" من المعروف أنه يمكن تهجين نوعين من فصيلة واحدة ولكن لتزاوج الفصائل المختلفة يتطلب الأمر حظا وافرا وكمية مانا هائلة لدى الوالدين أي أن يكونوا ملكيين أو ذوي طبقة عليا لئلا يصاب أحدهما بضعف سحري بعد تزويجهما ولا يولد لهما طفل يحمل مواصفات ضعيفة ويكون متصفا بقدرات عالية من كليهما".(من مذكرات الرحلة العظيمة للملك داريوس الفصل 9بعنوان تهجين الأجناس شيء عادي أم مستحيل).

مارس: سيد ماتياس، نريد أن نذهب للغابة اليوم لعمل طقوس ميلاد ماتي.

ماتياس: لا أرى مانعا يمكنكما الذهاب.

مارس: أدعوكما بكل تواضع للانضمام لنا هناك ومقابلة بعض أعضاء عائلتنا هناك والتعرف أكثر على ثقافة التنانين.

ماتياس: هذا جميل ولكن، ما رأيك يا كارلا؟

كارلا: لنذهب لا بد أنها ستكون أمسية جيدة.

ماتياس: ما دامت كارلا ذاهبة لا أرى سببا للبقاء، متى سيكون موعدها؟

مارس: بعد غروب الشمس سنبدأ وفي المساء ستكون هناك وليمة واحتفال.

ماتياس: سنوافيكما هناك.

مارس: شكرا لك سيد مارس لقبولك دعوتنا.

ماتياس: إنه ميلاد ابن صديقي المقرب كيف لي ألا أذهب؟

مارس يفرح وترتسم تعابير البهجة على وجهه ويقول: أنت تعتبرني صديقك المقرب! لست سوى تابع لك.

ماتياس: لا، لا أراك تابعا بالأساس أنت شخص أقدره وأحترمه.

مارس: يسرني أنك تراني كذلك.

ماتياس: لست بحاجة بمناداتي سيد أكثر من هذا فنحن رفيقان بعد كل شيء.

مارس: لا يمكنني مناداة سيدي بدون لقبه.

ماتياس: هذا أمر.

مارس: سمعا وطاعة ماتياس.

" لقد أفلح هذا مجددا". يقول ماتياس في نفسه.

ماتياس: هذا أفضل بكثير.

تضحك بعدها كارلا وتقول: هذا أمر غريب حقا.

ماتياس: وماذا ستفعلان نهار اليوم؟

جينا: سنذهب للغابة لإخبار الآخرين هناك وتجهيز الوضع لليلة.

ماتياس: ممتاز. أظنني وكارلا سنكون هنا ليس لدينا جديد لليوم.

مارس ينهض بعد أن يكمل الجميع إفطارهم ويقول: حسنا، يجب أن نذهب الآن. نستميحكم عذرا.

تنهض بعده جينا ويغادران ومعهما ماتي اتجاه الغابة وفي تلك الأثناء.

كارلا: إنهما لطيفان.

ماتياس: لقد كنت أظن التنانين كائنات مرعبة ولكنهما استثنائيان.

كارلا: وماتي كذلك إنه ظريف للغاية بالنسبة لطفل تنين.

ماتياس: نعم، لا بد أنه مميز لهما فهو ابنهما الأول بعد كل شيء.

كارلا: متشوقة لحفلة الليلة.

ماتياس: ماذا يمكننا أن نفعل حتى يأتي الموعد؟

كارلا: يمكننا الخروج في رحلة حول العاصمة بما أنها فرصة أنك معي اليوم.

ماتياس: أُأْمري كما تريدين آنستي فأنا خادمك لليوم.

كارلا: يالك من زوج محترم!

ماتياس: إلى أين تنوين الذهاب اليوم؟

كارلا: أغلبية الأماكن ذات تكلفة عالية لذا يمكننا الذهاب للحديقة العامة فهي جميلة ومناسبة السعر أيضا.

