(القصة من منظور ناثان)
أعد ذلك اللاعب كرة عجيبة أخرى وهاجم ذلك الشخص مجددا بقوة غاشمة ولكنه للأسف استهدف كارين التي استلمت الهجوم بكل سهولة وأعطت الكرة للينا بكل مهارة وقالت لي: حلّق الآن.
قفزت من شدة حماسي قبل أن تصل لها الكرة حتى ولكن مرة أخرى أعدت لي الكرة في يدي حرفيا كل ما كان يلزمني هو إطلاق العنان ليدي وضربها بكل ما تملك من قوة. ضربتها كما قالت بدون تساهل حتى أنني استمتعت من نفسي وقتها، من شدة الهجوم حاول الليبيرو صده ولكن الكرة انعكست خارجة من الملعب وكان ذلك هدف المباراة الأول. شعرت بفرحة غامرة وقتها كما لو أنني حصلت على كأس العالم أو شيء ما كهذا وجاءت كاربن ولينا وأعطيتاني تحية كفوف عالية وقالت لينا: المباراة لا تزال في بدايتها.
قالت كارين: نعم لا يجب علينا التهاون.
أخذت كارين الكرة واستعدت لإرسال ساحق آخر وعندما وصل الناحية الأخرى أظن هذا الليبيرو ليس محترفا كالسابق لأنه أعطى الكرة للضارب الأيمن الذي قام بإعداد متقاطع للضارب الأيسر، قفز ذلك اللاعب قفزة عالية وحاول ضرب الكرة ولكن هيهات فأنا من يقف أمامك، قفزت كحاجز صد من لاعب واحد لأغلقه ونجحت بذلك ولكن صادف أن الليبيرو الانتحاري يلعب خلفه سقط وراء الكرة مجددا وأنقذها بمهارة ولكنها قطعت الشبكة لتصل إلي معدة جاهزة ما علي إلا ضربها وهتفت لي لينا: اضربها يا ناثان.
تحمست وقفزت عاليا وضربتها مجددا بكل ما أملك وكان الليبيرو ساقطا على الأرض ولم يلحق بالكرة في الزمن المناسب وكان ذلك هدفنا الثاني.
تبادلنا تحية كفوف عالية مجددا وعادت كارين لتضرب الإرسال الساحق مجددا، تبا لا يمكنني أن أمل من هذا الإرسال أبدا وبينما كانت كارين تستعد للإرسال قالت لي لينا: في العادة كنا نضع كارين كأول مرسل وتحصد نصف نقاط فوزنا فقط من إرسالاتها ولكن هؤلاء أقوياء بحق.
رأيت علامات الحماس على وجهها إحساس أن تواجه شخصا يصعب عليك هزيمته لهو إحساس رائع بحق أن تبذل كل جهدك في سبيل إنجاز ما تستطيع فعله عادة بكل سهولة إنه شيء يستحق المثابرة حقا. استعدت تركزي تجاه المباراة وضربت كارين إرسالها الساحق مجددا وهذه المرة كان الاستقبال أقل دقة من السابق بل يمكنني القول أنه لم يكن استقبالا لقد اكتفى ذلك الشخص بضرب الكرة عاليا في منتصف الميدان وأتى ذلك المعد من الخلف قافزا ليعد الكرة من منتصف الملعب للضارب الأيسر الذي ضرب الكرة اتجاه الليبيرو خاصتنا ولكنه استقبلها بصعوبة أيضا ولكنها وصلت للينا بطريقة غير مبشرة بالخير إطلاقا واكتفت لينا بكلمة واحدة لي: اقفز!
