.

ثم تنام وهي ممسكة به ويرد لها: وأنا أشكرك على وقوفك بجانبي دوما.

يقبلها على رأسها ثم ينام وهي تحتضنه وفي صباح اليوم التالي.

يستيقظ ماتياس وكارلا ليذهبا لتناول الإفطار يحييهما هارولد وبقية الخدم عند المائدة ويجدان مارس وجينا قد اسيقظا بالفعل وهما بانتظارهما لتناول الطعام.

مارس: صباح الخير سيد ماتياس وآنسة كارلا، كيف حالكما لليوم؟

كارلا: صباح النور يا مارس، نحن بكل خير، وأنتما؟

مارس: بألف خير، شكرا لسؤالك.

يتناولون إفطارهم بعد ذلك ويقول ماتياس: حسنا، علينا الذهاب للنقابة الآن، هيا بنا يا مارس.

مارس: حاضر سيدي.

ينطلقون بعدها للنقابة وبعد أن يغادرا.

كارلا: متى أصبح مارس مغامرا؟

جينا: بالأمس.

كارلا: ما هي رتبته الآن؟

جينا: هو المرافق الأول للسيد ماتياس الزمرد السابع لهذا العالم، مارس حصل على رتبة ياقوت.

كارلا تقول لها بدهشة: ياقوت؟! إنه قوي جدا.

جينا: لكن ليس كالسيد ماتياس فهو زمرد وهو مجرد خادم له الآن.

كارلا: لا تتحدثي بسلبية عن زوجك فهو لطيف للغاية.

جينا: لقد أصبح مهتما بعد أن خدم ماتياس ولكنه سابقا كان مجرد همجي يحب قتل كل ما يراه.

يتواصل حديثهما لبعض الوقت وتنضم لهما كريستا. وعندما يصل ماتياس ومارس للنقابة يجدان هناك ناثان.

2024/04/16 · 32 مشاهدة · 1683 كلمة
نادي الروايات - 2025