كارلا: لم أنت متأكدة هكذا؟

فليم: لأنه من الواضح أنك الأجمل.

هينّا: بكل تأكيد.

تخجل كارلا وتقول لهم: إنها مبالغة كبيرة.

فليم: ليست مبالغة يا عزيزتي.

كارلا: لم لا تريدان المشاركة؟

هينّا: أظن لأننا كبرنا كثيرا على هذه الأشياء، وهذه فرصة لكم أيتها الشابات لترين العالم جمالكن.

كارلا: ومتى سيكون وقتها؟

فليم: في وقت متأخر من الليل كما هو المعتاد. لم لا تذهبين لمشاهدة حلبة القتال مع ماتياس، فالمباريات ممتعة بين التنانين والعشائر الأخرى.

كارلا: حسنا كما أظن.

يغادرون بعدها نحو ساحة كبيرة بها الكثير من حلبات ويلاحظون ديلمونت ومارك يتحاوران داخل إحداهن.

مارك: لا تظن أنني سأتساهل معك.

ديلمونت: ماذا تقول أيها العجوز؟ أنا من لن يتساهل مع كهل مثلك!

مارك: أطفال هذه الأيام ومزاحهم الكثير يزعجونني جدا.

تظهر حولهما هالات سحر ويغطي مارك يديه بسحر نار بينما يجهز ديلمونت كرات ماء ويشكلها عدة مرات لتصبح أشبه ما يكون بإبر وبعض الحراب يتعجب ماتياس من كمية المانا المنبعثة منهما ويقول لمارس: هناك شيء غريب في هذا القتال ولكن لا أعرف ما هو.

مارس: لا أظن ذلك فمن وجهة نظري إنه قتال عادي ولكنه بين شخصين قويين فحسب.

يبدأ ديلمونت بإلقاء إبره وحرابه على مارك ولكنه يلكمها لتتلاشى ويتقدم بسرعة نحو ديلمونت وتبدأ ملاكمة وصد سريعة بينهما تتعجب الفتيات من سرعة وقوة تصادماتهما ولكن ماتياس ومارس يتابعان لحظة بلحظة وتظل تساؤلات ماتياس في نفسه قائمة يتواصل القتال لمدة طويلة تمل فيها الفتيات من المشاهدة وتقول كارلا: لم لا تدخلان تلك الحلبة فهي فارغة حاليا وهذا القتال لا أظنه سينتهي قريبا.

ماتياس: ما رأيك؟

مارس: لا مانع لدي.

يتحركون للحلبة الفارغة وقبل أن يدخل مارس يأتي أحد التنانين ويقول: مهلا لحظة، لماذا أرى بشريا هنا؟ ثم كيف له أن يتحدى السيد مارس؟ عليك بتجاوزي أولا.

كارلا: من أين أتى هذا الشخص الآن؟

مارس: ماتياس، عليك به.

ماتياس: نؤجل قتالنا إذا؟

مارس: نعم.

ماتياس: حسنا كما تريد.

مارس: وشيء آخر.

ماتياس: ماذا؟

مارس: حاول ألا تقتله رجاء.

ماتياس: هييه! ماذا تظنني يا هذا؟!

التنين: يقتلني؟! هذا البشري؟!!! أنتم تستهينون بي كثيرا.

مارس: حسنا اصعدا، سأكون الحكم.

يصعد كلاهما للحلبة ويقف أمامه التنين باستهتار ويقول له: سأمنحك الضربة الأولى ولن أتحرك من مكاني ولو شبرا لأريك عظمتنا.

مارس: ابدآ.

التنين: تقدم.

ماتياس ينظر له ويلمس سيفه ثم يقول في نفسه: كلا، لا يجوز القتل هنا.

يقف أمام التنين ويلكمه لكمة واحدة في بطنه تجعله يحلق خارج الحلبة ويتألم ممسكا ببطنه ويقف بصعوبة ويقول مارس: لقد انتهت المبا....

التنين يلقط أنفاسه بصعوبة ويقول: م.. مهلا لحظة، لم تنته المباراة بعد.

مارس: حسنا، أنت خارج الحلبة، ثم أنت لا يمكنك المواصلة.

التنين يسعل بعدها ويجمع أنفاسه مجددا: كلا، يمكنني.

يسقط بعدها مغمي عليه ويقول ماتياس: لقد مات في النهاية إذاً.

مارس: كلا لم يمت، هو مغشي عليه فقط، أخبرتك أن تتساهل معه.

ماتياس: لقد لكمته بدون سحر حتى.