ماتياس: لا تخافي على النقود فلقد حصلت على البعض منها سابقا.

ثم يخرج ما في حقيبة جيبه فيجد هناك أربعة وعشرين ألماسية. تنظر لها كارلا باندهاش وتقول متعجبة: كيف حصلت على كل هذا القدر من المال؟!!

" ذلك الشقي مارس! أخبرته أن يحتفظ بنقوده لنفسه والآن هذا ما سيحدث". يفكر ماتياس بينما يقول لكارلا: هذه من مهمة تهدئة جينا ومارس.

كارلا: إنها كثيرة جدا أكل هذا لتنينين فقط؟؟؟! أأنت متأكد؟

ماتياس: هما تنينان في النهاية.

يقول لها بعد أن يغلق حقيبة النقود: يمكنك تمني ما تريدين اليوم وسأحققه لك.

كارلا: يمكننا أن نمر بالنقابة في طريقنا.

ماتياس: إنها فكرة جيدة، حسنا لنتجهز للخروج.

يذهبان بعدها لغرفتهما ويبدلان ملابسهما لجديدة ويقول ماتياس: كريستا مبدعة فعلا! من كان ليظن أنها تصمم بهذه الإحترافية؟

كارلا: لقد أخبرتك عن ذلك.

ماتياس: لا يمكنني تكذيب كلامك ولكن، هذه المرة فاقت توقعاتي.

يكملان تغييرهما ويخرجان ليجدا هارولد واقفا بعد تنظيف المائدة ويقول لهما: خارجان في موعد اليوم؟

يحمر وجه كارلا بعدها ويقول له ماتياس: شيء من هذا القبيل.

هارولد: أنصحكما بمتنزه (شانزليه) الكبير فهو محط أنظار جميع من في العاصمة لقضاء وقت عائلي سعيد وهو أيضا وجهة العديد من الأزواج من الطبقات النبيلة للمواعيد الغرامية.

ماتياس: يبدو جميلا، ما رأيك بالذهاب؟

كارلا تهمس: موعد غرامي،؟!!! طبقات نبيلة؟!! لم لا؟

كارلا تتحمس بعدها وتقول: بالتأكيد.

يضحك ماتياس ضحكة خفيفة ثم يقول لها: طلباتك أوامر سيدتي.

كارلا: حسنا أيها الخادم الظريف دعنا نذهب للنقابة الآن.

ماتياس: كما تأمرين سيدتي.

يعودان لغرفتهما في الأعلى وتقول كارلا: نستطيع أن نستحم أولا ثم نذهب للمتنزه.

ماتياس: لا أرى مانعا لذلك. يمكنك الدخول أولا لأنني سوف أطيل قليلا بالداخل.

كارلا تصمت للحظة وتقول بعدها بوجه محمر وطريقة مترددة: عندما قلت نستحم قصدت معا.

ماتياس يندهش للحظة ثم يقول لها: معا!!؟

كارلا: ن.. نعم معا. ألسنا زوجين؟ إذا لم ترد فلا أمانع.

ماتياس: بلى، نحن كذلك ولكن. أتريدين ذلك فعلا؟

كارلا: لن أطلب ما لم أرد ثم، إنه آخر يوم لي معك لسنة قادمة لا أريد قضاء لحظة بعيدا عنك فيه.

ماتياس يحس بعاطفة قوية بعد سماع ذلك من كارلا ويقول بعدها: وأنا أيضا يؤلمني فراقك بعد اليوم.

كارلا تحتضن ماتياس وتقول له بعدها: دعنا لا نضيع الوقت هنا فقط ولننجز ما علينا.

ثم تجر ماتياس بعدها نحو غرفة الاستحمام التي كانت كبيرة جدا وبها ينابيع ساخنة تكفي لعمل حمام جماعي مع عشرة أشخاص آخرين.

كارلا تفلت يد ماتياس بعد ذلك وتطلب منه أن يتناول منشفة وينزع عنه ملابسه ليستعدا لحمام لن ينسياه أبدا.

