يغادر ماتياس وكارلا القصر بعد ذلك لشوارع المدينة التي كانت مكتظة بالناس والزينة تملأ الطرق وطلتهما غطت على كل ما كان هناك ولفتا انتباه وأنظار الجميع وأصبح الناس يتوافدون عليهما: إنهما الزمرد ماتياس وزوجته كارلا. هذه أول مرة يمران بها من هنا. أووه انظرا لبهائهما، لا بد أنهما في رحلة زوجية اليوم، آنسة كارلا تبدو براقة اليوم أي ماركة تظنينها ترتدي؟ لا أعلم ولكنها رائعة بصدق! وأيضا سيد ماتياس إنه هيراغي فعلا. لا بد أن لديهما مصمما شخصيا مميزا فأنا لم أر مثل هذه الخامات يوما ثم إنها متقنة جدا. كارلا جميلة بحق يا هذا، يالماتياس المحظوظ بالزواج منها أتمنى أن تنظر لي. أوي اهدأ يا هذا إنه ينظر نحوك لو سمعك أراهن أنه سيمحوك من الوجود بلحظة.

بطريقة ما يتخلصان من الحشد المتجمع حولهما ليواصلا مسيرهما حتى يقابلا أحد المغامرين الجدد المتحمسين في الطريق ويتوقف أمامهما.

"سيد ماتياس، سيد ماتياس، هلا توقع لي هنا!". يقول له المغامر.

" حسنا لا أمانع". يرد له ماتياس ثم يوقع له بعدها على فأس تبدو متقنة الصنع.

" أين رأيت الرمز على تلك الفأس؟ أظنه كان في ورشة غريغور". يفكر ماتياس بينما يقول للمغامر: هل تشتري أسلحتك من غريغور عادة؟

المغامر: هل تعرف والدي؟

" لقد عرفت ذلك!". يفكر ماتياس ثم يقول للمغامر: نعم لقد صادفته مرة في مدينة (الأحجار العتيقة) منذ مدة ليست ببعيدة.

يفرح المغامر ويقول: والدي قابل شخصا رائعا مثلك ولم يخبرني.

ماتياس: لا يمكنني لومه فعندما قابلته لم أكن مغامرا حتى.

المغامر يهدئ من روعه قليلا ثم يقول: أدعى (كيم) وأنا مغامر برتبة بلاتين (خام) إنه لشرف لي مقابلة زمرد شخصيا ومعرفة أنه من معارف والدي كذلك.

ماتياس: وأنا مسرور لمقابلة الجيل الواعد كذلك.

كيم: سيد ماتياس، لدي طلب رجاء.

ماتياس: أطلب وسأرى ما إن كان بإمكاني التنفيذ.

كيم: أريدك أن..... أممم، حسنا....

ماتياس: لم التردد يا غلام؟

كيم: كما تعلم...... كيف أقول لك ذلك؟

كارلا تضحك عليه وتقول: ماتياس عزيزي، ألا ترى أنه خجل لقول ما يريد، يجب أن تعرف بصفتك زمردا ومغامرا أقدم منه.

ماتياس: ماذا؟ لست أفهم ما يجري هنا!

كارلا: حسنا لنكون أكثر وضوحا، يريد منك أن تذهب معه في مهمة ليرى قوتك في المعارك عن قرب.

يزداد تحمس كيم بعد أن تحدثت كارلا بدله ثم يقول بشغف: كما قالت الآنسة يا سيدي. أريدك أن تساعدني في مهمة، وأنا معجب كبير بك وأريد أن أكون مغامرا يستحق أن يكون يدك اليمنى.

ماتياس: هكذا إذاً، لا أرى مانعا في الذهاب معك في مغامرة ولكن أنا آسف فعلا، فاليوم أنا في إجازة.

يحبط كيم ويقول له: غدا إذاً، أو أي يوم آخر تريده رجاء.

ماتياس: اصعد للألماس (المصقول) وستكون رفيقا جيدا لي.

