" بلورة القياس هي جهاز اخترعته وطورته أثناء مغامراتي حول العالم تقيس الطاقة الكامنة للمانا المخزنة للجسم، تحدد المستوى بالتلوين حسب كمية المانا التي يملكها المستخدم".(من مذكرات الرحلة العظيمة للملك داريوس الفصل 7بعنوان بلورة السحر ورتبه).
يصل ماتياس ومارس للنقابة ومعهما المتطرفون مربوطين وحقائبهما ممتلئة بالذيول وويجدان بولت وغريفت هناك.
بولت وغريفت يركعان بعدها ويحييانهما: مرحبا بعودتكما يا سادة. كيف كانت مغامرتكما؟
ماتياس: لقد أبلى مارس جيدا.
يواصلون مسيرهم لساندرا ويعطيانها الحقائب وتقول لهم: متى عدتما بالضبط؟!!
ثم نبدأ تهمس بعدها: تذكري إنها ياقوت وزمرد، ياقوت وزمرد يا ساندي.
ماتياس: لقد أنجز مارس المهمة وحيدا كما أخبرتك سابقا.
ساندرا تنظر إليه بتعجب وتقول: لوحده!!؟
ماتياس: نعم بالكامل.
تبدأ ساندرا بالهمس مجددا: إنه ياقوت يا ساندي، تذكري ياقوت، ومشرفه هو الزمرد ماتياس.
تستجمع ساندرا شتات أفكارها بعد ذلك وتقول لهما: حسنا، كم وجدتما من الشياطين هناك؟
يخرج ماتياس خمسة حقائب ممتلئة بالذيول عن آخرها من ظله ويقول لها: ما يكفي ليملأ هذه الحقائب.
تندهش ساندرا من ذلك الموقف وتحك رأسها بشدة وتقول:لم يحدث هذا قبلا!
ثم يواصل لها ماتياس: وهناك ذيول لم نستطع تخزينها في الحقائب لذا سأعطيك إياها منفردة.
ثم يخرج بعدها ما يقارب عشرين ذيلا من ظله مجددا.
ساندرا تمسح وجهها وتعيد ترتيب شعرها وتقول له: حسنا، بما أنها شياطين متدنية ولكن بالرغم من ذلك فهي كثيرة فمكافأتكما عشرون ألماسية.
يتخاطر مارس مع ماتياس ويقول له: كل ذلك الوقت ونحصل على عشرين حجرا أسود؟
يرد له ماتياس متخاطرا: هذه أغلى عملة موجودة حتى الآن وتكفي لعدة أيام حسب ما أظن.
مارس يرد له متخاطرا: لدي الكثير منها في كهف كنت أعيش فيه في الغابة ولكن لا أدري ماذا حدث بها.
ماتياس ينظر له بتعجب ويقول له: كيف لك ألا تعرف ماذا حدث بها؟
يخاف بعدها مارس ويقول له بتردد: آسف سيدي، أقسم أني لم أعرف قيمتها.
ماتياس: لا بأس.
يأخذان الألماسيات العشرين من ساندرا ويغادران النقابة ويرافقهما بولت وغريفت للقصر وعندما يصلون يجدون هارولد في استقبالهم.
هارولد: مرحبا يا سادة بعودتكم.
ماتياس: مرحبا هارولد، ولكن أين الفتيات؟
هارولد: مولود السيد مارس على وشك الوصول.
مارس ينظر له باندهاش ويقول: ماذاااااا؟!
ماتياس: اذهب لتفقد وضع زوجتك.
مارس: شكرا لك يا سيدي.
يجري بعدها مارس نحو غرفته ويجد كارلا جاسة بالقرب من جينا والبيضة في حضن جينا وتقول لها: إنها أول مرة أرى بيضة تنين تفقس!
جينا: شاهدي بتمعن ولادة الخليفة الأول لمارس من عشيرة تنانين النار.
يجري مارس ويركع عند جينا ويضع رأسه برفق على البيضة التي كانت تهتز بحركة خفيفة.
مارس يقول لها: أشكرك يا حياتي بالعناية بابننا كل هذه المدة.
جينا تربت له على رأسه وتلعب بشعره قليلا ثم تقول له بابتسامة لطيفة: بل أنت من أحسن صنعا في إبقاءنا آمنين حتى هذه اللحظة كل تلك الأعوام.
تبدأ البيضة بالاهتزاز بشدة أكبر وتتشقق تنظر إليها كارلا بتمعن وتقول بانذهال: لقد تشققت!
وتتشقق البيضة أكثر إلى أن توشك على أن تفقس وتقول جينا بعدها بصوت الأم العطوف: لقد وصل ابننا يا عزيزي.