يضع ماتياس على نفسه المنشفة ويلتفت ليجد كارلا رابطة شعرها لأعلى وترتدي منشفة استحمام أيضا وهي محمرة الوجه من الخجل ويلتفت عائدا بسرعة لأنه خجل أيضا من رؤيتها هكذا. " لا داعي للإحراج، يمكنك أن تنظر نحو هذا الاتجاه". تقول كارلا بتردد.

" يمكنني الاستحمام في ذلك الجانب إذا أردت". يرد ماتياس.

" وما الفائدة حينها من الحمام المزدوج؟! ". تقول كارلا بعد أن تمسك يده وهو يخطو في الاتجاه المقابل.

" ح.. حسنا". يرد لها ماتياس ثم يلتفت مجددا نحوها وهي ممسكة بيده ويقول لها: يمكنك إفلاتي بعد الآن فأنا لن أذهب لمكان.

تترك يده وتقول له: س.. سوف أعطيك غسيل ظهر أولا.

ماتياس: ل.. لا مانع لدي.

يجلس ماتياس بعدها في إحدى مقاعد الحمام ويقول لها: في رعايتك.

تقف كارلا وراءه وتقول في نفسها: صحيح أننا ننام معا ولكن هذه أول مرة ألاحظ فيها كبر حجم زوجي العزيز وعرض ظهره.

بعد أن تتأمل في تفاصيله للحظات وتسرح بتفكيرها بمظهر عضلاته المشدودة وجسده المليء بعلامات الإصابات من معاركه وتدريباته السابقة، يقول لها ماتياس بصوت خفيف: كارلا!

" نعم! آسفة لقد شرد ذهني قليلا". ترد كارلا بسرعة.

ماتياس: لا بأس إذا لم تريدي فأنا أستطيع إنجازها وحدي.

كارلا: لا لا لا، أنت هنا بطلب مني ولا يمكنني خذلانك.

ثم تأخذ بعدها إناء به ماء ساخن وتقول له: هذه مياه ينبوع حارة سأبدأ بغسيل ظهرك منها.

ماتياس: تفضلي.

تسكب كارلا من الماء على ظهره وتلمع عضلاته منه وتبدأ بغسله بقطعة استحمام ذات ملمس حريري ناعم ومريحة ويتبادلان أطراف الحديث قليلا بينما تواصل ما تفعله وعندما تصل لأقصى عموده الفقري تجد الندبة التي كان جرحها سبب موته تتوقف فجأة لتقول له: كيف حصلت على مثل هذا الجرح.

يلتفت لها لتلحظ أن الجرح يستمر حتى يخرج من بطنه ويقول لها: حصلت عليه في إحدى حروبي القديمة، كنت أظن أنني لن أنجو ولكن كان هناك رجل رحال استخدم علي سحرا مذهلا وعالجني، من ذلك اليوم وأنا أسافر لأجد طريقة لتعلم كيف أكون شخصا مفيدا للآخرين مثله.

ثم يواصل في نفسه: يالهذا الكلايدون! لماذا لم يمح هذا الأثر بالكامل؟

" لهذا أصبحت رحالا إذا! ". تقول له كارلا.

" سأبدأ بغسيل شعرك بعد هذه". تواصل كارلا كلامها بعد التوقف للحظة وانتهاءها من ظهره.

ماتياس: حسنا.

تبلل له شعره وتأخذ بعضا من غسول الشعر بجوز الهند لتفركه بشعره الأسود الطويل الناعم الذي كان يصل لأكتافه وتقول له: شعرك طويل جدا.

" هل يتوجب علي قصه؟ ". يقول لها ماتياس.

كارلا: كلا، أحب مظهرك بالشعر الطويل.

ثم تواصل غسله وتقول له: أغمض عينيك حتى لا تدخل الرغوة فيهما.

تبدأ بسكب الماء عليها وتقول له: هنيئا لك أنت جديد تماما الآن.