مارس: وماذا الآن؟

ماتياس: لا أدري هل نتقاتل أم ماذا؟

تأتي كارلا لهم بعد أن ملت من مباراة ديلمونت ومارك وتقول: ماذا حدث هنا؟ ولم هذا مغشي عليه بهذا الشكل؟

مارس: مواجهة من طرف واحد باختصار شديد.

كارلا: هييييه، مابالك تضرب الآخرين بشدة هكذا؟

ماتياس: لقد كانت لكمة واحدة.

كارلا: حسنا يكفي قتالات الليلة.

ماتياس: ولكن....

كارلا: قلت يكفي.

ماتياس: حاضر.

كارلا: أتعلم شيئا، لقد اقترب موعد مسابقة الجمال وبطريقة ما أقنعت جينا بالمشاركة.

مارس: يبدو هذا مثيرا.

يذهبون بعدها نحو منصة المسابقة ويلاحظون عددا من الفتيات عليها والعديد من الشبان حول المنصة، وتقول كارلا: حسنا يا جينا، هيا بنا.

جينا: تمنوا لنا التوفيق.

مارس: بالتوفيق لكما.

بعد مدة من الوقت رتبت البنات أنفسهن فيها يبدأن بالصعود على منصة العرض واحدة تلو الأخرى مع شارات تحمل رقم مخصص لهن وأسمائهن وتتصاعد صيحات من الشباب الموجودين هناك حتى تظهر كارلا وتقف أمامهم ويعم صمت غريب في المكان وينظر لها ماتياس ببعض من الدهشة وبعد عدة لحظات تتعالى الصيحات: كارلا، أنت الأفضل!! تزوجيني رجاء!! سوف أصوت لك بالتأكيد! دعيني أكن عبدك رجاء!!

ماتياس يستغرب ويقول في نفسه: مهلا لحظة، ألا يبالغون قليلا؟!! عبدا لها أو ماذا؟!!

يضحك بعدها ضحكة خفيفة ويتواصل صعود الفتيات على المنصة ولكن: لا أدري لماذا ولكن، هل أصبحت الفتيات مملات فجأة بعد ذهاب كارلا أم أنني أتخيل؟ نعم فهي الأجمل حتما في هذا العالم. آاااه فتاة مثلها لن تقبل بمثلنا أزواجا لها. ثم من الواضح أنها من أسرة تنانين ملكية ما فشكلها بشري بالكامل إن لاحظت ذلك. نعم إنها بشرية الشكل بالكامل فعلا، سحقا. سوف أصبح خادما لها حتما.

ماتياس يسمع حديثهم ويقول في نفسه: ألم يكن يريد العبودية قبل قليل؟ التنانين كائنات غريبة فعلا.

يبدأ الإعلان عن منح الأصوات للفائزة وتربح كارلا بفارق كبير جدا وتمنح باقة زهور حمراء وكأس ذهبية كبيرة منحوت عليها اسمها ووسام شرف وتعود لتنزل لماتياس تقفز فجأة في حضنه وتقول له: لقد كنت خائفة ألا أفوز.

ماتياس يربت على شعرها ويقول لها: وأنا كنت واثقا من فوزك.

مارس: مبارك لك يا كارلا.

جينا: لقد تفوقت علينا بجدارة.

كارلا: كلا، ليس إنجازا عظيما هكذا.

هينّا تأتي من خلفهم بغتة وتقول: ما رأيكم بالاحتفال والاستمتاع بباقي الليلة.

جينا: أمي! متى وقفتي هنا؟

هينّا: ليس من وقت طويل. أخبرتك أنك ستفوزين.

تنظر بعدها نحو كارلا وترد لها بخجل: شكرا لك لأنك شجعتني.

هينّا: دعونا من ذلك ما رأيكم بالجلوس في المائدة وتناول بعض المأكولات والمشروبات فالليلة لن تعوض.

مارس: أوافق.

جينا: معكما دوما.

كارلا: هل تريد المشاركة يا ماتياس؟

ماتياس: يبدو أنه لا خيار أمامي.

يغادرون جميعا ويذهبون لمائدة كانت فليم جالسة وتشرب بعض المشروبات فيها وتقول لهم: أهلا، أتريدون المشاركة؟

هينّا: بكل تأكيد.

تنادي فليم على أحد الخدم وتطلب منه أن يحضر عشاء يكفي الموجودين هنا ولشخصين إضافيين ويذهب بعدها، تدور بينهم بعض الحوارات وبعد أن يصل الخادم ومعه العشاء ويبدأون بالأكل يعود ديلمونت ومارك وهما منهكان تماما من مباراتهما التي لم تعرف نتيجتها حتى الآن.

ديلمونت يشهق ويزفر ويقول: لست سيئا أيها العجوز.

مارك يلتقط أنفاسه كذلك ويقول: لم أحصل على مواجهة كهذه منذ وقت طويل.

