(القصة من منظور تيم)

اليوم تعقد جلسة اجتماع كبار السادات تستضيفه مملكتنا وكان الحضور هم الملوك: ليوناردو، بيزموث، نبتون، ليڤروڤ، أنتوان. ومرافقوهم: والتر، سكايلر، نيڤيا، أليكساندر. سيُناقَش في هذا الاجتماع مصير الكائنات الفانية من البشر والإلف والشياطين الأجناس الحاكمة للعالم الأدنى وسيكون موضوعنا الأساي هو تحقيق نبوءة المجلس السابق بظهور مختار الإله كلايدون والذي يكون ماتياس ورفاقه الذين لا يعلمون ما سيقابلونه تاليا وبدأ الاجتماع بكلمة من الملك ليوناردو: مرحبا بكم في وايلد جانغل، مضى وقت لم نجلس فيه مجتمعين بهذا الشكل.

نبتون: إنها مجرد ثمانمئة سنة، ليست مدة طويلة.

بيزموث: هل كانت ثمانمئة حقا؟ ظننتها مئة أو اثنين عموما، لنعد لموضوعنا الأساسي.

ليڤروڨ: ماتياس، هذا الشخص إذا ما أدرك مكانته فإنه قد يهدد تماسك هذا العالم ولن نستطيع حتى نحن إيقافه.

ليوناردو: كلا لن يفعل شيئا بذلك التهور، فأنت لا تعرفه بعد.

ليڤروڤ: ما أعرفه هو أنه يمتلك القدرة والإمكانية لمحو هذا العالم في حال أراد ذلك.

بيزموث: أتفق مع ذلك الأسد، فماتؤاس ليس ذلك النوع من الناس، فهو شخص هادئ ومحبوب وذكي فوق ذلك إنه أقرب ما يكون بالمختار السابق داريوس.

أنتوان: داريوس لم يكن مختارا بل كان مجرد محظوظ فضولي.

نبتون: هل نسيت وصايا السيد كلايدون عليه؟ أم أنك نسيت الإشارات التي لمّح بها المرة السابقة؟

أنتوان: بعيدا عن أن سيدنا أمرنا باحترامه ومعاملته معاملة حسنة إلا أنه...

بيزموث: أعتذر يا أنتوان ولكنني لن أدعك تكمل ما ستقوله، لأن هذين الاثنين اكتسبا احترامنا عن جدارة وليس أوامر.

قال ليوناردو ونبتون: نتفق معه.

بيزموث: لربما عشتما قليلا من الوقت مع داريوس ولكن ماتياس يمكن القول أنه توأمه تماما.

ليوناردو: حسنا لنقفل ذلك الباب ونقول، أين هي نهاية هذه الحرب؟

ليڤروڤ: لم لا ندعم ماتياس ونشجعه على محو الشياطين من الوجود فقط.

ليوناردو: أثق أن تلك الخطة ستبوء بالفشل، لأن ماتياس شخص مسالم ويتمنى إنهاء كل شيء بسلمية.

بيزموث: كلامه صحيح، وهو لن يضحي بأحد رفاقه مهما كان السبب.

نبتون: إذا سألتكم، ما هو سبب بداية هذه الحرب من الأساس؟

أومأ الجميع رؤوسهم بعلامة الجهل تماما وعندما استاذنت نيڤيا للحديث: قبل ثمانمئة سنة من الآن، كان البشر والشياطين وبقية الأجناس متحابين ولكن، في أحد الأيام كان هناك وفد ملكي من مختلف الأجناس في زيارة لمملكة الشياطين وحدث شيء ما داخل قصر الملك تسبب ببدء هذه الحرب.

ليڤروڤ: هذا ما نعرفه جميعا.

نيڤيا: ما لا تعرفونه هو أنه كان لدي مخبر في داخل القصر يومها.

ليڤروڤ: ومتى وضعته هناك حتى؟

قالت: لم أضعه هناك، بل كان جزءا من الوفد نفسه.

تعجب الجميع من قصتها وطلبوا منها أن تكمل فقالت: كان أحد الأمراء هو شخص ائتمنني على حياته ذات يوم عندما كان أحد التنانين يهاجمه فطلبت منه بعد اجتماعنا السابق أن يكون مخبري عما يحدث هناك.

ليڤروڤ: فعلت كل ذلك بدون إخبار أحد؟!

نيڤيا: أعتذر عن تصرفي الأناني ولكن كان يجب أن أتصرف بشكل ما.

أنتوان: نسامحك على ذلك ولكن ماذا حدث بالداخل؟

قالت: عندما دخل الوفد كان التأهب كاملا حول وداخل القصر كما لو كانوا يحسون بأن هناك معركة ستدور، بعد أن دخلوا القصر استقبلتهم الأسرة الملكية وبعد أن جلسوا وتبادلوا أطراف الحديث وتناولوا عشاءهم ومضى الوقت حتى حانت ساعة منتصف الليل والاحتفالات والبهرجة على أبهى صورها، ورد أن الأضواء قد انطفأت فجأة وهدأت الأجواء وبعد لحظات سمع الأمير أصوات صراخ واصطدام وحين أشعلت الأضواء مجددا وُجِدَ أن أغلبية الوفد قد قُتِل وجزء من عائلة الشياطين كذلك قُتِل وعندما حاول البقية الهرب أعدموا وأُسِر ذلك الأمير وتم التحقيق معه لمدة ومن ثم رمي في إحدى الصحاري ولكنني كنت أتتبع الزيكّين خاصته منذ أن دخل تلك المملكة، لحقته قبل أن يقضي نحبه وأخبرني بما سمعتم قبل قليل.