يرد لها مارس والفرحة تعلو وجهه: نعم، لقد وصل ولي العهد الذي سيعيد المحبة بين تنانين النار والماء.
يدخل ماتياس بعدها الغرفة ويرى البيضة على وشك أن تفقس ويقول: لم أتأخر إذاً.
مارس: سيدي، أعتذر على الجري بطريقة عشوائية هكذا في القصر.
ماتياس: لا داعي للإعتذار، فأنت ستصبح والد.
تتساقط قشور البيضة بعدها والجميع ينظر بشغف ويخرج منها ضوء مميز غطى على الغرفة وخرج منها التنين الصغير طافيا على الهواء ومحاطا بمانا نقية ويفتح عينيه التي كانت باللونين الأزرق والأحمر ويعطي صرخة عالية غطى منها الجميع آذانهم وبعد أن يصمت تختفي هالته ومعها الأضواء وينزل على حضن أمه ويهدأ ليأخذ نومة هانئة عميقة وتربت جينا عليه وتقول بصوت هادئ: مرحبا بابني اللطيف.
مارس تظهر عليه ملامح الفرح ويقبل ابنه ويقول لجينا: إنه ابننا! إنه ابننا يا عزيزتي!
تنظر إليه جينا بابتسامة وتربت على شعره أيضا وتقول: نعم إنه ابننا. لقد وصل أخيرا ليرى هذا العالم.
كارلا تنظر إليه بتعاطف وتقول: يا للطفه! كم هو جميل وصغير!
جينا: يمكنك حمله إذا ما أردت آنسة كارلا.
كارلا: لا أعرف إذا ما كنت أستطيع حمل طفل تنين؟ فإنه لم يسبق لي ذلك.
جينا: كلا لا بأس، فقط أهم شيء احذري ألا تضغطي كثيرا على ذيله حتى لا يستيقظ.
ثم تناوله بعدها الطفل وتنظر له وتقول لماتياس: انظر يا ماتياس، إنه طفل تنين لطيف نائم!
ماتياس: مبارك لكما جينا، مارس. إنه لطيف فعلا، وسيكبر ليكون شخصا قويا مثل والده.
مارس يشعر بالخجل ويقول: شكرا على إطرائك يا سيدي.
كارلا: هل فكرتما له في اسم؟
جينا: نعم، لقد قررنا أن يكون اسمه (ماتي) أي بمعنى(ماتياس الصغير).
كارلا تبتسم وتقول لماتياس: لقد أسميا ابنهما عليك ألا تظن أنه يجب عليك فعل شيء ما؟
ماتياس ينظر لها ويقول: تلك لا تحتاج توصية.
يأخذ ماتياس ماتي وينظر له ويقول له: ماتي، ستكون محبوبا وقويا في المستقبل، واثق من أنك ستحقق الكثير من الإنجازات.
يستيقظ بعدها ماتي وينظر لماتياس يضحك ماتي بعدها ضحكة أطفال صغيرة ويقول ماتياس: هل يضحك أطفال التنانين بعد ولادتهم مباشرة هكذا؟
جينا تنظر إليه بتعجب وتقول: كلا، لم أسمع بذلك.
وبعد أن يهدأ ماتي يعيده ماتياس لجينا ويقول لمارس: حسنا مارس، إن بولت وغريفت ينتظراننا لذا لا يجب أن نؤخرهما.
مارس: حسنا سيدي.
ينظر بعدها لجينا ويقول لها: وداعا حلوتي.
جينا: إلى اللقاء عزيزي.
يخرجان بعدها لبولت وغريفت ويقول لهما ماتياس: نعتذر على توقيفكما هكذا.
يرد له بولت وغريفت في نفس الوقت: لاداعي للإعتذار سيد ماتياس.
" تفضلا بالجلوس لنبدأ نقاشنا". يقول لهما ماتياس بعدها.
يجلسون ليتحدثوا عن ما سيحدث للأيام التالية ويبدأ بولت الحديث: سيد ماتياس، بما أن الياقوت اكتشف، ستبدأ مأمورياتك من الغد، أم تريد تأخيرها قليلا لترتيب أغراضك؟
ماتياس: لا بأس لي بالغد ولكن مارس وصل ابنه للتو ولا أدري إذا كان يستطيع المغادرة فجأة هكذا.
غريفت: مبارك لك سيد مارس.
مارس: شكرا لك. ليس لدي مانع في الذهاب غدا أيضا ولكن ترك جينا والطفل صعب علي قليلا.
بولت: يمكنك تعيين حرس شخصيين لهما إذا أردت المغادرة وتركهما في أمان.
