"ما..... ماذا؟ لماذا حدث لي هذا من بين جميع الأحداث؟". يبصق دما وينظر لملابسه المغرقة في دمائه ويواصل بعدها. "على الأقل تمنيت أن أموت في ساحة المعركة لا أن يتم طعن ظهري من قبل الأقربين لي. سحقا لهذه النهاية! ولكنني أتفهم سبب غدرهم لي". يسعل ويتواصل خروج الدماء من جسمه المفتول العضلات ويلمس جرحه الكبير ويخرج يده وهي متقدة الاحمرار من كثرة الدم المنبثق كالنافورة والنيران تشتعل في غرفته وبيته الخشبي الكبير ويقول." لا أمل. لكن مهما يكن لن أموت إلا بفخر ورأسي مرفوع". تبدأ الرؤية تصبح ضبابية حوله والحرارة تصبح حوله غير محتملة للبشر. "أبي أرجو ألا تغضب علي لأنني لم أمت ميتة شرف مثلك. أمي أدعو ألا يصيبك مكروه في غيابي. كريس أصبحت شخصا يعتمد عليه حقا، أرجوك اعتن بوالدتنا من بعدي". ساد الظلام المكان." أخيرا حانت لحظتي. قادم لرؤيتك يا والدي".

يسمع صوت ينادي ويقول: ماتياس! ماتياس! افتح عينيك.

"ماذا؟ ألم أمت بعد؟ لماذا يمكنني سماع صوت ما؟ ومن أنت يا هذا؟" يقول ماتياس.

يردد الصوت: افتح عينيك لترى ما يحدث.

يفتح ماتياس عينيه بثقل ويدخل فيهما ضوء شديد التوهج يندهش مما يرى ويقول: كلا كلا هناك خطأ ما لقد مت وانتهى الأمر.

"نعم. لقد مت! ولكن لم ينته الأمر بعد" يقول الرجل الواقف أمامه.

"كيف ذلك؟ لقد اخترقني سيف واحترقت داخل غرفتي!". يرد ماتياس.

" نعم كل ذلك حدث. ولكن أنا أرى أنه لا يجب عليك الموت هناك ولا بتلك الطريقة". يقول الرجل.

"وما أدراك بي لتخبرني هذا؟". يقول ماتياس.

" بصورة مختصرة أنا الحاكم العام لهذه العوالم يسميني الناس ب(كلايدون)". يقول الرجل.

"حاكم عام؟ عوالم؟ أظنني سمعت اسمك في مكان ما. أهااا تذكرت لقد كان بعض مواطني الدول المجاورة لنا يعبدون إلها يدعى كلايدون لكن لم أظن أنه ستتاح لي فرصة مقابلته شخصيا. ولكن ما هي قصة العوالم هذه؟ وأين هي فعلا؟". يقول ماتياس.

يبتسم كلايدون ويقول: يبدو أنك لم تستفق بالكامل بعد انظر تحتك.

يلاحظ ماتياس أنه طول هذه المدة كان واقفا في الفراغ طافيا وينظر لأسفل قدميه ويرى ما هو أشبه لمجرات وكواكب لكنها أكبر من الأرض. "كل هذه المدة كانت كل هذه تحتي ولم ألاحظ" يقول ماتياس.

"هل أنت تحكم كل هذه لوحدك فعلا؟" سأل ماتياس.

يقول له كلايدون: أنا أشبه ما يكون لمشرف عام عليها ولدي حاكم لكل عالم على حدة.

"ومن كان حاكم عالمي؟ " سأل ماتياس.

"إنه يدعى (زيريف) ولكنه مهمل جدا بسببه مت في غير زمنك" يرد كلايدون.

"زيريف؟!!! إنه اسم الاله الذي نعبده!! كيف له أن يكون مهملا؟" يقول ماتياس بتعجب.

يرد عليه كلايدون: كلا. هو أكثر حاكم مهمل لعالمه لدرجة أن عالمكم أوشك أن يزول بتصادم الكواكب مع بعضها بسبب اهماله وعالمه يعتبر الأضعف بين الجميع.