" شكرا جزيلا". يرد لها ماتياس ثم يلتفت نحوها ليجدها محمرة الوجه لتقول له مترددة: حان دورك الآن.

تجلس بعدها كارلا على المقعد قربه وتقول: اعتن بي جيدا رجاء.

ماتياس: ح...حسنا.

يتناول ماتياس ماء الينبوع الساخن ويقول لها: ها أنا ذا.

يسكب بعضا منه عليها وتقول كارلا باستحياء وصوت حاد: آه.

يحمر وجهه بعدها ليقول لها: آسف! هل هو ساخن جدا؟

" كلا كلا، واصل". ترد له كارلا بوجه محمر. يأخذ قطعة الاستحمام ليغسل ظهرها ويقول في نفسه: إنها من الجنس اللطيف كما يقال حقا. يالظرافتها وضآلة حجمها الجميل!

يبدأ بغسلها لتتأوه لها مجددا، يتوقف ماتياس للحظة ثم يواصل بعدها مرة أخرى بينما يفاتحها الحديث عن حياتها الحالية وكيف هي أيامها الأخيرة في القصر والرفاق لتسرح عن موضوع الاستحمام قليلا، تستمر محادثتهما فترة قصيرة لينتهي من ظهرها ويقول لها: حسنا، بقي أن أمسح عليه بالماء فقط.

" تفضل رجاء". تقول له كارلا. ثم يشطف ظهرها بالماء ويسيره بيده ليقول في نفسه: ناعم جدا! زوجتي لطيفة للغاية!

بينما يلمسها بيده لا تستطيع أن تكتم تلك الأصوات أكثر من هذا لتقولها هذه المرة بصوت أعلى ووجه محمر جدا: آاه.

يتوقف ماتياس فجأة ويقول لها: آسف! يمكنني التوقف هنا.

كارلا: ك.. كلا، يمكنك المواصلة.

" حسنا، لم يبق لي غير شعرك الآن". يقول لها ماتياس ثم يواصل: أي نوع تحبين من هذه؟

كارلا: أفضل اللافندر البنفسجي.

يتناول ماتياس غسول الشعر الذي طلبته يفك ربطة شعرها الطويل ويسكب بعضا من الماء على شعرها البني الناعم ويفاتحها المحادثات مجددا حتى تتجاهل غسيل الشعر وتسرح هي بالمواضيع حتى ينتهي منه ويقول لها: حان وقت إغماض العينين.

كارلا: ماذا؟ كيف تفعل ذلك بهذه السرعة؟!

ماتياس: هذا سر المهنة.

" حسنا حسنا يا سيادة الزمرد ماتياس". ترد له كارلا ثم تغلق عينيها ويسكب الماء على ذلك الشعر الحريري الذي يندهش من لمعانه ويقول بعدها: انتهينا الآن.

كارلا: أشكرك على حسن تعاملك معي.

ماتياس: لا شكر على واجب.

يذهبان كلاهما بمناشفهما للغرفة ليبدلا ملابسهما وهناك تخرج له كارلا بعضا من الملابس الجديدة التي لم تره إياها سابقا وتقول له: حسنا أنا من ستختار ملبسك اليوم.

ماتياس: تفضلي إذا، لا أمانع ذلك.

تختار له من بين العديد من الصيحات واحدة تخص السيافين المذكورين في بعض أساطير مملكتهم يسمون ب(هيراغي ريو) كانت طريقة لبسهم كالتالي: قميص بأكمام طويلة وبنطال ذوا لون أبيض ناصع ويمر بهما نقش لتنين أسود وجراب يسار البنطال لوضع السيف به مع حذاء جلدي مطلي باللون الأبيض الناصع يصمم حسب مقاس قدم الهيراغي وقفاز حريري قصير أبيض اللون ينتهي قبل معصم اليد لأنه ضيق جدا ويحد من حركته يصمم حسب يد الهيراغي أيضا.