كارل يتحمس من جديد ثم يقول له: بكل تأكيد إن كان هذا ما تطلبه.

ماتياس: أراك لاحقا.

يغادران بعدها ويواصلان في طريقهما وتقول له كارلا: أنت تعرف أن الصعود للألماس سيأخذ منه عام تدريب في إحدى (المناطق المظلمة).

ماتياس: لم أرد إحباط عزيمته في المغامرات الكبرى، ثم أردته أن يصبح أقوى. ما رأيك بالذهاب لمتجر الزهور ذاك فأزهاره تبدو جميلة.

كارلا تمسك يد ماتياس من عضده وتقول له: لدينا اليوم كله معا لذا لنستمتع به.

وتذهب به لصاحب الزهور. " مرحبا بالسادة تفضلوا تفضلوا". يحييهما صاحب المحل بابتسامة عريضة.

يدخلان المتجر وتبدأ كارلا بالتأنل في مختلف الأنواع وتلفت ماتياس نحوها كلما رأت واحدة أعجبتها في النهاية يأخذ ماتياس زهرة بنفسجية ويضعها بجانب تاجها ويقول لها: هكذا أجمل.

صاحب المحل: كما لو أن الكرة أظلمت للحظة لتضيئيها لنا ببهائك يا آنستي.

كارلا تضحك ضحكة خفيفة وتقول له: شكرا لكما لكن، هل تبدو هكذا فعلا؟

ماتياس: إنها ما لم تتخيليه إطلاقا.

يناولهما صاحب الزهور باقة زهور من البنفسج وتحملها كارلا، يشكرانه ويخرجان ليواصلا مسيرهما حتى يصلا النقابة وهناك.

ناثان: رجاء ساندرا! أعطتي مهمة ألماسية.

ساندرا: آسفة ناثان ولكن القوانين قوانين، لم لا تكتفي بالبلاتينيات؟

ناثان: وكيف سأسمي نفسي صديق ماتياس المقرب؟

غريفت يمسك بناثان من ياقة قميصه يرفعه عاليا ويقول له: حسنا أيها القصير لا مزيد من المتاعب، أنت تعطل سير عمل المغامرين غيرك هنا.

ناثان يصرخ ويركل في الهواء بدون فائدة بينما يقول له: أوي أيها السمين أفلتني!

بولت يضحك ويقول له: حتى هذا القزم يعرف أنك سمين، ههههه.

غريفت: لم أطلب رأيك أيها الأصلع.

يدخل عليهم ماتياس وكارلا ليلفتا أنظار الجميع وبينما يتجادل أولئك الثلاثة يفلت غريفت ناثان ويركضان نحو ماتياس ليركعا تحته ويقولا له: صباح الخير يا سادة، لم نتوقع زيارتكما هذه.

ماتياس: صباح الخير، بلى لأن كارلا أرادت أخذ جولة هنا.

غريفت: من دواعي سرورنا مرافقتكما كحراس، لأننا نعرف أن حياتكما بدأت بالتغير.

ماتياس: لا لا داعي فعلا نستطيع تدبر الأمر.

غريفت: نعتذر إذا عن الإزعاج ومقاطعة جولتكما.

ماتياس: تفضلا بالإنصراف.

بولت: عن إذنكما.

يغادر بولت وغريفت بعدها ويركض ناثان نحو ماتياس ليقفز عليه ويقول: ماتياس عزيزيييي تعال رجاء لدي طلب لك.

كارلا تنظر نحوه بعين حمراء وتقول له: وما نوع هذا الطلب؟

ناثان يلاحظ أنها في قمة الغضب ويقول لها: أعتذر آنسة كارلا ولكنني لن آخذ منك ماتياس اليوم.

كارلا: وماذا تريد منه إذا؟

ناثان: أريده أن يخبر ساندرا أن تعطيني مهمة ألماسية.

ماتياس: هكذا فقط!

ناثان: نعم لا أكثر من ذلك.

كارلا: أرى أنه لا بأس.

ماتياس: كما تريدين.

يتوجهون لساندرا بعدها وترحب بهم.