ماتياس: وما هو مصيري بعد الآن؟

كلايدون: أريد أن أنقلك إلى عالم آخر أنا حاكمه.

ماتياس: ماذا؟!! لقد كنت أظنك ستنقلني لموطني.

كلايدون: كلا. هذا الغر زيريف لا يستحقك.

ماتياس: هييييه.

كلايدون: عالمي هو الأقوى ولكنه يفتقر إلى شخص يحافظ على موازين قوة بين الخير والشر فيه لأن جيوش الشياطين بدأت تعيث فسادا وأغلبية الأبطال فيه أصابهم الكبر أو قتلوا في معارك ضد الشياطين فيه.

ماتياس: مهلا لحظة عالمك هو الأقوى وأنا أنتمي للأضعف فكيف لي أن أفيدك؟

كلايدون: لا تخف سأمنحك القدرة الجسدية المناسبة لساموراي مثلك وسأعيطك ميزة استخدام السحر بأقصى قدرة غير ممكن للبشر العاديين استخدامها كما وستكون تحت حمايتي على الدوام.

ماتياس: ما هو السحر؟ هل هو كالذي تستخدمه تلك العجوز في بلدتنا؟

كلايدون: يالهذا الغبي زيريف! لم يكلف نفسه عناء إضافة السحر لعالمه حتى. ولكن كلا، ليس كالذي تستخدمه تلك العجوز.

ماتياس: وكيف لي أن أستخدم ما لا أفهمه ولا أعرفه؟

كلايدون: ستتعلم في العالم الذي ستذهب إليه.

ماتياس: وهل سأواجه الشياطين لوحدي هناك؟

كلايدون: بل سيكون معك الرفاق المناسبين لذلك.

ماتياس: على الأقل دعني أودع أمي وأخي قبل أن أغادر.

كلايدون: آسف فعلا ولكنهم دفنوك بالفعل في عالمك.

ماتياس: أرى أنه وداع إذن.

كلايدون: الوقت في هذا الفراغ يسري بسرعة مختلفة.

ماتياس: دعني آخذ سيف الكاتانا الخاص بي معي على الأقل كأمنية أخيرة.

كلايدون: لك ذلك وسأضيف عليه ميزات ليكون سلاحا أسطوريا هناك. قبل أن أودعك سأقول لك لقد أعطيتك قدرة أن تفهم وتتكلم كل لغات عالمي حتى لا يكون التواصل عبئا عليك.

ماتياس: شكرا جزيلا.

كلايدون: هذا أقل ما يمكنني فعله لك يأيها الساموراي النبيل ماتياس. حسنا هذا وداع إلى لقاء آخر.

ماتياس: إلى اللقاء.

يحيط بعدها ضوء بماتياس ويرمش ليرى أنه ساقط من السماء ويصرخ: واااااااااااااه ما هذا؟ لقد رماني لأموت مجددا إذن لقد كانت آخر محادثة قبل موتي مثيرة للاهتمام فعلا. وداعا أيتها الحياة مجددا.

يواصل السقوط وفي النهاية يقع في صحراء ساخنة ويصنع بسبب الصدمة فوهة كبيرة كاصطدام نيزك بالأرض. يقع على قدميه في النهاية ينفض جسده من الغبار ويقول: على الأقل كان يمكن أن ينزلني برفق.

ينظر في الأفق ويرى جرد الصحراء فقط ويقول: أو على الأقل بمكان فيه ناس بدل هذه الصحراء. آه منه، أنا لا أعرف إلى أين أتجه حتى. هاه سأمشي فحسب وليأخذني قدري.

يمشي ماتياس على طول النهار حتى مغيب الشمس ويرى خيال قرية بعيدة، يبتهج ويبدأ بالاسراع في المشي حتى إذا اقترب سمع صراخا قادما من جهة القرية.

2024/04/15 · 161 مشاهدة · 803 كلمة
نادي الروايات - 2025