فعلت كما قالت لي وقفزت بأعلى ما يمكنني ورميت بيدي بدون أن أدري أن الكرة وصلتها حتى وضربت بكل يدي كان الليبيرو في خانة الصد لذا لم يوجد في الخلف من يسد خانة الانتحار مكانه حاول المدافع الأيسر استقبال الكرة ولكنه فشل فشلا ذريعا وكانت تلك نقطتنا الثالثة، وبعد أن ضربت كارين إرسالها التالي كان المعد في خانة الليبيرو حاليا والعكس استلم المعد الكرة بسهولة وأعطاها لليبيرو الذي أعدها بمهارة للضارب الأيمن وهاجم كارين ولكنها أعطت الكرة للينا التي أعدتها لي مجددا وبدون توصية منها كنت محلقا في الجو متعجبا كيف يمكن للكرة أن تكون في يدي بهذه السلاسة حتى الآن وضربت مجددا بكل قوتي حاول ذلك اللاعب حجزي ولكنه رد الكرة خارج الملعب محرزين بذلك نقطتنا الرابعة.
واصلنا على هذه الحال حتى وصلنا النقطة العاشرة وبعدها أظنهم أصبحوا جادين أخيرا، فعندما أرسلت كارين إرسالها العجيب تصدى لها المعد الذي كان في الجناح الأيسر الخلفي وأعطاها لليبيرو في خانة المهاجم الأيمن وأعدها له هو نفسه في نهاية الملعب قفز عاليا وهاجم من خلف خط الهجوم لم ألحق أن أقفز وأصده وتخطني الكرة لللاعب خلفي واستقبلها بصعوبة وأعطاها للينا وأعدتها للمهاجم الأيسر الذي هاجم بكل ما لديه من قوة ولكنهم أقاموا له حائط صد من لاعبين أسقط الكرة في ملعبنا واكتسبوا نقطتهم الأولى وواصلوا اكتساب النقاط تلو الأخرى بعدها وازداد حماس لينا وكارين بعدها بشكل واضح، أصبحت المباراة بعد عدة نقاط متوازية إلى أن وصلت لنقطة التعادل أربعة وعشرين للفريقين.
كان الإرسال عندنا هذه المرة والمرسل كان كارين ضربت الكرة بالأرض عدة مرات وأرسلت إرسالها الساحق مجددا وأرجعه الليبيرو للمعد الذي أعطاها للمهاجم الأيسر الذي صددت كرته بسرعة، انتحر خلفاه ذلك الليبيرو مجددا ولكن الكرة عادت لكارين التي ضربت الكرة بكل شغف ولكن تم صدها هي الأخرى ظنوا أن الكرة ستسقط عندنا ولكن ليس وأنا موجود أعدت الكرة بضربة خفيفة موازية للشبكة وتقدمنا بنقطة، أعطتني لينا تحية عالية وقالت لي: بقيت نقطة واحدة.
نعم نقطة واحدة لإنهاء هذا الشوط. أرسلت كارين الكرة مجددا وأظنها كانت تستهدف الليبيرو عن عمد لإطالة المباراة أكثر الذي أعطاها للمعد ومررها للاعب الذي يقف مقابلا للينا هاجم بكل ما يستطيع هو الآخر ولكن لينا قامت بصده واللاعب خلفه أعاد الكرة ولكن في جانبنا نحن جاءتني كرة جاهزة للضرب فقط هتفت علي لينا وكارين: احسمها الآن.
قفزت بكل حماس مني وضربت الكرة بكل ما أملك من قوة وحسمنا المباراة لأجلنا. هتفنا أنا ولينا وكارين بفوزنا وتبادلنا كفوفا عالية هنّأنا أعضاء الفريق الآخر وقالوا لنا أنهم استمتعوا بالمباراة شكرناهم وقالت كارين أنها لم تلعب مباراة حماسية كهذه منذ وقت طويل ودعناهم وواصلنا في رحلتنا.
بينما كنا نسير في شوارع المدينة التي لا تزال إضاءتها جميلة للغاية مررنا بحديقة واسعة كان يلعب فيها العديد من الأطفال وأهاليهم وكانت المطاعم هناك ذات رقي عال وفخمة للغاية دخلنا إحداها لتناول العشاء وقد كان يستحق فعلا، وبعد مدة أحسست بانتشار مانا غريب في الجو وكذلك لينا وكارين اتجهنا جميعا نحو مصدره لنصل للمسكن ونجد أنه لا أحد في غرفة الجلوس أظنهم ذهبوا ليروا ما يحدث، ولكن تلك المانا اختفت بعدها بلحظات.