ماتياس: مرحبا ساندرا. أعط ناثان مهمة ألماسية رجاء.

ساندرا: ولكن يا سيدي هذا غير مسموح، يجب أن يكون في فرقة أولا أو أن يكون أعلى من رتبة المهمة.

ماتياس: حسنا أعطني المهمة التي يريدها ناثان.

ساندرا تحك شعرها قليلا وتقول: حسنا ولكن بهذا أبرئ ذمتي إذا مات ناثان أو أصيب.

ماتياس: لا تلق بالا فهو لن يموت على أحسن تقدير.

ناثان ينظر له باندهاش ويقول: بأحسن تقدير!؟ ماذا تظنني يا ماتياس؟

ماتياس: آسف ناثان ولكن هذه قوانين العالم.

ناثان: أعطني المهمة إذا، سوف أريك أنه يمكنني تحدي قوانين العالم.

يسلمه ماتياس ورقة المهمة ويقول له: على أي حال، سوف أواصل رحلتي مع كارلا.

ناثان: رافقتكما السلامة.

يغادران ناثان ويلاحظان أن الأنظار كانت موجهة لهما بعد حوارهما مع ناثان ويتهامسون: هل يتحدث مع الزمرد بطبيعية هكذا؟ لكن السؤال هو هل يتحدث الزمرد مع ذوي رتب صغيرة بهذه الطريقة عادة؟ على الرغم من أنني ألماس إلا أنني لا أجرؤ على التحدث بهذه العفوية مع زمرد مثله. لكن زوجته لفي مستوى جمال آخر انظر لتلك الخصلتين كيف تتمايلان مثل تساقط أزهار الكرز في الربيع. أظنني لن أرى اللون البنفسجي مرة أخرى في حياتي يجب تركه لتزهى به وحدها يا رفيقي. كما لو كانت زهرة ملونة وحيدة في بستان مليء بالورد الأبيض، إنها تضفي بهاء خاصا بها لا يمكن مشاركته.

كارلا: أريد أن أقول لك شيئا.

ماتياس: هل مللت بهذه السرعة؟

كارلا: كلا فلقد وصلنا للتو ولكن، مارأيك بالذهاب رفقة ناثان؟! حتى لا يؤذي نفسه عبثا فأنا قلقة عليه جدا لأنه متهور دائما.

ماتياس: هذا جانب لطيف أحب رؤيته منك، وهذه الجولة مخصصة لك لذا كما تأمرين يا آنستي.

كارلا: شكرا لك سيد هيراغي.

يلحقان بعدها بناثان الذي كان يقرأ المهمة في إحدى طاولات الباحة ويقول له ماتياس: كارلا قالت أنها قلقة من أن تقتل نفسك هناك لذا سنذهب رفقتك، ولكن لا تتوقع أن أدخل معك في قتال مباشر لأنني سأكتفي بالمشاهدة من بعيد مع كارلا.

ناثان يضحك ويحضن ماتياس ويقول له: شكرا لكما، أنت آنسة لطيفة حقا يا كارلا.

كارلا تنظر نحوه بنظرات هادئة وابتسامة خفيفة وتقول له: لا داعي للشكر فقط أردت رؤية عمل المغامرين عن قرب.

ماتياس: وما هي مهمتك هذه؟

ناثان: إنها عن ملكة عناكب الكارثة، طلب مني قتلها وإحضار رأسها.

ماتياس: ملكة عناكب الكارثة إذا، هل تعرف ما ينتظرك هناك؟

ناثان: أعلم أن العناكب قوية ولكني كنت أتدرب على مختلف الوحوش قبل ترقيتي لبلاتين.

ماتياس: بلى أعرف أنك مجتهد ولكن، هذه العناكب تفوق مستواك.

ناثان: دع أمرها لي.

ماتياس: لقد حذرتك.