وبعد أن تختار له هذا التصميم ليرتديه وتقول له: هناك شيء ناقص. أوه نعم، إنه الخاتم الأسود.

تلبسه ذلك الخاتم في بنصر يده اليسرى وتربط له شعره للخلف وتقول له: الآن أنت تبدو مثل الهيراغي ريو فعلا!

ماتياس ينظر لنفسه في المرآة مندهشا من منظره الجديد ويقول لها: إنه جميل للغاية، لم أكن أظن أنني قد أحيد عن لبس الساموراي يوما.

كارلا: أنت لا تزال ساموراي، ثم هذه ملابس سيافين أيضا لذا لا فارق كبير.

ماتياس: أنت محقة إنها لسياف فعلا! حتى هذا الجراب مميز جدا.

يضع سيفه في الجراب ويقول لكارلا: ماذا تفضلين أن ترتدي اليوم؟

كارلا: يمكنك اختيار واحدة من هذه لي.

تشير له لعدة فساتين تبدو جميعها مذهلة ويقول لها: حسنا أنا لست جيدا في الخيارات المتعددة ولكن أظن أن هذا مناسب معك فهو يمثلك كثيرا.

يتناول فستانا بنفسجيا ذو أكمام قصيرة تنتهي مع الكتف وبه ألماسات فضية لامعة منثورة على منطقة الصدر وتقول له: أنت تعرفني أكثر من نفسي حتى!

ماتياس: من يجب أن يعرف زوجته أكثر من نفسه؟

تتناول كارلا قفازات حريرية طويلة بنفسجية اللون ومعها خاتم فضي البلورة وحذاء ذو كعب عال بنفسجي اللون تلف كارلا شعرها للخلف وتترك خصلتين نازلتين من الأمام وتضع قرطين فضيين مع مرطب شفاه قليل بلون بنفسجي ويقول لها: ينقصك شيء ما؟

كارلا: ماذا؟

يأخذ تاجا فضيا صغيرا ويضعه على رأسها أمام ربطة شعرها ثم يقول لها: هذا ما ترتديه الملكات.

تحتضنه وتقول له: لا تدرك فقط كم أحبك!

ماتياس: أنا أيضا لا أدرك كم أحبك.

ثم تقول كارلا لماتياس: أتدري شيئا؟

ماتياس: ماذا؟

كارلا: كل ما رأيته من ملابس صممته كريستا بالأيام السابقة فقط، ولكنها لم تردني أن أخبرك.

ماتياس يندهش من ذلك ويقول لها: والتي بالأمس؟

كارلا: هي أيضا إنجازاتها ولكنها لم تجتهد معها كثيرا مثلما فعلت مع هذه.

ماتياس: إنها أعجوبة فعلا! فتاة موهوبة بصدق.

كارلا: نعم كما وأنها تحب المحادثات وعملها كثيرا.

" أرجو أن تساعدها تلك الألماسية جيدا مع أنني أظنها قليلة، لا بد أن أضيف عليها ألماسيتين أخريين". يفكر ماتياس للحظة وتقول له كارلا: ماتياس، ماتيااس!

ماتياس: ن.. نعم.

كارلا: أين شردت بذهنك؟

" مع إبداعات كريستا، لا أعرف كيف تنسق بين عملها هنا وهوايتها الشخصية". يرد ماتياس.

كارلا: نعم بالرغم من أنها ذات 17عاما فقط.

ماتياس: بهذه المناسبة كريستا لا تبدو بهذا العمر الصغير فعلا.

كارلا: ماذا؟ كم كنت تظنها؟!

ماتياس: أفضل عدم الإجابة.

كارلا: كلا هذا ليس تفضيلا، ماذا كنت تظنها؟

ماتياس: بعمرك أو أقل بعام.

كارلا: ماذا؟! كيف لك أن تقول هذا؟

ماتياس: لهذا السبب امتنعت عن الإجابة. ولكن انظري للجانب الإيجابي لا يزال أمامها عمر طويل لتعيشه.