ديلمونت: ولكن، يجب أن تعترف بالهزيمة.

مارك: عن أي هزيمة تتحدث؟ تقصد هزيمتك؟ فلقد أبرحتك ضربا.

ديلمونت: هيييه، لقد خسرت بكل وضوح.

مارك: لم أخسر، وما هذا؟ هل بدأتم الأكل بدوننا؟!

فليم: لقد طلبنا لكم عشاء اثنين مسبقا، اجلسا لتناوله قبل أن يبرد.

يجلسان ليبدآ الأكل أيضا ويقول مارك: لم أكن أظن أن سكان البحر قد يكون لديهم أشخاص يقفون في وجهي مثلك.

ديلمونت: لا تستهن بالبحر. فنحن أفضل منكم في كل النواحي.

مارك: ليس كل النواحي فطعامنا أفضل بكثير.

ديلمونت: ماذا تقول؟ بالتأكيد طعامنا أفضل.

مارك: عن أي طعام تتحدث؟! أهو السمك الذي تتناولونه كل يوم هناك؟؟

ديلمونت: أذكر أنك في كل مرة أتيت فيها إلينا كنت تشتهي هذا السمك أكثر من كل شيء.

مارك: هذا لا يغير حقيقة أن طعامنا أفضل.

ديلمونت: أتقصد لحومكم هذه؟

مارك: نعم لحومنا هذه أراك تفترسها كتلك الأسود الغبية.

مارك يأخذ قضمة كبيرة ويقول بصوت غير مسموع بسبب الطعام في فمه: لا تشبهني بأولئك المتوحشين.

مارك يضحك ويقول: أرأيت؟ لا تستطيع مقاومتها فهي الأجود.

ديلمونت يتكلم بصوت غير مفهوم مجددا ويقول: ليس كذلك.

يضحك عليهما الجميع وتتواصل مواضيعهم حتى يمر الوقت ويكون أغلب الناس قد غادروا بالفعل، ذهب الرفاق لبوابة الغابة لتوديع بعضهم وهناك كارلا تشعر بالنعاس عندها تتثاءب وتقول هينّا: يبدو أن مواعيدها هي أيضا قد حانت.

ماتياس: أعتذر عن ذلك، وشكرا على الدعوة.

كارلا: لقد استمتعنا كثيرا اليوم.

يكون سائق العربة واقفا أمامهم ويقول: حان وقت الرحيل إذاً.

تنام كارلا فجأة على يدي ماتياس ويقول: لقد أنهكت نفسها مجددا، إلى اللقاء جميعا.

يودعون بعضهم ويصعد ماتياس وكارلا العربة ويعودون للقصر ويحملها حتى الوصول لهناك ويجد هارولد مستيقظا لاستقبالهما ويقول: مرحبا بعودتك سيدي، أتمنى أن تكون قضيت وقتا ممتعا.

ماتياس: نعم بالفعل، ولكن كارلا نائمة الآن حتى.

هارولد: لا بد أنها كانت ليلة حافلة. أعتذر عن تعطيلكما، ليلة هنيئة.

يصعد بها السلالم ويضعها على السرير وينزع منها حذائها ويقول في نفسه: كارلا غريبة جدا! كل يوم أكتشف عنها شيئا جديدا.

كارلا تهمس بصوت نعسان: ماتياس.

يرد لها ماتياس بكل هدوء: نعم عزيزتي.

كارلا: ساعدني رجاء فالجو حار.

" لا بد أنه بسبب ذلك الفستان فقماشه ثقيل للغاية عليها". يفكر ماتياس أثناء قوله لها: حسنا. هل تريدين تغيير ملابسك؟

كارلا تتثاءب وتقول: انزعها عني رجاء فأنا متعبة للغاية.

يفك ماتياس الربطة الخلفية للفستان وينتزعه منها بكل هدوء ويلاحظ أنها قد نامت مسبقا ولا تعطي أي رد فعل. "حسنا هكذا أكثر إراحة لها الآن ولكن هل سترضى بذلك فعلا؟ أن تستيقظ وتجد نفسها بملابسها الداخلية فقط؟ لا لا لا، يجب أن ألبسها ملابس نوم خفيفة على الأقل". يفكر ماتياس بتوتر بينما هو ينظر لجسد كارلا الجذاب شبه العاري. يخرج لها من الدولاب لبسة نوم ذات قماشة خفيفة ويقول: هكذا أفضل.

يغير ملابسه أيضا ويقول: لقد كان يوما حافلا آخر، أتساءل ما قد يحمله لنا الغد. ليلة سعيدة كارلا.

2024/07/05 · 27 مشاهدة · 1370 كلمة
نادي الروايات - 2025