يغادر الثلاثة بعدها نحو الغابة الكبيرة وهناك يمشي ماتياس وكارلا خلف ناثان الذي كان يتصدى لمختلف الكائنات التي تظهر أمامهما، حتى يصلوا لقلب الغابة والذي يعرف بأنه وكر أقوى وحوشها وتظهر لهم العنكبوت الملكة بعدها.

ماتياس: حسنا، سوف نجلس ونشاهد من هنا لذا، حاول عدم إيصال المعركة إلينا.

يجلسان في شجرة قام ماتياس بقطعها للتو بضربة سيف واحدة ويشاهدان المعركة التي تدور بعدها ويتبادلان أطراف الحديث قليلا عن تهور ناثان وميف أنه سوف يصيب نفسه بشدة اليوم. يهاجم ناثان العنكبوت ويكون فرحا بقطع إحدى أرجلها يتباهى بذلك أمامهما ولكن يخبره ماتياس بأنها سوف تنمو مجددا وبالفعل تعود ليتفاجأ بها ناثان ويقول له كيف ذلك، ليرد له لأنها كارثة. تتواصل معركة ناثان والملكة لمدة تقارب ساعة يصاب فيها ناثان بمختلف أنواع الهجمات لدرجة أنه أصبح يزحف ليتحرك حتى يصل لأقدام ماتياس وينظر له ووجهه مغرق بالدماء ويقول له ماتياس: حسنا، أممم، لقد أخبرتك.

ناثان: آاااه، لن أكف عن إعادة المحاولة.

ماتياس: كلا، عليك أن تكف عن إعادة المحاولة نهائيا.

تركض خلفه الملكة وعندما تصل لماتياس تحس الملكة بهالته القوية فتقف وينظر لها نظرات حادة وتبادله النظرة.

" أوي ألا تظنين أن هذا يكفي؟". يقول ماتياس بلغة العناكب.

تنظر له العنكبوت بانذهال بعد أن تكلم بلغتها وتقول له: لماذا تتحدث بهذه اللغة؟

ماتياس: عشت حياة غريبة بعض الشيء ولكن، هلا تركت رفيقي رجاء فهو سيموت بعد هذا.

الملكة: هذا خطأه لأنه جاء لهنا وهاجمني.

ماتياس: أعتذر نيابة عنه إذا، ولمن دعيه يغادر ولن يعود.

الملكة: حسنا سوف أذهب ولكن إذا عاد فلن أتردد في قتله.

ماتياس: شكرا لك.

تغادر العنكبوت بعدها وتنظر كارلا لماتياس بتعجب وتقول له: ماذا حدث للتو؟

ماتياس: حسنا، حوار بسيط بيننا وانتهى بأنها ستغادر.

كارلا: كلا، كيف يمكن أن يدور بينكما حوار من الأساس؟ إنها وحش!

ماتياس: ما دمنا نتكلم نفس اللغة يمكننا التفاهم، أليس كذلك؟

كارلا: بلى ولكن، كيف تتحدثان نفس اللغة؟

ماتياس: لقد تعلمت بعض اللغات المختلفة أثناء رحلتي.

كارلا تنذهل من ذلك وتحضنه بقوة وتقول له: أنت لا تكف عن إدهاشي دوما.

ماتياس: شكرا لك ولكن، ماذا عن صديقنا هذا؟

كارلا: نعم لقد حذره الجميع مسبقا والآن هو في حالة يرثى لها.

ماتياس: يمكنني تعويضه بجزء من المانا خاصتي.

كارلا: ولكن هل سيتحمل ضغط المانا خاصتك فوق إصاباته؟

ماتياس: أثق بأنه سيتحملها.

كارلا: لا أدري فعلا ولكن، طالما ترى كذلك يمكنك فعلها.

" حسنا، ها أنا ذا". يقول ماتياس بينما يضع يده على ظهر ناثان الملقى على الأرض ويمرر له جزءا من المانا خاصته ويفيق ناثان من غيبته وينظر لماتياس ويقول له: هل فعلتها؟ هل قتلت الملكة؟

ماتياس: كلا، لقد أوشكت أن تموت قبل لحظات.