أنتوان: إذا كانت تلك القصة الحقيقية فإنه يمكن اعتبار الشياطين معتدين على البشر وبقي الأجناس رسميا.

قال بيزموث: وماذا إن لم تكن حقيقية؟ ماذا سيكون موقفك؟

أنتوان: أعطني سببا واحدا يجعلها غير حقيقية، تجهيز حرس مسلح كامل داخل وخارج القصر، احتفالات وفي منتصف الليل إغلاق الأضواء عن عمد، أصوات صراخ وعودة الإضاءة لتجد أقرانك أمواتا لا يوجد سبب واحد يجعلها غير حقيقية.

نبتون: تمهل لحظة يا أنتوان، تجهيز حرس كامل لاستقبال وفد ملكي لعدة أجناس لهو أمر طبيعي تماما فقد يكون بين مدعوّيك خونة يريدون إفساد العلاقة بينكم، وإطفاء الأنوار فجأة هو مجرد اعتراض سحر فإذا تقابل شخصان لديهما إمكانيات متقاربة فإنه يمكن لأحدهما أن يلغي الآخر، فلربما أن جزءا من ذلك الوفد كانت لديه ضغائن دفينة تجاه الشياطين وجهز لتلك الخطة، أقرانك أموات وكذلك أمواتك أعداء توجد احتمالية خيانة مزدوجة أو متفق عليها فقد أراد الطرفان إشعال حرب بين الأجناس فقط لا غير.

ليوناردو: هذا منطقي تماما، أتفق معك في هذه.

استأذن أليكساندر بعدها وحين قال: أعتذر عن قطع حبل أفكاركم ولكن، لدي شيء ما يدور في ذهني، لربما ذلك المخبر إما أنه لم يذكر القصة الحقيقية لتبرئة جنسه أو أنه غيّر مجرى بعض الأحداث لتتماشى مع هدفه فلا أحد في ذاك الوقت يعترف بخطأه أو أنه ذكر القصة ناقصة لأنه إما نسي من التعذيب أو أنه يخاف أن تدخله تلك الأحداث في ذكريات ومتاهات لا يريد أن يراها.

قال بيزموث: لديه وجهة نظر، فنحن ركزنا مع القصة كثيرا ونسينا التحقيق مع الراوي.

قالت نيڤيا: أعتذر إذا كان مخبري كاذبا أو غيره ولكنني نقلت لكم ما سمعته فقط.

أنتوان: الاعتذار الآن لن يغير شيئا فإذا أردنا التحقق من صحة قصته فلا بد أن نسأله ولكن هو ميت بكل تأكيد الآن تذكري أن تلك الأحداث مضت قبل ثمانمئة سنة.

قال ليڤروڤ: لدينا الآن عدة سيناريوهات لما حدث منذ ذلك الوقت ولكن السؤال يبقى كيف سيوقفها هؤلاء الفانون؟

ليوناردو: لربما ماتياس يمكنه التعامل مع الوضع فإن لديه الذكاء والنباهة.

قال ليڤروڤ: ما هذا الذكاء الذي تتحدث عنه؟ هو مجرد فان.

قال ليوناردو: لقد قرأ كل كتب مكتبة وايلد جانغل الملكية في أقل من شهر واستعان بها كلها في مأموريته هذا العام.

قال بيزموث: نفس الشيء مع مكتبة كازيلاند الكبيرة.

وأضاف نبتون: تكرر ذات السيناريو مع مكتبة أتلانتس العظمى.

رأيت لأول مرة في حياتي اندهاش ليڤروڤ بهذا الشكل الغريب وقال: ألم تستغرق تلك الكتب من ألف عام لكتابتها وتوزيعها على ممالكنا؟

قال بيزموث: أخبرناك أنك لا تعرف ماتياس بعد.

قال: لربما أمنحه فرصة، إنه أول بشري يثير إعجابي بعد داريوس.

ضحك نبتون وقال: هذا نتيجة إخفاء وجود مملكتك مدة طويلة، فأنت لا تواكب الأحداث.

قال: ما من سبب يجعلني أتابع أحداث فانين.

قال نبتون: أحدهم أثار إعجابك قبل قليل.

قال: لنعد لما يهم، كيف سيوقفها ماتياس؟

أنتوان: من نظراتكم هذه أرى أنكم لن تفعلوا شيئا مجددا وستجلسون مشاهدين.

قال ليوناردو: بالضبط، فهذه ليست مشكلتنا أننا الحكام الخمسة لهذا العالم، دعهم يفعلون ما يريدون وسنراقب النتائج من ممالكنا فقط.

أضاف بيزموث: أتفق مع هذا الأسد.

نبتون: لقد زوجت ابنتي لداريوس لأنني وجدته يستحق ذلك والآن وضعت مصير العالم بين يدي ماتياس لأني أراه يستحقه أيضا.

قال أنتوان: آه منكم، حسنا أظن هذه نهاية هذا الاجتماع.

قام الجميع من مقاعدهم وفتحوا بوابات أمامهم وقال ليوناردو: حاولوا ألا يقتلكم الملل حتى المرة القادمة.

وقال نبتون: تعال لزيارتي من وقت لآخر لتدرك من يعيش في ملل بيننا هنا.

قال ليوناردو: سأفكر في ذلك، إلى اللقاء جميعا.

ودّع الملوك بعضهم وذهبوا لممالكهم ليواصلوا ما عليهم من أعمال.

2024/08/17 · 21 مشاهدة · 1116 كلمة
نادي الروايات - 2025