(القصة من منظور سام)
ذهب ماتياس لغرفته حتى، أظن أن من عاداته النوم مبكرا كذلك غادر ناثان والفتاتان بدون سابق إنذار يالهم من مشاكسين، بقينا أنا ومارس وروني في غرفة الجلوس الكبيرة وأصبحنا ندردش فيما بيننا. سأل روني عن الموقف الذي جمع بين ماتياس ومارس فبدأ مارس يحكي لنا القصة: صادف أنني لست بشريا مثلكم، بل أنا تنين من عشيرة النار.
تعجبنا من كلامه وواصل بعدها: نعم كما سمعتما بالضبط، كنت أعيش في إحدى الغابات مع زوجتي وكانت لدينا بيضة على وشك أن تفقس وكان المغامرون أمثالكما دائما مايزعجوننا بالقدوم إلينا والصراخ لبعض الوقت، كنت أغضب بسرعة وأقتل كل من وقف في طريقي بدون تراجع ولكن في ذات يوم جاء كيان لم أستطع تحريك جسدي عندما أحسست بوجوده قربي.
قال روني وهو متحمس: هل كان ماتياس؟
فرد له مارس: نعم، لقد كان ماتياس، حقيقة كنت أغط في نوم عميق ولكن دخول ماتياس للغابة وقتها أيقظ حواسي فجأة وكنت آخذ حذري كلما اقترب خطوة منا وأمرت زوجتي أن تحرس البيضة مهما كلفها وعندما وقف ماتياس أمامي شعرت بأنه يجب علي أن أنحني له ولكن حاولت الصمود في وجهه وخاطبته بلغة التنانين، ما الذي جاء ببشري إلى هنا؟
اندهشت من لغته تلك وطلبت منه أن يقولها مجددا وبعد ذلك واصل كلامه: العجيب أن ماتياس كان يتكلم لغتنا ورد لي أنه يريد أن يعرف سبب مهاجمتنا للبشر الآخرين واستعمار تلك الغابة لأنفسنا فقط.
ماتياس يتكلم لغة التنانين! ما هي حقيقته يا ترى؟
واصل لنا مارس: أجبته بأننا نهاجم من يعتدي علينا فقط وأنهم كانوا مغامرين يحاولون سرقة ابننا، وبعد بعض من الوقت اقترح ماتياس أن نعيش أنا وزوجتي في باحة قصره الخلفية، إنه شخص لطيف بحق لقد كان يراعي لسلامة ابننا أكثر منا حاولت الرفض ولكنه أخبرني أن الرفض ليس خيارا كما وأني أعلم مكانتي أمامه وأخبرته أنه يمكننا إبرام عقد خادم وسيد لتسهيل الأمور، كانت ربع قوة ماتياس فقط تكفي لترجح بنا أنا وزوجتي معا واتخذنا أشكالا انسانية بعدها وحصلنا على جزء لا يتجزأ من امتيازات السيد ماتياس، وقال لي: هكذا سوف تكون لكما غرفة كبيرة خاصة بكما.
واصل مارس: اندهشت من مدى كرم ولطف ماتياس وقتها كيف لشخص قابلته توا كنت تريد قتله وتقدم له غرفة في قصر هو ولزوجته، أحسست ببعض من الصغر أمامه بصدق وأخذنا لقصره الذي كان كبيرا بحق وعرفنا بالخدم وأخذنا لغرفتنا.
واصل مارس رواية قصته لنا حتى وصل لليوم الذي تم تصنيفه فيه وبعدها أحسسنا بانفجار مانا غريب صادر من غرفة ماتياس وركضنا جميعا نحوه وعندما وصلنا كانت الغرفة فارغة.