ناثان يشعر بإحباط ويقول لماتياس: لن أتوقف عن إعادة المحاولة حتى أنجح.

كارلا: يجب عليك العكس تماما، يجب أن تعرف أن هذا القلب مكان من مستوى آخر عنك.

ناثان: ليس بعد لن أتوقف حتى أنجح.

كارلا: ولكن... ماتياس رجاء أقنعه بالتوقف.

ماتياس: إنها غريزة فطرية لدى المغامرين ولا يوجد في العالم من يمكنه كبحها.

كارلا تتنهد عليهما وتقول: يالهؤلاء المغامرين يخاطرون بحياتهم فقط لأجل المعارك!

ناثان يسعل ويقف ويقول لها: نحن لا نخاطر من أجل المعارك، بل من أجل متعتها والفوز بها.

ماتياس: حسنا يمكننا العودة الآن، يمكنك أن تسير الآن، أليس كذلك؟

ناثان: بلى يمكنني، شكرا لك.

ماتياس: لا شكر على واجب، إنقاذ رفيق في ورطة هو مبدأنا، أليس كذلك؟

ناثان: بلى، لنواصل مسيرنا إذا.

يعودون للمدينة ويقول ماتياس: حسنا هنا مفترقنا فنحن ذاهبان نحو ذلك المكان.

يشير بعدها نحو متنزه شانزليه ويقول له ناثان: أراكما لاحقا.

يودعونه ويذهبان للمتنزه وفي الطريق كان الناس يتجمعون حولهما مجددا ولكن تملصا منهم مرة أخرى حتى وصلا لوجهتهما وهناك.

موظف الاستقبال: مرحبا بكما في منتزه شانزليه.

ماتياس: نريد تذكرتي دخول.

الموظف: تذكرتان خاصتان للسيد الزمرد والآنسة زوجته، حسنا تفضلا.

ماتياس: شكرا لك، كم حسابهما؟

الموظف: نحن لا نتقاضى من الزمرد أجرا، إنها على حساب المتنزه، استمتعا بوقتكما رجاء.

يدخلان المتنزه ويقول ماتياس: إنها عطيبة فعلا حياة الزمرد هذه!

كارلا: يجب أن تعتادها، فأنتم أمل العالم.

يتجولان في الحديقة قليلا ويراقبان مختلف أنواع الكائنات السحرية وتدهشهما فصائل لم يروها مسبقا، يتوافد عليهما بعض الأشخاص من الطبقات الراقية هناك ويدعوانها لتناول وجبة خفيفة معهم والجلوس لشرب الشاي والحديث قليلا لكن هذه المرة لا مفر لذا يذهبان مع هؤلاء الرفاق الأربعة. يجلسون في طاولة قرب نافورة الماء وخلفهم قفص للقرود ويبدأزن حوارات صغيرة.

الولد الأول: يشرفنا أنكم قبلتم دعوتنا الأنانية هذه.

ماتياس: لنا شرف قبولها.

الفتاة الأولى: نحن هنا لأن هذا آخر يوم لنا في العاصمة هنا لذا أردنا قضاء بعض الوقت الممتع.

الفتاة الثانية: ولحسن حظنا قابلنا سيادة الزمرد ماتياس والآنسة ملكة جمال العالم كارلا، أليس هذا يوما مميزا.

يحمر وجه كارلا قليلا وتقول: ملكة جمال؟! لست ملكة جمال للعالم يا أنت!

الفتاة الثانية: كلا، لا تبدي تعابير الخجل الظريفة تلك، أنت ملكة جمال العالم بدون منازع.

كارلا: أحرجتني معك فعلا.

الولد الثاني: لينا! توقفي عن مضايقتها. أعتذر عن تصرفها غير اللائق.

كارلا: لا داعي لمعاتبتها فهي لم تفعل شيئا خاطئا.

الولد الثاني: كما تريان فنحن أربعة رفاق من رتب ألماسية غدا سنغادر في مأموريات للانضمام للأركان الحربية .

ماتياس: هكذا إذا، أدعو لكم بالتوفيق.