ماتياس: فكرة جيدة.
مارس: لا بأس بها. حسنا ما رأيكم بالرحيل بعد غد فأنا أنوي قضاء ليلة أخيرة معهما.
بولت: لك ذلك سيد مارس.
غريفت: تم تحديد موعد مأمورياتكما، نستأذنكما الرحيل.
ماتياس: ولم الاستعجال؟
بولت: أوامرنا لليوم تقتضي أن نحدد موعد رحلتكما، ولقد أنجزناها.
يغادر بعدها بولت وغربفت القصر وتنزل كارلا وجينا من الغرفة وتقول كارلا: هما دائما مستعجلان؟ أم هما خجولان فقط؟
جينا: من كان هذان الرجلان يا مارس؟
مارس: شخصان مهمان بالنسبة للبشر الذين يحاربون ضد الشياطين.
كارلا: وماذا أرادا هذه المرة؟
ماتياس: لقد تم تحديد موعد مأمورياتنا أنا ومارس.
كارلا تندهش وتقول: ماذا؟! متى ذلك؟ ألم تكن بعد أسبوع؟!
ماتياس: تبين أن الأسبوع هو فترة ظهور الياقوت بعد اكتشاف الزمرد ولكن مارس ظهر قبلها لذا فالمطلوب موجود وتم ترتيب الإجراءات كاملة.
كارلا: هكذا إذاً. ومتى ستغادران؟
ماتياس: ألن تأتي معنا؟
كارلا: كلا أريد البقاء ومساعدة جينا في تربية ماتي الصغير.
ماتياس: هذا ما تريدين إذاً، لن أحرمك ذلك.
مارس: ولكن ألا بأس بتركهما وحيدتين هكذا مع طفل؟
ماتياس: لن يكونا وحيدتي، سأعين لهما بولت وغريفت حرسا لهما. وسأدع بعض الظلال يعيشون في ظليهما.
مارس: لا بأس من المغادرة إذاً.
ماتياس: بالضبط.
ينادي عليهم هارولد بعدها لتناول العشاء ويتعجبون من مضي الوقت وعدم تناولهم للغداء حتى ويذهبون ليأكلوا عشاءهم ويعودون لغرفهم ليرتاحوا وفي صباح اليوم التالي.
كارلا تستيقظ وتقول لماتياس: مستعد للذهاب للنقابة؟
ماتياس: لا أنوي الذهاب اليوم.
كارلا: ولم ذلك؟
ماتياس: أريد قضاء آخر يوم لي مع زوجتي أليس ذلك من حقي؟
ثم يلاعب شعرها قليلا ويضع يده على وجهها وتقول له: بلى إنه من حقك.
بعد أن يجزا نفسيهما تنادي عليهما كريستا للإفطار ويناديها ماتياس للغرفة وتقول له بتردد: مرحبا سيداي، هل يمكنني مساعدتكما بشيء؟
ماتياس: أخبرتني كارلا عن أنك تحبين الحياكة وأنك موهوبة.
تحمر خجلا وتقول له: لست بتلك المهارة فعلا.
ماتياس: ولكني رأيت بعض تصميماتك وأعجبتني لذا فكرت أن أمنحك مشروعا صغيرا لتري الناس إبداعك وسأكون داعمك والأول والممول لك.
كريستا: إن هذا من كرمك يا سيدي ولكني لا أعرف إن كنت أستحقه.
ماتياس: بلى، أنت تستحقينه بجدارة.
يخرج ألماسية من جيبه ويقول لها: هل ستكفي هذه لافتتاح مشروع صغير؟
تنظر لها كريستا باندهاش وتقول لها: إنها أكثر من كافية لبداية مشروع متوسط حتى!
ماتياس: حسنا مشروعك سيكون كالتالي، ستصممين ملابس جميلة وتبيعينها في متجر خاص بك، هل تريدين هذا أم تفكرين في آخر؟
كريستا تنزل من عينها دموع وتقول له: افتتاح متجر! هذا أكبر من أحلامي الصغيرة، كل ما تمنيته هو فقط تطريز ملابس وتصميمها للأشخاص الذين أهتم بهم ولكن بيعها أمر كبير جدا علي.
ماتياس: واثق من أنك ستحققين نجاحا باهرا.
يعطيها الألماسية ثم تبكي بعدها وتقول له: شكرا لك يا سيدي، أعدك أني لن أخذلك في وضع ثقتك بي.
ماتياس: ابذلي جهدك.
يغادر بعدها ماتياس لغرفة المائدة ويجلس ويجد كارلا ومارس وجينا ينتظرونه ليبدأوا أكلهم.