" نعم كذلك، كما وأنها فتاة مثابرة! تستطيع أن تنجز ما تريد عند وضعه نصب عينيها". ترد كارلا.

ماتياس: لا بد أن أكافئها، دعينا ننزل الآن حتى لا يمر وقتنا كثيرا هنا.

ينزلان بعدها ويجدان هارولد وكريستا بالأسفل.

كريستا: مرحبا بالأميرة كارلا والهيراغي ريو ماتياس.

ماتياس: مرحبا بمبدعتنا كريستا، أخبرتني كارلا أن هذه تصميماتك الخاصة.

كريستا تقول بخجل: لست مبدعة لهذه الدرجة، فهذه مجرد تصميمات بسيطة صنعتها خصيصا لكما.

ماتياس: لا أراها بسيطة إطلاقا! بل إنها إبداع منك.

كريستا: ه.. هذا كثير عليها.

"أووووه وهووو انظروا لهذا! إنه زمرد يرتدي تصميماتي الخاصة! من كان يتوقع أن يكون زمرد وزوجته أول مجربي صيحاتي؟ انتظروني أيها العالم سأنافسكم عما قريب". تقول كريستا في نفسها بفرح بينما تقول كارلا: ألم تذكر شيئا عن مكافأة ما يا زوجي العزيز؟

ماتياس: لم أنسها أبدا.

" أي مكافأة هذه؟ ". تفكر كريستا بينما يخرج ماتياس ألماسيتين يعطيهما لها.

" ماذا؟ مهلا توقف؟! عقلي لم يستوعب أنني أمتلك ألماسية واحدة فكيف تعطيني اثنتنين معا الآن؟ سوف أصاب بسكتة قلبية بعد لحظات على الأرجح". تفكر كريستا بينما يقول لها ماتياس: اعتبريها مكافأة على مجهوداتك وإضافة صغيرة للسابقة.

" كلا! ليست إضافة صغيرة مطلقا! هذه تكفي لعام كامل بالنسبة للذين في مثل عمري هنا في العاصمة! كيف لي أن أستخدمها حتى؟! وهل يجد الزمرد هذه النقود ملقاة على الأرض بسهولة فقط هكذا؟! ". تفكر كريستا مجددا بينما تقول: كلا لا أستحقها هكذا، إنها مجرد هدية لك سيدي.

ماتياس: حسنا، هذه أيضا هدية مني لك.

كارلا تنظر لها بابتسامة وتقول: يستحسن ألا ترفضي هدايا ماتياس.

كريستا: ولكن.

تقاطعها كارلا بوضع سبابتها في فمها: بدون لكن يا عزيزتي، يستحسن أن تأخذيها حتى لا تندمي.

ماتياس يضحك ضحكة خفيفة ويقول: لقد غلبتني حقا.

كريستا تحمر خجلا وتقول: ح.. حسنا، سأكون عند حسن ظنكما دوما.

" فتاة جيدة". ترد كارلا بعد ذلك ويقول لها هارولد: لقد جهزت لكما عربة حصين مجنحة لتوصلكما لوجهتكما.

كارلا: شكرا لك يا هارولد ولكن، نريد أن نتمشى في العاصمة فاليوم طقسه جميل حقا.

هارولد: كما تأمرين آنستي. ولرحلة المساء هل ترغبين بالعربة أم بالسير أيضا؟

كارلا: هل تتطلب رحلة مارس عربة يا ماتياس؟

ماتياس: نعم لأن وجهتنا بعيدة للغاية.

هارولد: كما تأمران يا سادة، ستكون توصيلة المساء جاهزة وسيعيدكما قبل منتصف الليل بقليل.

ماتياس: سيكون هذا أفضل بكثير، شكرا جزيلا لك يا هارولد

هارولد: اعذراني الآن.

ماتياس: تفضل.

2024/07/01 · 36 مشاهدة · 2368 كلمة
نادي الروايات - 2025