لينا: ألا تريد أن تصبح لواء يا سيد ماتياس؟

ماتياس: بلى أريد، فأنا أيضا سأبدأ مأمورياتي غدا.

لينا: لم لا نغادر معا إذا؟

الولد الثاني: لينا! ألا تعرفين أن الزمرد والياقوت يغادرون بسرية تامة وفي زمن مخفي عن البقية.

لينا: آسفة فلقد أردت أن نكون رفقته سيمنحنا دعما معنويا.

الولد الثاني: نعتذر عن عدم التعريف بأنفسنا حتى الآن. هذا صديقي العزيز (روني) وهذه (كارين) ورفيقتها (لينا).

لينا تقاطعه وتقول: محبوبة سامي الأبدية.

سام: هلا توقفت رجاء! وأنا أدعى (سام).

ماتياس: تشرفنا بمعرفتكم.

روني: لنا عظيم الشرف، فأنتما يا رفاق حديث الساعة، وأيضا طلتكما اليوم خطفت جميع الأنظار في المتنزه هنا.

كارين: فعلا، فأنتما دوما في أبهى صوركما ولكن لا تظهران معا كثيرا.

ماتياس: ربما لأنني أنغمس في المغامرات كثيرا.

روني: هذا ما كنت أتوقعه! أنت أيضا محب للمغامرة مثلنا.

كارلا: مجانين مغامرة آخرون إذا!

روني: أوه، يبدو أنني قلت شيئا خاطئا.

ماتياس: كلا لم تخطئ في شيء، فهي مرت بتجربة غير جيدة مسبقا ولهذا أصبحت تحترس قليلا من المغامرين.

روني: آسف يا آنستي.

كارلا: لا داعي لذلك، فلقد تجاوزت مشكلتي بالفعل.

لينا: لم لا تغيرون هذا الجو يا رفاق؟

كارين: منذ متى وأنتما متزوجان؟

ماتياس: منذ مدة ليست بطويلة.

كارين: هل يمكنكما أن ترويا لنا كيف التقيتما؟

كارلا تبتهج قليلا وتعود للمزاج الجيد وتبدأ بروي قصتهما لهم وفي تلك الأثناء يتهامس ماتياس وسام " حسنا لقد استعدناها الآن". يقول ماتياس.

سام: وكيف ذلك؟

ماتياس: إنها تنسى كل ما حدث بلحظات وتتجاهل كل ما تحس به عندما تسرد قصة معينة أو يعجبها حديث ما.

سام: هههه إنها مميزة فعلا.

روني ينضم لهما ويهمس هو أيضا: أوي عم تتهامسان؟

ماتياس: لا شيء فقط كنا نتحدث عن كارلا.

روني: نعم، ألم تكن متضايقة قبل قليل؟

سام: بلى، هي تنسى همومها عندما تجد من تحادثه بعفوية.

روني: واااو، إنها نعمة أنك تزوجتها يا ماتياس.

في جانب كارلا، " لا بد أنك تحبينه جدا". تقول لينا.

كارين: أليس كذلك؟ فهذه قصة عجيبة ولكنها ظريفة جدا. أنقذ قريتك من قطاع الطرق وزوّجك جدك بطلب منك.

لينا: إنه ما يقال عنه الحب من أول نظرة.

تحمر كارلا قليلا وتقول لهما: توقفا أنتما.

لينا: ليت قصتي مع سام كانت رومانسية هكذا.

كارلا: وماذا حدث بينكما؟

لينا: نحن صديقا طفولة وبدأنا بالمواعدة قبل عام من الآن ونخطط للزواج بعد النجاح في المأموريات.

كارلا: لكن، هذه حياة طبيعية.

لينا: هذه هي المشكلة! لأنها طبيعية جدا! ليس فيها حماس ومغامرات وإنقاذ ومخاطرة مثلكما.

كارلا: لكن على الأقل كليكما مغامر وتستطيعان قضاء مزيد من الوقت معا. أنت لا تدركين أنني أحظى بقليل من الوقت مع ماتياس لأن أغلب يومه يكون في مغامرات وخارج البيت.

كارين: هذا الجزء الحزين من القصة.

كارلا: لقد قال سام أنك رفيقة روني سابقا.

كارين: حسنا، نحن مجرد رفيقين صادف أننا ذهبنا مرة في مغامرة ياقوتية معا مع عدة ألماس أخرين وكنا الناجيين الوحيدين فيها ولكنني كنت مصابة بعض الإصابات الخطيرة حملني حتى عدنا للنقابة وأخذني لمشفى المغامرين الكبير وكان يعتني بي حتى تعافيت وفي تلك الأيام كان إعجابي به يزيد يوما تلو الآخر وكان يطمئنني دوما بأنني سأكون بخير.

كارلا: هذه ما يمكن تسميتها قصة رومانسية مثالية.

لينا: هل رأيت؟ كلتا قصتيكما مثيرة ومليئة بالأحداث إلا أنا.

كارلا: ولكنني أثق أنكما تحبان بعضكما جدا.

يحمر وجه لينا وتقول: ليس الأمر أنه كذلك.

وفي الجانب الآخر يكون الأولاد يتحدثون عن بعض مغامراتهم وعندما تصل المحادثة لاحمرار وجه لينا" يبدو أنها عادت الآن". يقول ماتياس.

روني: من عاد؟

ماتياس: كارلا.

سام: كيف ذلك؟

ماتياس: حسنا إنه إحساس وهي ستلحظ غيابنا عنهم الآن.

كارلا تنظر نحوهم وتقول: لماذا أنتم بعيدون هكذا؟

يندهش روني وسام ويقولان في نفسهما: لقد كان محقا!

ماتياس: لقد كنا نتحدث قليلا عن بعض المغامرات التي خضناها.

كارلا: مغامرات مجددا؟

روني: إنها الحياة.

كارلا: لا أعلم ما هو الممتع في المخاطرة هكذا؟

سام: المخاطرة بحد ذاتها ممتعة.

كارلا: ما نوع تلك المغامرة التي أصيبت فيها كارين لتلك الدرجة يا روني؟

روني: لقد كان امتحان تصعيد لرتبة (الألماس المحدد).

كارلا: لا أصدق أنه صعب لتلك الدرجة حت يموت عدة ألماس ويصاب أحد الناجيين لتلك الدرجة!

روني: لقد كانت المهمة الأخيرة في الامتحان من رتبة ياقوتية لكنها تشمل ستة ألماسيين معا كنا من ضمنهم. المطلوب فيها كان العمل الجماعي ولكن أولئك الأربعة اغتروا بأنفسهم كثيرا وانطلقوا منفردين وتمكن منهم أسياد تلك الغابة. أذكر أنه من بينهم ملك وملكة العناكب الكارثة وكثير من الأناكوندا كانت منتشرة في الغابة ومختلف الوحوش العملاقة كانت هناك.

ماتياس يقول في نفسه: ملك وملكة العناكب معا!؟ لا بد أنها كانت صعبة لهم.

ماتياس: وكيف استطعتم مواجهة كل تلك الأشياء في نفس الوقت؟

روني: كلا كلا، الإمتحان لم يكن عن مواجهتهم لأننا سنهلك لا محالة، هذا الجزء كان عبارة عن النجاة في تلك الغابة لمدة أسبوع كامل والعودة ببعض الآثار والعناصر المطلوبة منا للنقابة.

كارلا: لهذا كان العمل الجماعي مطلوبا!

روني: بالضبط. ولكن في اليوم الأخير كنت أستخرج بعض المتطلبات من كهف للذئاب البيضاء وكانت كارين تحرس المدخل عندما تسللنا لهناك ولكنني لم أخرج لي الموعد المناسب واضطرت لمواجهتهم عند عودتهم لكهفهم ولكنها أصيبت كثيرا بسببي، لقد ندمت كثيرا يومها وأقسمت أنني لن أسامح نفسي لتعريضها لذلك الخطر المحدق.

كارين تمسك يده وتقول له: روني! أخبرتك ألا تقول مثل هذا الكلام.

روني يشعر ببعض الإحباط ويقول: ولكن بسببي..

تقاطعه كارين بعدها وتقول: ليس بسببك. فقد كان على أحدنا أن يحرس ذلك الباب وأنت تعلم أنني سيئة في استخراج المعادن والمواد المعقدة، وبعد كل شيء أنا على قيد الحياة بسببك.

روني: بعد أن كنت على وشك فقدها بسببي أيضا.

كارين: لم لا تريد أن تتناسى ذلك فقط؟

روني: لأنه لا يمكنني أن أحمل أحدا آخر أخطائي، فبعد إنجازنا الإمتحان وعدت ألا أفارقك حتى تتعافي تماما.

كارين: وأنا وعدت ألا أفارقك حتى أموت.

لينا تنظر إليهما بعاطفة كبيرة وتقول: يالكما من حبيبين!

ماتياس: لقد كانت قصة مؤثرة فعلا!

كارلا: إن جانبك من الحكاية مثير للانتباه جدا!

روني: أظنه كان مقدرا لذلك أن يحدث لكي أتعرف بشخص لطيف مثلها.

سام: ما رأيكم بالتجوال في المتنزه قليلا قبل أن يضيع علينا مزيد من الوقت.

لينا: فكرة جيدة.

يذهب الرفاق في أنحاء الحديقة ويشاهدون مختلف الوحوش ويجربون عدة أنواع من الألعاب في ملاهي الحديقة ويمر عليهم الوقت وتقترب الشمس من الغروب وحان موعد الفراق.

سام: لقد كان يوما جميلا برفقتكما يا سادة.

ماتياس: لا داعي للرسميات فنحن أصدقاء بالفعل الآن.

لينا: سوف نشتاق لكم كثيرا.

كارلا: ونحن أيضا.

لينا: متى ستغادر في مأموريتك يا ماتياس؟

سام: لينا، لقد أخبرتك سابقا، إنها سرية الموعد.

ماتياس: كلا لا أرى مشكلة في إخبارها. سوف أغادر غدا صباحا ومعي رفيقيّ أيضا برتبة ياقوت وبلاتين.

لينا: بلاتين!؟ كيف قبلوا به في الأركان أساسا؟

ماتياس: بتوصية مني.

لينا: لا بد أنه قوي جدا!

ماتياس: كلا لأنه إلم أوص به فسوف يذهب بدون توصية وأظنه سيقتل نفسه حينها.

لينا: ولكنه إذا ذهب سيموت أيضا!

ماتياس: أضع فيه ثقة أنه لن يموت فأنا أعرفه منذ مدة وأعرف أنه لا يستهان به.

لينا: نرجو أن تعرفنا به لاحقا.

ماتياس: أعدكم بذلك.

كارين: كلما طال البقاء صعب الفراق أليس كذلك؟

روني: بلى ولكن سنقابل ماتياس في المأمورية غدا أيضا أم ماذا؟

سام: ذلك احتمال ضعيف فهو سيذهب بطريق مختلف عنا وأظن لمناطق أصعب منا ولكن أرجو أن يحدث العكس.

كارين: وأنا أيضا.

روني: حسنا لقد طال هذا الحديث كثيرا، ألا تظنون أن علينا جعلهما يغادران فنحن احتكرناهما اليوم كاملا حرفيا.

كارلا تضحك وتقول: لقد كانت الرحلة اليوم ممتعة بفضلكم يا رفاق، والآن نستأذن بالرحيل.

ماتياس: نلتقي لاحقا يا جماعة.

لينا تحضن كارلا وتقول لها: سوف أفتقدك يا كارلا.

كارلا: وأنا أيضا.

روني: رافقتكم السلامة.

يغادر ماتياس وكارلا بعدها للقصر بعد وداع صعب مع الرفاق الجدد.

2024/07/01 · 34 مشاهدة · 3200 كلمة
نادي الروايات - 2025